المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موقع عبد الله الرضيع (ع) يحاور خطيب أهل البيت الشيخ شاكر الشيبي


موقع عبد الله الرضيع (ع)
04-23-2009, 09:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أجوبة خطيب أهل البيت سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ شاكر محمود الخطيب الكاظمي الشيبي لأسئلة الحوار حول باب الحوائج عبد الله الرضيع وإحياء اليوم العالمي للطفل الرضيع (ع)
http://www.al-asghar.com/bar****h/265GetAttachment2.jpg
أجرى الحوار : الدكتور عماد الخزعلي

السؤال الأول : لماذا إصطحب الإمام الحسين عليه السلام عبد الله الرضيع معه الى كربلاء؟
الجواب : لأن الله تعالى شاءت حكمته أن يشارك في ثورة الحسين "عليه السلام" الهادفة لإنقاذ البشرية المعذبة من جور الطواغيت وغدر الحاقدين على الإنسانية جمعاء ، شارك الطفل الرضيع كما شارك الفتى والشاب والرجل والشيخ والمرأة ، لما للطفل الرضيع من أثر كبير في يقظة الضمير ، وإستفاضة المشاعر والأحاسيس في الأمم والواقع البشري.

السؤال الثاني : لماذا قدم الإمام الحسين عليه السلام طفله الرضيع للأعداء ليسقوه شربة من الماء ؟
الجواب : ليقيم عليهم الحجة في أنه لو كان للكبار ذنب كما يحسبه الأعداء الضالون في هذه الحرب فما ذنب الطفل الرضيع الذي لا حول له ولا قوة ، يتلظى عطشا في هذه الحرب لمنعهم الماء المباح للجميع عنه وعن أمثاله (عليه السلام).
السؤال الثالث :كيف أصبح عبد الله الرضيع (عليه السلام) باب من أبواب الحوائج الى الله سبحانه وتعالى ؟
الجواب : الله تبارك وتعالى يأمرنا في القرآن الكريم بقوله : ((يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وأبتغوا إليه الوسيلة)).
الوسيلة يعني هنا الباب التي يأمر الله تعالى بولوجها للوصول الى تحقيق ما يتمناه الإنسان الصالح ويطلبه من الله تعالى وقد خص الله تعالى هذا الباب للوصول إليه بتحقيق الأماني ، المشروعة ، بالأنبياء والأوصياء والأولياء والشهداء الذين سفكت دماؤهم الزكية في سبيل إعلاء كلمته وإحياء دينه القويم.
والطفل الرضيع بسفك دمه الزكي من قبل حكام بني أمية وأزلامهم الجناة السفاكين للدماء في كربلاء ، أختص من قبل الله تعالى بهذه المنزلة منزلة (باب الحوائج).

السؤال الرابع : ما هو دور الطفل الرضيع (ع) في النهضة الحسينية ؟
الجواب : دور الطفل الرضيع في الثورة الحسينية المباركة دورعظيم وفاعل ومؤثر تجسد في أبعاد ثلاثة : الحضور ، المشاركة ، والفداء والذي يتمخض عنه تأنيب ضمائر المتخاذلين والقاعدين ، وشحذ همم الثائرين والمجاهدين في سبيل الله ونصرة المظلومين والمستضعفين.
وأقول في هذا الدور المجيد شعرا أرجو من سيدي الرضيع (عليه السلام) قبوله:

يجود الرضيع بفيض الوريد لينصر في الطف نهج الشهيد (أعني الإمام الحسين"ع")
ويحيي شعار الفدى في الوجود ويكسر قيد الضلال البعيد

السؤال الخامس : ماهو دور المرأة الحسينية في تربية الطفل الحسيني ؟
الجواب : دور المرأة الحسينية في تربية الطفل الحسيني هو دور السيدة الرباب (عليها السلام) في المدينة وكربلاء ، وهو دور الرضاعة الطاهرة ، والرضاعة القرآنية ، والتربية الحسينية والتي تتجسد فيما يلي :
أن تسهم في تشكيل نطفته وهي على طهور ، وأن تطعمه وهو في بطنها وهي على طهور ، وأن ترضعه وهي على طهور ، وأن تناغيه في هذه الأدوار الثلاثة بتلاوة القرآن الكريم فهو يتأثر به بالقطع واليقين وأن تغدق بآياته عليه وليدا في أذنيه ، ورضيعا وهو يتلذذ بلبنها الطاهر عند الرضاعة ، ليشب في أحضانها ، كتلة من إيمان ، وأسوة في العطاء ، وعلما للفداء . فإذا قتل في حجر أبيه دفاعا عن الحق كان (الطفل عبد الله الرضيع عليه السلام) ،وإذا أستشهد بين يدي عمه فتى يافعا كان (القاسم بن الحسن عليه السلام) ، وإذا ذبح شابا كفلقة قمر بين يدي إمام زمانه كان (علي الأكبر عليه السلام) ، وإذا صرع رجلا فلقت هامته وقطعت يداه ، وطفئت عينيه دفاعا عن إسلامه العظيم ، وقائده الإلهي كان (العباس بن علي بن أبي طالب عليهما السلام) . وهكذا..

السؤال السادس : خلال عشرة الأولى من ليالي محرم الحرام عنونت كل ليلة بإسم أحد شهداء الطف، وعنونت ليلة العاشر بإسم الطفل الرضيع حيث يتطرق الخطباء بذكره؟ برأيكم ما السر في ذلك وما ضرورته؟
الجواب : قلت في جواب سابق أن الثورة الحسينية تمثل في أبعادها المختلفة ثورة إنسانية ، شارك فيه الإنسان بمختلف سني العمر المباركة وبمختلف الهويات المذهبية والدينية.
وفي حالة الإحتفاء العرفي بعناوين خاصة في كل ليلة من ليالي محرم الحرام يكون الإحتفاء في ليلة العاشر من محرم بذكرى الطفل الرضيع والتوسل به الى الله تعالى أمرا عقلائيا وعرفيا ومنهجيا يهدف الى بيان مظلومية الإمام الحسين (عليه السلام) ومن أستشهد بين يديه في ساحة معركة كربلاء المقدسة ، ومعلما للفداء الحسيني الذي يتخطى العامل الزمني في ميادين المواجهة والتضحية في سبيل الله ، ودليلا واضحا على همجية وإجرام وظلم بني أمية ، ومن ناصرهم ، في حربهم الظالمة مع سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وأنصاره وأهل بيته.
ولقد أثبتت التجارب العديدة في الإحتفاء بليلة خاصة بعبد الله الرضيع (عليه السلام) كباب للحوائج ، حصول المعاجز والبركات والكرامات التي يكرم الله تعالى بها المتوسلون إليه بمثل هذه المناسبات ، كشفاء المرضى وقضاء الحوائج ، وتنفيس الكروب ، ودفع الشدائد ، وحل المشاكل ببركة التوسل الى الله بالطفل الرضيع من خلال تخصيص يوم أو ليلة للإحتفال بالطفل الرضيع ، وهي ليلة العاشر من المحرم من كل عام.

السؤال السابع : لكل من أستشهد بين أصحاب الحسين وأهل بيته خصوصية و ميزة خاصة، فيوجد منهم صحابي و يوجد شاب و يوجد شيخ كبير و توجد إمرأة و يوجد نصراني أسلم و يوجد عبد أسود و .. إلخ، ولكن الأغرب من كل ذلك يوجد طفل رضيع، فما فلسفة حضور هذه الشرائح وبالذات الطفل الرضيع؟
الجواب : فلسفة وجود هذه الشرائح الفاعلة والمؤثرة في فصول الثورة الحسينية وساحة المواجهة مع الباطل الأموي دليل ساطع كالشمس في رابعة النهار على إنسانية الثورة الحسينية وعمقها الجماهيري الهادر في كل زمان ومكان وأن الدفاع عن الحق وأهله لا يحده الزمن بعمر معين ولا يكبله الواقع المعاش بنوع واحد من المخلوقين المنتجبين بل يشترك فيه الصغير والكبير ، والشاب والكهل ، والرجل والمرأة ويكون للطفل الرضيع فيه دورا ، أعمق تأثيرا ، وأشد وقعا من الآخرين.

السؤال الثامن : الإمام زين العابدين عليه السلام من بين قتلة كل الشهداء سأل فقط عن حرملة قاتل الطفل الرضيع، ما سبب ذلك؟
الجواب : سؤال الإمام زين العابدين (عليه السلام) عن حرملة بن كاهل الأسدي الكوفي ،قاتل الطفل الرضيع قبل قتلة غيره من شهداء كربلاء المقدسة ، لما لمصيبة قتل الطفل الرضيع (عليه السلام) في حجر أبيه الحسين عطشانا من لوعة وألم في قلب هذا الإمام الهمام (عليه السلام). والدليل القاطع على هذا الأمر هو رفع الإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) يديه بعد السؤال بالدعاء على قاتل الطفل الرضيع قائلا:"اللهم أذقه حر النار ، اللهم أذقه حر النار ، اللهم أذقه حر الحديد".

السؤال التاسع : حينما ذبح الطفل الرضيع رفعه الإمام الحسين إلى السماء و كما ورد في المقاتل: "ثم أخذ بكفه من دمه الطاهر ورمى به نحو السماء فلم يسقط منه قطرة" ما معنى ذلك ولماذا فعل الإمام ذلك؟
الجواب : لقد كان الطفل الرضيع شاخصا بعينيه نحو السماء يشكو الى الله صلف الأعداء من بني أمية وأتباعهم وإصرارهم على منعه من الماء الذي تشرب منه الكلاب والخنازير ويحرم منه رضيع سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أرض كربلاء ، وعندما ذبح هذا الرضيع في حجر أبيه بسهم حرملة بن كاهل الأسدي تدفقت الدماء من نحره القطيع بسهم الغدر الأموي والحقد الجاهلي ، ولو سقطت قطرة من هذا الدم الزكي على الأرض لتزلزلت بأهلها وأنخسفت بمن عليها ، كما جاء في الروايات الموثقة عن أهل البيت (عليهم السلام).
ورحمة من الحسين (عليه السلام) بالأرض ومن عليها رمى تلك الدماء الى السماء لتأخذها الملائكة الى حيث أمر الله تعالى أن تحفظ ، ولتشهد على حرملة يوم القيامة بما إقترفه من جريمة لا تغتفر.

السؤال العاشر : هل تعتقد أن الأمة الاسلامية أستفادت حقا من مبادىء الثورة الحسينية ومن الدماء الطاهرة والسخية التي بذلها ريحانة رسول الله الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه؟
الجواب : لحد الآن لم تستفد الأمة الإسلامية بالشكل الكامل من مباىء الثورة الحسينية ، ومن الدماء السخية التي بذلها الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه ، إلا في بعض أقطارها كما حدث في إيران الإسلام ، وجنوب لبنان في أمة حزب الله ، وفي غزة الصمود والمقاومة.
ولو إستفادت الأمة من هذا المعين الكوثري ، لما تحكمت في مقدراتها قوى الإستكبار العالمي والصهيونية المقيتة ، ولسادت العالم بأسره خيرا وبركة وإقتدارا وعزة ، وما أجمل مقولة مهاتما غاندي محرر الهند حيث قال:"لقد تعلمت من الحسين (عليه السلام) كيف أعيش مظلوما فأنتصر".

السؤال الحادي عشر: الا تعتقدون أن ذبح عبد الله الرضيع ذو الستة أشهر فقط بنبلة مسمومة ذات ثلاث شعب من يد حرملة بن كاهل الأسدي الكوفي يفند ويفضح المزاعم التي كان يختبىء وراءها أعداء الله وأعداء الإنسانية .. حيث كانوا يبررون قتلهم للإمام الحسين (عليه السلام) بأنه خارجي وخرج على أمر الخليفة يزيد بن معاوية ؟ فإذا كان للكبار ذنب فما هو ذنب الصغار والأطفال الرضع؟.
الجواب : إن شهادة عبد الله الرضيع (عليه السلام) وثيقة إدانة لمنتهكي حقوق الإنسان من بني أمية وأتباعهم فإن كل المواثيق الإلهية والبشرية والإنسانية تحرم قتل الأطفال أو التعرض لهم بسوء في أي حال من الأحوال لأن الأطفال في الأعراف البشرية والدولية يحرم التعرض إليهم بسوء في أية مواجهة أو حرب أو نزاع.
وقتل الأطفال دليل على همجية قاتليهم وغدرهم وخروجهم عن كل القيم الإلهية والوضعية ، وإستحقاقهم للعنة الأبدية.

السؤال الثاني عشر: في أحد أعمالي الفنية رسمت فيها للإمام الحسين (عليه السلام) وهو يحمل رأسه بيده ويقول:

خذوا من رأسي ما شئتم دما ومساجدا
ولا تنسوا تقوى الله ووصايا أحمدا

ترى كيف تقرأ هذه العبارة ؟
الجواب : أقرأ فيها أن الحسين(عليه السلام) قدم بثورته الخالدة نفسه الزكية فداء للإسلام المحمدي الأصيل (والجود بالنفس أسمى غاية الجود) ، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر وسائرا على خطى جده المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

السؤال الثالث عشر: هل تعتقدون أن خروج الإمام الحسين (ع) على الأعداء وهو يحمل طفله الرضيع (ع) طالبا له الماء مع علمه بقساوة قلوب الأعداء .. كان فيه رسالة مهمة للعالم ؟
الجواب : نعم لقد كان فيها رسالة وما أبلغها من رسالة وهي أن الحق وأهله لا يركعون أمام زمر الباطل وأذنابه ، ولا يبخلون في طريق إعلاء كلمة الله وإزهاق كلمة الباطل بأغلى ما يملكون ، والطفل الرضيع أعز ما يملك الإنسان من الولد فإذا قدمه قربانا في ساحة المواجهة مع الكفر والضلال فإنه يضع كبده في طبق الفداء في سبيل الله تعالى. والنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:"أولادنا أكبادنا ، فإذا عاشوا فتنونا ، وإذا ماتوا أحزنونا".
والشاعر يصف هذا المعنى وصفا جميلا بقوله:
أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض
لو هبت الريح على بعضهم لإمتنعت عيني غن الغمض.

رسالة الحسين (عليه السلام) للعالم كله في تضحيته بـ الطفل الرضيع (عليه السلام):-
((أيها العالم لا تبخل بشيء مهما غلى من أجل إنتصار الحق ودحر الباطل)).

السؤال الرابع عشر: كيف تقيمون فكرة تخصيص يوم للطفل الرضيع (ع) .. بعنوان اليوم العالمي لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع .. والذي حدده"المجمع العالمي لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع عليه السلام" في صباح أول جمعة من عاشوراء (صباح أول جمعة من شهر محرم الحرام من كل عام)؟
الجواب : الإحتفاء باليوم العالمي لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع (عليه السلام) هو إحتفاء بالطفولة المعذبة في كل أنحاء العالم ، المعرضة هذه الأيام وللأسف الشديد للبيع والشراء ، كما يحدث في الكثير من البلدان الأفريقية ، والآسيوية ، والأوربية..
ـــ إحتفاء بالطفولة المذبوحة بأسلحة الدمار الشامل في لبنان وفلسطين وفي غزة على وجه الخصوص.
ـــ إحتفاء بالطفولة المشردة والمعذبة والمذبوحة والجائعة في بعض مدن العراق وأفغانستان وباكستان ...

إحتفاء بالطفولة كبذرة للخير والبركة والرحمة توجب على العالم أجمع إرواءها بالمحبة والحنان والرعاية ، ومنع البغاة والطغاة والقتلة ، وتجار الرقيق ، وسماسرة التهريب من العبث بهذه الثروة الإلهية وذبحها ظلما وعدوانا.
ولذلك من هنا فإني أوجه ندائي الى الأخوة والأخوات المؤمنين والمؤمنات وخدمة الإمام الحسين من الهيئات والحسينيات والتكايا والمساجد الى الإحتفاء بهذا اليوم العالمي لإظهار مظلومية الإمام الحسين وطفله الرضيع الى العالم.
إن جمعة الطفل الرضيع عليه السلام هي بذرة في طريق معرفة الحق المضيع والجسد المقطع ، وهي إشارة من المولى الإمام الرضا عليه السلام ، بأن تجتمع النساء والأطفال الرضع في مجالس العزاء للطفل الرضيع وبيان شهادته والشهادة الدامية لأبيه الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام ، وإن إحياء ذكرى جمعة الرضيع العالمية التي تقام في صباح أول جمعة من شهر محرم الحرام من كل عام هو بيان سلامة النهضة الحسينية التي وقع الإمام الحسين سلامتها وحقانيتها ورساليتها بدم طفله الرضيع علي الأصغر عليه السلام.
السؤال الخامس عشر: غالبية المسلمين يعرفون يعرفون الإمام الحسين (ع) عبارة عن طقوس دينية تبدأ في أول محرم وتنتهي في العشرين من صغر .. هل تعتقد أن هذه المعرفة الضيقة تتناسب وأهداف الثورة الحسينيـــة ؟
الجواب : الإمام الحسين (عليه السلام) إسلام تجسد في رجل ، وتحجيمه بطقوس دينية محددة لا غير ، ظلم للحسين (عليه السلام) ، ومشاركة في طمس ثورته الإنسانية العالمية.
لابد لمحبي الحسين (عليه السلام) أن يجسدوا على أرض الواقع المعاش صدقا وأمانة وإخلاصا ، ووفاءا، وإنتصارا للمظلومين ، وقمعا للظالمين ، وأمرا بالمعروف ، ونهيا عن المنكر ، وحض المجتمع على سلوك الصراط المستقيم الذي رسمه سيد الشهداء (عليه السلام) بدمه والدماء الزاكيات لأهل بيته وأصحابه.
الحسين (عليه السلام) في حركة دائمة نحو الكمال فهل من مدكر؟
ولقد أحسن الشاعر الحسيني إذ يقول:
كذب الموت فالحسين مخلد كلما أخلق الزمان تجدد


السؤال السادس عشر: كتب الشعراء والأدباء المسيحيون الكثير عن واقعة الطف أمثال (بولس سلامة وجورج جرداق وجورج شكور وآخرين) في الوقت الذي تقاعس فيه العديد من الأدباء والشعراء العرب والمسلمين .. ما هي الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه المفارقة؟
الجواب : لا أتفق معك في هذه المفارقة فلقد كتب الشعراء العرب والمسلمون من الشعر العمودي والشعر الحر والشعر الشعبي الكثير الكثير في واقعة الطف الخالدة وفرسانها والمشاركين فيها إلا أنه من المؤلم حقا أننا لحد الآن لم نجد دارا للنشر قامت بجمع هذا الكم الهائل من الشعر الحسيني المجسد "للعبرة والعبرة" إما لصعوبات مادية تبقي هذا الشعر الهادف في قصاصاته الورقية ، أو لتماهل وعدم إنتباه ، بينما نجد دواوين الشعر التي تخلو من كثير مما تحتويه القصائد الحسينية من روح الإبداع والتوجيه واللوعة ، تطبع بشكل واسع وكبير.
فلو جمع ما نظم من الشعر الحسيني بإخلاص لأصبحت عندنا موسوعات تزين المكتبة الإسلامية وتزيدها بهجة وعطاء.

السؤال السابع عشر: يقول الإمام علي (ع) : وقوع الظلم يعني أن يعين المظلوم الظالم على نفسه ! بينما يقول غاندي : (تعلمت من الإمام الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر) .. ترى كيف تقرأ العبارتين .. بمعنى آخر كيف يمكن للمظلوم أن ينتصر على الظالم ؟.
الجواب : المظلوم ينتصر على الظالم بطريقتين :
الأول : الإنتصار على النفس ونزعها من كل ما يشدها الى الدنيا وزخرفها وزبرجها.
والإمام علي (عليه السلام) يقول:
((أعدى أعداءك نفسك التي بين جنبيك فإن قدرت عليها كنت على غيرها أقدر))
والسعي الجاد للتكامل من النفس الامارة الى النفس المطمئنة التي تمثلت بسيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام).
الثاني : معرفة الحق وأهله وتشخيص الظالم وجنده.
والإمام علي (عليه السلام) يقول في وصيته لولده وشيعته ليلة شهادته:
((..... وكونوا للظالم خصما ، وللمظلوم عونا)).
الظلم ضعيف ، والظالمون أضعف الناس وإن طغوا وتجبروا لأن الله تعالى لهم "بالمرصاد".
والمظلوم قوي ، والظلامة أو المظلومية "علة الإنتصار" لمن سار على نهج الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه.
ــ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
((يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم)).
ــ أولم يهدد الباري عز وجل الظالمين بأقسى العذاب بقوله في القرآن الكريم:
((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون))
ــ أولم يبشر اللطيف الخبير المظلومين المؤمنين بالنصر:
((وكان حقا علينا نصر المؤمنين))
المؤمن إذن ينتصر على الظالم بـ:
محاربة الهوى ، وإتباع الحق ، وأداء التكليف.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

خادم أهل البيت عليهم السلام
أبوجهاد الشيبي
شاكر محمود الخطيب الكاظمي الشيبي
١۹ربيع الثاني ۱٤۳۰هجري قمري
http://www.al-asghar.com/articles.php?bar****h_id=316

{ مَـلآڪََ !
06-20-2009, 09:07 PM
ج ـزاك الله خير..

وجعله بموازيــن اعمالك..