متيمة ابو الحسنين ع
04-05-2009, 06:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم .
خلق البشر على أشكال مختلفة فمنهم الأعمى والبصير والقبيح والجميل
والأسود والأبيض والعاقل والمجنون افلا يعد ذلك خلافا للعقل 000
1-هل يعوضهم الله عن محروميتهم هذه في الآخرة؟
2-اذا مات أحدهم كافرا هل يعذب في الآخرة ويكون مصداقا لمن ليس له الدنيا
والآخرة؟
الجواب: ان الاختلاف في خلقة البشر من حيث التفاوت في القبح والجمال
وتمام الخلقة أونقصها وسائر العوارض الأخرى من قبيل الفقر والغنى والصحة
والسلامة انما تخضع كل واحدة منها لحكمة خاصة: ـ
1 - طالما أن الأشياء تعرف بأضدادها فلا مجال اذا لظهور الجمال بدون القبح
ولالتجلي الكمال دون وجود النقص وهكذا
2-ان التفاوت المذكور يكون ضروريا لاظهار وتجلي القدرة الالاهية المطلقة ولكي
يعرف سبحانه انه على كل شيء قدير أما بعض موارد التفاوت الموجودة فهي
مفيدة بما تظهره من صفتي اللطف والقهرالالاهي
3-ان صلاح بعض أفراد البشر يكمن في القبح أوالعمى أوالابتلاء بالفقر والمرض وغير ذلك
ومن الشواهد على ذلك: ينقل أن أحد الأنبياء مر الى جوار شط وأراد أن يعبره
فرأى مجموعة من الأطفال من بينهم طفل أعمى قد اجتمعوا على أذيته وكانوا
يغطسونه أحيانا في الماء 00 تأثر النبي لحالة هذا الصبي
ودعا الله (سبحانه وتعالى ) أن يفتح عليه بصره فاستجاب الله لدعاء النبي
وأصبح الصبي بصيرا فما كان من الصبي بعد ذك الا أن يمسك بالأطفال
ويغطسهم في الماء ولايتركهم الا بعد أن يختنقوا غرقا 0000000
وبهذا الاسلوب قتل الصبي الذي أبصر حديثا عدة أطفال باغراقهم في الماء 00
فالتفت النبي الى ربه جل وعلا وقال: انك أعلم مني بحال الصبي ثم طلب من
الله أن يعيد الطفل الى سابق عهده أي الى عماه !
4-من حكمة الاختلاف بين البشر أن يكونوا في معرض الاختبار الالاهي ليتميز
مسلك السعادة عن مسلك الشقاء ويفرز بين أصحاب المسلكين فأصحاب الابتلاء
يمتحنون بالصبر والتسليم فينال الصابر منهم مقام الصابرين أما الأصحاء
المعافون فيمتحنون بالشكر واداء ماعلهم من التكاليف الالاهية ازاء
اخوانهم المبتلين وفي ذلك يقول تعالى ( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون )
أما عن تعويض هذه المحرومية فليس ثمة شك في ذلك فالله هو الجابر والجابر
أحد أسماءه الحسنى تبارك وتعالى ومن جهة ثانية ثبت في أبحاث علم الكلام
أن الله سبحانه يعوض العباد عما عانوه وواجهوه من ألوان الآلام والمصائب
والحرمان بمقدار يساوي رضا العبد بالبلاء وذلك في الأشياء المتعلقة بالله
كالقبح والحسن وتشويهات الخلقة وغير ذلك مما لايكون للانسان الاختيار فيه.
وفي الكافي في باب شدة ابتلاء المؤمن عن عبد الله بن أبي يعفور قال:
شكوت الى أبي عبد الله عليه السلام ماألقى من الأوجاع وكان مسقاما فقال
لي: ياعبدالله لو يعلم المؤمن ماله من الأجر في المصائب لتمنى أن يقرض
بالمقاريض )
وفي بحار الانوار مجلد (11) أبو بصير جاء الى الامام الباقر عليه السلام وكان
أعمى فطلب منه أن يفتح له عن بصره باذن الله تعالى فطلب الامام أن يقترب
منه ثم مسح بيده الكريمة على عينيه فأبصر فقال له الامام عليه السلام أتحب
أن تكون هكذا ولك ماللناس وعليك ماعليهم يوم القيامة أوتعود كما كنت ولك
الجنة خالصا ) فاختار أبو بصير على العمى مع الجنة فعاد الى حالته الأولى0
الذي نستفيده من هذا الحديث أن الله يعوض مايتحمله الأعمى في هذه الدنيا
بأن يجعله في أمان من مشقة موقف الحساب ونجد في الأحاديث والروايات
الاسلامية أن الله سبحانه يجزل عطاياه ومنته في يوم القيامة على من كان
مبتليا في هذه الدنيا ويعوضه عن حرمانه وكذلك يفعل بمن أخر عنه اجابة
دعاءه وحاجاته لمصلحة معينةفيعطيه ويجزل عليه العطاء حتى ليتمنى المؤمن
أنه لم تستجب له دعوة في الدنيا 00
أما ماجاء في سؤال السائل من أن فئة من الناس ابليت في الدنيا ببلاءات خاصة
لمصالح ترتبط بنظام العالم بمصالحه الخاصة وأنها تكون مصداقا لمن فقد الدنيا
والآخرة طالما كانت قد خرجت من الدنيا دون ايمان
ففي الجواب نقول أن هذا المصير بالنسبة لأفراد هذه الفئة يرتبط بسوء
اختيارهم فهؤلاء رغم محروميتهم في الدنيا كانوا قد اختاروا بملء ارادتهم
طريق الكفر وعدم الايمان لذلك فلن يكون لهم نصيب من الرحمة الالاهية
في الآخرة 0000000
تحياتي لكم اختكم وخادمتكم في الله واهل البيت ع متيمة ابو الحسنين ع
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم .
خلق البشر على أشكال مختلفة فمنهم الأعمى والبصير والقبيح والجميل
والأسود والأبيض والعاقل والمجنون افلا يعد ذلك خلافا للعقل 000
1-هل يعوضهم الله عن محروميتهم هذه في الآخرة؟
2-اذا مات أحدهم كافرا هل يعذب في الآخرة ويكون مصداقا لمن ليس له الدنيا
والآخرة؟
الجواب: ان الاختلاف في خلقة البشر من حيث التفاوت في القبح والجمال
وتمام الخلقة أونقصها وسائر العوارض الأخرى من قبيل الفقر والغنى والصحة
والسلامة انما تخضع كل واحدة منها لحكمة خاصة: ـ
1 - طالما أن الأشياء تعرف بأضدادها فلا مجال اذا لظهور الجمال بدون القبح
ولالتجلي الكمال دون وجود النقص وهكذا
2-ان التفاوت المذكور يكون ضروريا لاظهار وتجلي القدرة الالاهية المطلقة ولكي
يعرف سبحانه انه على كل شيء قدير أما بعض موارد التفاوت الموجودة فهي
مفيدة بما تظهره من صفتي اللطف والقهرالالاهي
3-ان صلاح بعض أفراد البشر يكمن في القبح أوالعمى أوالابتلاء بالفقر والمرض وغير ذلك
ومن الشواهد على ذلك: ينقل أن أحد الأنبياء مر الى جوار شط وأراد أن يعبره
فرأى مجموعة من الأطفال من بينهم طفل أعمى قد اجتمعوا على أذيته وكانوا
يغطسونه أحيانا في الماء 00 تأثر النبي لحالة هذا الصبي
ودعا الله (سبحانه وتعالى ) أن يفتح عليه بصره فاستجاب الله لدعاء النبي
وأصبح الصبي بصيرا فما كان من الصبي بعد ذك الا أن يمسك بالأطفال
ويغطسهم في الماء ولايتركهم الا بعد أن يختنقوا غرقا 0000000
وبهذا الاسلوب قتل الصبي الذي أبصر حديثا عدة أطفال باغراقهم في الماء 00
فالتفت النبي الى ربه جل وعلا وقال: انك أعلم مني بحال الصبي ثم طلب من
الله أن يعيد الطفل الى سابق عهده أي الى عماه !
4-من حكمة الاختلاف بين البشر أن يكونوا في معرض الاختبار الالاهي ليتميز
مسلك السعادة عن مسلك الشقاء ويفرز بين أصحاب المسلكين فأصحاب الابتلاء
يمتحنون بالصبر والتسليم فينال الصابر منهم مقام الصابرين أما الأصحاء
المعافون فيمتحنون بالشكر واداء ماعلهم من التكاليف الالاهية ازاء
اخوانهم المبتلين وفي ذلك يقول تعالى ( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون )
أما عن تعويض هذه المحرومية فليس ثمة شك في ذلك فالله هو الجابر والجابر
أحد أسماءه الحسنى تبارك وتعالى ومن جهة ثانية ثبت في أبحاث علم الكلام
أن الله سبحانه يعوض العباد عما عانوه وواجهوه من ألوان الآلام والمصائب
والحرمان بمقدار يساوي رضا العبد بالبلاء وذلك في الأشياء المتعلقة بالله
كالقبح والحسن وتشويهات الخلقة وغير ذلك مما لايكون للانسان الاختيار فيه.
وفي الكافي في باب شدة ابتلاء المؤمن عن عبد الله بن أبي يعفور قال:
شكوت الى أبي عبد الله عليه السلام ماألقى من الأوجاع وكان مسقاما فقال
لي: ياعبدالله لو يعلم المؤمن ماله من الأجر في المصائب لتمنى أن يقرض
بالمقاريض )
وفي بحار الانوار مجلد (11) أبو بصير جاء الى الامام الباقر عليه السلام وكان
أعمى فطلب منه أن يفتح له عن بصره باذن الله تعالى فطلب الامام أن يقترب
منه ثم مسح بيده الكريمة على عينيه فأبصر فقال له الامام عليه السلام أتحب
أن تكون هكذا ولك ماللناس وعليك ماعليهم يوم القيامة أوتعود كما كنت ولك
الجنة خالصا ) فاختار أبو بصير على العمى مع الجنة فعاد الى حالته الأولى0
الذي نستفيده من هذا الحديث أن الله يعوض مايتحمله الأعمى في هذه الدنيا
بأن يجعله في أمان من مشقة موقف الحساب ونجد في الأحاديث والروايات
الاسلامية أن الله سبحانه يجزل عطاياه ومنته في يوم القيامة على من كان
مبتليا في هذه الدنيا ويعوضه عن حرمانه وكذلك يفعل بمن أخر عنه اجابة
دعاءه وحاجاته لمصلحة معينةفيعطيه ويجزل عليه العطاء حتى ليتمنى المؤمن
أنه لم تستجب له دعوة في الدنيا 00
أما ماجاء في سؤال السائل من أن فئة من الناس ابليت في الدنيا ببلاءات خاصة
لمصالح ترتبط بنظام العالم بمصالحه الخاصة وأنها تكون مصداقا لمن فقد الدنيا
والآخرة طالما كانت قد خرجت من الدنيا دون ايمان
ففي الجواب نقول أن هذا المصير بالنسبة لأفراد هذه الفئة يرتبط بسوء
اختيارهم فهؤلاء رغم محروميتهم في الدنيا كانوا قد اختاروا بملء ارادتهم
طريق الكفر وعدم الايمان لذلك فلن يكون لهم نصيب من الرحمة الالاهية
في الآخرة 0000000
تحياتي لكم اختكم وخادمتكم في الله واهل البيت ع متيمة ابو الحسنين ع