المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مزارع ام عنيج جنوب الناصريه تتناقص بسبب قلة المياه وهجرة اصحابها


عبد التميمي
04-23-2009, 10:29 AM
مزارع “أم عنيج “جنوب الناصرية تتناقص بسبب قلة المياه وهجرة اصحابها26/3/2009 - 22:24ذي قار/أصوات العراق: تتميز منطقة “أم عنيج” أو ما تسمى بمنطقة المزارع الواقعة إلى الجنوب من مدينة الناصرية على الطريق السريع الرابط بين محافظتي البصرة وذي قار، بزراعة الطماطة ومحاصيل أخرى تشكل الموردالرئيس لأسواق الخضر في المحافظات الجنوبية، لكن انتاج المزارع وعددها حاليا تناقص كثيرا بسبب معاناة المزارعين الساكنين في تلك المنطقة من قلة الخدمات وشح المياه ما أدى الى هجرة الكثير منهم. المزارع هديرس نعيثل البدري، 66عاما، وهو مختار المنطقة، قال لوكالة (أصوات العراق) أن “منطقة آم عنيج الزراعية تعاني من عدم توفر الخدمات الرئيسية فيها بما فيها المياه الصالحة للشرب والتي يعاني أبناء المنطقة منها كثيرا باستثناء بئر واحد فقط يستخدمه أبناء المنطقة.” مشيرا إلى أن “المساحة الكلية لمنطقة أم عنيج تبلغ نحو 280كم 2 .”وأضاف ان” منطقة أم عنيج (107كم جنوب الناصرية) كانت تضم 300 مزرعة تتنوع في زراعتها بعدد من المحاصيل الزراعية منها الطماطة والخيار والرقي والبطيخ وغيرها من الأنواع الأخرى والتي تغذي محافظات الجنوب خصوصا محافظتي البصرة ذي قار.”وتابع “بقيت من هذه المزارع 60 مزرعة فقط بسبب شحة المياه في الوقت الحاضر، فضلا عن عدم وجود مجمعات سكنية أو مدارس باستثناء مدرسة واحدة بدون معلمين ما ادى الى مغادرة الكثير من عوائل المنطقة من الذين كانوا يمتهنون الزراعة.”وقال المزارع خلف غالب حنتوش، 45عاما، أن “المنطقة يسكن فيها نحو 900 نسمة وهي تعاني من شحة المياه، فضلا عن عدم وجود معلمين للمدرسة الوحيدة التي بنتها الفوات الأمريكية بعد ان كانت مدرسة مبنية من القصب عام 2007 وتتكون من ستة صفوف وان عدد تلاميذ المنطقة 200 تلميذ من دون وجود كادر من المعلمين.” من جهته، قال رئيس الجمعيات الفلاحية في ذي قار مقداد الياسري أن “مزرعة أم عنيج تقع ضمن مقاطعة رقم 17 وهي ضمن الحدود الادراية لناحية الحمار ومساحتها الكلية 12630 دونم وان هناك مساحة مؤجرة للفلاحين وان مساحتها تبلغ 184دونم حسب قانون أيجار الأراضي الزراعي رقم 30لسنة 1980 وبواقع 50دونم لكل مزراع”.وتابع “كذلك تم تخصيص خمسة الاف دونم كمشروع لبناء قرية عصرية للمهندسين الزراعيين في هذه المنطقة تشجيعا للزراعة فيها.”وأضاف”كما تتميز المنطقة بزراعة الطماطة وعرفت باسم “مزارع الطماطة” حيث يصل الإنتاج الموسمي لمحصول الطماطة فيها يصل إلى 75الف كيلو بواقع 2500كيلو للمزرعة الواحدة وتعتمد في زراعتها على الآبار حيث يصل عدد الآبار فيها إلى 350 بئر تتوزع على مزارع المنطقة .”وقال المزارع رشاد شوكان صقر، 49 عاما، “أني امتلك مزرعة مساحتها سبعة دونم لزراعة الطماطة والخيار واعاني كما يعاني أبناء المنطقة عموما من عدم وجود الماء الصالح للشرب فيها مما دفع أبناء هذه المناطق إلى تركها والهجرة إلى مناطق أخرى.”وزاد” كما أن أسعار المحروقات باهضة الثمن مقارنة بالمحصول حيث آن الكمية المخصصة لنا هي 420لتر(برميلين) فقط من مادة الكاز وبسعر 40 ألف دينار للبرميل الواحد تكفينا لمدة أربعة أيام فقط بينما نحن نحتاج إلى ستة براميل أيام زراعة المحصول في الأشهر الثلاث تموز، وأب، وأيلول وهذا يكلف المزارع إلى 240 ألف دينار وهذه المبالغ باهضة جدا للمزراع فضلا عن المستلزمات الزراعية الأخرى.”فيما قال مكطوف فرحان عبود وهو احد المزارعين الذي يمتلك مزرعة مساحتها 9 دونم إن “أبناء المنطقة يعانون من عدم وجود المياه الصالحة للشرب حيث نقوم بشراء الماء من السيارات الحوضية بسعر ثلاثة ألاف دينار لكل 200لتر من الماء، حيث راجعنا على إنشاء محطة تحلية وأوعز محافظ ذي قار على أجراء اللازم لكن المعاملة بقيت لم تتحرك لحد اللحظة.” مشيرا إلى أن “الطريقة التي كانت تستخدم في زمن النظام السابق على إرسال سيارتين حوضيتين يوميا لتقوم بدورها بتوزيع المياه على سكان المنطقة بدون مقابل.”من جانبه، قال رئيس اللجنة الزراعية في مجلس محافظة ذي قار أن “مزارع أم عنيج الأهلية تعاني من عدم وجود المياه فيها وبالتالي أدت هذه الشحة إلى قلة في المحصول جعلت الفلاحين والمزارعين في هذه المناطق إلى ترك أراضيهم والبحث عن أماكن بديلة أخرى يستطيعون من خلالها ممارسة أعمالهم الزراعية في أراضي تتوفر فيها المياه.”وأضاف محمد البهادلي لوكالة (اصوات العراق) “هناك أسباب عديدة أخرى منها إن التربة في مزارع أم عنيج قد استهلكت فضلا عن عدم وجود سيارات زراعي”بيكب” لدى المزارع لنقل مستلزماته الزراعية من مركز المحافظة وكذلك زيادة أسعار المحروقات، فضلا عن وجود المنتج الأجنبي وعدم دعم الدولة للمنتوج المحلي.”واردف “كل هذه الأسباب دفعت بالمزارعين والفلاحين إلى الهجرة خارج المحافظة وبالتالي فان عدد المزارع قد اخذ يتناقص شيئا فشيئا.” مشيرا إلى أن “الدولة هذا العام قد التفت إلى هذه المشكلة وسوف تضع الحلول المناسبة لها يجب من اجل النهوض بالواقع الزراعي.”وتقع مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار،على بعد 385كم إلى الجنوب من العاصمة بغداد