المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البحراني:قلت للملك ..المشكلة في بطانتك ..فأبدى امتعاضك من التكفيريين ووعدنا خيرا


كويكبي
04-05-2009, 04:10 PM
في حديث ساخن مع «الدار» حذر فيه من تجاهل المعارضة البحرينية

البحراني: قلت لملك البحرين.. الإشكال في بطانتك.. فأبدى امتعاضه من التكفيريين ووعدنا خيراً





http://www.aldaronline.com/AlDar/UploadAlDar/Article%20Pictures/2009/3/24/M1/181536875-P5-01_med_thumb.jpg

سماحة الشيخ عبدالعظيم مهتدي البحراني (تصوير: صخر درويش)

محمود بعلبكي:
عانت البحرين منذ فترة من ممارسات وصفت بالبعيدة عن الديقراطية الموعودة في ظل التركيبة الديمغرافية واستهدفت هذه الممارسات الوجود الشيعي في البحرين، وقد تعالت مؤخرا اصوات التكفيريين وتزايدت نفوذهم داخل المجتمعات البحرينية مما حدا بالشخصيات الوسطية في البحرين الى الخروج عن الصمت لإطلاق ناقوس الخطر. «الدار» التقت سماحة الشيخ عبدالعظيم المهتدي البحراني إحدى الشخصيات الوسطية المعروفة في البحرين الذي قدم على اثر كل ذلك استقالته مؤخرا لملك البحرين في المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية للاطلاع على آخر المستجدات الحاصلة هناك كما تحدث الشيخ البحراني عن الشؤون الدولية خلال اللقاء الذي تميز بالشفافية ولم تخل ردود سماحته من توجيه الرسائل الواضحة وللتحذير مما يجري في بلده البحرين.
وتساءل الشيخ قائلا لا ندري الى اين تتجه سفينة البحرين مع هذه الامواج العاتية فرموز السلفيين في البحرين يكفرون المواطنين الشيعة علنا وعلى شاشة التلفزيون الرسمي وبرعاية رسمية، كما طالب في اللقاء الملك البحريني حمد بن خليفة آل ثاني بمعالجة التجنس السياسي والتصعيد التكفيري الذي تشهده الساحة البحرينية.
وتطرق سماحته لأوضاع المنطقة والشرق الأوسط والتقارب بين ايران وسورية واصفا الوضع الاقليمي رغم التهدئات بانه يتجه نحو بركان من الازمات والتراكمات بفضل صعود الجناح المتشدد في الانتخابات الاسرائيلية وفي ظل ازمة المياه العالمية المقبلة التي ستدخل بدلا عن البترول سلاحا في هذا الصراع المصيري وفيما يلي نص اللقاء:
• في البدء كيف ترون الوضع العام في دول المنطقة على ضوء التطورات السياسية والاقتصادية . وما هو الحل بنظركم لهذه الأزمات ؟
- للحقيقة.. الوضع لا يبشر بالخير، فمن الناحية السياسية مازالت الأنظمة الحاكمة تعيش سياسة التبعية للدول العظمى على حساب مصالح الشعوب وكرامة الإسلام، وهذا ما ظهر عليها في أزمتها الاقتصادية، فلولا ارتباط السياسة المالية لهذه الأنظمة بخطط الدول العظمى لما انهار السوق على رؤوس الشعوب بهذه الطريقة الكارثية. ولهذه الانهيارات تداعيات كثيرة على كافة الأصعدة والحياة الاجتماعية ومستوى التنمية العامة.
وعن نفسي لست متفائلاً من شدّة الصراع والانقسامات بين الدول والمؤسسات الشعبية، ونخشى من تدهور الوضع الأخلاقي وتدنّي المستوى الثقافي وزيادة التعصب المذهبي، وهو أمر ظاهر لكل من يقرأ الصحافة اليومية ويستمع للنشرات التلفزيونية.
وأرى أن الحل الوحيد بالعودة إلى الإسلام بلا مزايدات التابعين له بغير إحسان!!

العمل التوعوي
• ولكن كيف تتحقق العودة للإسلام والجميع يعتبر نفسه وصيا عليه ولا يقدم أي تنازلات؟
- بتصعيد العمل التوعوي، وبنشر الفكر الوسطي عبر وسائل الإعلام، وبيان مساوئ التطرّف ومحاسن الاعتدال، والتشجيع على نبذ العنف وحلّ الخلاف باللقاء والحوار مهما كان حادّا. فالناس لو علموا هذه المفاتيح لعالجوا مواقفهم برؤية قرآنية أقرب إلى سنة رسول الله ومنهج أهل البيت وسيرة الصحابة الأجلاء.
• ماذا ترون بالنسبة لمستقبل الصراع الإسلامي الصهيوني في ظل التحرّكات العربية والغربية لاحتضان سورية خاصة؟
- سورية هي الممرّ الايراني لدعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية مضافاً إلى موقفها الإيجابي من هاتين القضيتين المحوريتين في الصراع، وبعد الحربين الغاشمتين على لبنان وغزّة اكتشفت الدول الغربية وحلفاؤها العرب كم هي معزولة عن شعوبها، لذا بدأت تتحرّك وبكل قوة لاحتواء سورية تمهيداً لضرب إيران أو إخضاعها وبالتالي السيطرة على المقاومة، هذه هي الخطة الجديدة في المنطقة، ولكن لا أتصوّر ان يستسلم لها السوريّون والإيرانيون والمجاهدون في لبنان وفلسطين، وتكون النتيجة صدامات جديدة وربما نشوب حروب بين دول، وخاصة مع صعود الجناح المتشدّد في الانتخابات الاسرائيلية وفي ظلّ أزمة المياه العالمية التي سوف تدخل بدلاً عن البترول سلاحاً في هذا الصراع المصيري. فالوضع يتجه نحو بركان من الأزمات والتراكمات. والله المستعان.
• اذا ما تصالحت الولايات المتحدة الأميركية مع إيران، كيف تكون صورة الصراع؟
-من الصعب على الطرفين التخلّي عن ثوابتهما، إلا إذا كانت المساومات بينهما كبيرة جدّاً وهذا ما أستبعده.
• في شهر فبراير الماضي تناقلت الصحافة وبعض الفضائيات خبر استقالتكم عن المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية مطالبين ملك البحرين بمعالجة التجنيس السياسي والتصعيد التكفيري الذي تشهده الساحة البحرينية. هل توجد أسباب أخرى لاستقالتكم لم تعلنوها؟
- حينما دخلنا في المشروع الاصلاحي لجلالة الملك لم يكن في البحرين مخطط التجنيس السياسي الرهيب جداً وبالأعداد غير القانونية الهائلة التي من الواضح انها استهداف لشيعة البحرين وتحويلها إلى أقلية مسحوقة بعد إضعافها من كل النواحي، والكارثة أن المجنّسين نماذج لا يرتاح لهم حتى سنة البحرين، وتمنحهم السلطة السكن والعمل في الوقت الذي يعاني فيه المواطن الشيعي وبعض السنة أزمة سكن وبطالة.. وفوق هذا نزلت علينا طامّة التكفيريين ولأول مرة في بحرين، والغريب أنّ رموز السلفيين يكفّرون المواطنين الشيعة علناً وفي الصحف ومع بداية شهر محرم وعلى شاشة تلفزيون البحرين وبرعاية وزارة الشؤون الاسلامية ودعوة الوقف السنّي، مما يعني ان القضية أخطر من الخطيرة!!
لا ندري إلى أين تتجه سفينة البحرين مع هذه الأمواج العاتية ورياح العواصف التكفيرية الجديدة. وحينما نجد أن الحكومة وهي ما زالت لم تعالج ملفات سابقة تورّط نفسها والشعب بأزمات جديدة تقصم ظهر الوطن فذلك دليل عدم كفاءتها وسوء إدارتها إن لم نقل خبث سريرة لدى استراتيجييها. وهذا ما يدعو مثلي أن يستقيل فربّ (العزلة) أحبّ إليّ مما يدعونني إليه.

الاصطفاف الدولي
• سماحة الشيخ هل ترون القضية لها عمق دولي وترتيبات خليجية جديدة؟
- بالطبع ما يحصل في بلدنا وفي المنطقة فصل من كتاب سطّره الغربيون لمستقبل الأمة، فالاصطفاف الدولي بعد الحرب الاسرائيلية على لبنان المقاومة وأخيراً العدوان الغاشم على غزّة حيث انقسمت الدول إلى صفّ التخاذل وصفّ الكرامة، أمر واضح للجميع ويأتي استخدام الفتنة الطائفية كسلاح فاعل على هذا الخط ولم تجد الاستخبارات الدولية جماعة أنسب من التكفيريين لتوظيفهم على خط التصادم مع الشيعة المتهمين بالخلايا الايرانية النائمة وهم يعلمون أن الشيعة لتعدّد مرجعياتهم الدينية لم يؤيد أكثرهم سياسات ايران وإن اتفقوا على عدم رضاهم للحرب عليها، ولكن خلط الأوراق على شعوب المنطقة من قبل الأبواق المأجورة لا يراد منه سوى تنفيذ سياسة الفوضى الخلاّقة لتجني بعدها أميركا والصهيونية ما تستهدفه من الهيمنة على السنة والشيعة معاً ومن ثم نهب خيرات الأوطان الاسلامية. ونأسف أن السلفية التكفيرية من حيث تدري أو لا تدري وقعتْ في فخ الخدمة لهذا المشروع الاستعماري حتى بات ثابتاً لدى المحلّلين السياسيين أنّ أميركا التي صنعتهم في باكستان تهدف بهم خلق مشاكل لتبرير وجودها في بلاد المسلمين ولمزيدٍ من ارتماء الأنظمة في احضانها.
• هل تتصور أن الحكومة البحرينية لا تعلم هذا الأمر وخطر التكفيريين على وحدة شعبكم؟
- قلتُ لأحد كبار المسؤولين لا أدري أين القيادة السياسية من بذور القاعدة التي تُزرَع في المؤسسات الحكومية والعسكرية، وهي تشكّل خطراً على النظام نفسه كما حصل في السعودية وربما الكويت قريباً و...
ويا للعجب.. إذا كانت القاعدة منبوذة رسمياً وخليجياً ودولياً، فماذا يفعل فكرها التكفيري في مفاصل الدولة عندنا، والشيخ السعيدي ينتمي إلى هذه المدرسة مع الأسف ولم ينفِ قاعديّته في لقائه الذي بث في ١٧ فبراير الماضي مع قناة

BBC ؟!
ونأسف أنّ فرع الإرشاد والثقافة في الحرس الوطني يطبع كتب الشيخ بن باز وغيره من كبار السلفيّة التكفيرية ويتمّ توزيعها على

[منتسبي هذا المؤسسة العسكرية.

[ وبدرجة من النفوذ قد بلغ حتى قطع الطريق على المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية في مشروعه الوحدويّ لحذف التكفيريات عن الكتب المدرسية ضد الشيعة الإمامية.. والتي عملنا عليها في لجنة مشتركة مع مندوبي وزارة التربية والتعليم ووزارة العدل والشؤون الاسلامية. وذهبت ساعات طويلة على تصحيح هذه الكتب من المرحلة الإبتدائية إلى الثانويّة. وكما قيل يوجد أصحاب الأمزجة الطائفية التكفيرية البغيضة في أكثر الدوائر الحكومية بنسبة 90 في المئة ويبدو لي أن هذه الظاهرة مدروسة من خلف الكواليس واتخذتْ لها قرارات عليا لمواجهة ما تثيره الاستخبارات الدولية من خطر المدّ الشيعي الموهوم، فهم يخوّفون إخواننا السنة وحكوماتهم ليرموهم في أحضان المخطط الاستعماري ونهايته جعل إيران والشيعة هي العدو بدلاً من إسرائيل، فهل هذا ما يريده إخواننا السنة وعلماؤهم الكرام والأحرار الشرفاء؟!
• كثيراً ما يتصدّر اسم النائب السلفي جاسم السعيدي كرمز للتوترات الطائفية في البحرين، ألم يستطع المجلس الأعلى والذي تأسس للوحدة بين السنة والشيعة من إسكاته لصالح الاستقرار الوطني؟
- عيّن الملك ثمانية من السنة وثمانية من الشيعة أعضاءً للمجلس الأعلى وكان قبولي لهذه العضوية من أجل العمل الممكن في سبيل خير الوطن والمواطنين، ولكن المشكلة ليست في الملك حسب فهمي والله العالم بالخفايا بل المشكلة تكمن في المتنفذين الذين صادروا المشروع الاصلاحي لطائفة ضد طائفة ثم اتهام الطائفة (الشيعية) المستهدفة بالطائفية والمشاغبة، وهذا يشبه السارق الذي سرق في سوق مزدحم وأخذ يركض ويهتف للناس أمسكوا السارق فصاروا يركضون معه بحثاً عن السارق!!
إنني وباعتباري قريباً للموقع الرسمي أملك وثائق في التمييز الطائفي، والفساد الإداري، والتكفير إلى حدّ يصفنا قائد التكفيريين باليهود والقردة والخنازير وأن الكفر ملة واحدة وأن شيعة البحرين صهاينة.. ثم لا نجد له ردعاً ولا تأنيباً من قبل الحكومة التي تدعي الوحدة الوطنية ولا موقفاً صارماً من مجلسنا الأعلى الذي ولد لمحاسبة هذه الأشكال الغريبة على جسم البحرين!

موقفكم والملك
• ذكرت منتديات البحرين على الانترنت ان الملك دعاكم لمناقشة موقفكم وقضية الاستقالة، فماذا دار في هذا اللقاء وهل وافق الملك على استقالتكم؟
- في ظهر يوم (22 فبراير الماضي) كان اللقاء مع الملك الذي استغرق ساعة وعشر دقائق وتبادلنا مع جلالته قضايا جوهرية تتصل بالوطن العزيز وأسباب الاستقالة. وبالطبع لم يقبل الملك استقالتي وكما ألفناه من قبل كان متفهماً جدّاً لمعاناتي ولوجهة نظري. وهذا ما يبشر بالخير.. فهناك حكام وملوك لا تتسع صدورهم للنقد وهم أقرب منه إلى البطش. ملك البحرين رجل مثقف وخلوق ولم أخفه نصيحتي لما قلت له إن الإشكال في بطانتك يا جلالة الملك، وأنا صرت بين سندان البطانة ومطرقة المعارضة ولا أريد ان أخسر الناس، فرجوعي إلى المجلس يفقدني مصداقيتي بينهم، ولكني سوف أدفع باتجاه الوحدة واحترام النظام العام وحفظ الأمن والمعالجة الحوارية من أجل الإصلاح دون أن نسمح لأنفسنا بالخروج عن حدود الدين ومبادئ الشريعة!
• هل وعدك الملك بتحقيق مطالبكم وما هي تلك الطلبات؟
- طلباتي هي منح الجنسية للبدون البحرينيين فهم أولى من المجنّسين الذين يحملون جناسي بلدانهم والجنسية البحرينية بشكل مزدوج خلافاً للقانون البحريني. وقد مات بعض البدون وعينه على مطار البحرين متى يسافر للعلاج، هذه حالة إنسانية. البدون الشيعي يعيش في هذا الوطن ستين عاماً وأولاده وأحفاده لا يعرفون سوى البحرين وطناً وإذا بالحكومة تجنّس من وراء الحدود مَن لم ير البحرين وتجلبه وتوفر له العيش الرغيد على حساب المواطنين. وعن مطلبنا الآخر هو منع الخطاب التكفيري في البحرين والوقوف بوجه مثيري الفتنة الطائفية. كما اقترحت لجلالته أن لا يغادر الحلول السلمية مع المعارضة، فالرفق أقرب إلى بناء الوطن المزدهر من المعالجات الأمنية التي تؤزم الوضع وتعيدنا إلى أحداث الثمانينات والتسعينات.
وللعلم استمع لنا الملك جيّداً وامتعض للظاهرة التكفيرية التي ستخرق سفينة البحرين للأبد وتقبر مبادئ الإصلاحات حتى النهاية. ووعدنا خيراً وبقي أن نرى الوفاء بالوعد إن لم تدخل على الخط تلك البطانات وهذا هو المحتمل.
• وهل لديكم خطوات للضغط إذا هذا الوعد لم يتحقق؟
- على غرار قول مولانا الامام زين العابدين (ع) «القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة» أقول « الظلم لنا عادة وكرامتنا من الله الاستقامة». ولكنّي شخصياً أميل إلى العزوف نحو العمل الفكري والثقافي، لأن في البحرين بما فيه الكفاية يوجد من يناضل وبنفس طويل حسب الحديث المرويّ عن عليّ أميرالمؤمنين « لنا حق إنْ أُعطيناه وإلا ركبنا أعجاز الإبل وإنْ طال السّرى». والمعروف أنّ شيعته (ع) متعوّدون على هذه الحالة من زمانه ولله الحمد. وهم يتفقون على تعدّد الأدوار رغم مشكلاتهم النابعة من واقعهم المنهوك وسياسات الاضطهاد العامة.
• ولكنك في مواجهة التكفيريين أعلنت في بيان «أنّ العمامة التي تتشرّف بحملها على رأسك منذ عمرك أربع عشرة سنة ليست إلا كفن الشهادة» فهذا الإعلان لا يعني عزوفك عن العمل السياسي!
- لم أقل العزوف عن العمل السياسي بل متابعة ملف البدون ميدانياً ومواصلة الاتصال بالدوائر الرسمية كما كنا في السابق. فذلك أتركه للضمائر إذا ما لم يستجب جلالة الملك لطلبنا، ولا أتوقع منه ذلك.
• لو سألنا الشيخ المهتدي: ما الهدف الذي يسعى إليه في خطابه ومواقفه؟ ماذا يجيب؟
- لا نريد سوى التأسيس لبناء مجتمعٍ عادل الحكم.. أخلاقيّ الخلاف.. واعي المسؤولية.. خالي الأزمات.. وأن تكون خاتمتنا حسنة في السفر إلى الله.
فلسنا نوافق أو نخالف أحداً لنصيب بذلك غنيمة الدنيا وإمامنا الحسين (ع) يوم أعلن عن نهضته الخالدة يقول: (أللهُمّ إنّكَ تَعْلَمُ أنّه لم يَكُنِ الّذي كان منَا مُنافسةً في سُلطان، ولا التماسَ شيءٍ مِن فُضولِ الحُطام، ولكِنْ لِنَرُدّ المَعالِمَ مِن دينِك، ونُظهِرَ الإصلاحَ في بلادِك، فيَأْمَنَ المظلومونَ من عبادِك، وتُقامُ المُعطَّلةُ مِن حُدودِك).

العناصر الوسطية
• هل نفهم من تجربتكم في الدخول إلى المحيط الرسمي أنها ليست تجربة ناجحة للعناصر المعتدلة في ظلّ أنظمة سرعان ما تخسر مثل هذه الكفاءات الوسطية؟
- من حقكم أن تفهموا هذه الحقيقة. نعم مشكلة النظام عندنا أنه لا يستوعب العناصر الوسطية من أمثالي ولا تتعظ من أزمات سابقة عصفت على البلاد.
أعطيك مثاليْن فقط: بداية عودتنا إلى الوطن طلبت من مستشار الملك أن يكلّم وزير الإسكان بتخصيص بعض بيوت الاسكان للعائدين لامتصاص حالة النقمة لدى المعارضين وتحقيق المصالحة على الأرض.. فقال إنهم يخافون من اعتراض الذين كانوا على قائمة الانتظار طوال هذه السنوات. سكتنا عن القضية كي لا نكون قد ظلمنا هؤلاء المواطنين وإذا بنا نتفاجأ بمنح المجنّسين المستوردين بيوتاً من الإسكان، يأتون مع زوجاتهم وأطفالهم من المطار وجوازاتهم ومساكنهم ووظائفهم جاهزة!!
اما المثال الثاني: تعمد الحكومة إلى خلط سكّاني بين السنة والشيعة ثم تمنح السنة رخصا لبناء مساجد وبدعم مالي سخيّ ولم تمنح حتى رخصة لبناء مسجد للشيعة هناك بحجة أن الجيران السنة لا يريدون ذلك! ففي منطقة عندنا تسمى (عراد) توجد تسعة مساجد لإخواننا السنة وشخصياً طرقت أبواب كبار المسؤولين لرخصة بناء مسجد واحد لدينا الأرض ولدينا المتبرّع، فنحن لا نريد إلا رخصة فقط. ولكنهم لعبوا بنا كما يلعبون بالكرة حتى حقّرنا أنفسنا. هذه معاناة شيعة البحرين، وإذا اعترضوا وطالبوا الحكومة بالعدل تتهمهم أقلام مأجورة في الصحافة بالصهينة والصفوية والأجندة الايرانية، وتتخذها الحكومة مسلكاً لرمي المعترضين في السجون بتهم أقرب إلى الأوهام منها إلى الحقائق. وحتى لو افترضنا شيئاً منها فلماذا ثلاث خلايا سلفية للقاعدة قبضوا عليها في فبراير (2003) وأغسطس (2006) وكذلك في عام (2004) فستروا عليها وأطلقوا سراحهم وصار قائدهم عضوا في البرلمان بينما ما تسمى بالخلية الشيعية يؤججون عليها الصراعات والمصادمات؟! ولقد قلت في لقاء سابق مع وزير الداخلية بدل القمع والاحتقان أنظروا إلى الأسباب التي تجعل هؤلاء يتظاهرون؟!
• ولكن يلاحظ على جمهور المعارضة في البحرين أنهم يرفعون صور السيد الخامنئي، فعلى ماذا يدل هذا الأمر؟
- شخصياً لست مع رفع الصور، ولقد بيّنت موقفي منها في إحدى مقابلاتي الصحفية باعتبارها تعطي الحكومة مبرر الربط بإيران في الوقت الذي ليست الحقيقة فيه كذلك.
• أنصار الصور ماذا يقولون؟
- يقولون إن ذلك من باب المرجعية الدينية وليست السياسية، وأن الآخرين إذا علّقوا صور أسامة بن لادن أو جمال عبدالناصر فلماذا لا يتهمونهم مع العلم أن البعض يرفع صور السيد الخامنئي باعتباره رمز المقاومة ضد أميركا واسرائيل ولا تتصل بالقضايا المحلية. فلا داعي للحساسيات القومية إن كنا أمّة مسلمة. ولكن في نظري يبقى أنّ الصور تحمل رسائل استفزازية لبعض السنة والقوميين والدول، فالأفضل أن لا ترفع حتى تنضج العقول ولا يُساء بها الفهم. ومهما كان فالحرية مكفولة للجميع.
• ما هو المشروع الذي تقصدونه بعد الاستقالة؟ هل العودة إلى صفّ المعارضة مثلاً؟
- إصلاح الوضع الداخلي من أهمّ أولوياتي، فسوف أمشي مع السادة العلماء لإقناعهم بالمشروع الذي طرحناه لتوحيد الصفّ، فما زلنا نرى الحلّ الأمثل لأزمة شعبنا ينحصر في تفعيل السادة العلماء لآية الشورى (وأمرُهُم شورى بَيْنَهُم) كحدٍّ أعلى، أو لآية المشورة (وشاوِرْهُم في الأمر) كحدٍّ أدنى، فذلك من أبرز مصاديق التعاون على البرّ والتقوى.. وهو ما يملأ فراغ العصمة عند نوّاب الإمام المعصوم ووكلائهم في البلدان، إذ يكمل بعضهم بعضاً إلى يوم يسلّمون فيه الأمانة بيد المعصوم نفسه. ولأن الرؤوس لو اجتمعتْ اجتمعتْ أتباعها مع بعضهم. وهذه هي الوحدة التعاونية، مقابل الوحدة الذوبانية التي مزّقتنا. وهذا الأمر من أهمّ انتقاداتي على المعارضة وقد طرحته لقادتها في أكثر من لقاء.
أعتقد بعد هذه الإخفاقات وانعدام الثقة بين السلطة والمعارضة باتت الحاجة إلى حركة إصلاحية حقيقية تتسم بالعقلانية الجماعية والإنصاف الشمولي ورؤيةٍ موضوعية حاجة ملحّة، وإلا فسوف تقضي أخطاء المعارضة وأخطاء السلطة على استقرار جزيرةٍ يُفترَض كونها الجنة الراسية على مياه الخليج الدافئة، وأن لا يعرف الفقر والفوضى طريقاً إليها أبداً...
فالأخطاء التي ساهم فيها الجميع بشكلٍ وبآخر يجب أن لا تُصادِر إرادتنا إلى القيام لله وأن لا تشلّ عزائمنا للنهوض إلى واقع جديد فيه رضا الله ونفع العباد والبلاد.

الإطاحة بالنظام
• يقال عن شيعة البحرين إنهم يريدون الاطاحة بالنظام، فهل الأمر كذلك بالفعل؟
- في ظلّ الهيمنة الإميركية على المنطقة وتماسك مجلس التعاون هل من المعقول أن تعتمد الشيعة في البحرين هذا الخيار وفي الشعب من ليسوا شيعة أو شيعة لا تهتم بالشأن السياسي. هذه التهمة إنما للإمعان في التهميش والاستمرار في المخطط الطائفي. الشيعة لا تريد سوى مطالبة الحكومة بالتزاماتها الوطنية اتجاه البحرين المزدهرة علمياً والآمنة سياسياً والمستقرّة اقتصادياً والمتلاحمة اجتماعياً إلى الأبد.. لذلك وأنا من منطلقي الديني والوطني أحثّ القيادة السياسية وعلى رأسها ملك البلاد لاتخاذ قرارات حاسمة في هذه المرحلة من مسيرة الوطن.. قرارات تحاكي الواقع على ضوء دولة القانون.. قانون العدل الناظر إلى المواطن بصفته البحرينية فقط.


السيرة الذاتية لسماحة الشيخ عبد العظيم مهتدي البحراني
ولد في عام (1960م) من أسرة متدينة في مدينة المحرّق، يشهد له زملاؤه بالسيرة الحسنة منذ طفولته وأيام دراسته، هاجر لدراسة العلوم الدينية إلى حوزة النجف الأشرف عام (1974م) وهو لم يكمل الرابعة عشرة من عمره. رجع إلى البحرين في نهاية (1979م)، ومع اندلاع الحرب العراقية ضدّ الجمهورية الاسلامية وتأييد البحرين لصدّام آنذاك التحق الشيخ المهتدي بركب المعارضة البحرينية وساهم في الحركة الاسلامية بقوّة حتى اعتقل في أحداث (1980م) ونفي إلى إيران بعد تعذيب في القلعة كاد يلفظ فيه أنفاسه مرتين. وبقي في إيران رمزاً من رموز العمل السياسي المعارض للنظام، وحصل على اللجوء السياسي في الدنمارك عام (1989م). وفي عام (1996م) بطلب من المرحوم العلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين قدّم صيغته التوافقية للمصالحة بين السلطة وبين المعارضة والتي اعتُمدتْ في وضع حجر الأساس للانفراجات والإصلاحات التي بدأت في عام (2001م). حمل ملفّ المبعدين وأرغم النظام على عودتهم للبحرين، ثم تابع قضيتهم على مختلف الأصعدة بعد رجوعهم، وضمّ إليهم ملف البدون الموجودين في البحرين حتى حقّق آمال خمسين أسرة منهم تقريباً، وهو في موقع العضوية بالمجلس الأعلى للشؤون الاسلامية بمرسوم ملكي أخذ العلامة المهتدي يتحرّك لقضاء حوائج المستضعفين من داخل الأروقة الرسمية. وعُرِف بالدعوة إلى الحوار والسلم الأهلي وبناء جسور التواصل في الأمة.. إلا أنه شديد في وجه السلفية التكفيرية ويراها آفة في جسم المسلمين أمرضتْ نفوسهم ويجب التعاون بينهم لهداية التكفيريين أو تهميشهم عن أماكن التأثير.
يتميّز سماحة الشيخ من بين علماء البحرين بكثرة مؤلفاته البالغة سبعين كتاباً في متنوّع الحقول، يطرقها بشجاعة وموضوعية وصدق وإخلاص.. يتحدّث في أكثر الأمور بسلاسة ولا يتردّد في قول الحق كلّما آن أوانه.
لا هو معارض سياسي كالمعارضة رغم مطالبته بحقوق الناس وبطريقته الهادئة والناصحة والكاتمة أحياناً، ولا هو حكومي انبطاحي كالذين صاروا في المناصب ذواتاً دون رسالة!!

ك.رونالدو17
04-06-2009, 02:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
السلام على يارسول الله وعلى ال بيتك الطيبين الطاهرين
السلام على اصحاب الكساء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة المعصومين من ولد الحسين
السلام على فاطمة وابيها وبعلها وبينيها والسر المستودع فيها
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
مشكورين
الله يعطيكم العافية