بنت النصرة
03-09-2009, 09:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
شر الشيطان
ايه الله العضمى محمود الحسني
(دام ظله الشريف)
الأستفتاء
((انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا))
الى سماحه ولي امر المسلمين السيد محمود الحسني الصرخي (دام ظله الشريف ) :
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
سيدنا المفدى :- لاحضت في الصحيفة السجادية ان الأمام السجاد (عليه السلام ) يبدأ احد الادعية بقوله :-
((اعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم))
وكذلك انت سيدنا المفدى تبدأ كلامك باعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم ، ونحن حضرنا في مجالس عديدة يقولون :
لاتقول اعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم لأن الشر له مضاد وهو الخير والشيطان لايوجد له خير ابدا ويبدو هذا صحيح ولكن
انتم اصح سيدنا المفدى لأن الأمام السجاد (عليه السلام) امام معصوم ولا يخطئ ولكن نريد دليلآ قاطعآ على ذلك 0
بسمه تعالى :
اولآ :- الا يكفيك قول الأمام السجاد (عليه السلام ) كدليل تام قاطع
ثانيآ :- ان المبتدأ الحق الحكيم هو وجود (وواجب الوجود ) والوجود خير محض وعين النور المرغوبية والمطلوبية وهو طرد
العدم ، فالوجود خير واما الشر فهو عدم ، اي عدم ذات او عدم كمال ذات ،كعدم البدن او عدم صحة البدن ،وعدم الفاكهة ، وعدم
طعم الفاكهة الحلو(مثلآ ) ، نعم يتحقق النقص الأمكاني في جميع الممكنات ولايخفى ان النقص غير الشر في هذا المقام ، فالنار
مثلآ كمالها الأحراق وفيها منافع كثيره جدآ فأن الأنواع الكثيرة لايمكن وجودها حدوثآ وبقاءآ بدون النار ،وان كمالات تلك الأنواع
الكمالية والثانوية منوطة بالنار ، نعم قد نعرض انها تحرق ثوب سعيد ، لنقص في الثوب في عدم مقاومته للأحتراق او نقص في تمامية وكمال تصرف سعيد حيث قرب النار الى الثوب او الثوب الى النار فأحترق ، ولو سلمنا وتنزلنا ان ما يحصل من النار من احراق ثوب سعيد هو شر ، فأنه يقاك :
ان العناية الألهية لايمكن ان تترك الخيرات الكثيرة لأجل ذلك الشر القليل ، وحتى بالنظر الى استفادة سعيد من النار ، فأن لو قيس
مقدار استضراره بالنار الى مقدار انتفاعه طول عمره بالنار لم يكن بينهما نسبة يعتد بها ، ومثل هذه المخلوقات التي فيها نقص قليل واضرارنادرة اي الكائنات التي يعرض لها التضاد والتزاحم والقسر الموجب الأفساد او منع عن بلوغ الكمال ، فأن ترك ايجاد
مثل تلك الكائنات فيه شر كثير قد حصل ومثل هذا الشر لايمكن ان يصدر من المبدأ الحق الخير المحض فأن ترك الخير الكثير لأجل الشر القليل شر كثير وهذا لايصدر من الحق الخير المحض وعليه فالنار لايهمل ايجادها بمجرد الشر القليل الذي لايعبأ
به مع تلك الخيرات التي لاتحصى (وبالاولى لايمكن صدور ما فيه الشر الكثير والشر المحض من المبدأ المحض ) ولذا يقال ان النار من حيث كونها مؤدية الى تلك الشرور القليلة مجعولة
بالعرض ومن حيث كونها ملزومة للخيرات المتكاثره مجعوله بالذات ،اي انها جعلت بالذات للانتفاعات المعلومه لا للاستضرار الجزئي واما حصول الاستضرار الجزئي فهو بالعرض والى هذا المعنى يرجع معنى ما قيل (ان الشر مجعول في القضاء الالهي بالعرض)
ثالثا: وعليه يقال ان ابليس من الممكنات والموجودات التي صدرت من الحق الواجب فوجود ابليس خير في البدايهالانه صادر من الخير المحض الحق وما يصدر من شرور من ابليس فهي بالعرض نتيجه تخلي ابليس عن المكارم والفضائل والخيرات التي انعمها الله عليه وعدم اجبار ابليس على خلاف ذلك حفاظا على قانون العداله الالهيه وعدم سلب الاختيار من ابليس فيكون العقاب عليه تام وكذلك لتأسيس عنصر بل عناصر اختبار وابتلاء للمكلفين نتيجه تسولات ابليس وجنوده وغير ذلك من العلل والحكم الله تعالى العالم بها وبحقيقتها
رابعا: يشهد لذلك او بعد التنزل عن ذلك يقال ان العديد من الافعال قد صدرت من ابليس ظاهرها الخير وعلى الاقل في حينها وفي مرحلتها الزمانية والمكانية فمثلا :
1. عباده ابليس الطويله قبل عصيانه وعدم امتثاله للامر المولوي المقدس بالسجود ،
ومعنى ماورد عن امير المؤمنين (عليه السلام) .....(ان ابليس عبد الله تعالى خمسمئة عام لايدري امن سني الدنيا ام من سني الأخره) فهل يستطيع احد ان يصف عبادة ابليس تلك بانها شر..
2.صدر من ابليس بعض النصائح مع بعض الأنبياء والصالحين فلو ثبت هذا هل تستطيع ان تصف تلك النصيحه بانها شر..
والجواب واضح بالنفي لان الله تعالى في بعض تلك الموارد كما حصل مع يحيى (عليه السلام)، اوحى تعالى الى يحيى (عليه السلام):..(اعقل ما يقول لك) ورد في الروايات (انه يحيى (عليه السلام) كان يأكل خبز الشعير، فمر به ابليس ومعه رغيف
شعير ، فقال انك زاهد وقد ادخرت رغيف شعير قال يحيى ( عليه السلام ) : يا ملعون هو القوت ، فقال ابليس : ان القوت يكفي
لمن يموت فأوحى الله تعالى الى يحيى (عليه السلام) : ( اعقل ما يقول لك ) وعن الأمام الرضا (عليه السلام ) : ( ان ابليس كان
يأتي الأنبياء (عليهم السلام ) من لدن آدم (عليه السلام ) الى ان بعث الله المسيح (عليه السلام ) يتحدث عندهم ويسألهم ولم يكن
بأحد منهم اشد بأسآ من يحيى بن زكريا (عليه السلام ) ........فقال يحيى (فقال يحيى( عليه السلام ) لأبليس : يا ابى مرة ان
لي اليك حاجة، فقال ابليس عليه اللعنه : انت اعظم قدرآ من ان اردك في مسألة . فسلني ماشئت فأنى غير مخالفك فيما تريده
فقال له يحيى (عليه السلام ) : يا ابى مرة اريد ان تعرض علي مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم فقال له ابليس : حبآ
وكرامة ، وواعده لغد ........... فلما اصبح يحيى (عليه السلام ) قعد في بيته ينتظر الموعد وأغلق عليه الباب فما شعر حتى
ساواه في خوخه كانت في بيته ، فأذا وجهه صورة وجه القرد وجسده على صورة الخنزير ......... قال يحيى (عليه السلام )
: فما هذه الحديدة التي ارى فيها الكلاليب . قال ابليس : بهذه اقلب قلوب الصالحين
قال يحيى (عليه السلام ) : فهل ظفرت بي ساعة قط .
قال ابليس : لا ، ولكن فيك خصبة تعجبني بها
قال يحيى (عليه السلام ) : فما هي
قال ابليس : انت رجل اكول فأذا ظفرت وأكلت فيمنعك ذلك من بعض صلاتك وقيامك بالليل
قال يحيى ( عليه السلام ): فأني اعطي الله عهدآ لااشبع من طعام حتى القاه
قال له ( ابليس ) : وانا اعطي الله عهدآ ان لاانصح مسلمآ .......
وعن ابن عباس ( رضي الله عنه ) : ( خرجت امرأة من الجن تمشي على شاطئ البحر فأذا هي بأبليس ساجد على صخرة
صماء تسيل دموعه عاى خديه فقامت تنظر اليه تعجبآ ، ثم قالت له : ويحك يا ابليس ما ترجو بطول السجود ؟
فقال ابليس لها : يا ايتها المرأة الصالحة ابنة الرجل الصالح ، أرجو اذا بر ربي عز وجل قسمه وأدخلني نار جهنم ان يخرجني
من النار برحمه .........)
خامسآ :- وعليه يمكن ان يكون ذكر ( شر الشيطان ) يرجع الى ابرز عنصر الشر في ابليس والتأكيد عليه او يرجع الى الاشارة
الى وجود بعض عناصر الخير لانه من افاضات الخير الحق جلت عظمته وكوجود بعض الافعال التي تشير الى الخير كعبادة
ابليس ونصائحه كما تنبأ ذلك 0
والله العالم
شر الشيطان
ايه الله العضمى محمود الحسني
(دام ظله الشريف)
الأستفتاء
((انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا))
الى سماحه ولي امر المسلمين السيد محمود الحسني الصرخي (دام ظله الشريف ) :
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
سيدنا المفدى :- لاحضت في الصحيفة السجادية ان الأمام السجاد (عليه السلام ) يبدأ احد الادعية بقوله :-
((اعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم))
وكذلك انت سيدنا المفدى تبدأ كلامك باعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم ، ونحن حضرنا في مجالس عديدة يقولون :
لاتقول اعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم لأن الشر له مضاد وهو الخير والشيطان لايوجد له خير ابدا ويبدو هذا صحيح ولكن
انتم اصح سيدنا المفدى لأن الأمام السجاد (عليه السلام) امام معصوم ولا يخطئ ولكن نريد دليلآ قاطعآ على ذلك 0
بسمه تعالى :
اولآ :- الا يكفيك قول الأمام السجاد (عليه السلام ) كدليل تام قاطع
ثانيآ :- ان المبتدأ الحق الحكيم هو وجود (وواجب الوجود ) والوجود خير محض وعين النور المرغوبية والمطلوبية وهو طرد
العدم ، فالوجود خير واما الشر فهو عدم ، اي عدم ذات او عدم كمال ذات ،كعدم البدن او عدم صحة البدن ،وعدم الفاكهة ، وعدم
طعم الفاكهة الحلو(مثلآ ) ، نعم يتحقق النقص الأمكاني في جميع الممكنات ولايخفى ان النقص غير الشر في هذا المقام ، فالنار
مثلآ كمالها الأحراق وفيها منافع كثيره جدآ فأن الأنواع الكثيرة لايمكن وجودها حدوثآ وبقاءآ بدون النار ،وان كمالات تلك الأنواع
الكمالية والثانوية منوطة بالنار ، نعم قد نعرض انها تحرق ثوب سعيد ، لنقص في الثوب في عدم مقاومته للأحتراق او نقص في تمامية وكمال تصرف سعيد حيث قرب النار الى الثوب او الثوب الى النار فأحترق ، ولو سلمنا وتنزلنا ان ما يحصل من النار من احراق ثوب سعيد هو شر ، فأنه يقاك :
ان العناية الألهية لايمكن ان تترك الخيرات الكثيرة لأجل ذلك الشر القليل ، وحتى بالنظر الى استفادة سعيد من النار ، فأن لو قيس
مقدار استضراره بالنار الى مقدار انتفاعه طول عمره بالنار لم يكن بينهما نسبة يعتد بها ، ومثل هذه المخلوقات التي فيها نقص قليل واضرارنادرة اي الكائنات التي يعرض لها التضاد والتزاحم والقسر الموجب الأفساد او منع عن بلوغ الكمال ، فأن ترك ايجاد
مثل تلك الكائنات فيه شر كثير قد حصل ومثل هذا الشر لايمكن ان يصدر من المبدأ الحق الخير المحض فأن ترك الخير الكثير لأجل الشر القليل شر كثير وهذا لايصدر من الحق الخير المحض وعليه فالنار لايهمل ايجادها بمجرد الشر القليل الذي لايعبأ
به مع تلك الخيرات التي لاتحصى (وبالاولى لايمكن صدور ما فيه الشر الكثير والشر المحض من المبدأ المحض ) ولذا يقال ان النار من حيث كونها مؤدية الى تلك الشرور القليلة مجعولة
بالعرض ومن حيث كونها ملزومة للخيرات المتكاثره مجعوله بالذات ،اي انها جعلت بالذات للانتفاعات المعلومه لا للاستضرار الجزئي واما حصول الاستضرار الجزئي فهو بالعرض والى هذا المعنى يرجع معنى ما قيل (ان الشر مجعول في القضاء الالهي بالعرض)
ثالثا: وعليه يقال ان ابليس من الممكنات والموجودات التي صدرت من الحق الواجب فوجود ابليس خير في البدايهالانه صادر من الخير المحض الحق وما يصدر من شرور من ابليس فهي بالعرض نتيجه تخلي ابليس عن المكارم والفضائل والخيرات التي انعمها الله عليه وعدم اجبار ابليس على خلاف ذلك حفاظا على قانون العداله الالهيه وعدم سلب الاختيار من ابليس فيكون العقاب عليه تام وكذلك لتأسيس عنصر بل عناصر اختبار وابتلاء للمكلفين نتيجه تسولات ابليس وجنوده وغير ذلك من العلل والحكم الله تعالى العالم بها وبحقيقتها
رابعا: يشهد لذلك او بعد التنزل عن ذلك يقال ان العديد من الافعال قد صدرت من ابليس ظاهرها الخير وعلى الاقل في حينها وفي مرحلتها الزمانية والمكانية فمثلا :
1. عباده ابليس الطويله قبل عصيانه وعدم امتثاله للامر المولوي المقدس بالسجود ،
ومعنى ماورد عن امير المؤمنين (عليه السلام) .....(ان ابليس عبد الله تعالى خمسمئة عام لايدري امن سني الدنيا ام من سني الأخره) فهل يستطيع احد ان يصف عبادة ابليس تلك بانها شر..
2.صدر من ابليس بعض النصائح مع بعض الأنبياء والصالحين فلو ثبت هذا هل تستطيع ان تصف تلك النصيحه بانها شر..
والجواب واضح بالنفي لان الله تعالى في بعض تلك الموارد كما حصل مع يحيى (عليه السلام)، اوحى تعالى الى يحيى (عليه السلام):..(اعقل ما يقول لك) ورد في الروايات (انه يحيى (عليه السلام) كان يأكل خبز الشعير، فمر به ابليس ومعه رغيف
شعير ، فقال انك زاهد وقد ادخرت رغيف شعير قال يحيى ( عليه السلام ) : يا ملعون هو القوت ، فقال ابليس : ان القوت يكفي
لمن يموت فأوحى الله تعالى الى يحيى (عليه السلام) : ( اعقل ما يقول لك ) وعن الأمام الرضا (عليه السلام ) : ( ان ابليس كان
يأتي الأنبياء (عليهم السلام ) من لدن آدم (عليه السلام ) الى ان بعث الله المسيح (عليه السلام ) يتحدث عندهم ويسألهم ولم يكن
بأحد منهم اشد بأسآ من يحيى بن زكريا (عليه السلام ) ........فقال يحيى (فقال يحيى( عليه السلام ) لأبليس : يا ابى مرة ان
لي اليك حاجة، فقال ابليس عليه اللعنه : انت اعظم قدرآ من ان اردك في مسألة . فسلني ماشئت فأنى غير مخالفك فيما تريده
فقال له يحيى (عليه السلام ) : يا ابى مرة اريد ان تعرض علي مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم فقال له ابليس : حبآ
وكرامة ، وواعده لغد ........... فلما اصبح يحيى (عليه السلام ) قعد في بيته ينتظر الموعد وأغلق عليه الباب فما شعر حتى
ساواه في خوخه كانت في بيته ، فأذا وجهه صورة وجه القرد وجسده على صورة الخنزير ......... قال يحيى (عليه السلام )
: فما هذه الحديدة التي ارى فيها الكلاليب . قال ابليس : بهذه اقلب قلوب الصالحين
قال يحيى (عليه السلام ) : فهل ظفرت بي ساعة قط .
قال ابليس : لا ، ولكن فيك خصبة تعجبني بها
قال يحيى (عليه السلام ) : فما هي
قال ابليس : انت رجل اكول فأذا ظفرت وأكلت فيمنعك ذلك من بعض صلاتك وقيامك بالليل
قال يحيى ( عليه السلام ): فأني اعطي الله عهدآ لااشبع من طعام حتى القاه
قال له ( ابليس ) : وانا اعطي الله عهدآ ان لاانصح مسلمآ .......
وعن ابن عباس ( رضي الله عنه ) : ( خرجت امرأة من الجن تمشي على شاطئ البحر فأذا هي بأبليس ساجد على صخرة
صماء تسيل دموعه عاى خديه فقامت تنظر اليه تعجبآ ، ثم قالت له : ويحك يا ابليس ما ترجو بطول السجود ؟
فقال ابليس لها : يا ايتها المرأة الصالحة ابنة الرجل الصالح ، أرجو اذا بر ربي عز وجل قسمه وأدخلني نار جهنم ان يخرجني
من النار برحمه .........)
خامسآ :- وعليه يمكن ان يكون ذكر ( شر الشيطان ) يرجع الى ابرز عنصر الشر في ابليس والتأكيد عليه او يرجع الى الاشارة
الى وجود بعض عناصر الخير لانه من افاضات الخير الحق جلت عظمته وكوجود بعض الافعال التي تشير الى الخير كعبادة
ابليس ونصائحه كما تنبأ ذلك 0
والله العالم