المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النظام التنفيذي في عالم الخليقة00دور الملائكة


سجاد 14
06-02-2009, 06:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

النظام التنفيذي في عالم الخليقة :.بالرغم من أناللّه تبارك وتعالى قادر على كل شي , وكل مايريده يتحقق بارادته تعالى فورا: (انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون )وبـالرغم من ذلك كله فان الايات المباركة للقرآن الكريم توضح وبشكل جلي , ان اللّه تبارك وتعالى قسم الاعمال في هذا العالم , اذ خلق طوائف من الملائكة ليقوم كل منها بانجاز احدى الاعمال المهمة في هذا العالم .
فيشير القرآن الكريم احيانا بشكل عام الى هذه المسالة وهو قوله تعالى :.
(جاعل الملائكة رسلا اولى اجنحة مثنى وثلاث ورباع ) .
ويقول في موضع آخر: (فالمدبرات امرا).
ويـنـقـل فـي مـوضـع آخـر قول الملائكة : (ما منا الا له مقام معلوم وانا لنخن الصافون وانا لنحن المسبحون ) واحيانا اخرى يشير الى طوائف خاصة منها لها وظائفهاالخاصة , اذ يمكن ان نشير فيما يلي الى المجاميع التالية كنموذج على ذلك :.
1 ـ الملائكة المبلغين للوحي والمنزلين للكتب السماوية :.
(ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشا من عباده )
2 ـ مجموعة حملة العرش :.
(الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ).
3 ـ مجموعة المراقبين لاعمال الناس :.
(وان عليكم لحافظين ـ كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ) .
4 ـ مجموعة جند اللّه الذين يعززون المؤمنين في الحروب وحوادث الحياة القاسية :.
(يا ايها الذين آمنوا اذكروا نعمة اللّه عليكم اذ جائتكم جنود فارسلنا عليهم ريحاوجنودا لم تروها وكان اللّه بما تعملون بصيرا) .
5 ـ مجموعة حفظة الناس ازا الكثير من الاخطار والحوادث :.
(وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة ) .
6 ـ مجموعة المكلفين بقبض الارواح :.
(قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم )(الذين تتوفاهم الملائكة طيبين ).
7 ـ الملائكة المكلفون بتقسيم الارزاق :.
(فـالـمـقـسمات امرا)اذ يقول البعض في تفسير هذه الاية الكريمة , وجريا مع تناسب الايـات الواردة قبلها, بانها تشير الى الملائكة الذين يقسمون الارزاق بين العباد, بينما يقول البعض الاخر بانها تشير الى الملائكة المكلفين بتقسيم جميع الاعمال في عالم الوجود.
8 ـ الملائكة المكلفون بنشر السحاب ونزول الامطار والمكلفون بتشتيها بعدهطول الامطار:.
(والناشرات نشرا ـ فالفارقات فرقا) .
9 ـ الـمـلائكـة الـمـكـلفون بابطال وساوس الشياطين عن قلوب المؤمنين , والذين يصدون هجوم الشياطين على افكار المؤمنين , فيقضون على وساوسهم :.(فالزاجرات زجرا)
10 ـ الـمـلائكـة الذين ينزلون في ليلة القدر, والمكلفون بابلاغ تقديرات اللّه تعالى على مدى سنة كاملة , تلك المقدرات التي تحدد وفقا لاستحقاق الافراد وحسن اعمالهم , وليس بدون حساب وبشكل اجباري :.
(تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر).
وكـمـا تـلاحـظون فان اللّه تبارك وتعالى وبالرغم من قدرته التامة على جميع الاعمال , فانه يقسم تدبير امور هذا العالم بين الملائكة , وجعل لكل مجموعة منهم واجبا وتكليفا محددا.
ونـلاحـظ فـي الـروايات الاسلامية ايضا تعبيرات متعددة وبليغة بشان اصناف الملائكة , من حيث تقسيم المسؤوليات , ومن جملة ذلك ماورد في نهج البلاغة في خطبة الاشباح :.
((ومـنـهـم من هو في خلق الغمام الديح , وفي عظم الجبال الشمخ وفي فترة الظلام الايهم , خرقت اقـدامـهـم تـخوم الارض السفلى فهي كرايات بيض قد نقذت في مخارق الهوا, وتحتها ريح هفافة , تحبسها على حيث انتهت من الحدودالمتناهية , قد استفرغتهم اشغال عبادته , ووصلت حقائق الايمان بينهم وبين معرفته قد ذاقوا حلاوة معرفته , وشربوا بالكاس الروية من محبته )) .
ولدينا المزيد من الروايات الاخرى بشان تقسيم المسؤوليات فيما بين الملائكة , لو ذكرناها جميعا لطال بنا المقال .
ويـمـكننا ان نستخلص مما تقدم ذكره آنفا المفهوم القرآني التالي : لوارادت البشرية ان تساير نظام ربـوبـية الباري جل وعلا في الوجود وتطبق نظام ادارته في عالم التكوين , لابد لها ان تهتم وبكل دقـة بـمـسالة تقسيم الاعمال والمسؤوليات في المجتمع الانساني , لكي تقترن حياة افراد المجتمع بالموفقية والنجاح .وبـعـبـارة اخرى : نحن نعلم ان نظامي التكوين والتشريع يجب ان يعملا بشكل متناغم , ولابد لحياة الـبـشـرية ان تستلهم فلسفتها من خلقة الباري جل وعلا وتصطنع بصبغة اللّه تعالى , وان كل ما هو حـاكـم هناك يجب ان يكون هو الحاكم هنا, ان الاهتمام والالتفات الى هذه الحقيقة يدعونا الى مسالة تنظيم الامور التنفيذية .
************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** **************************
المصدر
نفحات القرآن
لسماحة آية الله
الشيخ مكارم الشيرازي
الجزء 10