المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإنسان الكامل في دولة الإمام المهدي «عجل اللّه فرجه


حبيبت الزهراء
04-25-2009, 02:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

سوف تكون نسبة وجود الإنسان الكامل على نحوين، مظاهر الكمال:

هناك نظريّة تقول بأنّ النسبة سوف تكون تامّة، وهو المعبّر عنه بالمجتمع المعصوم، يمكننا أن نتحدّث عن الإنسان الكامل الكلّي في مجتمع إنساني كلّي، وهو مجتمع المهدي عجل الله فرجه.

هناك نظريّة تقول أنّ مجتمع الإمام المهدي مجتمع معصوم، وهذا يحتاج إلى بحث لست بصدد هذا الموضوع، لأنّ هذا الموضوع يحتاج إلى بسط في البحث ووقت لتفصيل المجتمع المعصوم في دولة الإمام المهدي عجل الله فرجه.

ولكن هناك نظريّة أخرى أيضاً تقول أنّ المجتمع في عصر الإمام المهدي عجل الله فرجه وإن لم يكن كلّه معصوماً، ولكن بالنسبة إلى النسبة الأغلبيّة من المجتمع سوف تكون فيه حالة العصمة، يعني أنّ أغلب المجتمع أو أنّ النسبة العامّة في مجتمع الإمام المهدي عجل الله فرجه يكون فيهم قد تحقّق عنصر الإنسان الكامل.

طبعاً يبقون مختلفين في درجات الكمال، فإن الناس وإن وصلوا إلى مرتبة الإنسان الكامل بشكل عام ـ بحسب هذه النظرية ـ وليس بالمعنى الجوهري التام الذي ينكشف انكشافاً كلّياً على جميع الأفراد، مع ذلك فإنّ هذه النسبة سوف تكون مختلفة أي ـ بتعبير المناطقة الشكليّين ـ مشكّكة، يعني ليست متواطئة، يعني ليست على مستوىً واحد وإنّما على مستويات مختلفة، يعني أنّ مستويات الناس وإن وصلوا إلى مرتبة الإنسان الكامل إلا أنها يمكن تشبيهها بتفاوت درجات الأنبياء، فعندنا 124 ألف نبي وكل نبي عنده وصي أو أكثر من وصي، مع هذا فهم مختلفون في مراتب الكمال فيما بينهم فكذلك في مجتمع الإمام المهدي عليه السلام سوف يكون الإنسان الكامل مختلفاً من حيث رتبة الكمال فيما بينه وبين غيره من الأفراد..هذا الشيء الأوّل.

مظاهر الكمال:

التكامل يشمل التكامل العضوي والتكامل الروحي، فكما هناك تكامل روحي هناك تكامل عضوي.

هذه النظريّة تحتاج إلى تفصيل، بحث طويل حول أن تكون العلاقة العضويّة والروحيّة متكافئة أو تكون بينهما حالة تبادل في الكمال، يعني أثر الجانب الروحي على الجانب العضوي، وكيف يمكن الإنسان إذا ترقّى روحيّاً يمكنه أن يؤثّر حتّى على قوته ـ بنوع ما من التأثير ـ على جسمه، هذا الكمال الجسمي، بحيث قواه أيضاً تملك نوعاً من أنواع الكمال.

هذا الموضوع جدّاً مهم، فإن هذا الموضوع حاليّاً يطرح على عدّة مستويات سواء على مستوى الفلسفات الشرقيّة، التي هي معروفة بالبوذيّة وغير البوذيّة، أو الفلسفات الجديدة في الغرب وهي الفلسفات الروحيّة، هذا الموضوع مهم، وهو الذي يعبّر عنه الباراسايكولوجي ويتحدّثون عن أثر القوى الخفيّة التي توجد في واقع الإنسان على الجانب العضوي في الإنسان، ليس فقط السكيلوجي وإنّما الجانب العضوي في الإنسان.

هناك أثر حقيقي موجود في الواقع، هذا الأثر كيف يوجد وكيف يمكننا أن نتوصّل إليه، فهذا يحتاج إلى حديث مختصّ به.

ولكن هناك عندما نقرأ الروايات عن إنسان دولة صاحب الأمر عجل الله فرجه نجد هذا الإنسان يملك من القوى العضويّة مالا يملكه الإنسان الآخر..أعطيك مثالاً: العاهات والأمراض والعلل التي تصيب الإنسان، عندنا في رواياتنا عن أهل البيت عليهم السلام، وهذه الروايات موجودة أيضاً في كتب العامّة من اخواننا السنّة كما هي موجودة في كتب الشيعة، هذه الروايات لم نختص بروايتها وإنّما موجودة في كتب جميع المسلمين، تقول هذه الروايات أنّ الإنسان ـ إنسان دولة الإمام المهدي عجل الله فرجه ـ يبرأ من العاهة، ويبرأ من الضعف البدني، ويبرأ هذا الإنسان من الأمراض والعلل.

كيف يمكن لهذا الإنسان أن يبرأ من هذه العاهات وهذه النواقص البدنيّة في جسمه؟! هذا يوجد له عدّة تفاسير.

ربّما الإنسان يفسّره على أساس غيبي، فيقول أنّ هناك أمراً إعجازياً أو أمراً ربّانياً، شاء الله تبارك وتعالى ـ المشيئة وهي الإرادة التكوينيّة فيه ـ أن يكون هذا الإنسان المعاصر للمهدي عجل الله فرجه بهذا المستوى من القدرة والقوّة البدنية، هذا هو التفسير الأول.

لكن هذا التفسير لا نهضمه، لسبب هو أن الله تعالى أجرى قانون الطبيعة في حياة الإنسان في زمان النبي صلى الله عليه وآله وقبله وبعده، ولم تذكر الروايات أنّ هذه الحالات التي سوف يتوصّل إليها الإنسان في دولة الإمام بسبب أمر غيبـي.

مثلاً: من جملة تلك الروايات ما روي عن الإمام الباقر عليه السلام: «من أدرك قائم أهل بيتي من ذي عاهة برئ ومن ذي ضعف قوي»1 تلاحظ الرواية تتحدّث أنّ من له عاهة جسميّة قبل دولة صاحب الأمر فإنها في دولة صاحب الأمر تبرأ بشكل غير إعجازي، بشكل تكويني، شكل طبيعي، شكل تجريبي داخل تحت التجربة وداخل ضمن قوانين الطبيعة، وكذلك في الضعف. هذه رواية من الروايات.

الرواية الأخرى عن الإمام الصادق عليه السلام عن أبيه عن علي بن الحسين عليه السلام أنّه قال: «إذا قام القائم أذهب الله عن كل مؤمن العاهة وردّ إليه قوّته2وهذه بقوّة الرواية السابقة.

تلاحظ هذه روايات زوال الضعف وزوال العاهات والبرء من العلل والبرء من الأمراض قد يقال بالوضع التجريبي أنّ المجتمع المهدوي يصل بالتطوّر العلمي في شتّى وسائل، أو في شتّى مجالات العلوم يصل المجتمع المهدوي إلى مستوىً كبير من التطوّر والتقدّم التكنلوجي وغير التكنلوجي بحيث تزول تلك العلل.

ولتوضيح هذه الفكرة نقول: الآن لو أنّ مجتمعنا يعيش في هذا القرن بدايات القرن الواحد والعشرين لو قسناه إلى مجتمع قبل سبع قرون نلاحظ نسبة العاهات ونسبة الأمراض ونسبة العلل والظواهر اللاّصحيّة التي كانت موجودة في تلك المجتمعات بنسبة كبيرة جدّاً وظاهرة للعيان، ولذلك الأوبئة كانت تنتشر بشكل سريع وكل سنة يتخوّف الناس في مواسم ـ خصوصاً مواسم الحر ـ من ظهور الأوبئة والأمراض مثل الكوليرا أو ما إلى ذلك، أمّا الآن فبالتطوّر العلمي خفت هذه الظواهر اللاّصحيّة بسبب التقدّم، وإن كان الإنسان توصّل لاكتشاف خريطة الجسم ـ فرضاً ـ التي يكتشف منها الأمراض المستقبليّة في الإنسان أو اكتشف أكثر هذه الخريطة للجسم استطاع أن يكتشف تلك الأمراض والأوبئة.

وهكذا في زمان الإمام سوف يتطوّر الإنسان وتظهر، كما عندنا إحدى الروايات 3أنّ الإمام المهدي إذا جاء نشر العلم، وكل علم ولا يختص فقط في علم الدين، وإنّما كل العلوم سوف تنتشر وتكون في أعلى مستوى في دولة صاحب الأمر عجل الله فرجه، ولذلك سوف تختبئ هذه الأوبئة، يعني بشكل طبيعي بدون حاجة إلى الإعجاز.

وهذا يؤيّده مجموعة من الروايات:

من جملة تلك الروايات التي تحدّثت عن قوى الإنسان الكامل في دولة صاحب الأمر عجل الله فرجه ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام في صفة أصحاب القائم، ويقصد أصحاب القائم المجتمع الكامل الذي يحققه الإمام المهدي عجل الله فرجه، يقول الإمام الصادق عليه السلام: «وإنّ الرجل منهم ليعطى قوّة أربعين رجلاً وأنّ قلبه لأشد من زبر الحديد ولو مروّا بجبال الحديد لقلعوها»4.

هذه القوّة التي تعطى للجسم، قد الآن أنا وأنت بما نملك من وسائل تجريبيّة ما استطعنا أن نوفّر هذا المستوى من الطموح في رقيّ الإنسان وتكامل الإنسان، ولكن لو نلاحظ أنّ الإنسان يمكنه أن يقوى ونجد الأسباب في قوّته الجسميّة ونجد الأسباب في ضمور عضلاته، إذا افترضنا أن المقصود من هذه القوّة هو فقط القوّة الجسميّة، علماً أنه يوجد احتمال آخر، هو أن تكون له وسائل قدرة كالرشاشات ـ فرضاً ـ بل أكثر وأرقى وأقوى من هذه القوى بالنسبة للإنسان.

هذه الروايات التي تحدّثت عن هذا الإنسان في زمان الإمام المهدي عجل الله فرجه تحدّثت عن الإنسان الذي سوف يتغيّر روحياً وسوف يتغير جسميّاً، هذا التغيّر الروحي والتغيّر الجسمي نحو الكمال، الكمال المنشود الذي يتناسب مع طموح الشريعة وطموح الأنبياء والأئمة عليهم السلام في تكميل الإنسان في أرقى المستويات



-1 الخرائج والجرائح للراوندي: 2/ 839، بحار الأنوار: 52/ 335 الحديث 68.

-2كتاب الغيبة للنعماني: 317 الحديث 2 من الباب 21.

-3الخرائج والجرائح للراوندي ج2 ص841 ح 59.

4-إكمال الدين وإتمام النعمة: 673 الحديث 26 من الباب 58.



أضواء على دولة الإمام المهدي

~.. سَكــ الْلَّيْل ــوَن..~
04-25-2009, 10:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و أهلك أعدائهم
طرح راااااااااااااااااااااااااااااائع
ننتظر جديدك

متيمة ابو الحسنين ع
04-26-2009, 12:17 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم

سلمت يمناك اخي العزيز وبارك الله فيك وجعلها الله في ميزان اعمالك بحق محمد والة الاطهار ومن انصار الامام روحي دفداه بحق محمد والة الاطهار

تحياتي لكم اختكم و خادمتكم في الله واهل البيت ع متيمة ابو الحسنين ع

ثآر الله
04-26-2009, 09:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اشكر لكم الطرح الجميل والموضوع المفيد
اتمنى لكم كل النجاح والموفقية ببركة الصلاة على محمد وال محمد