المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لك حبيتي


تُِِّْـِِّـعًٍـِّبٌَِ قٌٍـِِّلبٌَِيَ
04-22-2009, 09:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل و سلم على محمد و ال محمد

اليك يا حبيبتي سأصرخ...

الى التي جُعلت الرحمة بداخلها و المحبة باطنها و الحنان دينها و العذوبة تعاملها

الى الحبيبة التي كانت معي منذ نشأتي

الى الحبيبة التي بدأت معي و استمرت معي

اليك...

فمنذ البداية كانت هناك تحمل احلامها و فرحتها بحملها

و بدأت تعد الايام يوم بيوم و ساعة بساعة

و تحملت العذاب و نسيت الالام عندما بدأت ترسم حياة طفلها القادم

انها الان في الشهر الثالث يعني بعد 90 يوما من الحمل و المعاناة يعني 2160 ساعة الم

من منا يتحمل ساعة او ساعتين على الاكثر من الالام ؟ ومحرمٌ عليها المسكنات محرم عليها الادوية

ماذا تفعل بهذا الوجع الذي انتاب رأسها؟ او هذا المغص الذي اصابها؟او تلك الدوخة اللئيمة التي ما زالت تباغتها من الوقت الى الاخر؟

بدأت تحاكي طفلها في بطنها و تهمس له بالآمها و احلامها

و شيئا فشيئا تناست الالم و تجاوزته لانها ادركت ان طفلها هو كنزها و تهون كل الدنيا امام صحته و سعادته

و ما زالت تلك التضحية و اصبحت الام في الشهر الخامس

جاءها الخبر المفرح:انها تحمل طفلة اميرة في بطنها

و طارت هنا الام من الفرح و بدأت منذ الان ترسم حكايات زواج ابنتها و تحلم في ذلك اليوم

و بعد الانتهاء من 150 يوما من الحياة الجديدة المفعمة بالامل و الالم

بدأت في الشهر السادس و بدأت معه التحضيرات فاشترت اللفة و الاغطية و ملابس النوم

ملابس الاطفال كلها رائعة و خصوصا ملابس الفتيات ذات اللون الزهري الجميل

لم تخفِ هذه الام تلك الفرحة و البهجة و هي ترى ابنتها تكبر امامها يوما بعد يوم و ترى مستقبلها خطوة في خطوة

و انتهت الان فصول الاشهر الثمانية الاولى (240 يوما) و بدأ فصل جديد من الحكاية

انها الآم الشهر التاسع ففي كل حين يباغت تلك الام وجع هنا ووجع هناك

و يوما بعد يوم يشتد الالم و يشتد العذاب و لكن...

ما ان تنظر الالم الى سرير ابنتها اميرة المنزل الجديدة تنسى تلك الالام و تذهب الى عالم الاحلام

و جاء الفصل الحسم...

انه موعد الولادة،ما تلك الالام التي تنبع من الداخل و ما تلك الصدمات الكهربائية التي تصيب جسد تلك المرأة الذي خُلق ناعما؟

تتجلد الام و تحاول و تحاول و تتألم و الاطباء و الممرضين من حولها

يقولون لها يجب ان تحاولي و تستعدي جيدا فالموضوع كله بيدك

لا سبيل اذن عن العذاب و الالم...

لا سبيل عن ذلك كله...

لا سبيل من الشعور بأن الروح تخرج منها مليون مرة و هي تحاول اخراج طفلتها حبيبتها لترى النور و العالم بسلام

يا ترى يا ابنتي هل ستشعرين بألآمي تلك من اجلك؟

و أُشتقت الروح من الروح

و بزغت شمس تلك الفتاة الاميرة على صباحات تلك الام المنهكة و كانت الفتاة تبكي تبكي و ما ان رأيت امها هتف قلبها

انها هي التي كانت تعتني بي في الداخل انها من كانت تتحدث الي بحب و حنان انها من كانت تلامسني بلطف و رقة

انا اعرف ذلك الوجه و اعرف ذلك الصوت و احب ذلك الاحساس

انها امي...

و ما ان رموني الى صدر امي حتى رميت انا جزعي و خوفي ورائي

فأنا الان عند مصدر الامان و الحنان

و ادركت الام بأن الآم تلك التسعة اشهر ما هي الا نزهة في طريق تنشئة تلك الطفلة...


و كبرت و تمردت على تلك الام و رفعت صوتي تارة و صببت احقادي تارة اخرى

و ارى في نظراتها عتابا يقول:الهذا انا تحملت كل العذاب؟

و مع ذلك استحملتني بل تقبلتني و غيرت هي من نفسها لاجلي

بل و كنت شديدة معها فظة غليظة كأنها من اعدائي و قد نسيت بأن روحي قد اُشتقت من روحها و جسدها

و تحملتني تلك الحبيبة ...

نعم انها الحبيبة انها هي فقط من تعرف معنى الحب الحقيقي

انها مدرسة الحب السرمدي الابدي الذي لا ينتظر مقابل

انها مدرسة الام...

لا عجب بأن جعل الله سبحانه و تعالى مكانة الام مكانة عالية جدا جدا تطاول عنان السماء

و لا عجب ان جعل الله سبحانه و تعالى الجنة تحت اقدامهن...

و لكن من يُهدّأ بركان غضبي و شدة حممي عليها من؟

و تعرفت على ام اخرى،ام فجرت داخلي نبع من المشاعر الجميلة الجياشة

تعرفت عليها على اخلاقها صفاتها مكانتها و احببتها احببتها كثيرا

و تعلقت بها...

و من هنا بدأت انظر الى امي نظرة اخرى،بدأت اعض اصابعي ندما على قدمته في حياتها من أذيتها

تعلمت حب امي من حب سيدة نساء العالمين

نعم انها مدرسة الامومة و الحنان انها مدرسة ام ابيها

السيد فاطمة الزهراء عليها السلام

و تحول حالي و انقلب كياني و اصبحت يوما بعد يوم اعشق التراب الذي تمشي عليه امي

وودت لو اكون انا ترابا كي تمشي عليه تدوس عليه في سبيل راحة قدميها العظيمتين

انها امي...

انها حبيبتي...

انها معشوقتي الابدية....

انها حكاية عشقي اللامتناهية...

امي...

سأصرخ كل يوم بأني احبك و اني نادمة على ما جنيته في حقك ...

سأصرخ كل يوم و ان كان صراخي متأخرا بأنني اود و احب ان اكون خادمة تحت قدميك طول العمر و لن اوفيك حقك...

سأصرخ بصوتي الذي اسكته المرض و جعلني غير قادرة على الكلام بأني سأظل انطق اسمك و اعيش حبك يا امي...

سأصرخ بعد شفائي المأمول ان شاء الله بأنك انت التضحية و انت المحبة و انت الحنان يا امي...

اعذريني لاني لم اكن افهمك و لم اعطيك حقك ...اعذريني

اعذريني و اعلم ان لك قلبا كبيرا قد سامحني منذ زمن و لم تحملي عليي اي ضغينة او ضيق

هذا لانك ام ...

فما اجمل كل الامهات و ما ارق قلوبهن

فطوبى لمن حظي بتقبيل رأس و يد و قدم امه...

و هنيئا لمن ادرك قيمة امه باكرا...

و الحمد لله الذي هداني الى تلك الشمس البازغة التي كنت اراها منذ إبصاري النور في ايامي الاولى لغاية الان ...

الحمد لله على نعمتك يا امي...

سأصرخ بفمي المغلق و بصوت قلبي الصادح:احبك احبك يا امي


امي...كلمة ما زلت اجهل سر معناها و مكانتها

امي..كلمة عندها سماعها ترق القلوب القاسية
امي...الله لا يحرمني منك و لا من رضاك يا ست الحبايب يا حبيبة

و استذكر هنا كلمة الشاعر المبدع محمود درويش:و اعشق عمري لاني اذا مت اخجل من دمع امي

فلا عشت و لا كنت اذا كنت سببا لدمعك الغالي يا امي


دعائي لكل الامهات بطول العمر و راحة البال و الى كل الامهات التي وافهن الاجل الرحمة و المغفرة من رب العالمين


امهاتكم كنز فلا تضيعوه في حياتكم،و ان وافهن الاجل رحمة الله عليهن فلا تنسوهن من صالح الدعاء و الصدقة و اكرام معارفهن

و كل عام و انتم و كل الامهات المضحيات بألف الف خير

سهى خادمة الحسين
04-27-2009, 11:09 PM
رسالة رائعة شكراااااا لك ربي يحمي كل الامهات بحق محمد وال محمد.

فدوه لعيونك أني ياعمي
05-12-2009, 03:53 PM
اشكرك خيتو موضوعك جميل

×ملكة سبأ×
05-12-2009, 04:56 PM
السلام عليكم
عزيزتي
تسلمي على الكلماات الرااائعه
يعطيش العافيه غنااتي

سيد احمد الطالبي
05-12-2009, 05:53 PM
بارك الله فيك الموظوع بغاية الجمال والاهميه( اللهم احفض حميع الامهات )