Me.dl3
03-20-2009, 07:20 PM
جريمة تاريخية في الأحساء!!
علي ال غراش
http://www.altwafoq.net/v2/uploader/pics/ali-garrash2.jpg
تشهد منطقة الأحساء الغالية، وبالضبط في بلدة البطالية الريفية الغنية بالآثار والتراث، عاصمة دولة القرامطة ثم الدولة العيونية، جريمة اعتداء في وضح النهار، بإشراف وزارة حكومية، في ظل صمت الأهالي والإعلام!!
بعد نشر عدة مقالات تتناول إعادة الاعتبار للمواقع التراثية في المملكة، منها "الآثار في السعودية بين فكي التدمير والإهمال"، و "اثار الرسول في خطر!!" وصلتني رسالة من اخ وصديق يعنى كثيرا بالتراث والآثار، يخبرني بان هناك جريمة تقع حاليا في احد المواقع الأثرية والتراثية في بلادنا، وبالتحديد في منطقة الأحساء الغالية، وبالضبط في بلدة البطالية الريفية الغنية بالآثار والتراث، التي كانت عاصمة دولة القرامطة، ثم عاصمة الدولة العيونية، وقعت جريمة الاعتداء في وضح النهار، وبعلم وتحت إشراف وزارة حكومية وهي وزارة التربية والتعليم، الجهة المسؤولة سابقا عن حماية الآثار في المملكة لمدة عقود من الزمن قبل إنشاء هيئة السياحة والآثار، حيث قامت جرافات ضخمة بالاعتداء على موقع اثري معروف بتل قصر قريمط "نسبة للقرامطة"، لتشييد مبني حكومي مدرسة فوق التل التاريخي، وأثناء عملية الاعتداء تم تدمير اسوار القصر العتيقة، وتحطيم العديد من الآثار، وتناثرت القطع الأثرية المحطمة بسبب الجرافات في كل مكان من الموقع بالإضافة إلى تطاير العظام المدفونة!!.
حاول الصديق إبلاغ الجهات المسؤولة عن تلك الجريمة الفادحة والخطيرة على الآثار والتراث والتاريخ ومنها إدارة المشاريع في وزارة التربية والتعليم الجهة المسؤولة عن البناء والجهة التي كانت طوال عقود من الزمن الجهة المسؤولة عن الآثار والمتاحف في المملكة، وإبلاغ الهيئة العامة للسياحة والآثار، ولكن الجرافات واصلت اعتدائها الفاضح في ظل صمت الجهات الحكومية وصمت أهالي البلدة الذين تأثروا من عملية الاعتداء على أهم موقع تاريخي مليء بالأساطير والحكايات، ولكنهم لم يتحركوا لإيقاف عملية الاعتداء الإجرامية على جزء هام من تاريخ بلدتهم، والسبب كما يقولون إنهم يريدون بناء مدارس لأبنائهم في البلدة ولو كان على أهم جزء من تاريخ البلدة.
لماذا لم يتحرك أهل البلدة والمنطقة بالدفاع عن تراثهم ومنع الاعتداء، وأين الجهات الحكومية والمدنية، والشخصيات المهتمة بالتراث والثقافة والعمران والسياحة مما يحدث من اعتداء على الآثار؟
هذه الحادثة الإجرامية عبر الاعتداء على أثار تل قصر قريمط القرامطة هو اعتداء صارخ على التاريخ والثقافة والاصالة، ويظهر مدى جهل الشارع بأهمية الآثار والتراث وكيفية التعاطي معها بمسؤولية واهتمام، وان الآثار والتراث المادية وخاصة القلاع والحصون وغيرها مهما كبر أو صغر حجمها هي جزء من التاريخ، ينبغي على الأهالي في المنطقة (والأقرب أولى) بالدفاع عنها وحمايتها والتفاخر بها لأنها تعبر عن تاريخها وأصالتها, كما انها تعبر عن مشروع مهم يخدم المنطقة على الصعيد الآثار والثقافة ومصدر مادي ممتاز. وكان ينبغي على الأهالي التحرك على جميع الأصعدة لمنع الاعتداء لأنه اعتداء سافر على تاريخها وهويتها وأصالتها فالذين يعيشون على هذه الأرض هم امتداد لتلك الأجيال السالفة التي تركت هذه الآثار.
من المفارقات العجيبة أن تسع الدول المجاورة بالتمسك والعناية والاهتمام والتضخيم لكل موقع وعمل فيه دلالة على التراث والآثار، وإقامة الفعاليات الوطنية في تلك المواقع، بل تقوم ببناء وتشييد بعض المباني على الطراز العمراني التراثي لإثبات أصالتها وتاريخها، بينما في بلادنا المليئة بالمواقع التراثية والآثار لمرحلة الإسلام وما قبله يكون نصيبها الإهمال والاعتداء والتخريب!!
لماذا لا تسعى الجهات الحكومية المسؤولة عن التراث والآثار بحماية تلك المواقع من الاعتداء عليها وليس الاهتمام بها، ولماذا لم تثار تلك القضية في الإعلام المحلي؟
لقد أكدت حادثة الاعتداء التي هي امتداد لاعتداءات أخرى في مواقع أخرى، إن ثقافة التراث والآثار غائبة عن مجتمعنا، وان الوقت قد حان لتنمية الوعي لدى أبناء المجتمع بأهمية الآثار والتراث وكيفية التعاطي معها بمسؤولية واهتمام واعتزاز، ومنع أي اعتداء عليها مهما كان مصدر الاعتداء لأنها جزء من تاريخه وانتمائه؛ وهذا يحتاج إلى جهود جبارة من الحكومة والأهالي، تبدأ بإصدار قوانين صارمة تجرم كل من يعتدي على الآثار والتراث، وان تكون ثقافة الآثار والتراث جزء من المناهج الدراسية، إقامة حملات إعلامية مكثفة في جميع الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة والانترنت تؤكد على ثقافة التراث والآثار، ولابد من إعادة الاعتبار للمواقع الأثرية بصيانتها وفتحها أمام الجمهور وإقامة الفعاليات فيها بعد إهمال لفترة زمنية طويلة.
مجرد سؤال:هل سيبقى لدينا آثار وتراث في ظل دعوة (بعض المتشددين والجهلاء) لهدم وتدمير المواقع التراثية ومنها الدينية ومنع الناس من زيارتها, وأين الاهتمام والعناية بالسياحة والآثار والتراث، يا هيئة السياحة والآثار؟؟؟
علي ال غراش
http://www.altwafoq.net/v2/uploader/pics/ali-garrash2.jpg
تشهد منطقة الأحساء الغالية، وبالضبط في بلدة البطالية الريفية الغنية بالآثار والتراث، عاصمة دولة القرامطة ثم الدولة العيونية، جريمة اعتداء في وضح النهار، بإشراف وزارة حكومية، في ظل صمت الأهالي والإعلام!!
بعد نشر عدة مقالات تتناول إعادة الاعتبار للمواقع التراثية في المملكة، منها "الآثار في السعودية بين فكي التدمير والإهمال"، و "اثار الرسول في خطر!!" وصلتني رسالة من اخ وصديق يعنى كثيرا بالتراث والآثار، يخبرني بان هناك جريمة تقع حاليا في احد المواقع الأثرية والتراثية في بلادنا، وبالتحديد في منطقة الأحساء الغالية، وبالضبط في بلدة البطالية الريفية الغنية بالآثار والتراث، التي كانت عاصمة دولة القرامطة، ثم عاصمة الدولة العيونية، وقعت جريمة الاعتداء في وضح النهار، وبعلم وتحت إشراف وزارة حكومية وهي وزارة التربية والتعليم، الجهة المسؤولة سابقا عن حماية الآثار في المملكة لمدة عقود من الزمن قبل إنشاء هيئة السياحة والآثار، حيث قامت جرافات ضخمة بالاعتداء على موقع اثري معروف بتل قصر قريمط "نسبة للقرامطة"، لتشييد مبني حكومي مدرسة فوق التل التاريخي، وأثناء عملية الاعتداء تم تدمير اسوار القصر العتيقة، وتحطيم العديد من الآثار، وتناثرت القطع الأثرية المحطمة بسبب الجرافات في كل مكان من الموقع بالإضافة إلى تطاير العظام المدفونة!!.
حاول الصديق إبلاغ الجهات المسؤولة عن تلك الجريمة الفادحة والخطيرة على الآثار والتراث والتاريخ ومنها إدارة المشاريع في وزارة التربية والتعليم الجهة المسؤولة عن البناء والجهة التي كانت طوال عقود من الزمن الجهة المسؤولة عن الآثار والمتاحف في المملكة، وإبلاغ الهيئة العامة للسياحة والآثار، ولكن الجرافات واصلت اعتدائها الفاضح في ظل صمت الجهات الحكومية وصمت أهالي البلدة الذين تأثروا من عملية الاعتداء على أهم موقع تاريخي مليء بالأساطير والحكايات، ولكنهم لم يتحركوا لإيقاف عملية الاعتداء الإجرامية على جزء هام من تاريخ بلدتهم، والسبب كما يقولون إنهم يريدون بناء مدارس لأبنائهم في البلدة ولو كان على أهم جزء من تاريخ البلدة.
لماذا لم يتحرك أهل البلدة والمنطقة بالدفاع عن تراثهم ومنع الاعتداء، وأين الجهات الحكومية والمدنية، والشخصيات المهتمة بالتراث والثقافة والعمران والسياحة مما يحدث من اعتداء على الآثار؟
هذه الحادثة الإجرامية عبر الاعتداء على أثار تل قصر قريمط القرامطة هو اعتداء صارخ على التاريخ والثقافة والاصالة، ويظهر مدى جهل الشارع بأهمية الآثار والتراث وكيفية التعاطي معها بمسؤولية واهتمام، وان الآثار والتراث المادية وخاصة القلاع والحصون وغيرها مهما كبر أو صغر حجمها هي جزء من التاريخ، ينبغي على الأهالي في المنطقة (والأقرب أولى) بالدفاع عنها وحمايتها والتفاخر بها لأنها تعبر عن تاريخها وأصالتها, كما انها تعبر عن مشروع مهم يخدم المنطقة على الصعيد الآثار والثقافة ومصدر مادي ممتاز. وكان ينبغي على الأهالي التحرك على جميع الأصعدة لمنع الاعتداء لأنه اعتداء سافر على تاريخها وهويتها وأصالتها فالذين يعيشون على هذه الأرض هم امتداد لتلك الأجيال السالفة التي تركت هذه الآثار.
من المفارقات العجيبة أن تسع الدول المجاورة بالتمسك والعناية والاهتمام والتضخيم لكل موقع وعمل فيه دلالة على التراث والآثار، وإقامة الفعاليات الوطنية في تلك المواقع، بل تقوم ببناء وتشييد بعض المباني على الطراز العمراني التراثي لإثبات أصالتها وتاريخها، بينما في بلادنا المليئة بالمواقع التراثية والآثار لمرحلة الإسلام وما قبله يكون نصيبها الإهمال والاعتداء والتخريب!!
لماذا لا تسعى الجهات الحكومية المسؤولة عن التراث والآثار بحماية تلك المواقع من الاعتداء عليها وليس الاهتمام بها، ولماذا لم تثار تلك القضية في الإعلام المحلي؟
لقد أكدت حادثة الاعتداء التي هي امتداد لاعتداءات أخرى في مواقع أخرى، إن ثقافة التراث والآثار غائبة عن مجتمعنا، وان الوقت قد حان لتنمية الوعي لدى أبناء المجتمع بأهمية الآثار والتراث وكيفية التعاطي معها بمسؤولية واهتمام واعتزاز، ومنع أي اعتداء عليها مهما كان مصدر الاعتداء لأنها جزء من تاريخه وانتمائه؛ وهذا يحتاج إلى جهود جبارة من الحكومة والأهالي، تبدأ بإصدار قوانين صارمة تجرم كل من يعتدي على الآثار والتراث، وان تكون ثقافة الآثار والتراث جزء من المناهج الدراسية، إقامة حملات إعلامية مكثفة في جميع الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة والانترنت تؤكد على ثقافة التراث والآثار، ولابد من إعادة الاعتبار للمواقع الأثرية بصيانتها وفتحها أمام الجمهور وإقامة الفعاليات فيها بعد إهمال لفترة زمنية طويلة.
مجرد سؤال:هل سيبقى لدينا آثار وتراث في ظل دعوة (بعض المتشددين والجهلاء) لهدم وتدمير المواقع التراثية ومنها الدينية ومنع الناس من زيارتها, وأين الاهتمام والعناية بالسياحة والآثار والتراث، يا هيئة السياحة والآثار؟؟؟