المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اثر الحضاره العربيه والاسلاميه على البشريه متجدد


عبد التميمي
04-25-2009, 12:23 AM
أثر الحضارة العربية والإسلامية على البشرية (متجدد) ----- مفيد جدا"..

http://i41.tinypic.com/30llc1h.jpg


سنقوم من خلال هذا الموضوع نقل آثر العرب والحضارة الإسلامية على حضارة البشرية، ونتمنى ان تعم الفائدة الجميع:


يعترف الغرب في ما يخص علم الرياضيات والفلك بأنه مدين للعرب بفضل عظيم في هذه المجالات، وكما أورد جورج سانتون المؤرخ العلمي في كتابه الضخم " مقدمة لتاريخ العلم فانه " بداية من القرن الثامن إلى نهاية القرن الحادي عشر "كانت العربية هي اللغة الحصرية للعلم والتقدم " ... فعندما وصلت البشرية إلى درجة كافية من النضج بحيث تشعر فيها بالحاجة إلى قدر أعمق من المعرفة، فإنها لم تتجه إلى المصادر الإغريقية بل إلى المصادر العربية .

وفى القرن الثاني عشر أصبحت أوربا على دراية بالإنجازات التي حققها العرب ، وعكفت على ترجمات جادة لميراثهم الثرى وقد أنشئت في برلين وأسبانيا كلية خاصة لإعداد المترجمين وهناك وكذلك في غيرها من المراكز قام الدارسين بترجمة معظم الأعمال العربية ، في الرياضيات والفلك ، وشكلت المقالات أو الدراسات العربية الأساس لدراسة الرياضيات في معظم الجامعات الأوربية .

وقد بدأ تاريخ الرياضيات عند العرب بمحمد بن موسى الخوارزمي الذي رحل في القرن التاسع شرقاً إلى الهند ليتحصل علوم ذلك العصر وقد قدم الأرقام الهندية بما فيها مفهوم الصفر إلى العالم العربي ونقل هذا النظام الرقمي بعد ذلك إلى الغرب ، وكان الغرب يعتمد مثل الأرقام العربية كما نعرفها اليوم على نظام الأعداد الرومانية المتعب بينما يمكن في النظام العشري كتابة العدد 1948 في أربعة أرقام فإننا نحتاج إلى أحد عشر رقما في النظام الروماني على النحو التالي : MDCCCXLVIII

من الواضح إذا أنه حتى لحل أبسط المسائل الحسابية فان الترقيم الروماني يحتاج إلى استنفاد وقت وجهد هائلين . وفى المقابل فإن الأرقام العربية ترجمت العمليات الحسابية المعقدة بشكل أبسط نسبياً .

ولم يكن هناك أي فرصة لأن تتحقق أوجه التقدم العلمي لدى الغرب إذا ما أستمر على الاعتماد على الأرقام الرومانية وحرموا بالتالي من بساطة ومرونة النظام العشري الرئيسية أي الصفر . وعلى الرغم من أن الأرقام العربية كانت في الأصل اختراعاً هندياً ، فان للعرب فضل تحويلها إلى نظام عملي فتسجيل الصفر العربي يعود إلى 873 م بينما أول صفر هندي يعود إلى 876 م وظلت أوربا لأربعة قرون تلت ذلك تسخر من الطريقة التي تعتمد على الصفر واعتبرته : لاشيء وبلا معنى " A meaningless nothing "

ولو لم يعطينا العرب شيئاً سوى النظام العشري لكفاهم ذلك تقديراً لإسهامهم في التقدم . والواقع أنهم أعطونا ما هو أكثر من ذلك بكثير . وبالرغم من أن الدين ينظر إليه في الغالب باعتباره معوقاً للتقدم العلمي ، فإننا يمكن أن نرى من خلال دراسة الرياضيات العربية كيف كانت العقيدة الدينية مصدر للإلهام في الاكتشافات العلمية .

فنظراً لأن القران كان دقيقاً جداً بالنسبة لتقسيم التركة بين ورثة الشخص المتوفى ، فانه كان من اللازم على العرب أن يجدوا الوسائل التي يقيسون بها الأرض قياساً دقيقاً . وعلى سبيل المثال فأنه أذا ترك أب قطعة أرض غير منسقة الشكل ومساحتها سبعة عشر إكر * (* الأكر مقياس للمساحة يساوى 4840 ياردة مربعة أو نحو أربعة آلاف متر مربع) لأبنائه الستة ، فانه نصيب كل واحد من التركة يكون على وجه الدقة هو السدس . وكان حساب مثل هذه القسمة من خلال الرياضيات التي ورثها العرب عن الإغريق غاية في التعقيد إن لم يكن مستحيل وكان البحث عن طريق أكثر دقة وأكثر شمولاً وأكثر مرونة هو الذي قاد الخوارزمي لاختراع الجبر . وعلى حد تعبير البروفيسور سارتون فان الخوارزمي احدث تأثيراً على الفكر الرياضي إلى درجة عظيمة لم يبلغها أي مؤلف أخر في العصر الوسيط ونحن ندين له بكل كلمة الجبرا algebra بالمعنى الاصطلاحي لها والمصطلح نفسه الجبر ( بلفظه العربي ) . والى جانب الرياضيات ، فقد قام الخوارزمي بعمل رائع في مجالات الفلك والجغرافيا ونظرية الموسيقى.

وتجدر الإشارة إلى نموذج آخر من نماذج الحضارة العربية وهو القفزة الهائلة في الجبر بعد قرنين من الخوارزمي ويعود الفضل في ذلك العصر إلى عمر الخيام ( 1040 - 1123 )الذي يعرف في الغرب على أنه مؤلف " الرباعيات " وهى قصيدة شعر اشتهرت بعد ترجمة ادوارد فتزجيرالد لها أما في الشرق فقد أشتهر أنه رياضي أساسا وقد تنبأ من خلال استخدامه للهندسة التحليلية بهندسة " ديكارت ". ولما كلف من قبل السلطان السلجوقي جلقشاه بإصلاح التقويم الفارسي فانه قام بإعداد تقويم يقال أنه أدق من التقويم الجريجوري الذي يستخدم في أيامنا هذه فبينما يودى استعمال الأخير إلى خطا مقداره يوم واحد كل 3300 سنة فإن تقويم عمر الخيام يؤدى إلى ذلك المقدار من الخطأ كل 5000 سنة .

وكان من الضروري بالنسبة للعرب بسبب عقيدتهم الإسلامية أن يحصلوا على معارف أكثر دقة في الفلك والجغرافيا من القدر المتاح حينئذ ، فعلى المسلم أن يؤدى عدد من الملاحظات الدينية لها تطبيقات فلكية وجغرافيا دقيقة . فانه عندما يصلى عليه أن يولى وجهة شطر مكة ، فان من الواجب عليه أن يعرف أولاً الاتجاه والمسافة المطلوبة لسفره . وكانت هذه الرحلة قبل ألف سنة مضت يمكن أن تستغرق شهوراً أو حتى سنوات ، لان ذلك الذي يشرع في الحج ممكن أن يكون من سكان أسبانيا أو صقلية أو آسيا الصغرى التي كانت كلها جزء من الإمبراطورية العربية . وفى خلال رمضان وهو شهر الصوم ، حيث يفرض على المسلمين الامتناع عن الطعام والشراب من طلوع * الشمس إلى غروبها ، فان عليه أن يعرف مقدمًا اللحظة التي يظهر فيها الفجر بالضبط ، وكذلك اللحظة التي يغرب فيها . وتحتاج كل هذه الواجبات معرفة تفصيلية للفلك والجغرافيا .

وهكذا فقد شرع العرب بحماس في دراساتهم للفلك في عصر المأمون ( 813 - 833 ) وقام المأمون ببناء مرصد خاص بالميره في سوريا، واستطاع العلماء ان ذاك بالتدرج أن يحددوا طول الدرجة وهكذا إنشاؤهم خطوط الطول والعرض .

ومن بين العرب الذين أرسوا أسس الفلك الحديث كان البطاني ( 858 - 929 ) والبيروني ( 973 - 1048 ) ولم يكتفي الغرب بأن يتبنى بترحاب القوائم الفلكية للبطاني وإنما ظل يستخدمها حتى عصر النهضة ، وكان البطاني أول من أحل الزاوية محل الوتر الإغريقي في علم المثلثات وقد ظلت أعماله تترجم وتنشر في أوربا من القرن الثاني عشر حتى منتصف القرن السادس عشر .

ويعتبر البروفسور سارتون " البيروني " واحد من أعظم العلماء في كل العصور لقد وضع الرجل تحديداً لخطوط الطول والعرض ، كما أنه هو الذي ناقش قبل ستمائة سنة من اكتشاف جاليليو إمكانية دوران الأرض حول نفسها كما أنه قام بدراسة السرعات النسبية لكل من الصوت والضوء.

ومع أن كثير من دراسة الفلك تعتمد على الرياضيات ، فان الآلات تساويها في أهميتها الحيوية ، وقد أثبت العرب أنهم الرواد البارزون في هذا المجال أيضاً ، ففي بداية العصور الوسيطة كانت القياسات تتم بالآلات ميكانيكية بحتة مثل الربعية أو السدسية أو الإسطرلاب وللتقليل من هامش الخطأ قام العرب بصناعة آلاتهم بحجم أكبر مما عرف من قبل ، وبالتالي تسنى لهم الحصول على نتائج ذات دقة عالية وكان أعظم المراصد شهره في استخدام تلك الآلات موجود في مراقا في القرن الثالث عشر حيث تعاون الفلكيون البارزون من بلاد كثيرة ولم يقتصر على المسلمين بل شارك أيضاً فيها المسيحيون اليهود وحتى الصينيون ، وكان هؤلاء الآخرون هم الذين كانوا وراء الظهور المدهش لعلم المثلثات العربي على الجانب الآخر في الصين .

ولقد تمت الإشارة إلى أن الرياضيات اكتسبت على يد العرب نوعاً جديداً من الحركة الديناميكية ، إذ إننا نجد ذلك في علم المثلثات على يد البيروني ، حيث أصبحت الأعداد عناصر وظيفية ، وفى جبر الخوارزمي حيث احتوت رموز الجبر في ذاتها على احتمالات اللانهائية ومن الأمور ذات المغزى حول هذا التطور أن يكشف عن تطابق قطري أو تلقائي بين الرياضيات والدين فالقران لا يعرض الكون على أنه خلق تام أو منته ، بل أن الله قائم على الخلق المتجدد في كل لحظة تمر على الوجود . وبعبارة أخرى فإن الخلق عملية مستمرة ، وأن العالم ليس جامداً بل يموج بالحركة . وهذه السمة الديناميكية شائعة بكثرة في الرياضيات العربية>>>>>>>>>>>>>