المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة أصحاب الأخدود


أبو رباب
01-27-2009, 02:53 PM
قصة اصحاب الأخدود
‏*قصة أصحاب الأخدود: في منطقة نجران‎

وقعت حادثة الأخدود في عام 525 م عندما دعا الملك ‏‏(ذو نواس) آخر ملوك (حمير) أهل نجران للعدول عن ‏ديانتهم النصرانية والعودة إلى الديانة اليهودية التي كان ‏يدين بها فأبوا, فأمر بخد أخدود عظيم في الأرض وكان ‏الناس يعرضون على النار ويساومون عليها أن يتراجعون ‏عن دينهم فكانوا يتعادون فيها و يتدافعون.. وجاءت امرأة ‏لها بابن ترضعه وكأنها تقاعست أن تقع في النار فقال ‏الطفل (اصبري يا أماه فإنك على الحق) وفي ذلك اليوم ‏استشهد قرابة 20,000 وظلت نجران على مسيحيتها ‏حتى دخلت الإسلام في السنة العاشرة من الهجرة 0

إنها قصة غلاما آمن، فصبر وثبت، فآمنت معه قريته. لقد ‏كان غلاما نبيها، ولم يكن قد آمن بعد. وكان يعيش في ‏قرية ملكها كافر يدّعي الألوهية. وكان للملك ساحر ‏يستعين به. وعندما تقدّم العمر بالساحر، طلب من الملك ‏أن يبعث له غل اما يعلّمه السحر ليحلّ محله بعد موته. ‏فاختير هذا الغلام وأُرسل للساحر‎.



فكان الغلام يذهب للساحر ليتعلم منه، وفي طريقه كان ‏يمرّ على راهب. فجلس معه مرة وأعجبه كلامه. فصار ‏يجلس مع الراهب في كل مرة يتوجه فيها إلى الساحر. ‏وكان الساحر يضربه إن لم يحضر. فشكى ذلك للراهب. ‏فقال له الراهب: إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي، وإذا ‏خشيت أهلك فقل حبسني الساحر‎.

وكان في طريقه في أحد الأيام، فإذا بحيوان عظيم يسدّ ‏طريق الناس. فقال الغلام في نفسه، اليوم أعلم أيهم ‏أفضل، الساحر أم الراهب. ثم أخذ حجرا وقال: اللهم إن ‏كان أمر ال راهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه ‏الدابة حتى يمضي الناس. ثم رمى الحيوان فقلته، ومضى ‏الناس في طر ي قهم. فتوجه الغلام للراهب وأخبره بما ‏حدث. فقال له الراهب: يا بنى، أنت اليوم أفضل مني، ‏وإنك ستبتلى، فإذا ابتليت فلا تدلّ عليّ‎.

وكان الغلام بتوفيق من الله يبرئ الأكمه والأبرص ويعالج ‏الناس من جميع الأمراض. فسمع به أحد جلساء الملك، ‏وكان قد فَقَدَ بصره. فجمع هدايا كثرة وتوجه بها للغلام ‏وقال له: أعطيك جميع هذه الهداية إن شفيتني. فأجاب ‏الغلام: أنا لا أش في أحدا، إنما يشفي الله تعالى، فإن آمنت ‏بالله دعوت الله فشفاك. فآمن جليس الملك، فشفاه الله ‏تعالى‎.

‎< / SPAN>‎فذهب جليس الملك، وقعد بجوار الملك كما ‏كان يقعد قبل أن يفقد بصره. فقال له الملك: من ردّ عليك ‏بصرك؟ فأجاب الجليس بثقة المؤمن: ربّي. فغضب الملك ‏وقال: وهل لك ربّ غيري؟ فأجاب المؤمن دون تردد: ‏ربّي وربّك الله. فثار الملك، وأمر بتعذيبه. فلم يزالوا ‏يعذّبونه حتى دلّ على الغلام‎.

أمر الملك بإحضارالغلام، ثم قال له مخاطبا: يا بني، لقد ‏بلغت من السحر مبلغا عظيما، حتى أصبحت تبرئ الأكمه ‏والأبرص وتفعل وتفعل. فقال الغلام: إني لا أشفي أحدا، ‏إنما يشفي الله تعالى. فأمر الملك بتعذيبه. فعذّبوه حتى دلّ ‏على الراهب‎.

فأُحضر الراهب وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى الراهب ‏ذلك. وجيئ بمنشار، ووضع على مفرق رأسه، ثم نُشِرَ ‏فوقع نصفين. ثم أحضر جليس الملك، وقيل له: ارجع عن ‏دينك. فأبى. فَفُعِلَ به كما فُعِلَ بالراهب‎.

ثم جيئ بالغلام وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى الغلام. ‏فأمر الملك بأخذ الغلام لقمة جبل ، وتخييره هناك، فإما أن ‏يترك دينه أو أن يطرحوه من قمة الجبل‎.

فأخذ الجنود الغلام، وصعدوا به الجبل، فدعى الفتى ربه: ‏اللهم اكفنيهم بما شئت. فاهتزّ الجبل وسقط الجنود. ورجع ‏الغ ل ام يمشي إلى الملك. فقال الملك: أين من كان معك؟ ‏فأجاب: كفانيهم الله تعالى‎.

فأمر الملك جنوده بحمل الغلام في سفينة، والذهاب به ‏لوسط البحر، ثم تخييره هناك بالرجوع عن دينه أو إلقاءه. ‏فذهبوا به، فدعى الغلام الله: اللهم اكفنيهم بما شئت. ‏فانقلبت بهم السفينة وغرق من كان عليها إلا الغلام. ثم ‏رجع إلى الملك. فسأله الملك باستغراب: أين من كان ‏معك؟ فأجاب الغلام المتوكل على الله: كفانيهم الله تعالى‎ .

ثم قال للملك: إنك لن تستطيع قتلي حتى تفعل ما آمرك به. ‏فقال الملك: ما هو؟ فقال الفت ى المؤمن: أن تجمع الناس ‏في مكان واحد، وتصلبني على جذع، ثم تأخذ سهما من ‏كنانتي، وتضع السهم في القوس، وتقول 'بسم الله ربّ ‏الغلام' ثم ارمني، فإن فعلت ذلك قتلتني‎.

استبشر الملك بهذا الأمر. فأمر على الفور بجمع الناس، ‏وصلب الفتى أمامهم. ثم أخذ سهما من كنانته، ووض‎ ‎ع‎ ‎السهم في القوس، وقال: باسمى انا رب الغلام ثم رمى ‏الغلام بالسهم فلم يصبة . فجن الملك ثم فعل ذلك مرة ثانية ‏ولم يفلح ايضا ومرة ثالثة وفى كل مرة يرتد السهم عن ‏الغلام‎ .

فقال له الغلام ق ل بسم الله ربّ الغلام وانت تستطيع قتلى ‏، فقال الملك كذلك ثم رماه فأصابه فقتله‎.

فصرخ الناس: آمنا بربّ الغلام. فهرع أص‎ ح ‎اب الملك ‏إليه وقالوا: أرأيت ما كنت تخشاه! لقد وقع، لقد آمن الناس‎.

فأمر الملك بحفر شقّ في الأرض، وإشعال النار فيها. ثم ‏أمر جنوده، بتخيير الناس، فإما الرجوع عن الإيمان، أو ‏إلقائهم في النار. ففعل الجنود ذلك، حتى جاء دور امرأة ‏ومعها صبي لها، فخافت أن تُرمى في النار. فألهم الله ‏الصبي أن يقول لها: يا أمّاه اصبري فإنك على الح ق‎.

فسبحان الله تعالى عما يشركون‎ .‎
‏ ‏
اللهم ارزقنا الإخلاص فى القول ‏والفعل والعمل
نسألكم الدعاء