المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لولا المرآة الفاطمية لم تظهر الصورة المحمدية العلوية


محبة نصر الله
03-25-2009, 08:07 PM
اللهم اجعل صلواتك وصلوات ملائكتك وأنبيائك ورسلك
على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها

لقد كنى رسول الله صلى الله عليه وآله ابنته الزهراء بـ(أم أبيها).
وأسماء أهل البيت وأفعالهم ليست كأسمائنا وأفعالنا ؛ من دون سبب ولا معنى!!

لو تساءلنا:
ما هو الدور الذي قامت به أمي حتى أصبحت أماً لي؟؟
باختصار: هي وسيلة نقل من عالم إلى عالم آخر.نقلتني من ذلك العالم إلى ساحل عالم الدنيا فأظهرتني. فهي لم تخلقني أو توجدني بل كنت موجودا في العوالم التي قبل الدنيا.

كذلك فإن نور النبي صلى الله عليه وآله كان موجودا في تلك العوالم السابقة ولكن لا بد وأن يظهر في هذا العالم ،وظهوره يحتاج إلى وسيلة وواسطة، لأن هذا العالم (الدنيا) مبني على أساس:
(أبى الله أن يجري الأمور إلا بأسبابها).
فكانت الزهراء سلام الله عليها هي الواسطة التي من خلالها تم إظهار النور المحمدي في هذا العالم.

انتبه: قلنا إظهار ولم نقل إيجاد،لأن النور المحمدي كان موجودا سابقا.
سؤال: كيف تكون الزهراء أظهرت أباها؛مع أنه أبوها وهي ابنته؟!

استمع جيدا:
ما سبب إرسال النبي وبعثته؟؟
الجواب: (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته)،أي إعلان الولاية والإمامة.
وهذه الولاية والإمامة المتمثلة في الأئمة عليهم السلام؛لولا الزهراء كيف ظهر الأئمة؟؟ إذن لا بد من فاطمة الزهراء أن تنجب الحسنين وسيد الشهداء ينجب الأئمة التسعة النجباء وذلك كله لأجل أن تتم الإمامة والولاية التي من أجلها بعث صلى الله عليه وآله (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته).
وهذا كله أيضا يحقق (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية).
فلولا ظهور الأئمة بالزهراء والإمام الحسين لما صار لكل زمان إمام حتى يعرفه الناس وتقبل عباداتهم وتوحيدهم.
هذا الجواب الظاهري البشري في عالم الدنيا وليس الجواب النوراني.

مثــــــال:
لنفترض أنك عالم بالكيمياء،كيف سيثبت ويظهر للناس أنك عالم بالكيمياء؟؟
لا بد وأن تتكلم للناس أو تكتب لهم من علمك حتى يظهر لهم ذلك.
صحيح أنك عالم بالكيمياء ولكن لن يصدقك أحد إلا إذا أظهرت علمك. كما أن النور المحمدي موجود في العوالم السابقة ولكن لن يصل التوحيد والولاية لأحد إلا بإظهار النور المحمدي هنا في هذا العالم.

وحتى لو أن هذا العالم لن يحتمل قوة ذلك النور لكن لتحقيق ذلك ظهر متجزئا في أربعة عشر نورا عليهم السلام،ولتخفيف ذلك النور المحمدي ظهروا عليهم السلام باللباس البشري ليكي يحتمله هذا العالم وأهله،وهم في كل عالم لا يظهرون إلا بحسب تحمل ذلك العالم وأهله.

نرجع ونكمل:
فحتى تثبت للناس أنك عالم بالكيمياء ستتكلم (لذا هم اللسان الناطق)،
أو ستكتب (لذا هم الكتاب الناطق). والكلام والكتابة لا يتحققان إلا باللسان واليد، واللسان واليد هما من جسمك.
فلولا أن جسمك أظهر العلم الذي في قلبك وعقلك لما عرف أحد أنك عالم بالكيمياء. أرجو أن يكون واضحا فالموضوع ـ نوعا ما ـ عميق ويصعب السيطرة عليه.

كذلك العلم الإلهي الموجود في القلب المحمدي والعقل العلوي لولا الجسم الفاطمي لم يظهر ذلك العلم منهما صلوات الله عليهم أجمعين.
فالزهراء بمثابة الجسم الذي أظهر علم القلب والعقل،وهذا معنى: (ولولا فاطمة لما خلقتكما)،لأن الله تعالى لا يخلق قلبا وعقلا من دون جسم يظهر علمهما.
فالزهراء كالمرآة عكست النور المحمدي العلوي؛عكسته لنا من العالم السابق إلى عالم الدنيا لأننا لا نستطيع الوصول إلى ذلك النور،كما أنني لا يمكنني الوصول إلى قلبك وعقلك ولا أعلم ما فيهما إلا إذا أظهره جسمك لي باللسان أو اليد أو شبه ذلك.

ولهذا فإن أعداء فاطمة لم يتمكنوا أن يهاجموا (النبي) القلب المحمدي أو (الوصي) العقل العلوي.
فماذا صنعوا؟؟
عمدوا إلى المرآة الفاطمية التي عكست النور المحمدي العلوي فعصروها خلف الباب وكسروا منها ضلعين وأسقطوها المحسن ولطموها وضربوا جنبها بالسيف
ووكزوها بكعب الرمح وضربها قنفذ حتى وقع ذبال سوطه في عين فاطمة فاحمرت (ولو أنها محمرة من لطمة الرجل).
أين المنادي: واسيدتاه... وافاطمتاه!!

فلولا أن الزهراء أظهرت نور أبيها وبعلها لما وصلت التكاليف الشرعية لأي موحد لله تعالى. كما قال إمامنا الحجة عجل الله فرجه الشريف في دعاء كل يوم من شهر رجب:
(فبهم ملأت سماءك وأرضك حتى ظهر ألا إله إلا أنت).
لم يظهر التوحيد في جميع العوالم الإمكانية والأكوانية إلا بنورهم
صلوات الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها.