كبش الكتيبه
03-28-2009, 11:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمدوعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا بلغ الإنسان مبلغاً من القرب إلى الله عز وجل، عليه أن يلتفت إلى شيء مهم، وهو أن الشياطين تحاول الانتقام منه.. فإذا كان على مستوى المواجهة في صد الشياطين، فإنها تحوم حول من يقربهم منه، مثل: الأولاد، أو الأصدقاء، أو الزوجة، أو الأرحام، وتحاول أن تثير الجو عليه.. فالإنسان لا يكتفي بالحماية الذاتية، وإنما عليه أن يفكر في أنه كيف يحتمي من أذى الغير.
فعندما تنظر إلى إنسان غير معصوم، وغير عادل، وغير مراقب لنفسه، عليك أن تحتمل دائما أن شيطانا متلبثا خلفه.. إذ أن مساحة كبيرة من النشاط اليومي لبعض الناس هي من إلقاء الشيطان.. ومن المعروف بأن الشيطان يجري من ابن آدم - كما في الروايات - مجرى الدم في العروق، ولهذا على المؤمن أن لا يكتفي بتحصين نفسه، وإنما عليه أن يجعل حواجز وقائية مع الغير.. فماذا يعمل؟..
أولا: يحاول أن لا ينساق وراء سوء الظن: قال الشارع: (احمل فعل أخيك على سبعين محملا)، وذلك كي لا يعيش حالة الوهم تجاه الآخرين.. فعندما يأخذ الإنسان موقفا من أخيه المؤمن على أساس سوء الظن، فإن هذا الإنسان يتحول إلى جهاز تشويش في الباطن: فعندما يصلي تأتيه صورته، وحتى في عالم النوم يرى ذلك الشخص الذي ينزعج منه.. والحال بأن القضية مبنية على وهم.. فمثلا: سلّم عليه بفتور، فحمل تصرفه ذاك على أسوأ المحامل.. فلعله كان ذاهلا، أو كان مشغولا في مصيبته، ولم يكن مقبلا على نفسه.. فكيف يقبل علىالآخرين؟!.. فإذن إن مبدأ الحمل على الأحسن من سبل الوقاية.
ثانيا: الدفع بالتي هي أحسن: إن آيات القرآن الكريم في التعامل الاجتماعي، بمثابة قوانين الفيزياء والكيمياء، حيث أنه إذا جمعت الأوكسجين مع الهيدروجين فالماء لا بد منه.. وكذلك في هذه الآية: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.. فالقرآن الكريم هنا ليس في مقام المبالغة، وإنما في مقام بيان معادلة اجتماعية.. فهناك مرحلة سابقة ومرحلة لاحقة.. ما هي السابقة؟.. المرحلة السابقة هي: بينك وبينه عداوة، وهذا قلّ ما يتفق بين الأرحام القريبين.. فالإنسان قد يختلف مع زوجته، أو مع أبيه، أو مع أمه، أو مع ذريته، ولكن لا يصل إلى درجة العداوة.. ولكن لو كان على مستوى العداوة - وهذا يتفق بين الأغراب-: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.. وبالتالي، فإن المرحلة اللاحقة هي: أنه ينقلب إلى ولي حميم، وذلك بعد أن تجاوزت عنه.
بالنسبة للخلاف الزوجي يقول الله تعالى: {إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا}.. لم يقل: ملائكة، ولم يقل: عدول المؤمنين، بل قال: الله عز وجل يتدخل بنفسه ليوفق بين الزوجين المتخالفين، ولكن بشرط {إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا}.. فـ{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} هذا كان دأب أئمة الهدى (ع)، إن بعض أصحاب الأئمة كانوا من النواصب!.. النواصب الذين يحكم بكفرهم، ولكن الإمام الحسن المجتبى (ع) في موقفه من ذلك الشامي الذي تجاسر عليه ، نرى هذه الحركة من مواجهة السوء بالأحسن.
إن على المؤمن أن يضع هذا الحديث نصب عينيه دائما - للأرحام في الدرجة الأولى، ولغير الأرحام في الدرجة الثانية -: (صل من قطعك!.. وأحسن إلى من أساء إليك!.. وأعطِ من حرمك!..).. فالذي هذا شعاره في الحياة، هل يبقى له عدو؟!.. إن هذا الإنسان ينطبق عليه الحديث: (كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم).
منقول
أختكم كبش الكتيبه
اللهم صل على محمد وال محمدوعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا بلغ الإنسان مبلغاً من القرب إلى الله عز وجل، عليه أن يلتفت إلى شيء مهم، وهو أن الشياطين تحاول الانتقام منه.. فإذا كان على مستوى المواجهة في صد الشياطين، فإنها تحوم حول من يقربهم منه، مثل: الأولاد، أو الأصدقاء، أو الزوجة، أو الأرحام، وتحاول أن تثير الجو عليه.. فالإنسان لا يكتفي بالحماية الذاتية، وإنما عليه أن يفكر في أنه كيف يحتمي من أذى الغير.
فعندما تنظر إلى إنسان غير معصوم، وغير عادل، وغير مراقب لنفسه، عليك أن تحتمل دائما أن شيطانا متلبثا خلفه.. إذ أن مساحة كبيرة من النشاط اليومي لبعض الناس هي من إلقاء الشيطان.. ومن المعروف بأن الشيطان يجري من ابن آدم - كما في الروايات - مجرى الدم في العروق، ولهذا على المؤمن أن لا يكتفي بتحصين نفسه، وإنما عليه أن يجعل حواجز وقائية مع الغير.. فماذا يعمل؟..
أولا: يحاول أن لا ينساق وراء سوء الظن: قال الشارع: (احمل فعل أخيك على سبعين محملا)، وذلك كي لا يعيش حالة الوهم تجاه الآخرين.. فعندما يأخذ الإنسان موقفا من أخيه المؤمن على أساس سوء الظن، فإن هذا الإنسان يتحول إلى جهاز تشويش في الباطن: فعندما يصلي تأتيه صورته، وحتى في عالم النوم يرى ذلك الشخص الذي ينزعج منه.. والحال بأن القضية مبنية على وهم.. فمثلا: سلّم عليه بفتور، فحمل تصرفه ذاك على أسوأ المحامل.. فلعله كان ذاهلا، أو كان مشغولا في مصيبته، ولم يكن مقبلا على نفسه.. فكيف يقبل علىالآخرين؟!.. فإذن إن مبدأ الحمل على الأحسن من سبل الوقاية.
ثانيا: الدفع بالتي هي أحسن: إن آيات القرآن الكريم في التعامل الاجتماعي، بمثابة قوانين الفيزياء والكيمياء، حيث أنه إذا جمعت الأوكسجين مع الهيدروجين فالماء لا بد منه.. وكذلك في هذه الآية: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.. فالقرآن الكريم هنا ليس في مقام المبالغة، وإنما في مقام بيان معادلة اجتماعية.. فهناك مرحلة سابقة ومرحلة لاحقة.. ما هي السابقة؟.. المرحلة السابقة هي: بينك وبينه عداوة، وهذا قلّ ما يتفق بين الأرحام القريبين.. فالإنسان قد يختلف مع زوجته، أو مع أبيه، أو مع أمه، أو مع ذريته، ولكن لا يصل إلى درجة العداوة.. ولكن لو كان على مستوى العداوة - وهذا يتفق بين الأغراب-: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.. وبالتالي، فإن المرحلة اللاحقة هي: أنه ينقلب إلى ولي حميم، وذلك بعد أن تجاوزت عنه.
بالنسبة للخلاف الزوجي يقول الله تعالى: {إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا}.. لم يقل: ملائكة، ولم يقل: عدول المؤمنين، بل قال: الله عز وجل يتدخل بنفسه ليوفق بين الزوجين المتخالفين، ولكن بشرط {إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا}.. فـ{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} هذا كان دأب أئمة الهدى (ع)، إن بعض أصحاب الأئمة كانوا من النواصب!.. النواصب الذين يحكم بكفرهم، ولكن الإمام الحسن المجتبى (ع) في موقفه من ذلك الشامي الذي تجاسر عليه ، نرى هذه الحركة من مواجهة السوء بالأحسن.
إن على المؤمن أن يضع هذا الحديث نصب عينيه دائما - للأرحام في الدرجة الأولى، ولغير الأرحام في الدرجة الثانية -: (صل من قطعك!.. وأحسن إلى من أساء إليك!.. وأعطِ من حرمك!..).. فالذي هذا شعاره في الحياة، هل يبقى له عدو؟!.. إن هذا الإنسان ينطبق عليه الحديث: (كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم).
منقول
أختكم كبش الكتيبه