المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ان المتقين في مقام أمين (من الملذات الروحية)


محمدي
01-25-2009, 08:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ نعومة أظفارنا في أحظان الأمهات كنا نحتاج إلى مأمن وأمان واستقرار وراحة وفي كل تحركاتنا نلجأ إلى الوالدين وخاصة الأم للحفظ من الخوف الذي يواجهنا ولو كان بسيطا سهلا وهي أيضا تعتريها حالة خوف على فلذات أكبادها وتحاول لملمة كل الظروف الواردة
وبلورتها في بوتقة الأمان وهم بذلك يعيشون فترة طيبة جميلة ينعمون بهذه النعمة الالاهية

الخوف متفرع في حياة البشر ومتنوع حسب الظروف التي يمرون بها وقد يكون خوف فردي أو جماعي
الخوف الفردي يختلف من فرد لآخر ان وجد ومسبباته مختلفة ومنه الخوف النفسي حيث توجد هناك مخاوف من الظلام مثلا أو الوحده أو من المواجهة أوغير ذلك وهذه لها علاجها
المناسب والخوف من المستقبل والخوف 000 الخ
أماالخوف الجماعي على مستوى الجماعات كالخوف من الأعداء والمجاعات والأمراض المنتشرة وغيرها هو الآخر له أبعاده ونتائجه بعد معرفة مسبباته المختلفة
والجميع يطمحون في عيش رغيد بعيد عن الهم والغم والنكد والكدر والقلق وأمراض اجتماعية أخرى ان صح التعبير
وللعلماء وأهل الأختصاص دور في دراسة هذه الهموم ووضع الحلول المناسبة بقدر الأمكان

الأمان نعمة الاهية وهي من الملذات الروحية في الجنة سيأتيك الكلام عنها 000ان توفرت في أرضية المجتمع لأصبح مجتمعا مطمئنا هادئا يجعل من تحركات الأفراد جوانب ايجابية محفوفة بالأستقرار بعيدة عن مكامن الخطر أيا كان شكله
والقرآن الكريم يصف حالة المؤمنين المتقين في قوله تعالى:(ان المتقين في مقام أمين)
كما ذكرها آية الله الشيخ مكارم فيقول في ذلك:
الامان بعد الخوف :. ان نعمة الامن وبغض النظر عن جذورها التي اشرنا الى بعضها في بحثناالسابق ـ تعد من اكبر النعم الـمعنوية التي يعز على الانسان فقدانها ولو للحظة واحدة , وهذه الحقيقة يشعر بها الاشخاص في الـمناطق الصحراوية الخطيرة , او في المناطق الحربية المعرضة في اي وقت للقصف بالصواريخ والقنابل , فهناك يتكدرما الحياة الصافي وتمضي الساعات والدقائق ثقيلة وعسيرة , والنقطة المقابلة لذلك هي مناطق الامن والامان
يـصـف الـقـرآن المجيد حال المتقين بقوله :(ان المتقين في مقام امين ) الدخان ـ51 فلا هم يخشون هـجـوم الـشـياطين ولا يخافون سلطة الطواغيت ولا هم يتعرضون للآفات والبلايا ولا يعتريهم الحزن والغم ولهذا السبب يضيف في مكان آخر :(ادخلوا الجنة لاخوف عليكم ولا انتم تحزنون ) سورة الاعراف ـ49.
لـقـد لاحظنا من خلال التجربة ان بعض الناس ـ ورغم مايتوفر له من متطلبات الحياة ومستلزمات الـراحـة ـ يـعـيش حالة من القلق والاضطراب بسبب الحزن والهم الذي يستحوذ عليه او لوجود الـخوف والهلع الذي يهز احشاه فنراه لايلتفت مطلقا الى كل تلك النعم ولا يعير ادنى اهتمام لما بين يديه ففي مثل هذه الاحوال يمكن لمس حقيقة وعمق التعابير القرآنية بشان اهل الجنة .
لابـد ان اهـل الـجـنـة يشعرون حتى في هذه الدنيا بشي من ذلك الامان والسكينة في ظل ايمانهم , وينعمون بالاستقرار حتى في اشد المعضلات من خلال الاعتماد على حقيقة التوكل وروح التسليم والـرضـا فـي بالارادة الالهية :(الا ان اوليااللّه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون # لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة ) سورة يونس 62 ـ64.)انتهىكلام سماحة آية الله الشيخ مكارم

ويقول آية الله الطبطبائي في تفسير الميزان عن قوله تعالى: «إن المتقين في مقام أمين»
المقام محل القيام بمعنى الثبوت و الركوز و لذا فسر أيضا بموضع الإقامة، و الأمين صفة من الأمن بمعنى عدم إصابة المكروه، و المعنى: أن المتقين - يوم القيامة - ثابتون في محل ذي أمن من إصابة المكروه مطلقا.
و بذلك يظهر أن نسبة الأمن إلى المقام بتوصيف المقام بالأمين من المجاز في النسبة.
قوله تعالى: «في جنات و عيون» بيان لقوله: «في مقام أمين» و جعل العيون ظرفا لهم باعتبار المجاورة و وجودها في الجنات التي هي ظرف، و جمع الجنات باعتبار اختلاف أنواعها أو باعتبار أن لكل منهم وحده جنة أو أكثر
قوله تعالى: «كذلك و زوجناهم بحور عين» أي الأمر كذلك أي كما وصفناه و المراد بتزويجهم بالحور جعلهم قرناء لهن من الزوج بمعنى القرين و هو أصل التزويج في اللغة، و الحور جمع حوراء بمعنى شديدة سواد العين و بياضها أو ذات المقلة السوداء كالظباء، و العين جمع عيناء بمعنى عظيمة العينين، و ظاهر كلامه تعالى أن الحور العين غير نساء الدنيا الداخلة في الجنة.
قوله تعالى: «يدعون فيها بكل فاكهة آمنين» أي آمنين من ضررها.000 الخ الآيات من سورة الدخان(1)

وروي عن الامام الصادق عليه السلام أن(القيامة عرس المتقين)
وقال الحاكم في المستدرك على الصحيحين : حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد السكوني بالكوفة ، حدثنا عبيد بن كثير العامري ، حدثنا يحيى بن محمد بن عبد الله بالدارمي ، حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا ابن عيينة ، عن محمد بن سوقة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسـول الله صلى الله عليه وآله و سلم : ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) فقـال : النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت أتاها ما يوعدون ، و أنا أمان لأصحابي ما كنت فإذا ذهبت أتاهم ما يوعدون ، و أهل بيتي أمان لأمتي فإذا ذهب أهل بيتي أتاهم ما يوعدون .
قال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه . (1)
وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة : وفي رواية لأحمـد وغيره : النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء وأهـل بيتي أمـان لأهـل الأرض فـإذا ذهب أهل بيتي ذهـب أهـل الأرض . (2)
وفي فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل بالإسناد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال : قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم : النجوم أمان لأهل السماء إذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض . (3)

وحديث السفينة أيضا من الأحاديث المهمة كما نقله00
الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( ج 12 ص 19 ) في ترجمة علي بن محمد بن شداد ، فانه خرج بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : (إنما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق)
وجلال الدين السيوطي الشافعي خرج حديث السفينة في ( إحياء الميت ) المطبوع بهامش ( الاتحاف ص 248 ) وقال : الحديث السابع والعشرون أخرج الطبراني في الاوسط عن ابي سعيد الخدري ( أنه قال ) سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إنما مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، وإنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل باب حطة بني اسرائيل من دخله غفر له .

فحري بنا امتطاء مطية الأمان في الدنيا للوصول إلى طريق السعادة والأمن والأمان في الآخرة 00
اللهم أرزقنا الأمن والأمان بلطفك ومنك انك سميع مجيب
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه الميامين
الى لقاء آخر 000
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
(1) (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلا مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)سورة الدخان
(2)( المستدرك على الصحيحين ج2 ص 486 ح 3676 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1411هـ - 1990م
(3) الصواعق المحرقة ج2 ص 675 ط. مؤسسة الرسالة / بيروت سنة 1997م .

)4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج2 ص 671 ح 1145 ط. مؤسسة الرسالة / بيروت سنة 1403هـ - 1983م ، وراجع أيضاً : الفردوس بمأثور الخطاب للديلمي ج4 ص 311 ح 6913 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1986م .

العشق الزينبي
01-25-2009, 08:47 PM
سلمت أناملك على هذا الطرح القيم

عاشقة بيت النبوه
01-25-2009, 10:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

تسلم أخوي على الطرح الرائع والقيم

يعطيك الف عافية

جزاك الله خير الجزاء

جود الزهراء
01-26-2009, 03:44 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
موضوع قيم في ميزان حسناتك
تحياتي

أبو رباب
01-26-2009, 05:26 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
تسلم يمينك
يعطيك الف عافية
في ميزان حسناتك

محمدي
01-26-2009, 11:27 PM
سعدت بحضوركم
مشكورين أعزائي

حيدر الكربلائي
01-26-2009, 11:39 PM
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله بك , شكراً أخي الكريم

محمدي
01-27-2009, 01:16 PM
بوركت عزيزي
حيدر الكربلائي
أشكرك00