المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الضياع ...


أبنه الهواشم
03-10-2009, 04:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحبتي ... في خضم هذا العصر الذي نعيش فيه و الذي تسيطر المادة بكل أبعادها على رموزه وشخصياته . والشخص الواقعي أو المثالي لا يجد له موطئ قدم في مثل هذه المجتمعات كي يمارس دوره الطبيعي بل يوصم بالتخلف والرجعية وإنه إنسان غير طبيعي . لمـــاذا ؟! لأنه أعمل عقله وترك هوى نفسه ولم ينجر وراء ميولاتها , ولأنه لم يشارك من أعمته الحضارة الغربية المتفسخة في جعل التبرج والإنحلال والتعري والفسق و و و شعارات يستميت دونها ويبذل كل غال ونفيس من أجلها

هذا هو الضّياع الذي يداهم مجتمعاتنا مع الأسف الشديد , والضّياع هذا أمر تنشده الدول المستعمرة بل يصبح من أولويات بقاء هذه الدول لذا نراها تتفنن في ابتكار الأساليب و الشعارات المزيفة من أجل أن تبقي هذه المستعمرات في ضياع دائم لأمر معروف لدى الجميع , ومن هذا المنطلق رأيت لزاما عليّ أن أقف مع من يقف في كشف مثل هذه المؤامرات وذلك بالتطرق إالى بعض من جوانب الضّياع الذي نقع فيه بحسن نية لا عن قصد وتعمد وذلك كما يلي :

1- الضيّاع في المعتقد :

لا يعيب الإنسان منا أن يكون له معتقد أو مذهب ينتمي إليه ويؤمن به وينضوي تحت لوائه ويدافع عنه بكل قوة ويرد عنه الشبهات , ولكن العيب في الطريقة التي نسلكها في اعتناق مذهب ما فالمعتاد في مثل هذا الأمر أن الإنسان منا يولد وينشأ ويترعرع في أكناف أسرة ومع مرور الزمن يبدأ هذا الوليد وعن طريق التقليد في رسم معالم شخصيته فإذا نشأ في أسرة محافظة ظهرت عليه علامات الصلاح والعكس صحيح , إلى أن يصل سن التكليف الشرعي وهو في هذه المرحلة مطالب بأن يتخذ مجموعة من الخيارات التي بموجبها يقرر مصيره بنفسه ويكون هو المسئول أمام الله وأمام المجتمع في اختياره هذا الاعتقاد أو المنهج , وفي هذه الحالة عملية التقليد لا تنفع في كل الظروف بل يجب عليه أن يقف وقفة متأمل باحث عن الحقيقة بكل معانيها متسلحا بالعلم وعدم التعصب وقول الحق والعمل به عند ثبوته لأن العمل بهذا يؤمن له سعادة الدارين . وقد يتعرض الباحث عن الحقيقة إلى من يزرع في دربه الشوك ويفتح أمامه المتاهات والشبهات ويسد في وجهه باب البحث والتحري بعنوان ( الكفر , والشرك , والغلو , وما إلى ذلك من كلمات وقعها في النفس أليم ) فتضعف عزيمته وتخور قواه فيرمي سلاحه ويستسلم للضّياع وهذا ما يتمناه له الأعداء فكن حذرا يا عزيزي .

2- الضّياع في الإنتماء :

الوطن الآمن أمنية كل حي وهو نعمة من نعم المولى عز وجل والتي أنعم الله بها علينا والحمد لله فعلى تربة هذا الوطن عاش الآباء والأجداد وسوف يعيش عليها الأبناء يستنشقون نسمات عبيره ويغتذون من خيراته ويتظللون تحت سمائه والدفاع عنه أمر فطري حتى عند الحيوانات فليقترب أحدنا من عرين الأسد أو عش حمامة أو وكر وحش ضار وينظر ما يحدث له إذن ما بال بعضنا يرى من يعبث بأمن وطنه ولا يحرك ساكنا أليس هذا دليلا على ضياعه ؟ّ وعدم وضوح الرؤية عنده وقصور في انتمائه فليراجع حساباته ولا يفتح أذنيه إلى أبواق الخداع والنفاق من أعداء وطنه .

3- الضّياع الفكري :

من المعلوم لدينا أن الكائنات الحية على مختلف أنواعها منها ما هو مخلوق بعقل وبدون شهوة وهذا صنف الملائكة ومنها ما هو مخلوق من شهوة وبدون عقل وهذا صنف الحيوان ومنها ما هو مخلوق بعقل وشهوة وهذا صنف البشر والإنسان هذا المخلوق العجيب إذا أتاح لعقله العمل والتحكم في نزواته وصل إلى مرتبة أعلى من الملائكة و إذا إنساق وراء شهواته تردى إلى مرتبة أدنى من الحيوان فمن هنا تبرز أهمية العقل ودوره في عملية البناء والتقدم لذا نرى الأعداء يمارسون مختلف أنواع الحيل في سبيل تحجيم هذه الطاقة التي أنعم الله بها علينا وجعلها في سبات دائم لا فواق منه إلا ما شاء الله , فنراهم يجيرون ملايين الدولارات من أجل تأليف الكتب الهدامة والمجلات الخليعة وفتح القنوات الفضائية الماجنة من أجل نشر مفاهيم الخراب والدمار لتضمن لهم السيطرة على مقدرات الشعوب فنرى الشباب وهم عماد الأمة يلهثون وراء هذه الشعارات الزائفة وهم في سبات مطبق وهذا حصل نتيجة إهمال دور العقل في البحث والتدقيق والغش الغذائي الذي قدمناه للعقل نتيجة قراءة كتاب أو مشاهدة قناة فضائية أو مطالعة مجلة تخدم كلها أهداف المستعمر فاصبحت عقولنا في ضياع والعياذ بالله من هذا التردي .


أحبتي .. وإلى لقاء متجدد إن شاء الله

فدوه لعيونك أني ياعمي
03-10-2009, 04:45 PM
يسلمو موضوع رائه والله يوفيق الجميع