المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الله خالق وليس مخلوق


كياني حسيني
02-06-2009, 05:29 PM
الله خالق وليس مخلوق



س: لقد بينتم نظرية التسلسل، وبطلانها بلسان فلسفي وأمثلة معقدّة. ألا نجد أمثلة بسيطة علمية تدل على بطلانها، ويمكن تيسرها على أذهاننا بشكل يسهل استيعابه؟

ج : بلى، اليك ذلك، ولو اطلعنا على النظريات لوجدناها ترجع بالاصل الى البديهيات. والبديهيات لا ترجع الى شئ. لأنها حقيقة واضحة لا تحتاج الى برهان لاثبات وجودها. أي انها موجودة لذاتها. كما ان الملوحة من الملح، لكن ملوحة الملح نفسها من ذاته. أي ان الملح لم يكتسب ملوحته من السكر، أو الحامض. فهي موجودة فيه لذاتها.(1)

والله سبحانه وتعالى موجود لذاته. أي انه لا يحتاج الى برهان لاثبات وجوده. فهو قبل كل شئ بلا أول، قديم أزلي. فالمخلوقات ترجع اليه. كما ان النظريات ترجع الى البديهيات، اما البديهيات فهي أشياء مسلم بصحتها كقولنا الكل أكبر من الجزء. فهذه فرضية منطقية (بديهية) والواحد نصف الاثنين، والكل يساوي مجموع الاجزاء. فهذه الاشياء لا تحتاج الى برهان لاثبات صحتها، وكذلك الواحد زائد واحد يساوي أثنين. ومن أصعب الاشياء توضيح الواضحات، فالطفل اذا تعطيه جزءا من الخبز، وتعطيه رغيف خبز كامل، يعلم بأن الرغيف (الكل) أكبر من القطعة الصغيرة (الجزء).

وكذا النار حارة والشمس مضيأة والثلج بارد، ندركه بالعلم الضروري لكن مع ذلك قد بينا اللسان الفلسفي لمحاورة لاحد العلماء.

بينا فيها الرد. وها نحن نفصح لك بصورة نظرية عقلية علمية لاثبات رجوع المخلوقات الى خالق واحد، وابطال التسلسل.

فمن البديهي ان الانسان والمخلوقات ترجع بالاصل الى خالق، واذا كان هذا الخالق أوجده اله آخر، وذلك الاله أوجده خالق آخر، وهكذا يحتاج أيضا الى من يوجده فيتسلسل الخالق وهذا باطل.

لانه يؤدي الى مالا نهاية له. وبينا ذلك، ونستطيع تصوير ذلك بحقيقة الارض التي نعيشها.



__________________________________________________ ______________________

(1) أي انها ذاتية ، أي لذاتها ، لذات المصنوع بتأثير من الخالق وهو الله لانه لا ذاتية لشئ سوى الله

فاذا قلنا ان الارض مسطحة وتمتد الى مالا نهاية لها. وتشت عقولنا في حركتها الفكرية الى شئ لا حدود له كما في المخطط الآتي:

-------------------------------

لابداية لها الارض تمتد لانها مسطحة مالا نهاية لها



مخلوقات خالق1 خالق2 خالق3 خالق4 الى مالا نهاية له



ولكن لو رجعنا للحقيقة التي لايريد بعضهم الاذعان لها. وهي ان المخلوفات ترجع بحقيقتها الى الاله، فهو الاول، وهو الآخر(1) كما في المخطط التالي:

--------------------------------------





المخلوقات الاله

--------------------------------------

بداية الاول نهاية الآخر





الاله





الارض



المخلوقات



نستطيع تمثيل ذلك بالارض التي نعيش عليها أيضا. اذا قلنا بأنها مدورة، فنمتد من أية نقطة فيها اذا بدأنا منها، وتنتهي اليها، فهي البداية والنهاية.

ولا ندّع عقولنا تشطح بالاوهام بل نتركها تنطلق الى الله حيث المبدأ السليم الذي أراده الله سبحانه لها لانه هو الاول والآخر.





________________________________________________

(1) الله لا يكون محدودا ولا متناهيا والا فيكون شئ غيره يحده ويحيط به . لان الارض يمكن تحديد وجودها مع مقارنتها بالسماء. والله هو المحيط بكل شئ وغير الله هو المتناه والمحدود . فالتحديد للمخلوقات فقط دون الخالق .لكن من جانب حده بنفسه لا بغيره يصح بكونه هو الحد لا المحدود كما بمثالنا كالارض الكروية التي تستطيع تصور حدودها دون المسطحة ...

فلماذا نترك الاقرار بكروية الارض، ونجزم بباطل القول بأنها مسطحة، ونذهب للامتداد، ونترك التحديد؟ (1) فالمخلوقات ترجع الى الخالق، والخالق لا يرجع الى شئ، بل يرجع لذاته لانه هو المرجع. واذا قلنا بأن الارض كروية ،فاننا نبدأ من نقطة، وننتهي الى نفس تلك النقطة. فاذا ما بدأنا بقولنا بأن الله هو الخالق وليس له موجد فأننا ننتهي اليه دون غيره.

ولا نقع في تخبطات عشوائية. ولكن اذا قلنا: ان الارض مسطحة لا توجد لها بداية. ولا توجد لها نهاية، ولا حد محدود. لأننا كلما امتددنا لا نصل الى خالق،أو الى حد محدود (مع الفرض).

لذلك ننتهي في مطافنا الى متاهات نحن في غنى عنها. وهذا أبسط بيان يؤكد بأن الله موجد للكائنات، وليس للتسلسل صحة. كالذي يقر بكروية الارض، وتسطيحها فأيهما تصدقه؟ أتسلم للذي يوصلك للحل أم الذي يوهمك؟ ويرميك في مسالك الشك والحيرة؟!

س: هل من أدلة نقلية على ذل، أو اسئلة وردت بهذا الخصوص؟

ج: نعم توجد بكثرة ولو اننا لم نذكرها آنفا لعدم تعلق حاجتنا بها. لأن الموضوع يحتاج برهانا عقلي. وانما تستعمل البراهين النقلية للذي يسلم بصحة الايمان بالله، مع ان القرآن قول عقلائي صادر من حكيم ولا شك فيه.

لكن تجنب العلماء في علم الكلام من ايراد النصوص، واليك بعضا منها:

1- في حديث أن رجلا اتى رسول الله صلى الله علية وآله وسلم

فقال: يا رسول الله نافقت

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والله ما نافقت ولو نافقت ما تعلمني. ما الذي رابك؟

أظن ان العدو الحاضر أتاك، فقال من خلقك؟

فقلت: الله تعالى خلقني

فقال لك: من خلق الله؟

فقال: أي والذي بعثك بالحق، لكان كذا.



__________________________________________________ ______________________

(1) أرد ت أن أبين بهذا التشبيه على آخر السلسلة (الخالق) الاخير وامثله بالخط المستقيم ، أو الارض المسطحة لكون الارض المسطحة يمكن تحديدها ويمكن امتدادها وكذا الخط المستوي . أو أمثله بالخط المنحني أو الارض الكروية المحدودة، وليس لها مجال للامتداد مع ان امتداد الارض أو الخط ليس تسلسلا ،لانه واحد والتسلسل مجموعة من المعاليل والعلل، قد يرتبط كل معلول بعلته الى مالا نهاية له فتكون متعددة لكن أقصد ان آخر السلسلة قد مثلته بامكان امتداده الى مالا نهاية له أو تحديده كالخط أو الارض أي اللابدّية من الانتهاء .

فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ان الشيطان أتاكم من قبل الأعمال، فلم يقو عليكم. فاتاكم من هذا الوجه، لكي يستزلكم. فاذا كان كذلك، فليذكر أحدكم

الله وحده " (1)

2- قال الامام علي بن أبي طالب عليه السلام: " الاول الذي لم يكن له قبل فيكون شئ قبله، والآخر الذي ليس له بعد، فيكون شئ بعده " (2)

وقال أيضا: " انما يقال متى كان لما لم يكن فأما ما كان فلا يقال متى كان. كان قبل القبل بلا قبل، وبعد البعد بلا بعد.." (3) .

3- سئل الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام: عن الله متى كان؟

فقال: " اخبرني متى لم يكن، حتى أخبرك متى كان " (4)



________________________________________________

(1) التكامل في الاسلام ج2 ص120

(2) التكامل.

احلى قمر
02-15-2010, 09:37 PM
في ميزان حسناتش

بارك الله فيش

عاشقه فاطمه
02-15-2010, 11:03 PM
الى أختي كياني حسيني
الله يعطيش العافيه
في ميزان حسناتش يارب

الذئب العربي
08-15-2015, 03:36 PM
في ميزان حسناتش