أبنه الهواشم
01-26-2009, 10:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.col-sea.com/vb/uploaded/567_1200001387.jpg
يصف بعض الباحثين ثورة الإمام الحسين بأنها مأساة إنسانية مروعة ، و يرى آخرون أنها أشبه بعملية انتحارية لم تبلغ أهدافها بل أسفرت عن نتائج مأساوية مؤلمة ، لا تزال علامة فارقة في جبين الإنسانية و لطخة عار في تاريخها .
بيد أن هذا التحليل يبدو سطحيا و ساذجا و هو مبتني على رؤية قاصرة لأهداف الثورة و مقاصدها و نتائجها ، و يؤسفني أن بعض علماء المسلمين لم يوفقوا لإدراك أبعاد تلك الثورة و بليغ دروسها و عظيم عطائها و كانوا أقصر نظرا من الزعيم الهندي الشهير غاندي القائل : " تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر "
و يظهر للمتأمل أن أساس الاشتباه لدى هؤلاء هو في نظرتهم لمفهومي النصر و الهزيمة ، هذه النظرة الضيقة التي تحدد مفهوم النصر بمقدار النجاح العسكري فحسب ، الأمر الذي لم يتحقق في نهضة الحسين ( عليه السَّلام ) ما يجعل منها حركة فاشلة وفق المقياس المذكور .
لكن النظرة المذكورة لمفهوم النصر غير صحيحة بل هي مجترئة و مشوهة و لا تلامس الحقيقة ، فالحقيقة التي يدركها البصير و المتابع لحركة النهضة الحسينية و تداعياتها و نتائجها على الواقع الإسلامي ماضيا و حاضرا هي أن دماء الحسين ( عليه السَّلام ) ساهمت في تغيير مجرى التاريخ الإسلامي .
و أيقظت الضمائر الميتة و حررت إرادتها و خلقت حركة وعي في الأمة الإسلامية كان من نتائجها حركات التمرد و ثورات الغضب و الانتقام التي تلاحقت و تتالت :
1 ـ حيث نجد بعد عام من ثورة الحسين ( عليه السَّلام ) أن المدينة تثور على يزيد ، و تطرد واليه و جميع الأمويين .
2 ـ و في السنة الثانية تثور مكة المكرمة أيضا على يزيد الطاغية .
3 ـ و يصبح حكم الأمويين مهددا بالسقوط بعد موت يزيد ، و نمو و تطور حركة عبد الله بن الزبير ، و المختار بن عبيدة الثقفي .
4 ـ و بعد ذلك أخذت الثورات تتوالى حيث ظهرت ثورة التوابين و التي تعتبر أثرا مباشرا لثورة الحسين ( عليه السَّلام ) حيث كانت شعاراتهم يا لثارات الحسين ، و لم تهدأ هذه الثورة حتى تكون ثورة المختار و الذي قام من أجل الثأر لدماء الحسين ( عليه السَّلام ) و يتمكن المختار من عمل عسكري مهم و عمل سياسي أهم ، أما العمل العسكري فهو القضاء على الجيش الأموي و قتل عبيد الله بن زياد الذي كان يقود هذا الجيش ، و العمل السياسي هو تصفية الكوفة من جميع قتلة الحسين ( عليه السَّلام ) و من أنصار الأمويين .
و قد استمر هذا التحرك و الرفض في الأمة حتى تمت الإطاحة بالحكم الأموي بعد عدة عقود من الزمن . هذا من جهة .
و من جهة أخرى فإن الحسين ( عليه السَّلام ) أصبح مثلا أعلى لكل الثوار و المناضلين من أجل التحرر و الإنعتاق من نير الظالمين و المستبدين .
و عندما يغدو المرء ملهما للثوار فهذا دليل انتصار لا هزيمة ، و عندما تزلزل دماءه الزكية عروش الظالمين فهذا دليل نصر مؤزر لا مأساة مروعة . .
http://www.col-sea.com/vb/uploaded/567_1200001387.jpg
تحياتي
أبنه الهواشم
مركز الاشعاع الاسلامى
http://www.col-sea.com/vb/uploaded/567_1200001387.jpg
يصف بعض الباحثين ثورة الإمام الحسين بأنها مأساة إنسانية مروعة ، و يرى آخرون أنها أشبه بعملية انتحارية لم تبلغ أهدافها بل أسفرت عن نتائج مأساوية مؤلمة ، لا تزال علامة فارقة في جبين الإنسانية و لطخة عار في تاريخها .
بيد أن هذا التحليل يبدو سطحيا و ساذجا و هو مبتني على رؤية قاصرة لأهداف الثورة و مقاصدها و نتائجها ، و يؤسفني أن بعض علماء المسلمين لم يوفقوا لإدراك أبعاد تلك الثورة و بليغ دروسها و عظيم عطائها و كانوا أقصر نظرا من الزعيم الهندي الشهير غاندي القائل : " تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر "
و يظهر للمتأمل أن أساس الاشتباه لدى هؤلاء هو في نظرتهم لمفهومي النصر و الهزيمة ، هذه النظرة الضيقة التي تحدد مفهوم النصر بمقدار النجاح العسكري فحسب ، الأمر الذي لم يتحقق في نهضة الحسين ( عليه السَّلام ) ما يجعل منها حركة فاشلة وفق المقياس المذكور .
لكن النظرة المذكورة لمفهوم النصر غير صحيحة بل هي مجترئة و مشوهة و لا تلامس الحقيقة ، فالحقيقة التي يدركها البصير و المتابع لحركة النهضة الحسينية و تداعياتها و نتائجها على الواقع الإسلامي ماضيا و حاضرا هي أن دماء الحسين ( عليه السَّلام ) ساهمت في تغيير مجرى التاريخ الإسلامي .
و أيقظت الضمائر الميتة و حررت إرادتها و خلقت حركة وعي في الأمة الإسلامية كان من نتائجها حركات التمرد و ثورات الغضب و الانتقام التي تلاحقت و تتالت :
1 ـ حيث نجد بعد عام من ثورة الحسين ( عليه السَّلام ) أن المدينة تثور على يزيد ، و تطرد واليه و جميع الأمويين .
2 ـ و في السنة الثانية تثور مكة المكرمة أيضا على يزيد الطاغية .
3 ـ و يصبح حكم الأمويين مهددا بالسقوط بعد موت يزيد ، و نمو و تطور حركة عبد الله بن الزبير ، و المختار بن عبيدة الثقفي .
4 ـ و بعد ذلك أخذت الثورات تتوالى حيث ظهرت ثورة التوابين و التي تعتبر أثرا مباشرا لثورة الحسين ( عليه السَّلام ) حيث كانت شعاراتهم يا لثارات الحسين ، و لم تهدأ هذه الثورة حتى تكون ثورة المختار و الذي قام من أجل الثأر لدماء الحسين ( عليه السَّلام ) و يتمكن المختار من عمل عسكري مهم و عمل سياسي أهم ، أما العمل العسكري فهو القضاء على الجيش الأموي و قتل عبيد الله بن زياد الذي كان يقود هذا الجيش ، و العمل السياسي هو تصفية الكوفة من جميع قتلة الحسين ( عليه السَّلام ) و من أنصار الأمويين .
و قد استمر هذا التحرك و الرفض في الأمة حتى تمت الإطاحة بالحكم الأموي بعد عدة عقود من الزمن . هذا من جهة .
و من جهة أخرى فإن الحسين ( عليه السَّلام ) أصبح مثلا أعلى لكل الثوار و المناضلين من أجل التحرر و الإنعتاق من نير الظالمين و المستبدين .
و عندما يغدو المرء ملهما للثوار فهذا دليل انتصار لا هزيمة ، و عندما تزلزل دماءه الزكية عروش الظالمين فهذا دليل نصر مؤزر لا مأساة مروعة . .
http://www.col-sea.com/vb/uploaded/567_1200001387.jpg
تحياتي
أبنه الهواشم
مركز الاشعاع الاسلامى