المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من معجزات اهل البيت (ع)


خادم الحسين 22
03-07-2009, 02:21 PM
أنه لما كانت الليلة التي خرج فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الغار كانت قريش اختارت من كل بطن منهم رجلا ليقتلوا محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) فاختارت خمسة عشر رجلا من خمسة عشر بطنا كان فيهم أبو لهب من بطن بني هاشم ليتفرق دمه في بطون قريش فلا يمكن بني هاشم أن يأخذوا بطنا واحدا فيرضون عند ذلك بالدية فيعطون عشر ديات . فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه لا يخرج الليلة منكم أحد من داره فلما نام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قصدوا باب عبد المطلب فقال لهم أبو لهب يا قوم إن في هذه الدار نساء بني هاشم و بناتهم و لا نأمن أن تقع يد خاطئة إذا وقعت الصيحة عليهن فيبقى ذلك علينا مسبة و عارا إلى آخر الدهر في العرب و لكن اقعدوا بنا جميعا على الباب نحرس محمدا في مرقده فإذا طلع الفجر تواثبنا إلى الدار فضربناه ضربة رجل واحد و خرجنا فإلى أن تجتمع الناس قد أضاء الصبح فيزول عنا العار عند ذلك فقعدوا بالباب يحرسونه . قال علي (عليه السلام) فدعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال إن قريشا دبرت كيت و كيت في قتلي فنم على فراشي حتى أخرج أنا من مكة فقد أمرني الله تعالى بذلك فقلت له السمع و الطاعة فنمت على فراشه و فتح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الباب و خرج عليهم و هم جميعا جلوس ينتظرون الفجر و هو يقول وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ و مضى و هم لا يرونه فرأى أبا بكر قد خرج في الليل يتجسس عن خبره و قد كان وقف على تدبير قريش من جهتهم فأخرجه معه إلى الغار فلما طلع الفجر تواثبوا إلى الدار و هم يظنون أني محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فوثبت في وجوههم و صحت بهم فقالوا علي قلت نعم قالوا و أين محمد قلت خرج من بلدكم قالوا و إلى أين خرج قلت الله أعلم فتركوني و خرجوا فاستقبلهم أبو كريز الخزاعي و كان عالما بقصص الآثار فقالوا يا أبا كريز اليوم نحب أن تساعدنا في قصص أثر محمد فقد خرج عن البلد فوقف على باب الدار فنظر إلى أثر رجل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال هذه أثر قدم محمد و هي و الله أخت القدم التي في المقام و مضى به على أثره حتى إذا صار إلى الموضع الذي لقيه فيه أبو بكر فقال هنا قد صار مع محمد آخر و هذه قدمه إما أن تكون قدم أبي قحافة أو قدم ابنه فمضى على ذلك إلى باب الغار فانقطع عنه الأثر و قد بعث الله إليه العنكبوت فنسجت على باب الغار كله و بعث الله قبجة فباضت على باب الغار فقال ما جاز محمد هذا الموضع و لا من معه إما أن يكونا صعدا إلى السماء أو نزلا في الأرض فإن باب هذا الغار كما ترون عليه نسج العنكبوت و القبجة حاضنة على بيضها على باب الغار فلم يدخلوا الغار و تفرقوا في الجبل يطلبونه