عاشق المهدي(ع)
02-12-2009, 12:14 AM
من أجل لقمة العيش...
طلاب يمضون عطلة الربيع في مواقف السيارات والإشارات
البديع، المنامة - فاطمة عبدالله
يقف بأكمامه القصيرة عند مدخل أحد مطاعم الوجبات السريعة الموجودة على شارع البديع بالتحديد، يقف وهو يشعر بالبرد وحيداً يبحث عن لقمة عيشه التي سحبت من فمه وفم إخوته الأربعة، ملامح وجه توحي بالتعب، وجسده هزيل وكأنه لم يذق طعم الطعام منذ زمن طويل.
«الوسط» حاورت هذا الفتى الذي يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً، اسمه كاظم، لم يذكر اسم أبيه، حاول أن يتحدث عمّا في قلبه من أسى وحزن لعله من يسمع نداء قلبه يدخل فيه الفرح والسرور، وخصوصاً أن عمره الصغير قد زاد الضعف على عمره بسبب الفقر.
كاظم الذي يقف وحيداً في البرد متوسلاً زبائن أحد المطاعم من أجل أن يقوم بغسل سياراتهم الفخمة مقابل مبلغ قدره 500 فلس وذلك من بعد صلاة المغرب حتى الساعة العاشرة ليلاً، في الوقت الذي يتوقع فيه المارة أثناء مرورهم عليه أن يحلم بالدخول إلى المطعم الذي يقوم أمامه بعمله المتواضع فيه رافعاً رأسه غير عابئ بما يقوله هؤلاء، فالمهم هو الحصول على مبلغ بسيط يفرح قلبه وقلب إخوته.
يقول كاظم: «إن عمري ثلاثة عشر عاماً إلا أني أعمل أيام عطلة الربيع وعطلة الصيف وذلك لضيق الحال على والدي (...) وبحكم أني أكبر إخواني فأني أعمل لأكسب لقمة عيشي، فأنا لا أمتلك المال ومن أسرة فقيرة لا تملك إلا القليل».
ويواصل حديث وهو يتأمل في السيارات المارة لعله يحظى بزبون يقوم بغسل سيارته إلا أن الحظ لم يكن حليف كاظم الصغير: «إن عدد أفراد أسرتي ستة وقد كان أبي يعمل في إحدى الوزارات الحكومية كعامل نظافة لا يستطيع براتبه أن يوفر لنا لقمة العيش (...) بعد مدة قامت الوزارة التي يعمل بها بتسريحه ما جعلني أعمل في مهنة تغسل السيارات لأكسب لقمة العيش (...) إن ضيق الحال يجبرنا نحن الصغار على العمل وخصوصاً أن أبي لا يملك وظيفة الآن، فكل ما يملكه هو بدل السكن (100 دينار) يصرف نصفها تقريباً على إيجار البيت الذي نعيش فيه».
ويضيف «في أيام الدراسة لا أستطيع أن أعمل بسبب ارتباطي بالدراسة والمدرسة، لذا دائماً ما أقبل على عمل غسل السيارات خلال عطلة الصيف والربيع حيث أن المبلغ الذي أحصل عليه أقوم بجمعه لشراء مستلزمات الدراسة وجمع جزء منه كمصروف إلى المدرسة، وأما الباقي فإني أقوم بإعطائه لأبي وأمي حتى يستطيعا أن يصرفا عليّ وعلى إخوتي».
لم يستطع كاظم أن يواصل حديثه أكثر إلا أن أكثر ما استطاع أن يعبر عنه هو الظلم الذي يعيشه، متمنياً أن تقوم إحدى الجهات المعنية وغير المعنية بالالتفات إلى قضية الفقر بدلاً الوقوف على أمور لا تخدم فئة كبيرة، وهي فئة الفقراء التي أصبحت من أكثر الطبقات الاجتماعية في البحرين.
لم يكن حال كاظم هو الوحيد فهناك طفل آخر يقف أمام أحد المجمعات الصغيرة، عمره لا يتجاوز الخامسة عشر عاماً إنه محمد، هو الآخر حبيس الفقر الذي دفعه إلى العمل في غسل السيارات على مدار العام وليس في أيام عطلة الربيع أو خلال عطلة الصيف.
حال محمد كان مشابهاً لحال كاظم وخصوصاً أنهما من عائلة فقيرة، وأوضح محمد معاناته التي بدأت عندما قام بالعمل منذ نحو ثلاثة أعوام متنقلاً بين مدن البحرين بحثاً عن زبون يغسل سيارته ليسكب 500 فلس لكي تساعده على شراء لقمة العيش له ولأخيه وأخته.
وذكر محمد أن أباه مقعد ولا يستطيع تحمل مصاريف الأسرة ما دفعه، بحكم أنه الابن الأكبر، إلى العمل في غسل السيارات، مشيراً إلى أنه لا يشعر بالعيب أو بالضيق عندما يغسل سيارة والد صديقه، فالعمل على حد قوله «العمل الشريف لا يعيب الإنسان وأنا أقوم بعمل شريف فأنا لا أسطو ولا أسرق الأموال فعملي شريف».
وفي هذه الأيام تعتبر إشارات المرور أثناء العطل والإجازات ملجأ إلى بعض الطلبة الفقراء إذ إنهم يقفون عند هذه الإشارات يحملون الماء وبعض أنواع الفواكه وأحياناً يحملون الورود منتظرين توقف الإشارات وتحولها إلى اللون الأحمر لينطلقوا إلى السيارات بحثاً عن زبون يشتري ولو بـ 100 فلس من أجل الحصول على لقمة العيش، على رغم أن غالبية الطلبة ينتظرون عطلة الربيع لقضاء وقت ممتع أمام التلفاز أو للسفر إلى خارج مملكة البحرين لنسيان الدراسة إلا أن هؤلاء عددهم بدأ يتقلص، فالعديد من طلبة المدارس سواء كانوا في الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية ينتظرون عطلة الربيع للتشمير عن سواعدهم الصغيرة ليقفوا على أرجلهم طوال الوقت في بعض مواقف السيارات يتوسلون الزبائن والمترديين للقبول بغسل سياراتهم من أجل محاربة الفقر الذي اجتاح بيوت هؤلاء الصغار وجعلهم حبيسي مواقف السيارات أو إشارات المرور يبيعون من بعض السلع.
المصدر
كان الله في عونكم و عوننا يا ابناء الاصالة والكرامة ..
الاكفان بلا جيوب يا حكومة الفساد ..
طلاب يمضون عطلة الربيع في مواقف السيارات والإشارات
البديع، المنامة - فاطمة عبدالله
يقف بأكمامه القصيرة عند مدخل أحد مطاعم الوجبات السريعة الموجودة على شارع البديع بالتحديد، يقف وهو يشعر بالبرد وحيداً يبحث عن لقمة عيشه التي سحبت من فمه وفم إخوته الأربعة، ملامح وجه توحي بالتعب، وجسده هزيل وكأنه لم يذق طعم الطعام منذ زمن طويل.
«الوسط» حاورت هذا الفتى الذي يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً، اسمه كاظم، لم يذكر اسم أبيه، حاول أن يتحدث عمّا في قلبه من أسى وحزن لعله من يسمع نداء قلبه يدخل فيه الفرح والسرور، وخصوصاً أن عمره الصغير قد زاد الضعف على عمره بسبب الفقر.
كاظم الذي يقف وحيداً في البرد متوسلاً زبائن أحد المطاعم من أجل أن يقوم بغسل سياراتهم الفخمة مقابل مبلغ قدره 500 فلس وذلك من بعد صلاة المغرب حتى الساعة العاشرة ليلاً، في الوقت الذي يتوقع فيه المارة أثناء مرورهم عليه أن يحلم بالدخول إلى المطعم الذي يقوم أمامه بعمله المتواضع فيه رافعاً رأسه غير عابئ بما يقوله هؤلاء، فالمهم هو الحصول على مبلغ بسيط يفرح قلبه وقلب إخوته.
يقول كاظم: «إن عمري ثلاثة عشر عاماً إلا أني أعمل أيام عطلة الربيع وعطلة الصيف وذلك لضيق الحال على والدي (...) وبحكم أني أكبر إخواني فأني أعمل لأكسب لقمة عيشي، فأنا لا أمتلك المال ومن أسرة فقيرة لا تملك إلا القليل».
ويواصل حديث وهو يتأمل في السيارات المارة لعله يحظى بزبون يقوم بغسل سيارته إلا أن الحظ لم يكن حليف كاظم الصغير: «إن عدد أفراد أسرتي ستة وقد كان أبي يعمل في إحدى الوزارات الحكومية كعامل نظافة لا يستطيع براتبه أن يوفر لنا لقمة العيش (...) بعد مدة قامت الوزارة التي يعمل بها بتسريحه ما جعلني أعمل في مهنة تغسل السيارات لأكسب لقمة العيش (...) إن ضيق الحال يجبرنا نحن الصغار على العمل وخصوصاً أن أبي لا يملك وظيفة الآن، فكل ما يملكه هو بدل السكن (100 دينار) يصرف نصفها تقريباً على إيجار البيت الذي نعيش فيه».
ويضيف «في أيام الدراسة لا أستطيع أن أعمل بسبب ارتباطي بالدراسة والمدرسة، لذا دائماً ما أقبل على عمل غسل السيارات خلال عطلة الصيف والربيع حيث أن المبلغ الذي أحصل عليه أقوم بجمعه لشراء مستلزمات الدراسة وجمع جزء منه كمصروف إلى المدرسة، وأما الباقي فإني أقوم بإعطائه لأبي وأمي حتى يستطيعا أن يصرفا عليّ وعلى إخوتي».
لم يستطع كاظم أن يواصل حديثه أكثر إلا أن أكثر ما استطاع أن يعبر عنه هو الظلم الذي يعيشه، متمنياً أن تقوم إحدى الجهات المعنية وغير المعنية بالالتفات إلى قضية الفقر بدلاً الوقوف على أمور لا تخدم فئة كبيرة، وهي فئة الفقراء التي أصبحت من أكثر الطبقات الاجتماعية في البحرين.
لم يكن حال كاظم هو الوحيد فهناك طفل آخر يقف أمام أحد المجمعات الصغيرة، عمره لا يتجاوز الخامسة عشر عاماً إنه محمد، هو الآخر حبيس الفقر الذي دفعه إلى العمل في غسل السيارات على مدار العام وليس في أيام عطلة الربيع أو خلال عطلة الصيف.
حال محمد كان مشابهاً لحال كاظم وخصوصاً أنهما من عائلة فقيرة، وأوضح محمد معاناته التي بدأت عندما قام بالعمل منذ نحو ثلاثة أعوام متنقلاً بين مدن البحرين بحثاً عن زبون يغسل سيارته ليسكب 500 فلس لكي تساعده على شراء لقمة العيش له ولأخيه وأخته.
وذكر محمد أن أباه مقعد ولا يستطيع تحمل مصاريف الأسرة ما دفعه، بحكم أنه الابن الأكبر، إلى العمل في غسل السيارات، مشيراً إلى أنه لا يشعر بالعيب أو بالضيق عندما يغسل سيارة والد صديقه، فالعمل على حد قوله «العمل الشريف لا يعيب الإنسان وأنا أقوم بعمل شريف فأنا لا أسطو ولا أسرق الأموال فعملي شريف».
وفي هذه الأيام تعتبر إشارات المرور أثناء العطل والإجازات ملجأ إلى بعض الطلبة الفقراء إذ إنهم يقفون عند هذه الإشارات يحملون الماء وبعض أنواع الفواكه وأحياناً يحملون الورود منتظرين توقف الإشارات وتحولها إلى اللون الأحمر لينطلقوا إلى السيارات بحثاً عن زبون يشتري ولو بـ 100 فلس من أجل الحصول على لقمة العيش، على رغم أن غالبية الطلبة ينتظرون عطلة الربيع لقضاء وقت ممتع أمام التلفاز أو للسفر إلى خارج مملكة البحرين لنسيان الدراسة إلا أن هؤلاء عددهم بدأ يتقلص، فالعديد من طلبة المدارس سواء كانوا في الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية ينتظرون عطلة الربيع للتشمير عن سواعدهم الصغيرة ليقفوا على أرجلهم طوال الوقت في بعض مواقف السيارات يتوسلون الزبائن والمترديين للقبول بغسل سياراتهم من أجل محاربة الفقر الذي اجتاح بيوت هؤلاء الصغار وجعلهم حبيسي مواقف السيارات أو إشارات المرور يبيعون من بعض السلع.
المصدر
كان الله في عونكم و عوننا يا ابناء الاصالة والكرامة ..
الاكفان بلا جيوب يا حكومة الفساد ..