المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزواج في الإسلام


ابو باقر
04-29-2009, 08:43 PM
الزواج في الإسلاملما كان مبدأ الإسلام عمارة الأرض وإبلاغ النوع الإنساني كماله من الوجهتين المادية والمعنوية جاء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حاثاً على الزواج مشجعاً عليه ، بل عدّت فيه الرهبة من الأمور المحضورة فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): (( لا رهبانية في الإسلام )) وقال: (( تناكحوا وتناسلوا فإني مباهٍ بكم الأُمم )) وقد أجمعت على ان الزواج من العقود الشرعية المسنونة ، ومن قصد نكاح امرأة حلّ له ان ينظر الى وجهها وكفيها .الزواج عند المسيحويتم بإيجاب وقبول بين الزوج والزوجة ولا بد من ان تعقده الكنيسة ، لكنه على أي حال يعتبر عندهم أدنى درجة من درجة العزوبة ، فقد جاء في قوانين الكاثوليكيين: انه يعتبر محروماً كل من قال ان حالة الزواج أفضل من حالة العزوبة ، ومحروماً من قال أن الإنسان يكون أسعد حالاً إذا كان متزوجاً مما إذا كان أعزباً. حكموا عليه هذا الحكم باعتبار انه من الشهوات البهيمية الجسدية ، والإنسان الكامل لديهم يجب ان لا يفكر في الاشياء البدنية ، بل ينقطع الى عبادة الخالق ليتصل بعالم الكمال الأقدس ، ومع ذلك سمحت به الكنيسة المسيحية للضرورة ليس إلا . الزواج عند اليونانيينيُؤثر على اليونانيين القدماء أنهم كانوا لا يسمحون بتعدد الزوجات بل يجيزون زوجة واحدة يبيحون لأنفسهم القسوة بالأحرار والأسرى ، وكان للزواج غرضان: أحدهما ديني والأخر مدني ، ويطلب لأجل إيجاد النسل ، وقد سمحت شرائعهم بأن يتزاوج الأهل والأقربون والأخوة ، كل ذلك لحفظ الدم نقياً من الشوائب كما يدّعون وكان عندهم ، آلهة للزواج تسمى ((زوس ، وهيرا ، وابوللون )) وغيرهم ، وكان يُؤخذ العهد على الزوجين ، ثم يعمل قربان عظيم يوم الزواج تعقبه وليمة تحضرها العروسة محجبة ، (وأحب أن أشير الى نقطة مهمة والفـت نظر الأخوات المسلمات الى ان مسألة الحجاب ليست مسالة مستحدثة في الشريعة الإسلامية المقدسة بل شيء أساسي منذ قيام الشريعة فالجدير بهن ان يحافظن على حجابهن حتى يحضين برضا الله سبحانه ويحافظن على العفة والأخلاق في المجتمع) ثم يتلوا ذلك احتفال زفاف العروس الى بيت زوجها فتركب بمركبة تجرها الجياد وحولها الموسيقى ومن يتلوا الأناشيد .التأهيل في القرآن الكريمالزواج رباط مقدس , وعقد لشركة , رأس مالها التوادّ والتعاطف , وعهد بين شريكين فيه هدوء وسكن[1] , وفيه تأسيس وبناء أسرة وحفظ جنس . لذلك دعا الإسلام اليه , ورغّب فيه , وحثّ عليه , ونهى على الرهبنة , وحرّم الزنا وشرّع له الرجم أو الجَلد حداً أو عقاباً (( قال تعالى في وصف الرسل ومدحهم وبيان نِعم االله تعالى عليهم]وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِن ْقَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّة ...ً[ فذكر ذلك في معرض الامتنان وإظهار الفضل[2] ، ومدح أولياءه بذلك ومدحهم على التوجه الى الله تعالى بالدعاء للتفضل عليهم بالأزواج والذريـة[3] ]وَالَّذِين َيَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِن ْأَزْواجِنا وَ ذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُن ...ٍ[ وقال تعالى: ]وَأَنْكِحُوا الأَْيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِن ْعِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِن ْيَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن ْفَضْلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ # َ لْيَسْتَعْفِفِ الَّذِين َلا يَجِدُون َنِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن ْفَضْلِهِ...[ هذا أمر بالزواج للقادرين عليه , أما الذين لا يجدون ما يتزوجون فعليهم أن يلوذوا بأثواب العفاف وطهارة النفس حتى يمنّ الله عليهم ويرزقهم , وخير ما يعينهم ويصبّرهم على ذلك (الصيام) قال(صلى الله عليه وآله وسلم): { من أستطاع منكم الباءة فليتزوج , فأنه أغض للبصر وأحصن للفرج . ومن لم يستطع فليصم , فأن الصوم , فأن الصوم له رحاة ) . ويعتبر علاجاً ربانياً كافياً للفوران الجنسي . وكبح الغريزة الجنسية . وأن القرآن لم ينسَ الذين يعانون من الكبت والحرمان الجنسي فجعل لهم في الآخرة نساء من طراز آخر (الحور العين ) جزاء صبرهم الدنيوي في الميدان (النسائي) وثمن إنتصارهم على عاطفتهم وتحويل غريزتهم الى عاطفة شريفة فاضلة بنّاءة تعمل وتنتج في المجالين الديني والدنيوي . قال تعالى في الكتاب المجيد ] كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ[ الدخان/آية 54. ]وَحُورٌ عِينٌ# كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ [ الواقعة/آية 22- 23 . والقرآن يقول ] يا أَيُّهَا الَّذِين َآمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ ...[ ومن الطيبات التمتع بالنساء وقد حدثت في عهد الرسول(صلـى الله عليه وآلـه وسلم) أمـور من قبـل الصحابة منها اعتزال النساء والتخلي للعبادة وكان في ظنهـم أن ترك النسـاء أمـر محبب لله . الأمر الذي رفضه الرسول(صلى الله عليه وآلـه وسلم) وغضب من أجله فقام من أجله خطيباً في الصحابة وقال (( ما بال أقـوام حرّموا النساء , والطعام , والنوم إني أنام وأقوم وأفطر وأصـوم وأنكـح النسـاء , فمن رغب عن سنّتي فليس مني )) فمن هنا يتبين ان للزواج امراً مهماً , أكدت عليـه الكثير من الايات والروايات في الشريعة السمحاء . من أجل حفظ النوع وكرامتـه قال تعالى: ((وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ )) اذن فالغاية من الزواج بناء مجتمع سعيد قوي , والمجتمع السعيد القوي يقوم على النسل في الدرجة الاولى أو على النسل الصحيح , فيجب علينا ان ننظر الى قوانين الزواج والطلاق من ناحية النسل في المقام الاول . حب ومودّةالزواج في نظر القرآن ليس وسيلة لحفظ النوع الإنساني فحسب بل هو فوق ذلك , وسيلة للاطمئنان النفسي , والهدوء القلبي والسكن الوجداني] وَمِن ْآياتِهِ أَن ْخَلَقَ لَكُمْ مِن ْأَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ... [ والقرآن بهذا النص يضع أُسس الحياة العاطفية الهانئة الهادئة فالزوجة ملاذ للزوج يأوي اليه بعـد جهاده اليومي في سبيل تحصيل لقمة العيـش , ويركـن الى مؤنسته بعد كره وجحيدة وسعيه ودأبه…. يلقي في النهاية متاعبه الى هذا الملاذ الى زوجتهِ التي ينبغي تتلقاهُ فرحة مرحة طليقة الوجه ضاحكة الأسارير ويجد منها أُذناً صاغية وقلباً حانياً وحديثاً رقيقا حلواً يخفّف عنه… ويُذهب ما به . والزوجة سكن لزوجها يسكن اليها ليروي ظمأه الجنسي في ظلال من الحب والمودّة والطهارة , فيسكن القلب عن الحرام وتسكن الجوارح عن الترّدي حمأة الرذيلة والإنزلاق في مهاوي الخطيئة . ولكي يتحقق في نطاق الأسرة وذلك السكن القلبي وهذا الهدوء الروحي , نجد الإسلام أحاط الأسرة بسياج تربوي ففرض تلك الحدود والحقوق حتى يجد المجال اليسير لكل منهما ( أي الزوج والزوجة ) حـتى لا يتعدّى واجباته ولا يتجاوز اختصاصه عن أعاصير الخلاف وتيارات النزاع وأنواء الشقاق وفي اطار ذلك قال(صلى الله عليه وآله وسلم): (( أي امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة )) . والإسلام يكـّرم الزوج بشكل ليس لهُ نظير قال(صلى الله عليه وآله وسلم): (( لو كنت آمراً أحداًً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها )) لأن الإسلام يوكل رئاسة الأسرة , والقوامة على شؤونها , وتدبير أمورها للرجل . فهو قوي على حل المشكلات وأصلب عوداً ونضوجاً , اما المرأة فحكم طبيعتها تغلب عليها العاطفة وتنتابها حالات من الضعف البدني والنفسي يسقط عنها الى حين بعض العبادات . ولقد قرر الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) أن المرأة الصالحة خير متاع في الدنيا عندما قال (( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة )) وجعلها خير مكسب بعد رضا الله وتقواه ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيراً له من زوجة صالحة: (( أن أمَرَها طاعتـّه , وأن نظر اليها سرَّته , وأن أقسم عليها أبرّته , وأن غاب عنها حفظته في نفسها وماله )) قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:] ...فَالصَّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللَّهُ... [.الزوجة المثالية في القرآن الكريمنريد أن نتحدث عن وصف القرآن للزوجة المثالية… وقد وصف القرآن الزوجات المثاليات بنوعين من الوصف: نوع نفساني معنـوي ديني أخلاقي . ونوع حسـي مادي . أما النوع الأول: فهو مجموعة من الصفات تتصاعد وتتسامى الى أن تبلغ الغاية , فالصفة الأولى لابد أن تكـون الزوجة المثالية مسلمة , وإذا كانت مسلمة لابد أن تكون مؤمنة , والإيمان أذن صفة ثانية للزوجة المثاليـة أما الصفة الثالثة هي أن تكون قانتة . أي مطيعة لله وإذا تأملنا هذه الصفات فأننا نجدها تتسامى باستمرار في خضوع لله أولاً , وتصديق بهِ وبرسولهِ , وطاعة لله , وقد يكون كل ذلك موجـوداً , ويخِطئ الإنسان فيتغافل عن التوبة فلابد مع كل ذلك من صفة هي: الرجوع الى الله بالندم والاستغفار إذا ما هفا الإنسان أو أخطأ . وأن تكون عابدة أي متذللة لله بطاعتها , والعبادات في الدين منها ((الواجب)) و((الفرض)) ومنها الفضل و((الإحسان)) ومن أقتصر على الواجب فهو حسن . وأفضل منه: من تعـدىَ ذلك الى الفضـل والإحسـان .اما الصفة الأخيرة التي بلغت الذروة من هذه الصفات النفسية: فهي أن تكـون سائمة: أي متجهة لله بكل كيانها , أنها سائحة اليه… أنها فارَة اليه.. (( فَفرَوا الى الله)) فالمرأة التي تكون صفتها هكذا فهل ترى أنها تعمل عملاً يغضب ربها جل وعلا ؟ كلا وألف كلا ان المرأة التي تصل الى هذا الأيمان والدرجة الكمالية الأخلاقية فهي بالأجدر أن تكون مدرسة إسلامية ربانية تقصدها كـل الأخوات المسلمات حتى يصبحن على مستوى أخلاقي قرآني كريم . فتكون أمثولـة يهتدي اليها من ضلَ في واقع الحياة . فهي لا تفشي سراً ولا تسيء الى زوج وسوف لا تعميها الغيرة عن فعل فيه مرضاة الله ورسوله . أما النوع الثاني: الصفات الحسية المادية , فقد كانت من العموم بحيث دخل فيها جميع النساء , أنها شملت الكل .فأن القرآن الكريم لم يتحدث عن جمال فاتن ولاعن ثراء عريق ولا عن أرستقراطية عريقة . وذلك أن كل هذه الصفات لا يمكن ان تكون مقياساً صحيحاً لأختيـار الزوجة , فقد تكون – إذا لم يرافقها التدين العميق شراً أي شر !! أود أن أشير الى نقطة يجب الالتفات اليها وهي أن القرآن لم يمنع من الزواج بالجميلة أو الثرية أو ذات الحسب والنسب , كلا , وإنما جعل الأساس الجوهري هو الدين فإذا كانت المرأة صاحبة دين فيعد ذلك , فأن لكل رجل مشربه وذوقه الخاص .كلمة حق(( نظرات من واقع الحياة ))الإسلام دين واقعي يساير التطور , ويتفاعل مع التقدم ويتجاوب مع النهضات ولا يقف جامداً أزاء الصعود الهادف والتطور السامي ومجتمعنا الإسلامي اليوم فهو عرضة للمد والجزر تتقاذفه أعاصير الجمود الى الخلف تارة… وتدفعه من التقدم الى الأمام تارات , وهو بين هذه وتلك حائر مضطرب غير مستقر وأصبح القابض على دينه كالقابض على الجمرة فخطوات الإصلاح وئيدة … وصـوت الأخلاق عالي المثل هامس مبحوح !! وتيار الإباحية جارف عـازم . وشبابنـا الإسلامي أزاء هذه التيارات والأعاصير قلق حائر بين دينه ودنياه , إلهه وهـواه . أمام ناظرية نساء كاسيات عاريات مائلات جميلات في سورة الجسد ونضرة الصبا وعزّ الشباب أن بقية من خلق تمسكه وتعصمـه.. وآثاره من دين وتقاليد تروّعه وتمنعه من الانهيار… ماذا يفعل ؟ أيقاطع مجتمعه وينعزل عنه ويعيش في وادٍ ومجتمعه في آخر ؟ …أيجعل الحجب على بصره وبصيرته حتى لا يرى ما حرَّمته الشريعة السمحة والإنسانية السامية من مظاهر العري وظواهـر الإباحية ؟ ناسياً الحكم الإلهي (( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكـر)) أن الدين حكيم لم يتركه هملاً… ولم يسلّمه لحيرته… الدين تقدمي فهو صالح لكل مكان وزمان . والشريعة سمحة ولن يشادَ أحداً إّلا غلبـَه . ونحن نرى فعلاً وواقعاً القابض على دينه كالقابض على الجمر فنرى الصائم والمستقيم تميل نفساهما الى الوضع السالف ذكرهُ بدافع من الطبيعة البشريـة . ولكنه يجاهد ويغالب… حتى يصمد ويثبت ويمتنع والشارع المقـدس لا يؤاخذ هذا الصائم بهذا الميل , بل يثيبه نظير ذلك الصمود وإزاء هذا الامتناع ان الله سبحانه وتعالى كتب الحسنات والسيئات , ثم بينّ ذلك فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالى عنده حسنة كاملة وان همَّ بها فعملها كتبها الله سبحانه عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى أضعاف كثيرة . ومن همَّ سيئة فلم يعملها كتبها الله سبحانه عنده حسنة كاملة وان همَّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة , قال في محكم كتابة الكريم ] إِن ْتَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْن َعَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ...[وقال تعالى: ] الَّذِين َيَجْتَنِبُون َكَبائِرَ الإِْثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ...[وقف الإسلام وقفة وقائية حاسمة من غضَّ البصر لا لذاتها بل لما يترتب عليه . وهذه إذا تكررت وتمكنت فأهاجت الأحاسيس ودفعت الدم حاراً جارفاً في الأوردة والعروق فقدَ الناظر سيطرته على شهوته وحفظ فرجـه.. فهنا يكمن الخطر كل الخطر والإسلام بنظريته الوهّاجة يحول بين المرء والأخطار لذلك جعل هذه النظرة التي تُسلم الى الزنا نظرة مسمومة . قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عنها: (( النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ، فمن تركها خوفاً من الله تعالى أعطاه إيماناً يجد حلاوته في قلبه )) . ويقول الله سبحانه وتعالى ناهياً عنها ] قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِن ْأَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ [ ((من أبصارهم)) ولخبراء الألفاظ والتعابير وقفة إزاء ((من)) هذه ، إذ غض البصر كله مستحيل ، لذلك كان من بلاغة القرآن وواقعيته ان عبرّ بـ(من) ولم يقتصر التحذير فيها على الرجل فقط ، بل والمرأة أيضاً حرّم الله عنها ان تنظر نظرة جائعة الى الشاب حتى لو كان أعمى . وهنالك علاج وقائي وضعه سيد العرب والعجم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وقد وضعه لكل متزوج قال: (( من نظر الى امرأة في الطريق فتاقت نفسه اليها ، فليذهب الى زوجته فإن عند هذه مثل ما عنده هذهِ )) . أزمة الزواج في العصر الحاضرأن موضوع الزواج في هذا العصر يعتبر لدى البارعين هو موضوع خطير مهم له أثره البالغ في حياة الإنسان الكريمة فان المقاييس في القرآن الكريم وفي السنة الكريمة مقاييس لها نظامها وكرامتها الخاصة ولكنها من البديهي لا تتناسب مع العادات والتقاليد العشائرية والتي أُستحدث نظامها من أساس الجهل والتخلّف والنظرة الضعيفة لأُسس الإنسان اليوم فالقرآن والسنة لم يشرّعا قانوناً إلا وحَسَبَ له ألف حِساب . وأنظمة القرآن والسنة لا يوجد أمامها عقبات وبالتالي يكون نجاحها لابد منه ، وأن العقبات تكمن في النظام العشائري ذو الأسس المنهارة ذات التفريعات التي لم تراعِ القرآن والسنة الكريمة . فأننا ومن منطلق خالص لوجه الله سبحانه وتعالى نلقي اللوم على عاتق أصحاب السفينة من واجهات دينية وزعامات عشائرية لأن لهؤلاء الكلمة المسموعة في أوساط عشائرهم فلهم ان يَضعوا نظامـاً لموضوع الزواج مستمداً أُسسه من القرآن والسنة الكريمة حتى يستطيع الشباب أن يحصلوا على زوجات لهم ، بدون عقبات تكسر وتقصم ظهورهم . التي ذاقت مرارة الكد والتعب من أجل الحصول على مهر مرتفع غال ٍ . فإذا لم يلتفتوا الى هذا الموضوع في هذا الوقت فأي وقت يفيقوا من إدمان النوم الذي أباد ذاكرتهم ألم ينتبهوا إلى الكثير من البيوت قد غصت بكثرة الفتيات البكر . ألم ينظروا الى جموع الشباب العزاب باتت تهدد كيان الكثير بل حتى المحصنات . فأن بقاء الشباب عزاباً وبقاء الفتيات بدون زواج فهو الدمار والعار الذي لم يغسل. ( ألا أمةٌ تحيي فتحيى بلادها فتحفظ أوطاناً وتغسل عاراً) ان الزواج أُصيب بأزمات في هذا الوقت ترجع لعدة اسباب منها:(1) سلطة العادات والتقاليد العشائرية القديمة التي لم تـراع ِ الأحكام الشرعية , وهذه العادات تحتوي على طلبات ضخمة كالمهر الغالي والاحتفالات التي تكلّف مبالغ باهضة ولهذا امتنع الكثير من الزواج .(2) ومن أسباب أزمة الزواج مطامع الكثير من الرجال في الزواج من العوائل الثرية , وهذا لا يحصل إلا أن يحصل الرجل على مركزاً مساوياً في الهيئة الاجتماعية فيظل يتربص ذلك فيبلغ الخمسين من العمر وربما مات على هذه الحـال .(3) سوء الحالـة الاقتصادية عند الكثير من الناس وصعوبة المعيشة الزوجية وهذه الحالة ترجع الى الحالة الاولى من سلطة العادات والتقاليد القديمة فإذا كان الإنسان ضعيفاً مادياً ثم أقبل على الزواج فأول ما يصطدم عقبة غلاء المهور ثم من وسائل الحياة الضرورية من سكن وطعام وشراب وملبس وغيرها فيرفض الزواج .هذه الأمور الثلاثة قد وجهّت ضربة قاسية لكل أوجه الزواج وهذه الضربة في أوربا أشد منها عندنا . فماذا ينتظر الأوربي , ينتظر بأن يطلبوا منه خمسين جنيه أو أكثر بقليل ولكن اليوم في بلداننا عندما يقبل الشاب على الخطوبة ينتظر ضربة تقصم ظهره تكاد تجعله يرفض وهو ليس مبال ٍ في الأمر لأن الذي يحصل على قوت يومه بشكل متوسط أو اقل منه كيف يحصل على مبلغ المهر وتجهيزات الزواج وما بعده من معيشة عائلية , وهذه المطامع التي عند الرجل من البحث عن زوجة ثرية والتي تكون عند أهل الفتيات فهم يبحثون عن صهر ثري , اندمجت حتى أصبح الكل لا ينظرون إلا من الوجهة المالية دون سواها , فأثـّر هذا على الأخلاق والعادات والآداب فالمرأة ما دام لا يُسئل عنها ألا من الوجهة المالية ما دامت غنية يسهل عليها ان لا تدّخر وسعاً في الظهور بكـل مظهر تودّه ولو أثـّر ذلك على سمعتها وسمعة بيتها.نأمل من الأخوة الكتـّاب والباحثين الاجتماعيين أن يتصدّوا بقدر أكبر وأوسع لهذا الخطر المحدق بالمجتمعات الإسلامية ويشرحوا آثاره بكل دقة ويبيّنوا وجوه الفساد الحاصل منه.قبل ان اختم هذا الموضوع أود أن أكتب كلمات عن حقيقة السعادة المنتظرة من الزواج وعن ضلالة أصحاب المطامع والنفوس الضعيفة عن وجه تلك السعادة .الزواج حاجة من حاجات الإنسان وهو ككل حاجاته لا يؤدي وظيفته على كمالها ولا ينتج كل السعادة المرجوة منه إلا إذا وافق الناموس الطبيعي والأدبي معاً. إن الحاجة الحقيقية للإنسان من الزواج أن يجد إنسانة تشاركه الحياة رخاءها وشدتها لذاتها وآلامها تحنو عليه حنواً نابعاً من وحدة المصلحة واشتراك الوجهة وترى انهما اتـّحدا جسداً وروحاً فصارا إنساناً واحداً كل منهما يكمّل نقص صاحبه . هذه هي الحاجة التي تدعي كل إنسان الى الزواج لا بأس بأن يضع البعض شروطاً طبيعية في بساطة التنفيذ فعلى الرجل أن يبحث عن شابة صاحبة دين أولاً ثم أخلاق وله الحق بعد ذلك ان يختارها جميلة مؤدبة أصيلة ومتعلّمة .وبخصوص الغنى والثروة , فلوا تصورنا زواجاً حصل بين اثنين الرجل فقير والمرأة ثرية فعندما يدخل الرجل الى بيته يرى أشياء ليست من ثمرة كده . ويرى ان افراد عائلته في غنى عنه . فوجوده وعدمه سيان عندهم هذا الشعور سوف يفقده من لذة الزوجية والأبوة . فيكون هذا الزواج من وجهة فاقداً لكرامة الرجولة في نظرة المرأة فلا تنظر الى زوجها باعتبار انه عائلها وحامي لها بل العكس تراه واحداً ممن تعولهم من المال الذي تملكه وإذا كانت منحطة الهمة ساقطة الأخلاق منت عليه بمالها وبينت له انها في غنى عنه فتكون اللقمة معها مشوبة بالاكدار وبالمنغصات . هذا هو الواقع ولكن بعض الناس أصبحوا بما خالط نفوسهم من ذلة المطامع لا يبالون بكل هذه الشوائب فإنهم لا يعرفون للحياة لذة إلا ملئ البطون وإشباع الشهوة ولو مع الذل والمهانة . فعلى اللذين لم تفسد نفوسهم المطامع ان يطلبوا ويتجهوا عن الزوجات الكاملة ديناً وخُلقاً وخَلقاً ، وان يكونوا أحرار في دنياهم ويمدوا بحبل المودة والوصل الى الاخوة الذين وقعوا في هذا الفخ الشيطاني الدنيوي لإنقاذهم وإعادة الكرامة المفقودة واللذة الضائعة عسى ان يعودوا الى جادة الصواب بعون الله الهادي الى سواء السبيـل . وحدة الزوجة وتعدد الزوجاتوحدة الزوجة هل هو الأصل وهو أول ما حدث في العالم الإنساني ثم تلاوة تعـدد الزوجات والقول بوحدة الزوجة هو الأصل يرجع الى اسباب معيشية واجتماعية تدعوا اليه . فالأمم التي تعيش في الغابات فهي مصدر معيشي لها(كالقبائل المنتشرة في البرازيل من أميركا الجنوبية) تجبرها هذه الحالة المعيشية على الاكتفاء بزوجة واحدة وهنالك الكثير من القبائل من سماح شرائعهم بتعدد الزوجات ولكن الحالة المعيشية هي التي تتحكم في جريان الأمور ومثال هذا أيضاً قبائل الفيـداة في الهند . من الاسباب التي حددت وحدة الزوجة: ارتقاء فكرة الملكية عند المتوحشين (( أي الذين يخطفون النساء قهراً )) وانتظام أمر الأخذ والعطاء بينهم حيث قلّت حوادث خطف النساء عندما عدت القبائل عدتها لهذا الأمر حتى كان من يحاول خطف امـرأة مصيره التعذيب أو الأسر , فالضعف المادي وخطورة هؤلاء المتوحشين كان رجل القبيلة لا يحصلون على نسائهم إلا بالكد والتعب فتراهم يتخرّبون مع كل من يدافع عن امرأته ونشأ من ذلك اعترافهم بصيانة المرأة وهذا السبب قد قلل من حوادث الطلاق والرجل متى علم انه لا يستطيع ان يأخذ امرأة ثانية كبر عليه أمر الطلاق . ثم ان الوحدة سادت في البلاد التي تساوى فيها عدد الرجال والنساء سـواء بغلبة الحروب أو بغيرها من الاسباب وفي هذه الحالة أمام تعدد الزوجات حائل طبيعي شديد ، ففي مثل هذه الحالة لا يمكن ان يحتضي الرجل ببضع نساء إلا إذا أوجـب العزوبة على الآخرين هذه الحالة تدعو هؤلاء الرجال لكراهة تعدد الزوجات كراهة تامة فيتكون رأي عام مضاد للتعدد فيبطل من نفسه . وقد روى العلامّة (( لاو )) ان هذه الحالة حدثت في قبائل الدياكس من جزيرة (( بورينو )) بالاوقيانوسية فبعد ان كانت معددة للزوجات رجعت الى توحيد الزوجة ، حتى انه كان الرئيس منها إذا عدد زوجاته فقد مكانته في أفئدة قومه ومن فوائد وحدة الزوجة انها متى تساوى عدد الرجال والنساء وحفظه من تعدد الزوجات فانه في حالة تساوي الجنسين لا يستطيع احد من الناس ان يكون له عدة نساء إلا بإيجاب العزوبة على عدد من الرجال فيكون واعياً لقلة النسل ، لأننا لو أخذنا عدد النساء في المجتمع مقياساً لعدد المواليد لرأينا ان أولئك النسوة يلدن أكثر حتى كانت كل واحدة منهن رجل ، ويقل نسلهن حتى كانت كل طائفة منهن لرجل واحد . وتعدد الزوجات موجود في كل قارات العالم ولدى جميع الأجناس البشرية وتوحد أمم كثيرة تحتـرم مبـدأ تعـدد الزوجات ولكن يندر منهم المعدد لفقرهم الواقع كما هو البوشيمـان في أفـريقيـا وغيرهم . تعدد الزوجات في الإسلاموهو من المسائل التي لا يزال يطعن بها علينا الأوربيون ومجادلة الملِلِ المناظـرة لنـا . نقول ان الإسلام ظهر في أمة كانت معددة للأزواج وكان للكثير أكثر من امرأة لهم جميعهن أولاد ، وكانت هذه العادة متأصلة فيهم وفي جميع الشرقيين إلى حد أنهـا امتزجت بطبائعهم ، وكان عدد النساء من العرب يفوق عدد الرجال ظاهراً ، كما هو الحال لدى المجتمع الالماني والإيطالي من دوام الحروب والغارات فلو صدم الإسلام هذه العادة صدمة فجائية لأحدثت نفوراً في النفوس ومعارضة لا يتفق مع الغرض الذي شُرع من اجله وهو ان يكون ديناً علمياً لا شكلياً خياليـاً . فكانت الحكمة تقضي بإباحة التعدد مع تضيق دائرته بالنصوص المزهدة فيه الى ان تدخل الامة في دور تعبّر في التعدد مناقضاً لعاداتها ومألوفاتها وغير مناسب لعدد الرجـال والنساء فيها فتتلاشى أسبابه الطبيعية , اما حكمة إباحته وعدم تحريمه فهو ان الأمم في إثناء نشوئها تتعرض لكثير من المؤثرات الطبيعية , منها قلة عدد الرجال بسبب الحروب التي تحتاج اليها في بعض أدوارها وفي هذه الحالة يكون تعدد الزوجات أمراً ضرورياً لحفظ الأمة من التلاشي والفناء والانحراف الأخلاقي وقد جاء الإسلام ديناً عاماً لكل الأمم فأن تمسكت به قبيلة ثم وجدت في حال نشأت فيهـا إنـذارات التلاشي والفناء ان لم تعمد الى مبدأ تعدد الزوجات فماذا يكون من أمر هذه القبيلة إلا ان تقع في حيرة من أمرها فهي إن أجابت داعي الطبيعة عصت الدين , وإن أجابت داعي الدين عصت الطبيعة وفنيت بالمبيدات المختلفة وكيف ندرك ان وحياً إلهياً يخالف نظاماً طبيعياً فإذا كان الدين من الخالق والطبيعة منه وقد خلق سبحانه في الطبيعة من العوامل ما يجعل من تعدد الزوجات في بعض الأحوال ضرورياً فكيف يعقل ان يُحرّمه في شريعته على ألسِنة رسلهُ . ليس كما هو الحال غرضنا من هذه المقدمة إلا ان نثبت لك امكانية ان يكون تعدد الزوجات من العوامل الطبيعية التي تكون ضرورية في حياة الأمم , قال العلامّة ( هريرت سينسر) إذا جرى على الأمة حال اجتاحت رجالها الحروب ولم يكن لكل رجل من الباقين الا زوجة واحدة وبقيت نساء عديدات بلا أزواج ينتج من ذلك عدد في نقص المواليد لا محالة ولا يكون عدداً مساوياً لعدد الوفيات …الخ فلا عجب بعد هذا ان يكـون الدين مبيحاً لتعدد الزوجات بل العجب ان لا يكون قد أباحه مع وجود الداعي اليه . لكن الغزو الثقافي للأمة الإسلامية وفكرها اليوم قد جعل من نموها الفكري والأخلاقي صداً محـدوداً وسلب من فلسفتها ما تصل به الى أقصى برنامج التطور الحضاري . أما الأفراد الذين لا يعرفون الفضيلة ولا يعرفون العشق الإلهي ولا يرتبطون ارتباط وثيقاً بالله تعالى يكون عشقهم خطراً ، أن الذي عشق وقال شعراً في معشوقه بعد ان تعلق قلبه بالآخرين يستقي عشقه من الغريزة الجنسية ، والذي عشق الماء والخبز قال فيها شعراً فهو ليس بعطشان وجائع ولكن ذوقه تألق ويساعده على قول الشعر في الخبز والماء ، من هنا نفهم بأن الغريزة الجنسية يجب ان يكون لها حساب خاص لذا ينبغي لجميع الشباب ، الآباء ، الأمهات ، وجميع أفـراد المجتمـع ان يحسبوا لهـذه الغريزة حساباً منفصلاً عن بقية القضايا التي تمس المجتمع بشكل عام . نداء إلى المجتمعأيها المجتمع عليك بتزويج أبناءك ابتداءاً من الأب والأم فان لم يستطيعا عمل شيء في هذا المجال وجب على الحكومة الإسلامية تبنّي هذا الأمر فان لم تستطع هي الأخـرى من تأسيس مؤسسة تقوم بهذه المهمة أو لم توجد حكومة إسلامية أصلاً وجب على الحوزة العلمية وعلمائها فعل ذلك وان حصل التقصير وجب الأمر على جميع افراد المجتمع وان القرآن المجيد قد نص على ذلك وكذلك الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) قد حث على ذلك فسارعوا الى تلك المهمة التي تحضى بلا شك في رضوان الله سبحانه وتعالى وبها تكونون من المؤدين لهذه المسؤولية التي بها نتخلص من عزاب الامة . الزواج في الرواياتنقل صاحب الوسائل(قدس سره) في كتابه ست روايات تتعرض للثواب الجزيل الـذي يمكن ان يناله الفرد إذا ما زوّج فتى أو فتاة بحيث يفهم من تلك الروايات ان لا فضيلة أسمى من تلك الفضيلة . نُقل عن الإمام موسى ابن جعفر الكاظم(عليه السلام) انه قال: (( ثلاثة يستظلون بظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله: رجل زوّج أخاه المسلم ، أو خدمه أو كتم له سراً )) . الوسائل ج14 ص27 .وقال أمير المؤمنين(عليه السلام): (( افضل الشفاعات ان يشفـع بين اثنين في نكاح حتى يجمع شملهما )) . بحار الأنوار ج13 ص333 .وقد نُقل عن الإمام جعفر ابن محمد الصادق(عليه السلام) , ولتعم الفائدة بصورة اكبر قال: (( ركعتين يصلّيهما رجل متزوج ، افضل من رجل يقوم ليله ويصوم نهاره أعزب)) .البحار ج103 ص217 .وهنالك رواية تعتبر من أهم الروايات التي قيلت بحق التزويج قال الرسول(صلى الله عليه واله وسلم ): (( ما بُني بناءاً في الإسلام احب الى الله عز وجل من التزويج )). وسائل الشيعة ج14 ص3.ان مثل هذه الرواية ما تعنيه أيها المسلم أيها المؤمن إذا تمكنت من تزويج فتى وفتاة لتعمر بيتاً في مجتمعك الإسلامي قد حصلت على ثواب عظيم ، أكثر مما لو تكون قد بنيت مسجداً أو مدرسة يتعلّم فيها الصبيان . وهنالك كثير من هذه الروايات التي تشير الى أهمية الزواج ومنها التي تبيّن ان الرجل أو المرأة المتزوجة إذا صلّيا صلاة الصبح كتب لكل منهما ثواب (( 140 ركعة )) في سجل أعمالهما وبذلك تكون عبادتهما سبعين ضعفاً وهذه اقل فضيلة للزواج وبعكس من هذا ان الشباب الذي يستطيع ان يتزوج ويرفض الزواج بحجة اني لا استعجل ، وأريد ان أكمل الدراسة ، وهذا المفهوم قاصر في حد ذاته ، فاعلم ان لذة الزواج هي في العمر الصغير الذي لا يتجاوز العشرين سنة ، وأما مسألة الدراسة فأنها لم تكن عائقاً للإنسان المثابر والمجدّ وكذلك نفس السلبية على البنت التي ترفض الزواج ، فقد ورد عن رسـول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): (( شراركم عزابكم ، وأرذال موتاكم عزابكم )).ونحن نخاطب الأخوة الشباب لمن يريد معلومات عن مسائل الزواج فليراجع الجزء الرابع عشر من وسائل الشيعة فهنالك دلالة واضحة لهذا الموضوع . ولائم من غير حسابمن الأمور التي تكون مانعاً من الزواج عن العديد من الشباب هو دعوة الوليمة ولا اعني تلك الوليمة التي عدها الإسلام من المستحبات مثل تلك التي عملها الرسـول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) . ودعى فيها جميع فقراء المدينة إحتفاءاً بزواج الزهراء(عليها السلام) بعد ان ذبح خروفاً لذلك ، وبعد الوليمة بعث الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ما تبقى من الطعام الى المساكين والفقراء الذين لم يستطيعوا القدوم إلى منزله ، اما الولائم التي نراها ونسمع بها اليوم ، فلا يعرف منها غير الأذى والحرج الشديد ولو قُدر لنا فتح صدر وقلب العريس أو والده لرأينا حرقة وسمعنا صـوتاً يقول ان الدين قتلني لان المبالغ التي أُعدت للوليمة باهضة بشكل كبير لذلك نرى الكثير من الآباء يتراجع ويتردد عند طلب الولد الزواج . ان الوليمة التي يصرف فيها الوالد دم قلبه لا يثاب عليها وخصوصاً في هذا العصر الذي أصبحت الحالة المعيشية صعبة للغاية . لأنها لا تجر عليه غير الضرر والخسران واعتقد ان هذه الولائم لا تكون مباركة لأن الله سبحانه وتعالى نهى عن الإسراف ، وذمّ المسرفين . فأين هي من البركة (( ومن الأخطاء الشائعة في مجتمع اليوم ايضاً إجراء وليمة في العزاء فترى أن الفرد يفكّر بعد إنقضاء فترة العزاء على روح المتوفي كيف يضع برنامجاً لتسديد القروض التي في ذمته والتي أقترضها من الناس في الوقت الذي يقول الإسلام فيه ما مضمونه ، من مات أبوه ، لا تدعوه يشعل ناراً لمدة ثلاثة أيام ولا تدعوه يجلس في داره ، بل أذهبوا به الى بيوتاتكم لإطعامه ، لإن بقاءه في داره للطعام مكروه ، وحتى شرب الشاي في داره مكروه . أيها الأخوة أن هذا الجهل بعينه أن الذي يموت يإن في قبره من القرض الذي يبتلي به ولده أو زوجته من بعده )) . وإذا صح التعبير إن الذي يتزوج يمر بما يسمى (( شهر العسل )) ويتنعـّم في أيامه فأي عسل هذا الذي يجعله متورطاً ومثقلاً بتسديد ما في ذمته من قروض ، أيها الأخوة إننا ننادي بصوت عالٍ ونقول ليعلم الجميع أن من الخطأ الفاضح دعوة الناس لوليمة عرس أو عزاء يكون فيها الرز قرضاً من فلان ، والزيت قرضاً من علاّن . اللحم سوف ندفع ثمنه بعد شهرين لتفاقم القروض فوق بعضها فتكون سبباً لأنفعالاتنا وأنزعاجاتنا وعليه يجب أن نقلع بشكل جذري هذه الأوهام والخرافات في مجتمعاتنا لأن الله سبحانه وتعالى لا يرضى بالضرر ولا الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة(عليهم السلام) . وأحب أن أختم هذا الموضوع بهذه الرواية وهي بصدد الإسراع في الزواج.. نزل جبريل(عليه السلام) على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا محمـد إن ربك يقرؤك السلام ويقول (( إن الأبكار من النساء بمنزلة الثمّر على الشجر ، فإذا أينعَ الثمر فلا دواء له إلا أجتنائه ، وإلا أفسدته الشمس ، وغيـّرته الريح , وإن الأبكار إذا أدركت ما تدرك النساء فلا دواء لهنّ إلا البعول , وإلا لم يؤمن عليهّن الفتنة . فصعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) المنبر وجمع الناس ثم أعلمهم ما أمر الله عز وجل به و قال(صلى الله عليه وآله وسلم) بصدد تزويج الفتيات مبكراً (( أيّما شاء تزوج في حداثة سنّه مهج شيطانه: يا ويله: عصم مني دينه )) (كنز العمال ج 1 /4444 ) . لقد ضجّ بعضهم حينما كان الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) يتحدث في مسألة التزويج للبنات فقام ليسأل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قائلاً: لمن نزوّج فتياتنا ؟ فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): الأكفاء !فقال: تأكد منها يا رسول الله ؟ فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): ((المؤمنون بعضهم أكفاء بعض)) (الوسائل ج14ص 49) . الترغيب في النكاحإعلم أن العلماء قد اختلفوا في فضل النكاح فقد بالغ البعض حتى جعلوه أفضل من التخلي للعبادة فأعترف آخرون في فضله ولكن قدّموا التخلي عليه , ما لم تتق النفس الى النكاح توقاناً يشوّش الحال ويدعو الى الوقاع ويشيد الى فضله والحث عليه (الآيات) فقد قال تعالى: (( وَأَنْكِحُوا الأَْيامى مِنْكُمْ... )) (النور/آية 32 ) , وقال تعالى: (( فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ... )) (البقرة/آية 232) , وقال تعالى في وصف الرسل ومدحهم: (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً ...)) (الرعد/آية 38) , وفي خصوص النبييَن يحيى وعيسى(عليهما السلام) فقد ورد أن يحيى(على نبينا وعليه السلام) قد تزوج ولم يجامع وإنما فعل ذلك لنيل الفضل وإقامة السنّة وقيل لغض البصر , وأما عيسى(على نبينا وعليه السلام) فقد روي أنه سينكح إذا نزل الى الأرض ويولد له . وأما (الأخبار) الواردة فهي كثيرة قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): ((...النكاح سنّتي فمن أحب فطرتي فليسنن بسنّتي)) وقال(صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً: ((تناكحوا تكثروا فأني أُباهي بكم الأمم يوم القيامة حتى بالسقط )) وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): ((من رغب عن سنّتي فليس مني وأن من سنتي النكاح فمن أحبني فليسنن بسنتي)) وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): (( من كان ذا طول فليتزوج )) وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): (( من ترك التزويج مخافة العيلة فليس منّا )) وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): (( من نكح لله وأنكح لله أستحق ولاية الله )) وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): (( كل عمل إبن آدم ينقطع إلا عن ثلاث – فذكر فيه – ولد صالح يدعو له – الحديث)).عن أبي عبد الله(عليه السلام) عن آبائه(عليهم السلام) قال: (( جاء رجل الى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فشكى إليه الحاجة فقال تزوّجْ , فتزوج فوسع عليه)) وقد قيل فضل المتأهل على الأعزب كفضل المجاهد على القاعد . وركعة من متأهل أفضل من سبعين من أعزب . والأحاديث في هذا الباب قد ملئت الكتب .أما فوائد الزواج فيمكن أن نحصرها في خمسة على الرغم من كثرتها: 1- الولد. وهو الأصل وله وُضع النكاح والمقصود بقاء النسل .2- التحصن من الشيطان. وكسر التوقان. ودفع غوائل الشهوة وغض البصر وحفظ الفرج وقد أشار بقوله(صلى الله عليه وآله وسلم): (( من تزوج فقد أحرز نصف دينه فليتقِ الله في النصف الآخر )) .3- ترويح النفس وإيناسها بالمجالسة والنظر والملاعبة إراحة للقلب وتقوية على العبادة. فأن النفس ملومة وهي عن الحق نفور لأنه على خلاف طبعها . 4- تفريغ القلب عن تدبير المنزل والتكفل بشغل المطبخ وتهيئة أمور المعيشة .5- مجاهدة النفس ورياضتها بالرعاية والولاية والقيام بحقوق الأهل والصبر على أخلاقهن وإحتمال الأذى منهن والسعي في إصلاحهن وإرشادهن إلى طريق الدين . المرأة والزواجإن الزواج في الإسلام يشغل أبحاث كثيرة والكلام يملأ مجلدات ولكن نريد بالذات أن نستعرض زواج المرأة المحجبة والمرأة السافرة المتبرجة وأيهما أفضل وأنجح من وجهة نظر القرآن وحياتنا اليومية قال الله تعالى في الزواج (( وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً...)) (الروم/آية21) .إن الزواج هو احد ألطاف الله علينا وقد حثّ النبي الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) على الزواج في عدة أحاديث قال(صلى الله عليه وآله وسلم): (( الزواج سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني )) وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): (( شرار أُمتي عزابها )) وقال(صلى الله عليه وآله وسلم) ما مضمونه: (( إذا أردت أن أجمع للمسلم خير الدنيا وخير الآخرة جعلت له قلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً وجسداً على البلاء صابراً وزوجة مؤمنة إذا نظر إليها أسرّته وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله )) .وبعد هذه المقدمة نقارن بين المرأة المحجبة والسافرة ونضعهن في الميزان لنرى دوافعهن ومن هي التي ترجّح وتثقل كفتها .أن المرأة المحجبة عندما ترتدي الحجاب تريد أن تحضى برضى الله سبحانه وبرضى الشريعة السمحاء وتتخلص من الكلام والتفكير السيء وعندما تكون بهذا الشكل أصبحت كالجوهرة الغالية الثمن في نظر الشباب المؤمن فهو يسعى لخطوبتها ويبذل الغالي من أجلها لأنها المؤمنة الملتزمة وإذا تزوجا يعيشان في جو إيماني خالٍ من التلوث مفعم بالحب والحنان وقد ورد في الحديث المبارك ((زوّجوا بناتكم من الرجل المؤمن فهو إذا أحبها أحسن إليها وإذا كرهها لا يسيء إليها )) وحديث آخر يوجب الاختيار الصالح قال(صلى الله عليه وآله وسلم): (( أختاروا الأرض الصالحة لتزرعوا بها نطفكم )) والمرأة السافرة تكون عكس ذلك فهي تكون مشتهاة لكل ناظر وتكون غير ملتزمة بالحجاب الشرعي الذي يعطي المرأة جمالاً فوق جمالها . والسافرة لم تكن تحضى في رغبة الشاب المؤمن فهو ينظر إليها نظرة إستهانة وقلة تقدير . ولنسأل السافرة والمتزينة والمتبرجة ونقسم عليها بالله العلي العظيم لمن تتبرج وتتزين لزوجها أو لغيره ؟ والتي تتزين لزوجها في داخل البيت فقط وانه غير صحيح خروجها الى خارج البيت متزينة ينظر لها هذا وذاك ولكن المتبرجات والسافرات يزروقن أنفسهن لكل ناظر وبلا مقابل (( يا حسرّةٍ على العباد )) نعم أننا يجب ان نحافظ على مجتمعنا من هذا السبب والاستهانة بالقيم والنظام المقدس وليعلم الكل ان وجود الستر والحجاب هو مسؤولية المرأة , وحرمة النظر للمرأة هي مسؤولية الرجل والنقطة المهمة هي بث الوعي الحضاري والثقافة الإسلامية وهي مسؤولية المجتمع . فلتعلم المرأة ان فرصة الزواج لا تأتي إذا لم ترفض وتنبذ المرأة هذا التبرج والتسيّب فالرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (( إياكم وخضراء الدمن )) قيل … يا رسول الله وما خضراء الدمن … قال(صلى الله عليه وآله وسلم ): (( المرأة الحسناء في منبت السوء…)) (اللمعة الدمشقية) (الشهيد الأول ـ محمد بن مكي العاملي (قدس سره)) . إلـى الأزواجأيها الزوج إذا خرجت مع زوجتك وهي متزينة , ألم تسأل نفسك لمن هذه الزينـة . لمن تعرض نفسها فهل ترضى ان تكون مصداقاً للحديث الشريف , عن النــبي(صلى الله عليه وآله وسلم): (( إذا خرج الرجل مع زوجته وهي متبرجة فذلك هو الديوث )) والديوث هو الذي يدعو الناس الى أهله وقوله( صلى الله عليه وآله وسلم): (( لا يدخل الجنة الديوث)) وبهذا يتضح لنا أن الزواج من المرأة المحجبة ناجح لأنه مبني على الأسس الإسلامية الصحيحة على خلاف الزواج من السافرة فأنه زواج فاشل وآخر ما أقول فما هي حصيلته . أولادنا أكبادناأسال نفسك أيها الزوج وأنتِِِ أيتها الزوجة إسألي نفسكِ أيضاً , أي نوع من الأبناء تريدان ؟ فالولد أو البنت الذي يتربى في حجر طاهر ونظيف كيف تكون مسيرته في الحياة والذي يتربى في حجر سوء من تبرج وسفور كيف تكون مسيرته في الحياة , وأختم هذا الموضوع بهذا المثل الشعبي المشهور ( إن الإناء ينضح بما فيه ) أو البيت الشعبي:إذا كان رب البيت في الدف ناقراً فشيمة أهل البيت كلهم الرقصُ المسرّة بين المرأة والرجلعلاوة على أن الرجل والمرأة يزين أحدهما الآخر فكل أحد يسرّ الآخر وهذا الأمـر يريده الإسلام ويحث عليه فأن المرأة إذا كانت مؤمنة وملتزمة والرجل كذلك عمّهم الفرح والسرور تحت سقف واحد , فالرجل يشتغل في عمله حتى يرجع الى بيته حيث الراحة الجسدية والنفسية . والمرأة ايضاً تنتظر زوجها بفارغ الصبر فتظهر له الهيئة الحسنة والبسمة العريضة كي ترفع عنه أعياء التعب والهم من جراء عمله في الخارج قال(صلى الله عليه وآله وسلم): (( ما أستفاد امرؤ مسلم فائــدة بعـد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسرّه إذا نظر اليها)) جاء احد الى الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يا رسول الله أن لي زوجة تبتسم عندما تلقاني . وتدخل عليِّ السرور حينما تراني مغتماً…. فأخبره الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): (( بأنـها من عمال الله تبارك وتعالى . أنها من الملائكة , وأن ثوابها سيكون مثل ثوابهم )) . المعاملة الحسنةينبغي على الرجل ان يحتاط كثيراً في التعامل مع زوجته كي لا تنفلت عُرى العلاقة الزوجية . وعندها لا يجد من يلتجئ اليه كي يخُفف عنه جهد ومصائب العمل , ومن تبتسم بوجهه صادقة مخلصة . وتسعى جاهدة جعَل مأواها فيه الفرح والبهجة والسرور. وإذا كان الرجل متهوراً في تعامله مع أهله سوف تكون العلاقة الزوجية ليست ذات ترابط وثيق وتخبو حرارة المحيط العائلية ولا يقف الأمر عند هذا الحد وإنما يمتد ليشمل الأبناء ويصبحون ضحية أمرٍ غالباً ما يكون بسيطاً أو تافهاً . ان المحبة بين الزوجين لا تحتاج الى الجمال ولا الى تزيّن وتجمّل بل ان الجمال الواقعي هو ما تعكسه المحبة من صور جميلة في عين المحّب حتى ولو كان الحبيب قبيحاً في الشكل بالنسبة للآخرين المجردين عن العاطفة , ونلاحظ من قصة قيس وليلى فأن ليلى لـم تكن ذات جمال يستحق المدح بهذا الشكل من قيس , فيروى ان أحد الملوك أراد أن يرى ليلى عن كثب وعندما ذهب اليها فوجدها بنتاً قروية سوداء الوجه , شفاهها متدلّية كأنها طمرين فتعجب هذا الرأي أهذهِ هي ليلى التي يتغنّى بها قيس؟ وبعد أن فهم قيس ما يدور في خلد ذلك الملك قال لو نظر الملك بعين قيس لما رأى غير جمال ليلى وكان قيس يبرز كل قبح في ليلى بعبارة جميلة فحينما يقال له انها سوداء كالفحم فِلمَ هذا الشغف والهيام؟ يجيب بأن المسك كلّما كان شديد السواد كان عبيره أعبق , ولهذا نعته القوم بالجنون وكذا الأمر بالنسبة للزوجين فعندما تكون المرأة محبة لزوجها لا تستطيع ان ترى سيئاته . وبصورة عامة يجب على الرجل حسن التعامل من المرأة ((الزوجة)) وعلى المرأة ((الزوجة)) حسنٍ التبعل . فالمسلم لا ينبغي ان يكون ظالماً ولا فاحشاً ولا ينبغي له ان يكون عاملاً بالشك والريبة والظنّ والذي يكون بهذا الشكل لن يحضى برضى الله سبحانه . ونلفت أنفسنا والرجال والنساء الذين يستخدمون العبارات الفاحشة والبذيئة السافلة والوضيعة تجاه بعضهم البعض سيحشرون يوم القيامة ولهم عذاب أليم . قال أمير المؤمنين(عليه السلام): (( تجنّب من كل خلق أسوأه وجاهد نفسك على تجنّبه , فأن الشر لجاجة)) ( البحار ج 77 ص 212). والحمد الله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين .قد تم الفراغ من تحرير هذه الأوراق في العاشر من ذي القعدة المبارك لسنة 1423 هـ على مشرفها أفضل التحية والسلام . العبد المعّوز إلى مغفرة ربهالحلفي B --------------------------------------------------------------------------------1) أهل الرجل: إذا تزوج وتأهل كذلك .2) في ج7 من تفسير الطبري: أن أدم(عليه السلام) أسكن الجنة فكان يمشـي فيها وحشاً ((فريداً)) وحيداً ليس لـه زوج يسـكن إليها. 3) إحياء علوم الدين ج3 .