المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاربعين واعمال الاربعين


12 نورالحسين14
02-15-2009, 11:43 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف






للأربعين

مغزاً خاصاً في الثقافة الإسلامية والعرفان الإسلامي. فهنالك اعتكاف الأربعين لغرض قضاء الحاجة أو بلوغ مقامات في العرفان والسلوك، وهناك أيضاً حفظ الأربعين حديثاً أو الإخلاص أربعين صباحاً، وكمال العقل في سن الأربعين، والدعاء لأربعين مؤمن وأربعين ليلة أربعاء وغيرها الكثير من المواضع والموارد

وفي ثقافة عاشوراء تطلق كلمة الربعين على اليوم الأربعين من استشهاد الحسين بن علي عليه السلام، ويصادف لليوم العشرين من شهر صفر

من جملة التقاليد المتعارفة عند المسلمين تكريم اليوم الأربعين لوفاة موتاهم، حيث يقوموا بتقديم الصدقات والخيرات إكراماً للمتوفّي، ويقيمون مجلس فاتحة على روحه. وهذا دأب الشيعة أيضاً في العشرين من صفر من كلّ عام حيث يقيموا المآتم في جميع المدن والبلدان إحياءً لذكرى ملحمة العاشر من محرّم، ترافقها مجاميع العزاء إجلالاً وتعظيماً لتلك الشعائر، وفي كربلاء تحظى مناسبة أربعين الحسين عليه السلام بمكانة متميّزة وتقيم مجاميع العزاء هناك مآتم كبرى

في الأربعين الأولى لاستشهاد الإمام الحسين عليه السلام زار جابر بن عبدالله الأنصاري وعطيّة العوفي تربة وقبر سيد الشهداء. وورد في بعض الروايات التاريخية أنّ قافلة سبايا أهل البيت حين عودتها من الشام إلى المدينة مرّت على كربلاء والتقت بجابر هناك، إلا أنّ بعض المؤرخين ينفون هذه الواقعة منهم المحدّث القمّي في كتابه "منتهى الآمال" حيث يسوق لذلك جملة من الأدلة التي تؤكّد إنّ زيارة أهل البيت لقبر الحسين لم تكن في الأربعين الأولى

وعرض بعض العلماء في هذا الصدد بحثاً مستفيضاً ونشر بشكل مستقل

وعلى كل الأحوال فإنّ تكريم هذا اليوم، وإحياء هذه الذكرى الأليمة كانت رمزاً لاستمرار ذلك الحماس والتفاعل مع تلك الواقعة في الأزمنة التالية



هذا يوم الاربعين

لما رجعت القافلة الى كربلا ، كان الامام زين العابدين دائماً يتروى بزينب ، كان يوصي العائلة بزينب : هالله هالله بزينب ، كان يتحدث عن زينب ، همه الأكبر زينب ، كانت تفيض عينيه بالدموع عند ذكر زينب، رجعت القافلة يوم الاربعين ، ووصلت زينب الى كربلا الى قبر الحسين (ع) وهي تقول :

أخي ابا عبد الله لمن تركت الاطفال والنساء

اقبلت القافلة من الشام فارسل معهم يزيد بن معاوية دليلا ليدلهم على الطريق ، وصلت القافلة الى مفترق طرق ، فوقفت القافلة والنساء على المحامل ، وزينب على هودجها ، عليها ستار ، فدنا رسول يزيد من الامام زين العابدين قائلا : سيدي ان يزيد امرني ان امتثل لأمرك ، فمرني سيدي انا في خدمتك : هذا طريق الى المدينة والحجاز ، وهذا طريق الى العراق وكربلا ، لما سمع الامام باسم كربلاء صاح ، أيها الجمال أمهلني حتى ارى عمتي زينب ، فأقبل (ع) الى عمته زينب ، كشف ستار المحمل ، نادى : عمه زينب هذا طريق الى المدينة والحجاز ، وهذا طريق الى العراق وكربلاء ، الى ايهما يا ابنت علي ، لما سمعت باسم كربلاء صاحت : يا ابن اخي كربلاء كربلاء ، خذنا الى كربلاء ، إني مشتاقة الى كربلاء ، الى الحسين ، الى اخي ابي الفضل ، اربعين يوم لم أرى كربلاء ، أربعين وما رأيت الحسين ، لما سمعت سكينة من محملها ، كشفت ستار المحمل وصاحت : عمه زينب خذينا الى كربلاء اني مشتاقة الى أبي الحسين والى عمي ابي الفضل ، انا لا اريد ماء انما اريد عمي ابي الفضل
يا جمال بهدوء على قلب النساء


سارت القافلة ، مرت لحظات وساعات ، مشت القافلة ، سكينة كشفت ستار المحمل ، توجهت نحو الشام ونادت : حبيبتي رقية ، نحن ذاهبون الى قبر ابيك ابي عبد الله ، سارت القافلة ووصلت الى كربلاء ، لما وصلت زينب الى مشارف كربلاء ، صاحت كربلاء كربلاء كربلاء

صاحت يا وادي كربلاء عنك مشينا

بوي تتصدق الآوادم علينا وعطايا الخلق كلها منينا


فرمت النساء بأنفسهن على القبور : ليلى هوت على قبر ولدها علي الأكبر ، رملة على قبر القاسم ، زينب وسكينة على قبر الحسين ، لما نزلن الى القبور : ليلى تنادي واعلياه ، رملة تنادي واقاسماه ، سكينة تنادي واحسيناه، زينب تنادي وامحمداه

ليلى قالت نصيبي يا ابني

انا ردتك ذخر ليوم شيبي

يا اما وانا المحروم من شمة حبيبي

رملة تذكرت وصية القاسم :

يا امه ذكريني من تمر زفة شباب حنيتي دمعي والجفن ذارف تراب
زينب اقبلت الى قبر ابي عبد الله ، وكانت تخفي شيئا تحت ردائها ، وضعته في القبر أهالت عليه التراب ، لم يعرف أحد ماذا وضعت ، ولكن عرف الجميع عندما صاحت :

خوي انا جيتك وجبت الراس واياي

من السبي وكانت بيه سلواي

قامت زينب الى قبر على العلقم ومعها النساء
لما وصلن النساء ، زينب وضعت يديها على رأسها وصاحت:

واعباساه عباس يا راعي الشيم هذا محلكم

صارت تشتكي الى اخيها
أخي كلما اراد الشمر ان يضرب الناقة
يضربها ضربة ويضرب على كتفي ضربة :
خوي ضربني على متوني وشتمني


عظم الله لك الأجر ياسيدي ومولاي
يارسول الله (ص) في ابنك الحسين(ع)
عظم الله لك الأجر ياسيدي ياأمير المؤمنين(ع)
في ابنك عظم الله لكٍ الأجر ياسيدتي
ومولاتي فاطمة الزهراء(ع) في ولدكٍ
عظم الله لكم الأجر ياسيدي ومولاي
يا أبا محمد في أخيك عظم الله
لكم الأجر ياساداتي وموالي ائمة الهدى (ع)
في ابيكم وجدكم وعظم الله لكم الأجر
ياسيدي ومولاي ياحجة الله في ارضه ياأبا صالح(ع)
في جدك الحسين(ع) وعظم الله لكم
ياشيعة الحسين(ع) بهذا المصاب الجلل











اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف







السلام على من غسله دمه ونسج الريح أكفانه

والتراب الذاري كافوره والقنا الخطي نعشه

وفي قلب من والاه قبره السلام على الجسم السليب

السلام على الشيب الخضيب

السلام على المحزوز راسه من القفا

السلام على مسلوب العمامة والرداء

السلام على الحسين وعلى

اولاد الحسين وعلى نساء الحسين

وعلى أصحاب الحسين(عليه السلام )


قم جدد الحزن في العشرين من صفر

ففيـــــه ردت رؤوس الآل للحــــــفر

يازائــــــــري بقعة أطفالـــــــه ذبحـت

فيها خذوا تربها كحلا الى البصــــر

والهفتا لبنات الطهر يــــــــــــوم رنت

الى مصارع قتـــــلاهن والحــــــــفر

رمين بالنفس من فـــوق النياق على

تلك القبور بصوت هائــــــــل ذعـــر

فتلك تدعو حسينا وهي لاطـــــــــــمة

منها الخــدود ودمع العين كالمطـــر

وتلك تصــــرخ واجـــــــداه وأبتــــــاه

وتلك تصـــــرخ وايتمـــاه في الصغر

فلو تــــــــــــرا ام كثلوم مناشــــــــدة

ولهى وتلثــم تـــــــرب الطف كالعطر

يادافنـــي الرأس عند الجثة احتفظوا

بالله لا تنثـــروا تـــــــــــربا على قمر

لا تدفــنوا الرأس الا عند مرقـــــــده

فإنه جـــنة الفردوس والزهــــــــــــر

لا تغسلوا الـــــدم عن اطراف لحيته

خـــلوا عليها خضـاب الشيب والكبر

رشـــــــوا على قبره مـــاء فصاحبه

معطش بللــــوا احشـــــــاه بالقطــــر

لا تدفــــــنوا الطفل الا عند والــــــده

فإنه لا يطـيق اليتـــــــــــم في الصغر

لا تدفــــــــــنوا عنهم العباس مبتعدا

فالرأس عن جسمع حتى اليدين بري


السلام عليك يا أبا عبد الله

وعلى الأرواح التي حلت بفنائك عليك مني سلام الله

أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار

ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم

السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين

وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين














اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف






يَمرُّ على استشهاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) أربعون يوماً ، وقَدْ قضى العقل والدين باحترام عظماء الرجال ، أحياءً وأمواتاً ، وتجديد الذكرى لوفاتهم وشهادتهم ، وإظهار الحُزن عليهم ، لا سِيَّما من بذل نفسه وجاهَد ، حتى قُتِل لمقصدٍ سَامٍ ، وغَايَةٍ نَبيلة ، وقد جرت على ذلك الأمم في كلِّ عصرٍ وزمان


فحقيق على المسلمين - بل جميع الأمم - أن يقيموا الذكرى في كل عام للإمام الحسين ( عليه السلام )


وقد جاهد الإمام الحسين ( عليه السلام ) لنيل أسمَى المقاصد ، وأنْبل الغايات ، وقام بما لم يَقُم بمثله أحد


فبذلَ ( عليه السلام ) نفسَه ، ومالَه وآلَه ، في سبيل إحياء الدين ، وإظهار فضائح المنافقين ، واختار المنيَّة على الدنيَّة ، وميتة العِزِّ على حياة الذُل ، ومصارع الكرام على اللِّئام


فالحقُّ أنْ تقام له ( عليه السلام ) الذكرى في كلِّ عام ، وتبكي له العيون بَدَلَ الدُموعِ دَماً

فقد بكى الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) على مصيبة أبيه الإمام الحسين ( عليه السلام ) ثلاثين سنة


وكان الإمام الصادق ( عليه السلام ) يبكي لتذكُّر المصيبة ، ويستنشد الشعر في رثائه ويبكي

وكان الإمام الكاظم ( عليه السلام ) إذا دخل شهر محرم لا يُرَى ضاحكاً ، وكانت الكآبة تغلُبُ عليه


وقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( إنَّ يَومَ الحسين أقرحَ به جُفونَنا ، وأسال دموعنا ، وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء )


وقد حَثُّوا شيعتهم وأتباعهم على إقامة الذكرى لهذه الفاجعة الأليمة في كلِّ عام ، وهُم ( عليهم السلام ) نِعْم القدوة ، وخير مَنْ اتُّبِع ، وأفضَلُ من اقتُفِيَ أثرُه ، وأُخِذَت منه سُنَّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

فضل يوم الأربعين :


رُويَ عن الإمام العسكري ( عليه السلام ) أنّه قال :

عَلامَاتُ المؤمن خمسٌ : صلاةُ إِحدى وخمسين ، وزيارةُ الأربعين ، والتخَتُّم في اليمين ، وتعفير الجَبين ، والجهر بـ( بِسْم اللهِ الرحمن الرحيم ) )

بحار الأنوار 101 / 329

وقال عَطا : كنت مع جابر بن عبد الله الأنصاري يوم العشرين من صفر ، فلمَّا وصَلنا الغاضرية اغتسل في شريعتها ، ولبس قميصاً كان معه طاهراً ، ثم قال لي : أمَعَكَ من الطيب يا عَطا ؟

قلت : معي سُعد

فجعل منه على رأسه وسائر جسده ، ثم مشى حافياً حتى وقف عند رأس الحسين ( عليه السلام ) ، وكَبَّر ثلاثاً ، ثم خرَّ مغشياً عليه ، فلما أفاق سَمِعتُه يقول : السلام عليكم يا آلَ الله

( بحار الأنوار 101 / 329 )


وكان يزيد قد أمر بِرَدِّ سبايا الحسين ( عليه السلام ) إلى المدينة ، وأرسل معهم النعمان بن بشير الأنصاري في جماعة

فلمَّا بلغوا العراق ، قالوا للدليل : مُر بنا على طريق كربلاء ، وكان جابر بن عبد الله الأنصاري ، وجماعة من بني هاشم قد وردوا لزيارة قبر الإمام الحسين ( عليه السلام )

فبينا هُم كذلك إذ بِسَوادٍ قد طلع عليهم من ناحية الشام

فقال جابر لعبده : اِنطلق إلى هذا السواد وآتِنَا بخبره ، فإن كانوا من أصحاب عُمَر بن سعد فارجع إلينا ، لعلَّنا نلجأ إلى ملجأ ، وإن كان زين العابدين ( عليه السلام ) فأنت حُرٌّ لوجه الله تعالى

فمضى العبد ، فما أسرع أن رجع وهو يقول : يا جابر ، قمْ واستقبل حرم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، هذا زين العابدين قد جاء بِعَمَّاته وأخواته

فقام جابر يَمشي حافي الأقدام ، مكشوف الرأس ، إلى أن دنا من الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، فقال ( عليه السلام ) : ( أنْتَ جَابِر ؟ )

فقال : نعم يا بن رسول الله

فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( يَا جَابر هَا هُنا واللهِ قُتلت رجالُنا ، وذُبحِت أطفالُنا ، وسُبيَتْ نساؤنا ، وحُرقَت خِيامُنا )


وفي كتاب الملهوف :

إنهم توافوا لزيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) في وقت واحد ، وتلاقوا بالبكاء والحزن ، وأقاموا المأتم ، واجتمع عليهم أهل ذلك السواد ، وأقاموا على ذلك أياماً


( أعيان الشيعة 1 / 617 )



لعن الله الذين ظلموك ولعن الله الذين قتلوك

ولعن الله الذين سمعوا بذلك فرضوا به

يا سيدي يا مولاي يا أبا عبد الله الحسين













اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف








أعمال يوم اربعين الحسين عليه السلام


كان يوم الأربعين من النواميس المتعارفة للاعتناء بالفقيد بعد أربعين يوماً، فكيف نفهم هذا المعنى عندما يتجلى في موضوع كالحسين (عليه السلام) الذي بكته السماء أربعين صباحاً بالدم، والأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسواد، والشمس بكت عليه أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة. ومثل ذلك فالملائكة بكت عليه أربعين صباحاً ، وما إختضبت امرأة منا ولا أدهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد وما زلنا في عبرة من بعده كما جاء في مستدرك الوسائل للنوري، ص215، باب 94، عن زرارة عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)

وجرت العادة في الحداد كذلك على الميت أربعين يوماً فإذا كان يوم الأربعين أقيم على قبره الاحتفال بتأبينه.
لكن الأربعين لسيد الشهداء يعني إقامة وتخليد تلك المزايا التي لا تحدها حدود والفواضل التي لا تعد ـ لذا فإن إقامة المآتم عند قبره الشريف في الأربعين من كل سنة إحياء لنهضته وتعريف بالقساوة التي ارتكبها الأمويوين ولفيفهم، وكلّما أمعن الخطيب أو الشاعر في رثاء الإمام الحسين ع وذكر مصيبته وأهل بيته تفتح له أبواب من الفضيلة كانت موصدة عليه قبل ذلك ولهذا اطردت عادة الشيعة على تجديد العهد بتلكم الأحوال يوم الأربعين من كل سنة ولعل رواية أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أن السماء بكت على الحسين أربعين صباحاً تطلع حمراء وتغرب حمراء تلميحُ إلى هذه الممارسة المألوفة بين الناس

وحديث الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): علامات المؤمن خمس صلاة إحدى وخمسين وزيارة الأربعين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والتختم باليمين وتعفير الجبين يرشدنا إلى تلك الممارسة المألوفة بين الناس ـ حيث أن تأبين سيد الشهداء وعقد الاحتفالات لذكره في هذا اليوم إنما يكون ممن يمتّ له بالولاء والمشايعة ولا ريب في أن الذين يمتون له بالمشايعة هم المؤمنون المعترفون بإمامته. فالواجب إقامة المآتم في يوم الأربعين من شهادة كل واحد منهم وحديث الإمام العسكري (عليه السلام) لم يشتمل على قرينة لفظية تصرف زيارة الأربعين إلى خصوص الحسين (عليه السلام) إلا أن القرينة الحالية أوجبت فهم العلماء الأعلام من هذه الجملة خصوص زيارة الحسين (عليه السلام) لأن قضية سيد الشهداء هي التي ميزت بين دعوة الحق والباطل ولذا قيل الإسلام بدؤه محمدي وبقاؤه حسيني وحديث الرسول (صلى الله عليه وآله)

(حسين مني وأنا من حسين)

يشير إلى ذلك

ويتجلى مما ذكر بأن المراد زيارة الأربعين إذ فيه إرشاد الموالين لأهل البيت (عليهم السلام) ويؤكدها الشوق الحسيني، ومعلوم أن الذين يحضرون في الحائر الأطهر بعد مرور أربعين يوماً من مقتل سيد شباب أهل الجنة خصوص المشايعين له السائرين على إثره.
ويشهد له عدم تباعد العلماء الأعلام عن فهم زيارة الحسين في الأربعين في العشرين من صفر من هذا الحديث المبارك منهم أبو جعفر محمد بن الحسن

الطوسي في التهذيب ، ح2، ص17


باب فضل زيارة الحسين (عليه السلام) فإنه بعد أن روى الأحاديث في فضل زيارته المطلقة ذكر المقيد بأوقات خاصة ومنها يوم عاشوراء وبعده روى هذا الحديث

وفي مصباح المتهجد ص551

ذكر شهر صفر وما فيه من الحوادث ثم قال: وفي يوم العشرين منه رجوع حرم أبي عبد الله (عليه السلام) من الشام إلى مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله) وورود جابر بن عبد الله الأنصاري إلى كربلاء لزيارة أبي عبد الله (صلى الله عليه وآله) فكان أول من زاره من الناس

وقال العلامة الحلي في المنتهى كتاب الزيارات بعد الحج يستحب زيارة الحسين (عليه السلام) في العشرين من صفر. ونقل المجلسي أعلى مقامه في مزار البحار، في فضل زيارته (عليه السلام) وغيرهم من علماء الأمة


أعمال يوم الأربعين والزيارة الخاصة به


روى الشيخ في التهذيب والمصباح عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) قال: علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، أي الفرائض اليوميّة وهي سبع عشرة ركعة والنوافل اليوميّة وهي أربع وثلاثون ركعة، وزيارة الأربعين والتختم باليمين وتعفير الجبين بالسجود والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. وقد رويت زيارته في هذا اليوم على النحو التالي:

روى الشيخ في التهذيب والمصباح عن صفوان الجمّال قال: قال لي مولاي الصّادق صلوات الله عليه في زيارة الأربعين: تزور عند ارتفاع النهار وتقول:

السلام على ولي الله وحبيبه، السلام على خليل الله ونجيبه، السلام على صفي الله وابن صفيّه، السلام على الحسين المظلوم الشهيد، السلام على أسير الكربات وقتيل العبرات، اللهم إني أشهد أنه وليّك وابن وليّك وصفيّك وابن صفيّك الفائز بكرامتك أكرمته بالشهادة وحبوته بالسعادة واجتبيته بطيب الولادة وجعلته سيّداً من السّادة وقائداً من القادة وذائداً من الذّادة وأعطيته مواريث الأنبياء وجعلته حجّة على خلقك من الأوصياء فأعذر في الدّعاء ومنح النصح وبذل مُهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة وقد توازر عليه من غرّته الدنيا وباع حظّه بالأرذل الأدنى وشرى آخرته بالثمن الأوكس وتغطرس وتردّى في هواه وأسخطك وأسخط نبيّك وأطاع من عبادك أهل الشقاق والنفاق وحملة الأوزار المستوجبين النار فجاهدهم فيك صابراً محتسباً حتى سفك في طاعتك دمه واستبيح حريمه، اللهم فالعنهم لعناً وبيلاً وعذّبهم عذاباً أليماً، السلام عليك يا بن رسول الله، السلام عليك يا بن سيد الأوصياء، أشهد أنك أمينُ الله وابن أمينه عشت سعيداً ومضيت حميداً ومتّ فقيداً مظلوماً شهيداً، واشهد أن الله منجز ما وعدك ومهلك من خذلك ومعذّب من قتلك، وأشهد أنك وفيت بعهد الله وجاهدت في سبيله حتى أتاك اليقين، فلعن الله من قتلك ولعن الله من ظلمك ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به، اللهم إني أُشهدك أني وليّ لمن والاه وعدوّ لمن عاداه، بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله أشهد أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة(1) لم تنجّسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك المدلهمّات من ثيابها وأشهد أنك من دعائم الدين وأركان المسلمين ومعقل المؤمنين، وأشهد أنك الإمام البرّ التقيّ الرّضيّ الزكيّ الهادي المهديّ، وأشهد أنّ الأئمة من ولدك كلمة التقوى وأعلام الهدى والعروة الوثقى والحجّة على أهل الدنيا، وأشهد أني بكم مؤمن وبإيابكم موقن، بشرائع ديني وخواتيم عملي، وقلبي لقلبكم سلم وأمري لأمركم متّبع ونصرتي لكم معدّة حتى يأذن الله لكم فمعكم معكم لا مع عدوّكم، صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وأجسادكم(2) وشاهدكم وغائبكم وظاهركم وباطنكم، آمين رب العالمين

ثمّ تصلّي ركعتين وتدعو بما أحببت

















اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم يا سادة السادات



السلام عليكم يا ليوث الغابات


السلام عليكم يا سفينة النجاة


السلام عليك يا ابا عبد الله الحسين


ورحمة الله وبركاتة





رزقنا الكريم و اياكم زيارة الإمام العطشان


ابو عبد الله الحسين سلام الله عليه







نسألكم الدعاء

يافرج الله
02-16-2009, 09:12 AM
السلام عليك يا ابا عبد الله الحسين




رزقنا الكريم و اياكم زيارة الإمام العطشان



يعطيك العافيه ..

بنين
02-16-2009, 11:38 AM
السلام عليك يا ابا عبد الله الحسين




رزقنا الكريم و اياكم زيارة الإمام العطشان



يعطيك العافيه ..

زينبيه و ذا قلب حورائي
02-16-2009, 01:32 PM
السلام عليك يا ابا عبدلله

شكرا على الموضوع

وعظم الله اجورنا واجوركم