المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقتطفات من حياة أمير المؤمنين عليه السلام


نوارة
03-11-2008, 10:40 PM
أحكي لكم هنا بعضًا من سيرته عليه السلام على أمل أن أتمها لكم في وقتٍ لاحق فسيرته العطرة بحر زاخر لا تدرك نهايته...

الإجابة عن أسئلة الموالي :
جاء بعض الموالي إلى المدينة ، وقالوا للإمام علي (ع) : جئنا لنسألك عن ستة أمور فإن أجبتنا جواباً صحيحاً فاننا سنؤمن بك وبامامتك ( وكانت أجوبة هذه الأسئلة موجودة في كتبهم الدينية ) .
قال الإمام علي (ع) : سلو تفقهاً ولا تسألوا تعنتاً .
فقالوا :
1_ ماذا يقول الحصان في شهيته ؟
2_ ماذا يقول الديك في صياحه ؟
3_ ماذا يقول الحمار في نهيقه ؟
4_ ماذا يقول الدراج في هديله ؟
5_ ماذا يقول البلبل في ترنمه ؟
6_ ماذا يقول الضفدع في نقيقه ؟
فقال الإمام علي (ع) :
يقول الحصان في شيهته : ( سبحانك الملك القدوس ) .
يقول الديك في صياحه : ( إذكروا الله يا غافلين ) .
يقول الحمار في نهيقه : ( اللهم إلعن العشارين ) .
يقول الدراج في هديله : ( الرحمن على العرش استوى ) .
يقول البلبل في ترنمه : ( اللهم إلعن مبغضي آل محمد ) .
يقول الضفدع في نقيقه : ( سبحان المعبود في لجج البحار ) .
فقال الموالي للإمام علي (ع) بعد استماعهم لاجابته : لقد آمنا بك وصدقناك وما على وجه الأرض من هو أعلم منك .








إسلام الرجل اليهودي :
رأى أمير المؤمنين (ع) رجلاً يهودياً مضطرباً في الصحراء فسأله عن سبب اضطرابه . فقال : لقد فقدتُ أبلي الحاملة لبضاعتي .
فرسمَ أمير المؤمنين (ع) خطأ على الأرض وقال : مهلاً .
فلم يلبث طويلاً وإذا به قادم وزمام الإبل بيده ، فأعطاها للرجل وقال : : خذ زمام أبلك يا عبد الله ويأتبعُكَ أنا في المسير. فسارا حتى دخلا المدينة : فقال له الإمام علي (ع) : لقد تأخرت اليوم عن عملك فأذهب وأشتري ما تريد شرائه من البضاعة وسأبيع أنا لك بضاعتك هذه .
فباع الإمام علي (ع) البضاعة وسلّم للرجل ثمنها وكان اليهودي قد أشترى ما يريد شرائه فحمل بضاعته ورحل عن المدينة .
ومرت الأيام ورجع اليهودي إلى المدينة مرة أخرى فرأى أمير المؤمنين الإمام علي (ع) وقد إجتمع حوله جمع من الناس فسأل أحدهم : مَنْ هو هذا الرجل فأنّ له عليّ فضل لا أنساه أبداً ؟ فقالوا : أنه الخليفة علي بن أبي طالب (ع) .
فقال اليهودي : عجيبٌ أمرُ هذا الرجل إنه زعيم الإسلام وقد تصرّف بكل هذا اللطف والتواضع مع أني لم أكن من أتباع دينه. إذن أنّه على حق ودينه على ونعم الرب ربه ، فشق طريقه الناس حتى وقف بين يدي أمير المؤمنين (ع) فانحنى ووضع رأسه بين قدمي الإمام علي (ع) ، وقال : أسهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله . (1)

(1) طير السعادة : ج1 ص 91 .








الإجابة عن أسئلة اليهودي :
يقول الصحابي الشهير أبو الطفيل : لمّا مات أبو بكر وبايع الناس عمر أتاه رجل من شباب اليهود وهو في المسجد والناس حوله ، فقال : يا أيها الخليفة ، دلني على أعلمكم بالله وبرسوله وبكتابه وسنته .
قال : فأومأ بيده إلى الإمام علي (ع) ، فقال : هذا .
فتحول الرجل إلى الإمام علي (ع) فسأله : أنت كذلك ؟
قال الإمام علي (ع) : نعم .
قال الرجل : إني أُريد أن أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة .
فقال له أمير المؤمنين (ع) : أفلا قلتَ عن سبع ؟
قال اليهودي : لا ، إنما أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهن سألتك عن ثلاث ، وإن لم تصب لم أسألك .
فقال الإمام علي (ع) : فأخبرني إن أجبتك بالصواب والحق تعرف ذلك ، وكان أبو الفتى من علماء اليهود يرون أنّه من ولد هارون بن عمران (ع) .
فقال الإمام علي (ع) : والله الذي لا إله إلا هو لئن أجبتك بالحقّ والصواب لتسلمن ولتدعن اليهودية ، فحلف له الفتى .
فقال يا يهودي : سل عما بدا لك تخبر به إن شاء الله .
فقال : أخبرني عن أول شجرة وضعت على وجه الأرض ، وأول عين نبعت في الأرض ، وأوّل حجر وضع على وجه الأرض ؟
فقال : أمّا قولك : أول شجرة وضعت على وجه الأرض ، فإن اليهود يزعمون أنها الزيتونة وكذبوا ، إنها النخلة العجوة هبط بها آدم من الجنة فغرسها وأصل التمر كله منها .
وأمّا قولك : أول عين نبعت في الأرض ، فإن اليهود يزعمون أنها العين التي ببيت المقدس تحت الحجر وكذبوا ، هي عين الحيوان التي أتاها موسى وفتاه فغسلا منها السمكة فحييت ، وليس من ميت يصيبه ذلك الماء إلا حيي.
وأما قولك : أول حجر وضع على وجه الأرض ، فإن اليهود تزعم أنّه الحجر الذي ببيت المقدس وكذبوا ، إنما هو الحجر الأسود الذي هبط به آدم من الجنة فوضعه على الركن فالمسلمون يستلمونه .
قال : فأخبرني كم لهذه الأُمة من إمام هدى هادين مهديين لا يضرهم من خذلهم ؟ وأخبرني أين منزل محمد في الجنة ؟ ومن معه من أُمّته في الجنة ؟
قال : أما قولك : كم لهذه الأُمة من إمام هدى مهديين لا يضرهم من خذلهم ؟ فإن لهذه الأُمة إثني عشر إماماً هاديين مهديين لا يضرهم من خذلهم .
وأما قولك : أين منزل محمد في الجنة ؟ ففي أفضلها واشرفها جنة عدن .
وأما قولك : من مع محمد من أُمته في الجنة ؟ فسمعه هؤلاء الاثنا عشر أئّمة الهدى .
فقال الفتى : أجبت والله الذي لا إله إلا هو ، وإن هذا مكتوب عندنا بإملاء موسى وخط هارون بيده .
فقال : وأخبرني عن وصي محمد (ص) في أهله كم يعيش بعده ؟ وهل يموت موتاً أو يقتل قتلاً ؟
قال له أمير المؤمنين (ع) : ويحك يا يهودي ، وصي محمد يعيش بعده ثلاثين سنة وقتل قتلاً ، ضربة هاهنا ـ وضرب بيده إلى رأسه ـ تخضب هذه ـ وأومأ بيده إلى لحيته ـ من هذه .
قال : فقطع الفتى كُسْتِيجَهُ وقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله ، وأنك وصي محمد . (1)

(1) الغدير : ج 6 ص 269.