المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : //////عاشـــــــــــــــــوراء\\\\\\


SAIF Al-Bably
01-26-2009, 07:00 PM
قال رسول الله (ص):

((إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا))

أخرجه الحافظ ابن أبي شيبة في المجلد الثاني عشر من المصنف ، والحافظ ابن ماجه في السنن ( 2 / 518 ) ، والعقيلي في ترجمة يزيد بن أبي زياد ، والحاكم في المستدرك 4 / 464 ، وأبو نعيم في أخبار اصفهان 2 / 12 ، والطبراني في الجزء الثالث من المعجم الكبير





عظّم الله أجورنا وأجوركم بمصاب أبي الأحرار وأنشودة الثوار وسيد الشهداء الإمام الحسين بن علي (عليه السلام)، وجعلنا الله من السائرين على نهجه وخطى جده رسول الله (ص) ناشدين وطالبين الإصلاح في أمة جده أمرين بالمعروف وناهين عن المنكر



إن يوم عاشوراء يوم تاريخي عظيم في الإسلام و العالم، لقد وقعت في مثل هذا اليوم الفاجعة العظمى والمصيبة الكبرى التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً ولا نظيراً واقعة دامية، وكارثة مؤلمة حلّت بالإسلام والمسلمين، فأبكت العيون على مرِّ القرون والدهور، وأحرقت القلوب بنار الأسى والحزن,

إن ثورة الحسين تصدت للانحراف الأموي, وأعطت شرعيه للثوار للوقوف ضد الظلم وحكام الجور والطغاة, وهكذا أيقد مقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا كما قال رسول الله ص.



فهذا اليوم تتجدّد فيه أحزان أهل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وأحزان كلّ من يحمل لهم الولاء والمودّة.



والعجب كلّ العجب من بعض المسلمين الذين يجعلون هذا اليوم يوم عيد وسرور، وهم في غفلة عمّا حدث في هذا اليوم وما نزل بسيّد شباب أهل الجنة وسبط رسول الله وريحانته الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) من المصائب والنوائب التي أشفقن منها الجبال وأبين أن يحملنها، وهذه الفجائع نزلت بآل رسول الله الطيّبين على يد بني أميّة وأتباعهم.

سرد تاريخي لواقعة كربلاء(باختصار)



يزيد خليفة معاوية

فقد مات معاوية بن أبي سفيان في النصف من رجب سنة 59 أو 60 من الهجرة، واستولى ابنه يزيد على مسند الخلافة، وادّعى أنه خليفة رسول الله والقائم مقامه؛ مع العلم أنه لم تكن في (يزيد) مؤهّلات الخلافة، من نسبه المهتوك وحسبه الدنيء، وموبقاته التي كان يرتكبها من الخمور والفجور واللعب بالكلاب والقردة، والاستهتار بجميع معنى الكلمة.



فاستنكف المسلمون أن يدخلوا تحت طاعة رجل لا يؤمن بالله ولا بالرسول، ويحمل عقيدة الإلحاد والزندقة كما صرّح بذلك يوم قال:



لَعِبــــــَتْ هـــاشمُ بـــــالملك فلا خَـــبَر جــــاء ولا وحـــي نـزلْ





خروج الحسين عليه السلام من المدينة





كَتب يزيد كتاباً إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان (وإلى المدينة) يُخبره بموت معاوية، ويأمره بأخذ البيعة من هل المدينة عامّة ومن الحسين بن علي خاصّة..



فأرسل الوليد إلى الإمام الحسين وقرأ عليه كتاب يزيد، فقال الحسين: أيها الوليد: إنّك تعلم أنا أهلُ بيتٍ بنا فَتَح الله وبنا يَختم، ومِثْلي لا يبايع ليزيد شارب الخمور وراكب الفجور وقاتل النفس المحترمة.



ملخص أهداف ثورة الحسين ع.

وأنّي لم أخرج أشراً، ولا بطراً، ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي مـحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أُريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدُي مـحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيرة أبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردَّ عليَّ هذا، أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين.



وخرج الإمام الحسين من المدينة وقصد نحو مكّة؛ فجعل أهل العراق يكاتبونه ويراسلونه ويطلبون منه التوجّه إلى بلادهم ليبايعوه بالخلافة، (كانوا صادقين ونيتهم حسنه) لأنه أولى من غيره، فإنه ابن رسول الله وسبطه، والمنصوص عليه بالإمامة من جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لقوله: (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا) أي سواء قاما بأعباء الخلافة أو غُصبتْ عنهما فهما إمامان.).



إلى أن اجتمع عند الحسين إثنا عشر ألف كتاب من أهل العراق وكلّها مضمون واحد، كتبوا إليه: قد أينعتِ الثمار واخضرّ الجناب، وإنما تقدم على جندٍ لك مجنّدة، إن لك في الكوفة مائة ألف سيف، إذا لم تقدم إلينا فإنا نخاصمك غداً بين يدي الله.



فأرسل الحسين ابن عمّه مسلم بن عقيل إلى الكوفة، فلمّا دخل مسلم الكوفة اجتمع الناس حوله وبايعوه لأنه سفير الحسين وممثّله فبايعه ثمانية عشر ألفاً أو أربعة وعشرون ألفاً.



وكتب مسلم إلى الحسين يخبره ببيعة الناس ويطلب منه التعجيل بالقدوم، فلما علم يزيد ذلك أرسل عبيد الله بن زياد إلى الكوفة، فدخل ابن زياد الكوفة متخفي ودخل قصر الأمارة, فعزل والي الكوفة بكتاب من يزيد, استخدم مكره وفعل أعلامه المزيف ورشي الشعراء وأرسل إلى رؤساء العشائر والقبائل يُهدّدهم بجيش الشام وأدخل الرعب فيهم ويطمعهم بهدايا وجوائز, فشتت شملهم وفرق كلمتهم وأدخل الوهن والضعف فيهم, مما أدى إلى الأم تسحب ولدها والزوجة ترجع زوجها والأب يمنع أولاده, وأشيعت الشائعات السيئة وقول مالنا واللعب بين السلاطين وبهذا شتت الشمل وبدء الانسحاب والتخلي عن مسلم مبعوث الحسين. .



فجعلوا يتفرّقون عن مسلم شيئاً فشيئاً، إلى أن بقي مسلم وحيداً، فأضافته امرأة فطوّقوا الدار التي كان فيها، وخرج مسلم، واشتعلت نار الحرب، وقتل مسلم منهم مقتلة عظيمة، وألقي عليه القبض يوم عرفة وضربوا عنقه، وجعلوا يسحبونه في الأسواق والحبل في رجليه.



خروج الحسين عليه السلام من مكة





وخرج الحسين من مكة نحو العراق يوم الثامن من ذي الحجة، ومنعه جماعة من التوجه نحو العراق وأحدهم عبد الله بن العباس (حَبْر الأمّة) فقال له الحسين: يابن عباس: إن رسول الله أمرني بأمرٍ أنا ماضٍ فيه.



فقال: بماذا أمرك جدّك؟



فقال الحسين: أتاني جدّي في المنام وقال: يا حسين أخرج إلى العراق فإن الله شاء أن يراك قتيلا.



فقال ابن عباس: إذن فما معنى حملُك هؤلاء النساء معك؟



فقال الحسين: هنّ ودائع رسول الله ولا آمنُ عليهنّ أحدا، وهنّ أيضاً لا يُفارقنني.



وخرج الحسين قاصداً الكوفة، وفي أثناء الطريق التقى به سريّة من الجيش تتكوّن من ألف فارس بقيادة الحرّ بن يزيد الرياحي، وأرادوا إلقاء القبض على الحسين وإدخاله الكوفة على ابن زياد، إلا أن الحسين امتنع من الانقياد لهم، فتمّ القرار على أن يسلك الحسين طريقاً لا يدخله الكوفة ولا يردّه إلى المدينة، فوصل إلى ارض كربلاء فنزل فيها.



وقام ابن زياد خطيباً في الكوفة وقال: من يأتيني براس الحسين فله الجائزة العظمى، وأعطه ولاية ملك الرّي عشر سنوات. فقام عمر بن سعد بن أبي وقاص وقال: أنا.



فعقد له رايةً في أربعة آلاف رجل، وأصبح الصباح، وأولُ راية سارتْ نحو كربلاء راية عمر بن سعد، ولم تزل الرايات تترى حتى تكاملوا في اليوم التاسع من المحرم ثلاثين ألفاً أو خمسين ألفاً أو أكثر من ذلك.



وحالوا بين الحسين وأهل بيته وبين ماء الفرات من اليوم السابع من المحرم، ولما كان اليوم التاسع اشتدّ بهم العطش، واشتدّ الأمر بالمراضع والأطفال الرضّع.

العطش.. العطش

قالت سكينة بنت الحسين: عزّ ماؤنا ليلة التاسع من المحرّم فجفت الأواني ويبست الشفاه حتى صرنا نتوقّع الجرعة من الماء فلم نجدها، فقلت في نفسي أمضي إلى عمّتي زينب لعلّها ادّخرت لنا شيئاً من الماء، فمضيتُ إلى خيمتها فرأيتها جالسة وفي حجرها أخي عبد الله الرضيع وهو يلوك بلسانه من شدّة العطش وهي تارة تقوم وتارة تقعد، فخفقتني العبرة فلزمتُ السكوت، فقالت عمتي: ما يُبكيك؟ قالت: حال أخي الرضيع أبكاني، ثم قلت: عمتاه قومي لنمضي إلى خيم عمومتي لعلّهم ادّخروا شيئاً من الماء، فمضينا واخترقنا الخيم بأجمعها فلم نجد عندهم شيئاً من الماء، فرجعت عمّتي إلى خيمتها فتبعتها وتبعنا من نحو عشرين صبياً وصبيّة، وهم يطلبون منها الماء وينادون: العطش.. العطش.



وآخر راية وصلت إلى كربلاء راية شمر بن ذي الجوشن في ستة آلاف مساء يوم التاسع، ومعه كتاب من ابن زياد إلى ابن سعد، فيه: فإن نزل الحسين وأصحابه على حكمي واستسلموا فابعث بهم إليّ سلما، وإن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم،

فإن قتلت حسيناً فأوطئ الخيل صدره وظهره... إلى آخره.

زحف الجيش وحوار

فزحف الجيش نحو خيام الحسين عند المساء بعد العصر، واقترب نحو خيم الحسين، والحسين جالس أمام خيمته، إذ خفق برأسه على ركبتيه، وسمعت أخته زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين الصيحة فدنت من أخيها وقالت: يا أخي أما تسمع هذه الأصوات قد اقتربت؟



فرفع الحسين رأسه وقال: أخيّة: أتى رسول الله الساعة في المنام فقال لي: إنك تروح إلينا.



. فقال له العباس بن عليّ: يا أخي قد أتاك القوم فانهض.



فنهض ثم قال: يا عباس اركب ـ بنفسي أنت ـ يا أخي حتى تلقاهم وتقول لهم: ما لكم وما بدا لكم؟ وما تريدون؟



فأتاهم العباس في نحو عشرين فارساً، فقال لهم العباس: ما بدا لكم وما تريدون؟



قالوا: قد جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو نناجزكم أي تقاتلوننا.



فرجع العباس إلى الحسين وأخبره بمقال القوم، فقال الحسين: ارجع إليهم، فإن استطعت أن تؤخّرهم إلى غد، وتدفعهم عنّا العشيّة لعلّنا نُصلّي لربّنا الليلة، وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أني قد كنت أحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه.



فمضى العباس إلى القوم وسألهم ذلك، فأبوا أن يمهلوهم، فقال عمرو بن الحجاج الزبيدي: ويلكم والله لو أنهم من الترك والديلم وسألونا مثل ذلك لأجبناهم فكيف وهم آل محمد؟!



وبات الإمام الحسين وأصحابه وأهل بيته ليلة عاشوراء، ولهم دويٌّ كدويّ النحل، ما بين قائم وقاعد وراكع وساجد وتالي للقرآن.





ليستعلم نواياهم خطاب الإمام ا لحسين عليه السلام في أصحابه





وجمعهم الحسين وقام فيهم خطيباً وقال: أما بعد:



فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيتٍ أبرّ ولا أوصل ولا أفضل من أهل بيتي، فجزاكم الله جميعاً عنّي خيراً، فلقد بررتم وعاونتم، ألا: وإني لا أظن يوماً لنا من هؤلاء الأعداء إلا غداً، ألا: وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حلٍّ من بيعتي ليس عليكم مني حرج ولا ذمام، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، وليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، وتفرّقوا في سواد هذا الليل، وذروني وهؤلاء القوم، فإنهم لا يريدون غيري

.

ردود أصحاب الحسين ع

فقال له أخوته وأبناؤه وأبناء عبد الله بن جعفر:و لِمَ نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبدا، وتكلّم أخوته وجميع أهل بيته فقالوا: يابن رسول الله: فما يقول لنا الناس وماذا نقول لهم؟ نقول: إنا تركنا شيخنا وكبيرنا وابن بنت نبيّنا لم نرم معه بسهم، ولم نطعن معه برمح، ولم نضرب معه بسيف لا والله يابن رسول الله لا نفارقك أبداً، ولكن نقيك بأنفسنا حتى نقتل بين يديك ونرد موردك، فقبّح الله العيش بعدك.



ثم قام مسلم بن عوسجة وقال: نحن نخلّيك هكذا وننصرف عنك وقد أحاط بك هذا العدو؟! لا والله لا يراني الله وأنا أفعل ذلك حتى أكسر في صدورهم رمحي، وأضاربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ولو لم يكن لي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، ولا أفارقك حتى أموت معك.



وقام سعد بن عبد الله الحنفي فقال: لا والله يابن رسول الله لا نخلّيك أبداً حتى يعلم الله أنا قد حفظنا فيك وصيّة رسوله محمد، ولو علمت أني أقتل فيك ثم أحيى، ثم أحرق أحيا، ثم أذرى ويفعل ذلك بي سبعين مرّة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، وكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة، ثم أنال الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً؟



ثم قام زهير بن القين فقال: والله يابن رسول الله لوددت أني قتلت ثمّ نشرت ألف مرة وإن الله قد دفع القتل عنك وعن هؤلاء الفتية من إخوتك وولدك وأهل بيتك.



وقام الأصحاب وتكلّموا بما تكلّموا، فلما رأى الحسين ذلك منهم قال لهم: إن كنتم كذلك فارفعوا رؤوسكم وانظروا إلى منازلكم.



فكشف لهم الغطاء (النظر إلى ما وراء الطبيعة)ـ بإذن الله ـ ورأوا منازلهم وحورهم وقصورهم، فقال لهم الحسين:

يا قوم إني غداً أقتل وتقتلون كلكم معي، ولا يبقى منكم واحد.



فقالوا: الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك، وشرّفنا بالقتل معك، أو لا ترضى أن نكون في درجتك يابن رسول الله؟



فقال: جزاكم الله خيراً.



فقال له القاسم بن الإمام الحسن المجتبى: وأنا في يمن يُقتل؟ فاشفق عليه الحسين وقال: يا بني كيف الموت عندك؟



قال: يا عمّ فيك أحلى من العسل.



فقال الحسين: إي والله ـ فداك عمّك ـ إنك لأحدُ من يقتل من الرجال معي، بعد أن تبلوا بلاءً حسناً، ويقتل ابني عبد الله.



فقال: يا عمّ ويصلون إلى النساء حتى يقتل وهو رضيع؟



فقال الحسين: أحمله لأدنيه من فمي فيرميه فاسق فينحره.

مواقف بطولية للنساء

ثم قال الحسين: ألا ومن كان في رَحْلهِ امرأة فلينصرف بها إلى بني أسد.



فقام حبيب بن مظاهر وقال: لماذا يا سيدي؟



فقال: إنّ نسائي تُسبى بعد قتلي، وأخاف على نسائكم من السبي، فمضى حبيب بن مظاهر إلى خيمته فقامت زوجته واستقبلته وتبسّمت في وجهه، فقال لها: دَعيني والتبسّم فقالت: يابن مظاهر إني سمعتُ غريب فاطمة طب فيكم خطبة وسمعت في آخرها همهمة ودمدمة فما علمتُ ما يقول؟



قال: يا هذه إن الحسين قال لنا: ألا ومن كان في رحله امرأة فليذهب بها إلى بني أسد، لأني غداً اقتل ونسائي تسبى.



فقالت: وما أنت صانع؟

SAIF Al-Bably
01-26-2009, 07:12 PM
قال: قومي حتى ألحقك ببني عمّك. فقامت ونطحت رأسها بعمود الخيمة وقالت: والله ما أنصفتني يابن مظاهر أيسرّك أن تسبى بنات رسول الله وأنا آمنة من السبي ؟ أيسرّك أن يبيّض وجهك عند رسول الله ويسوّد وجهي عند فاطمة الزهراء؟ والله أنتم تواسون الرجال ونحن نواسي النساء. فرجع علي بن مظاهر إلى الحسين وهو يبكي فقال الحسين: ما يبكيك؟ قال: يا سيدي أبتِ الأسدية إلا مواساتكم، فبكى الحسين وقال: جُزيتم منّا خيراً.

قال رسول الله (ص):

((إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا))

أخرجه الحافظ ابن أبي شيبة في المجلد الثاني عشر من المصنف ، والحافظ ابن ماجه في السنن ( 2 / 518 ) ، والعقيلي في ترجمة يزيد بن أبي زياد ، والحاكم في المستدرك 4 / 464 ، وأبو نعيم في أخبار اصفهان 2 / 12 ، والطبراني في الجزء الثالث من المعجم الكبير



بمناسبة مرور الذكرى السنوية على شهادة سيد الشهداء وأبو الأحرار وقدوة المجاهدين والنجم اللامع في دنيا الفضيلة والتضحية والفداء الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع), أتقدم بالتعازي وبالمواساة لإمام العصر والزمان المهدي المنتظر عج ولأهل البيته الكرام (ع) ولعموم المسلمين.

أضع بين أيديكم جزء يسير من كلمات وخطب الأمام الحسين (ع) التي صاحبت ثورته ونهضته المباركة عام 61هجرية.



وهي حقا أصبحت الشعلة الوهاجة ومصباح هدى لن تنطفئ إلى مدى الدهر وعمق الزمن رغم حرب الحاقدين وبغي الظالمين وتزيف (نصب) الناصبين العداء لأهل البيت (ع) ’ لهذه الثورة المباركة التي كبرت لها الدنيا وخشعت لها الإنسانية وتوارثتها الأجيال جيلا بعد جيل وأخرجتها بثوبها الجديد كقيمة إنسانية كبرى وكنزا من الدروس والعبر والروح الثورية للأجيال وللشعوب وصرخة في ضمير المسلمين والإنسانية, للسير والإقتداء على نهجة (الذي هو نهج القرآن والنبي(ص))، الذي خطه بدمه المبارك سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله(ص) والذي قال عنه (ص):



حسين مني وأنا من حسين ’ اللهم أحب من أحب حسينا ’حسين سبط من الأسباط من أحبني فاليحب حسينا’من سره إن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فالينظر إلى الحسين أبن علي(ع).



أليكم جزء يسير من كلماته حسب تسلسل الأحداث التي صاحبت ثورته المباركة مراعيا الاختصار.



1- وقولـه (عليه السلام) - للوليد بن عتبة والي المدينة عندما طلب من الحسين (عليه السلام) البيعة ليزيد قائلا:أيها الأمير

إنّا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومـختلف الملائكة ومهبط الرحمة، بنا فتح الله، وبنا ختم، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل نفس معلن بالفسق، فمثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون، وننظر وتنظرون أيّنا أحقّ بالخلافة والبيعة.(5). مقتل الحسين للخوارزمي: ص 184؛ كتاب الفتوح: ج 5 ص 18.



2- وقوله (عليه السلام) - في وصية إلى أخيه مـحمد بن الحنفية مبين أهداف ثورته المباركه- :

بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب لأخيه مـحمد بن الحنفية، المعروف بابن الحنفية أنّ الحسين بن علي يشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ مـحمداً عبده ورسوله، جاء بالحق من عنده، وأنّ الجنة حق، والنار حق، وانّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور،

وأنّي لم أخرج أشراً، ولا بطراً، ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي مـحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أُريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدُي مـحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيرة أبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردَّ عليَّ هذا، أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين.(4). كتاب الفتوح: ج 5 ص 33.

3- وقوله (عليه السلام) - لما خرج من منزله ذات ليلة الحسين يخاطب جده (صلى الله عليه وآله وسلم) -:



السلام عليك يا رسول الله، أنا الحسين بن فاطمة فرخك وابن فرختك، وسبطك والثقل الذي خلّفته في أُمتك (اشاره لحديث الرسول(ص):إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل البيت ما إن تمسكتم يهما لن تظلوا من بعدي )، فاشهد عليهم يا نبي الله أنهم قد خذ لوني وضيعوني ولم يحفظوني، وهذه شكواي إليك حتى ألقاك صلّى الله عليك.(3) مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 186؛ الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ج 1 ص 396؛ الفصول المهمة: ص 180؛ مقتل الحسين لأبي مـخنف: ص 24.



4- وقوله (عليه السلام) الحرب ولا أستسلام بعد ما قرر الخروج من المدينة إلى مكة خطب في أصحابه ونختصر في نهايتها بقولة:-

ألا وان الدعي(يزيد) ابن الدعي قد ركز بين اثنين:بين السلة(الحرب) والذلة (استسلام)

وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية من إن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام.



5- وقولـه (عليه السلام) نتيجة المواجه - مـخاطباً أصحابه قبل الخروج من المدينة بعد أن حمد الله وأثنى عليه -:

أيها الناس خط الموت على ولد آدم مـخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخُيِّر لي مصرع أنا لاقيه، كأنّي بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملأن مني أكراشاً جوفاً، وأجربة سغباً، لا مـحيص عن يوم خط بالقلم، رضى الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفينا أُجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله

(صلى الله عليه وآله وسلم) لحمته، هي مـجموعة لنا في حضرة القدس، تقرّ بهم عينه، وينجز لهم وعده، فمن كان باذلاً فينا مهجته وموطّناً على لقاء الله نفسه فليرحل معي، فأنا راحل مصبحاً إن شاء الله تعالى.(2). مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 5.

بعد معرفة مقتل مسلم ين عقيل

6- لذا ورد: أنّ الفرزدق لقيه الحسين (عليه السلام) وهو متوجه إلى الكوفة واخبرهم بحالها وحال أهل الكوفة ومقتل ابن عمّك مسلم بن عقيل؟ فترحَّم على مسلم بن عقيل وقال: أما إنّه صار إلى رحمة الله تعالى ورضوانه، وقضى ما عليه، وبقي ما علينا، وأنشد يقول:

وإن تكن الدنيا تعدّ نفيسة فإنّ ثواب الله أعلى وأنبل

وإن تكن الأبدان للموت أُنشئت فقتل امرئ بالسيف في الله أفضلُ

وإن تكن الأرزاق قسماً مقدراً فقلّة حرص المرء في الكسب أجمل

لماذا لا يبايع الحسين ع

7- وقولـه (عليه السلام) لعبد الله بن الزبير:-أما أنا فلا أُبايع أبداً؛ لأن الأمر كان لي بعد أخي الحسن فصنع معاوية ما صنع، وكان حلف لأخي الحسن أن لا يجعل الخلافة لأحد من ولده وأن يردّها عليَّ إن كنت حياً، فإن كان معاوية خرج من دنياه ولم يف لي ولا لأخي بما ضمن فقد جاءنا ما لا قرار لنا به، أتظن أبا بكر أني أُبايع ليزيد، ويزيد رجل فاسق معلن بالفسق يشرب الخمر ويلعب بالكلاب والفهود ونحن بقية آل الرسول، لا والله لا يكون ذلك أبداً.(11). مقتل الحسين، للخوارزمي: ج 1 ص 182



8- قوله (عليه السلام) مخاطبا أصحابه:-الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درَّتْ معائشهم، فإذا مـحّصوا بالبلاء قلَّ الديانون. ثم سألهم: (عليه السلام)أهذه كربلاء؟. قالوا: نعم. فقال: (عليه السلام)هذه موضع كرب وبلاء، هاهنا مناخ ركابنا، ومـحط رحالنا، ومسفك دمائنا.(1). - مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 237؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2613



9- وقوله (عليه السلام) - يعظ به القوم ويحاججهم لما القتال؟-: الحمد لله خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرور من غرته، والشقي من فتنته، فلا تغرّنكم هذه الدنيا فإنّها تقطع رجاء من ركن إليها، وتخيب طمع من طمع فيها، وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم، وأعرض بوجهه الكريم عنكم، وأحلّ بكم نقمته، وجنَّبكم رحمته، فنعم الرب ربنا، ويئس العبيد أنتم، أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول مـحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم إنّكم زحفتم على ذرّيته وعترته تريدون قتلهم، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم، فتبّاً لكم ولما تريدون، إنّا لله وإنّا إليه راجعون، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم، فبعداً للقوم الظالمين... اتقوا الله ربكم ولا تقتلوني فإنه لا يحل لكم قتلي، ولا انتهاك حرمتي، فإني ابن نبيكم، وجدتي خديجة زوجة نبيكم، ولعله قد بلغكم قول نبيكم: (ص)الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.(8). مقتل الحسين، للخوارزمي: ج 1 ص 252.



10- وقوله (عليه السلام)وهو يحاجج جيش يزيد وأبن زياد وعمر بن سعد في مرة أخرى:-

اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كُلِّ شدة، وأنت فيما نزل بي ثقة، وأنت وليُّ كلِّ نعمة، وصاحبُ كلِّ حسنة. وقال لعُمر وجندِه لا تعجلوا، والله ما أتيتكُم حتى أتتني كتبُ أماثلكم بأنَّ السُّنَّةَ قد أُميتت، والالجنة. نجم، والحدود قد عُطِّلت؛ فأقدم لعلَّ يُصلح بك الأُمّة، فأتيتُ؛ فإذْ كرهتُم ذلك، فأنا راجع، فارجعوا إلى أنفسكم؛ هل يصلح لكم قتلي، أو يحلُّ دمي؟ ألستُ ابنَ بنتِ نبيكم وابنَ ابنِ عمه؟ أوَليس حمزةُ والعباسُ وجعفر عمومتي؟ ألم يبلغكم قولُ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيَّ وفي أخي: (عليه السلام)هذان سيِّدا شباب أهل الجنة .(13). - سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 417 رقم: 270.

11- وقولـه (عليه السلام): لما جمع أصحابه ليلة عاشوراء يختبر ولاء أصحابه: -

أما بعد فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله جميعاً عني خيراً، ألا وإنّي لأظنّ يومنا من هؤلاء الأعداء غداً، وإنّي قد أذنت لكم جميعاً فانطلقوا في حلّ ليس عليكم مني ذِمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، فجزاكم الله جميعاً، ثم تفرّقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرّج الله، فإنّ القوم يطلبونني، ولو أصابوني لهوا عن طلب غيري.(14). الكامل في التاريخ: ج 2 ص559؛ مقاتل الطالبيين: ص112؛ استشهاد الحسين: ص110

12- وقوله (عليه السلام) - لما نزل عمر بن سعد يريد قتال الحسين وأيقن ع أنهم قاتلوه -:

أمّا بعد، إنه قد نزل من الأمر ما قد ترون، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها، واستمرت جداً فلم يبق منها إلاّ صُبابة كصُبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون أنّ الحق لا يُعمل به، وأنّ الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله مُحقّاً، فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برماً .(7). مـجمع الزوائد: ج 9 ص 195؛ المعجم الكبير: ج 3 ص 114 ح 2842، العقد الفريد: ج 4 ص 348؛ تاريخ الطبري: ج 4 ص 305، مقتل الحسين للخوارزمي: ج 2 ص 5؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 217 ح 3543؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 423 - 270 حلية الأولياء: ج 2 ص 39 - 132؛ ذخائر العقبى: ص 255؛ حياة الصحابة: ج 3 ص 541؛ استشهاد الحسين: ص 97.



13- وقوله (عليه السلام) - في احتجاجه على جيش العدو وتذكرهم بنفسه المباركة:-

أما بعد فانسبوني فانظروا من أنا؟ ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها فانظروا هل يصلح ويحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟ ألست أنا ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأوّل المؤمنين بالله والمصدّق برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبما جاء به من عند ربه؟ أوليس حمزة سيد الشهداء عمي؟ أوليس الشهيد جعفر الطيار في الجنة عمي؟ أو لم يبلغكم ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنة؟ فإن صدقتموني بما أقول وهو الحقّ والله ما تعمّدت كذباً مذ علمت أنّ الله يمقت عليه أهله، وإن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري وأبا سعيد الخدري وسهل بن سعد الساعدي والبراء بن عازب أو زيد بن أرقم أو أنس بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لي ولأخي. أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟ فإن كنتم في شك من هذا فتشكون في أني ابن بنت نبيكم؟ فو الله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ولا في غيركم، ويحكم أتطلبوني بقتيل منكم قتلته، أو مال.

14- وقال (عليه السلام)موضحا لجيش يزيد حقائق ويظهر مظلوميته: -

أيها الناس اعلموا أنّ الدنيا دار فناء وزوال متغيرة بأهلها من حال إلى حال، معاشر الناس عرفتم شرائع الإسلام، وقرأتم القرآن، وعلمتم أنّ مـحمداً رسول الملك الديّان، ووثبتم على قتل ولده ظلماً وعدواناً، معاشر الناس أما ترون إلى ماء الفرات يلوح كأنه بطون الحيَّات يشربه اليهود والنصارى والكلاب والخنازير، وآل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يموتون عطشاً!!.

15- وقال (عليه السلام):حينما رشق جيش عمر بن سعد معسكر الحسين بالسهام :

( قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لابد منه’فان هذه السهام رسل القوم أليكم).

16- وقال (عليه السلام): في أصحابه بعد صلاة الصبح مخاطبا فيهم حمد الله وأثنى عليه, ثم قال:

أن الله تعالى أذن في قتلكم وقتلي في هذا اليوم ’فعليكم بالصبر والقتال ثم انه (ع) استعرض أصحابه وصفهم للحرب وللقتال, وكانوا نيفا وسبعين رجلا بين فارس وراجل ’فجعل زهير بن القين على الميمنة وحبيب بن مظاهر على الاسدي على الميسرة, وثبت هو وأهل بيته في القلب, وأعطى رايته أخاه العباس (ع).

17- وقال (عليه السلام): ولما حمل آل أبي طالب حملة واحدة’فصاح بهم الحسين (ع):

صبرا على الموت يابني عمومتي ’والله لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم.

18- وقال (عليه السلام): عند نزول ولده علي الأكبر لميدان المعركة والحسين ينظر ولم يتمالك نفسه حتى أرخى عينه بالدموع: صاح بعمربن سعد:- مالك ! قطع الله رحمك كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله (ص) وسلط الله عليك من يذبحك على الفراش ’ثم رفع شيبته المقدسة نحو السماء قائلا:

اللهم أشهد على هؤلاء فقد برز أليهم أشبه الناس برسولك محمد (ص) خلقا وخلقا ومنطقا ’وكنا إذا اشتقنا إلى رؤية نبيك نظرنا إليه ’اللهم فامنع عليهم بركات الأرض وفرقهم تفريقا ومزقهم تمزيقا وأجعلهم طرائق قددا ولا ترضى الولاة عنهم أبدا فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا’ثم تلي قوله تعالى(انالله اصطفى ادم ونوح وال إبراهيم وال عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ).

19- وقال (عليه السلام):عندما رمى حرملة بن كاهل الأسدي اللعين سهما وقع في نحر عبد الله الرضيع طفل الحسين فذبحه’وضع الحسين (ع)يده تحت منحر الرضيع حتى إذا امتلأت دما رمى به نحو السماء ه يقول:

هون ما نزل بي انه بعين الله تعالى اللهم لايكن عليك أهون من فصيل, الهي إن كنت حبست عنا النصر فاجعله لما هو خير منه, وأنتقم لنا من الظالمين, واجعل ماحل بنا في العاجل ذخيرة لنا في الآجل ’اللهم أنت الشاهد على قوم قتلو أشبه الناس برسولك محمد (ص).

20-حينما حمل الحسين (ع)على القوم في الميسرة ينشد:

أنا الحسين بن علي آليت أن لا انثني

أحمي عيالات أبي امضي على دين النبي

حينما حمل على الميمنة حملة ليث مغضب, وجراحاته تشخب دما وهو يقول:

الموت أولى من ركوب العار والعار أولى من دخول النار

21-من ابيات للحسين(ع)\

وإن تكن الدنيا تعدّ نفيسة فإنّ ثواب الله أعلى وأنبل

وإن تكن الأبدان للموت أُنشئت فقتل امرئ بالسيف في الله أفضلُ

وإن تكن الأرزاق قسماً مقدراً فقلّة حرص المرء في الكسب أجمل

وإن تكن الأموال للترك جمعها فما بال متروك به المرء يبخل(15)



كلمات ومواقف

للعباس بن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب أخو الحسين (ع)

1- ذهب العباس إلى القوم، وعظهم وحذرهم غضب الجبار فلم ينفع، فنادى بصوت عال: يا عمر بن سعد، هذا الحسين ابن بنت رسول الله (ص) قد قتلتم أصحابه وأهل بيته، وهؤلاء عياله وأولاده عطاشى، فاسقوهم من الماء فقد احرق الظمأ قلوبهم.

فأثر كلامه في جيش يزيد حتى بكى بعضهم، ولاكن الشمر(واحد من قادة العدو) صاح بأعلى صوته: بابن أبي تراب لو كان وجه الأرض كله ماء وهو تحت أيدينا لما سقيناكم منه قطرة، إلا إن تدخلوا في بيعة يزيد!!

2- حينما اقتحم العباس الجيش وصل إلى الماء ملأ قربته وغرف من الماء ليشرب تذكر عطش الحسين وأهل بيته رمى الماء وآثرهم وهو يقول:

يا نفس من بعد الحسين هوني وبعده لا كنت أن تكوني

هذا الحسين وارد المنون وتشربين بارد المعين



تالله ما هذا فعال ديني



3- حينما حمل العباس الماء همه أن يوصل الماء إلى الخيام حاصره جيش الأعداء فقاتلهم وهو يرتجز:



لا ارهب الموت إذا الموت زقا حتى أوارى في المصالت لقى



نفسي لنفس المصطفى الطهر وقى إني أنا العباس أغدو بالسقا



ولا أخاف الموت يوم الملتقى



4-أثناء المعركة كمن له زيد ابن الرقاد الجهني وراء نخلة فضربه على يمينه فقطعها لم يعبأ العباس بقطع يمينه مادامت قربت الماء سالمة، فجعل يقاتلهم وهو يقول:

والله إن قطعتم يميني إني أحامي أبدا عن ديني



وعن إمام صادق اليقين نجل النبي الطاهر الأمين



5-اشتد القتال والعباس يقاتلهم بيساره كمن له لعين الحكيم ابن طفيل فضربه على شماله ضم العباس اللواء إلى شماله وهو يقول:

يا نفس لا تخشي من الكفار وأبشري برحمة الجبار



مع النبي السيد المختار قد قطعوا ببغيهم يساري

فاصلهم يارب حر النار



وجاءته السهام من كل جانب:سهم أصاب القربة وأريق ماؤها سهم أصاب جبته، سهم أصاب عينه، سهم أصاب صدره، وحمل عليه رجل من أبناء إبان بن دارم فضربه بالعامود على رأسه فخر صريعا إلى الأرض مناديا بأعلى صوته:عليك مني السلام أبا عبد الله.

أسرع إليه الحسين (ع) فرآه مقطوع اليدين، مرضوخ الجبين، السهم نابت في العين، اللواء بجنب مخرق.

فبكى الحسين (ع) لقتله بكاء شديدا وقال الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي وشمت بي عدوي.



ياامة الإسلام

ياامة الإسلام أنت حرية بعد الحسين بصفقة المغبون

ضحىا لحسين بنفسه من اجل إن تبقى شريعة جده الميموني

أعطى الذي ملكت يداه ألهه حتى الجنين فداه كل جنيني

وبعزة الإسلام خاطب نفسه يا نفس لا تهني بنصر الدين

أعطيت ربي موثقا لا ينقضي إلا بقتلي فاصعدي وذريني

إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني

هذه رجالي في رضاك ذبائح ما بين منحورين وبين طعين

رأسي ورؤس أخوتي مع أصحابي تهدى لرجس في الظلال لعيني



المصادر:-



1- مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 237؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2613.

2- نفس المصدر: ج 2 ص 5.

3- مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 186؛ الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ج 1 ص 396؛ الفصول المهمة: ص 180؛ مقتل الحسين لأبي مـخنف: ص 24.

4- كتاب الفتوح: ج 5 ص 33.

5- مقتل الحسين للخوارزمي: ص 184؛ كتاب الفتوح: ج 5 ص 18.

6- نفس المصدر: ص 182.

7- مـجمع الزوائد: ج 9 ص 195؛ المعجم الكبير: ج 3 ص 114 ح 2842، العقد الفريد: ج 4 ص 348؛ تاريخ الطبري: ج 4 ص 305، مقتل الحسين للخوارزمي: ج 2 ص 5؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 217 ح 3543؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 423 - 270 حلية الأولياء: ج 2 ص 39 - 132؛ ذخائر العقبى: ص 255؛ حياة الصحابة: ج 3 ص 541؛ استشهاد الحسين: ص 97.

8- مقتل الحسين، للخوارزمي: ج 1 ص 252.

9- تاريخ الطبري: ج 4 ص 323؛ الكامل في التاريخ: ج 2 ص 561؛ أنساب الأشراف: ج 3 ص 188 وفيه: ((ولا أفر فرار العبيد))؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 253.

10- مقتل الحسين، للخوارزمي: ج 2 ص 7؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 219 ح 3543؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2588.

11- مقتل الحسين، للخوارزمي: ج 1 ص 182.

12- كتاب الفتوح: ج 5 ص 24.

13- سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 417 رقم: 270.

14- الكامل في التاريخ: ج 2 ص559؛ مقاتل الطالبيين: ص112؛ استشهاد الحسين: ص110.

15- الفصول المهمة: ص 178؛ كتاب الفتوح: ج 5 ص 125؛ بغية الطالب: ج 6 ص 2595؛ نور الأبصار: ص 242.

مصدر حديث الرسول (ص) إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا

أخرجه الحافظ ابن أبي شيبة في المجلد الثاني عشر من المصنف ، والحافظ ابن ماجه في السنن ( 2 / 518 ) ، والعقيلي في ترجمة يزيد بن أبي زياد ، والحاكم في المستدرك

4 / 464 ، وأبو نعيم في أخبار اصفهان 2 / 12 ، والطبراني في الجزء الثالث من المعجم الكبير

أخيرا:

والواقع أننا إذا تابعنا أحداث التاريخ بدقة، نرى أن كل دعوة صادقة ثارت على الطغيان في قرون متطاولة، إنما كانت نابعة عن حركة الإمام الحسين (عليه السلام)، لأن ثورة الحسين أعطت الشرعية للتحرك ضد الظلم والطغيان,

وهكذا نستطيع أن نقول: إن نهضة الحسين (عليه السلام) ظلت قاعدة أصيلة للحركات الإصلاحية في التاريخ الإسلامي على طول الخط، وستظل هكذا إلى الأبد، تعلمت منها الشعوب الكثير.

ولا ننسى قول مهاتما غاندي يقولها وهو هندوسي (محرر الهند من الأنكليز): تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر... ولو كان لي عشرة رجال من أصحاب الحسين لفتحت الدنيا.

,

وقول القسيس المسيحي:لو كان لنا الحسين لنصبنا له في كلي شارع وزقاق ومكان علما ولنصرنا، العالم بأسمه.



وقول الكاتب المسيحي ( هناك قبلتان في الأرض، قبله تخص المسلمين خاصة وهي مكة، وقبلة لكل الأحرار في الأرض وهي كربلاء, الصمود والتضحية والفداء )



لذلك حوربت ثورة الحسين من الظلمه، ابتداء من الحكام الأمويين والعباسين وأخيرا من البعثين الصدامين (البعث حزب علماني يحارب الإسلام أسسه الماسوني مشيل عفلق المسيحي, دفن في العراق ترحم عليه المقبور صدام وكان صدام رأيس الحزب في العراق ), واليوم من أعداء الدين المتآمرين على الإسلام والمسلمين التكفيريين والوهابيين ومن وعاظ السلاطين ومثيري الفتنة الطائفية (أمثال بن جبرين وسفر الحوالي وغيرهم) والصدامين البعثين الذين يفجرون مواكب العزاء الحسيني ( الذين يزحفون مشيا على الأقدام إلى كربلاء, واليوم العالم الحر عرف الحسين وتقام في كثير من يلدان العالم مجالس الحزن ومسيرات العزاء, وهذا دليل صارخ لمن يحارب الله ورسوله والشعائر الحسينيه، إن ثورة الحسين تتقدم وتكبر وتتنقل بين الفضائيات, وكم دولة تعطل يوم عاشوراء, وهذه إرادة الله في نصرة الحق وزهق الباطل, أين الحسين وأين حاكم الجور يزيد, وعي تعد صفعة في وجه الحاقدين والنواصب وهذا هو الانتصار الحقيقي الذي حققه الحسين بدمه المبارك على طاغية عصره يزيد، انتصار الدم على السيف، وأصبح شعار

كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء

،يرفع أين ما وجد الظلم والطغيان ،كما أن الجموع البشرية التي حضرة كربلاء عاهدة الحسين بالولاء هاتفه

(لو قطعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي ياحسين )،

ونقول للأعداء كما قالت السيدة زينب بنت أمير المؤمنين علي(ع) أما طاغية عصرها يزيد :

فَكِدْ كَيْدَكَ، وَاسْعَ سَعْيَكَ، ونَاصِبْ جَهْدَكَ، فَوَاللهِ لاَ تَمْحُوَنَّ ذِكْرَنَا، ولاَ تُمِيتُ وَحْيَنَا، وَلاَ تُدْركُ أَمَدَنَا، وَلاَ تَرْحَضُ عَنْكَ عَارَهَا.

وَهَلْ رَأْيُكَ إِلاَّ فَنَداً، وَأَيَّامُكَ إِلاَ عَدَداً، وَجَمْعُكَ إلا بددا، يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِ: أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ.

فَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَتَمَ لأَوَّلِنَا بِالسَّعَادةَ وَالمَغْفِرةِ، وَلآخِرنَا بِالشَّهَادَةِ وِالرَّحْمَةِ.

أخي الفاضل:شاركنا في نشر وإيصال مأساة الحسين إلى من منع منها وغيبت عنه لمواقف ظالم, أرسل المقال إلى أصدقائك والى الآخرين ولك الأجر والثواب.

أبو رباب
01-27-2009, 05:28 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
تسلم يمينك
يعطيك الف عافية
في ميزان حسناتك
بس ممكن تكبر الخط

حيدر الكربلائي
01-27-2009, 10:31 PM
جزاك الله خيرا
ومثل ماقال الاخ ابو رباب الخط غير واضح
دمت بخير

خادم اباالفضل(ع)
01-28-2009, 05:43 AM
اللهم صل وسم لى محمد وال محمد

فداك روحي قبل عيني ياابن امير المؤمنين ياسيدي يامولاي

ماعرف اشلون اعبر عن شكري لك ياأخي العزيز تسلم يداك على هذا الموضوع الممتاز