المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قتل النفس الزكية في فكر السيد الشهيد محمد الصدر قدس سره


ثآر الله
06-09-2009, 10:48 PM
هل تعلم رأي السيد الشهيد الصدر قده في قتل النفس الزكية؟
يتساءل السيد الصدر قده :
1. (( هل تقتل النفس الزكية بين الركن والمقام ؟ ))
فيجيب : لا شك أن المركوزة في الأذهان والمتناقل على الألسن هو ذلك. تى اعتبره صاحب " منتخب الاثرة"من المسلَّمات فقال : وقتل النفس الزكية: قتل محمد بن الحسن الذي يقتل بين الركن والمقام.
إلا أن ذلك لا يكاد يثبت بعد التشدد السندي الذي التزمناه، فقد أورد صاحب البحار حديثين لا يكادان يثبتان بعد هذا التشدد.
وأما الارتكاز الذهني فلا يكفي للإثبات التاريخي أيضاً. فان حدث ذلك في مستقبل الزمان، كان دليل لنا عليه. مضافا إلى معارضته، بما رواه الشيخ المفيد في الارشاد من حدوث: قتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين .... وهذا الخبر وإن لم يكن له قابلية الإثبات ، إلا أنه ليس بأسوأ حالاً من خبر مقتله بين الركن والمقام، فيصلح لمعارضته، ومع المعارضة يتساقطان معا عن إمكان الإثبات التاريخي.
وأما ما ذكره في الارشاد أيضاً من حدوث: ذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام، كما سمعنا. فهو لا يدل على المقصود. إذ قد لا يكون هذا الرجل الهاشمي زكياً ممحصاً.
مضافاً إلى ضعف الخبر وعدم كفايته للإثبات التاريخي.

2. هل تنطبق هذه الروايات على محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن أبي طالب ، أبي عد الله ، الملقب بالنفس الزكية ،الثئر في زمن أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي ؟
فيجيب :
(( لعمري أن هنالك ما يدل على هذا الانطباق ، فلو استطعنا أن ننفي القرائن الدالة على نفيه تعين الالتزام بإثباته وأن النفس الزكية المقصودة، هو هذا الثائر العلوي. ))
ويناقش سلام الله عليه الامر على مستويين :
المستوى الأول:
في القرائن الدالة على نفي هذا الانطباق. وإن النفس الزكية الموعودة هو غير هذا الثائر العلوي.
وهي عدة قرائن محتملة .
القرينة الأولى :
إن النفس الزكية لا بد أن تقتل بين الركن والمقام. وهذا الثائر العلوي لم يقتل هناك.
وهذا على تقدير ثبوته قرينة كافية ، على نفي هذا الانطباق، إلا أنه مما لم يثبت كما أسلفنا.
القرينة الثانية :

تأخر إخبار الأئمة عليهم السلام بهذه العلامة من علامات الظهور عن مقتل هذا الثائر العلوي. مما يدل على أن مقتل النفس الزكية يبقى متوقعا ومنتظراً بعد مقتل النفس الزكية" الثائر" .
وهذا على تقدير ثبوته قرينة كافية أيضاً على نفي الانطباق. إلا أنه لم يثبت.
فان كل ما وجدناه من الروايات الدالة على هذه العلامة ، مروية عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام . أما الإمام الباقر(ع) فعصره سابق على عصر العلوي الثائر. وأما الإمام الصادق (ع) فهو معاصر للمنصور العباسي وللنفس الزكية الثائر. وكان عليه السلام ينفي لعبد الله بن الحسن – والد النفس الزكية – نجاح ثورته وثورة ولديه، ويقطع أمله في نيل الخلافة ، ويقول له : " إن هذا الأمر ، والله ليس إليك ولا إلى ابنيك ، وإنما هو لهذا – يعني السفاح – ثم هذا – يعني المنصور – ثم لوالده من بعده ، لا يزال فيهم حتى يؤمروا الصبيان ويشاوروا النساء.
" فقال عبد الله : والله يا جعفر ، ما أطلعك الله على غيبه، وما قلت هذا إلا حسداً لابني. فقال: لا والله ، ما حسدت ابنك.وان هذا – يعني المنصور – يقتله على أحجار الزيت ،ثم يقتل أخاه بعده بالطفوف ،وقوائم فرسه في الماء".
وعلى أي حال ، فليس هناك أي دليل على صدور مثل هذه الروايات بعد هذا الثائر العلوي إن لم يكن المظنون خلافه.
القرينة الثالثة :
إن هذا الثائر العلوي لم يكن زكيا ممحصاً ، إذ ، فلا بد أن نتوقع مقتل مخلص ممحص بعد ذلك ، غير هذا الثائر. والدليل على انحرافه ادعاؤه المهدوية ، فيما يروي عنه في مقاتل الطالبيين.
وقد قدم أبوه على أنه هو المهدي، بعد زوال الدولة الأموية وقبل تأسيس الدولة العباسية ، قائلاً في خطبة له في بني هاشم " وقد علمتم أنا لم نزل نسمع أن هؤلاء القوم إذا قتل بعضهم بعضاً خرج الأمر من أيديهم فقد قتلوا صاحبهم – يعني الوليد بن يزيد – فهلم نبايع محمداً ، فقد علمتم أنه المهدي.
فقال له الإمام الصادق (ع) : "أنها والله ، ما هي إليك ولا إلى بنيك، ولكنها لهؤلاء ، وان ابنيك لمقتولان " .
وكان محمد بن عبد الله بن الحسن، منذ كان صبياً ،يتوارى ويراسل الناس بالدعوة إلى نفسه،ويسمى بالمهدي .
ولسنا نريد أن ندخل في مناقشة ذلك ، ويكفينا اليقين بأنه قتل قبل أن يملك العالم ، وهو دليل كاف على كذب المدعي، كما قلنا ولكن المقصود أنه على هذا يكون زكيً ممحصاً غير هذا الثائر. والالتزام بانحراف هذا الثائر ، لو صح ذا النقل التاريخي ، أمر لا مناص منه . ولكنه لا ينفي كونه هو المقصود بالتنبؤ ، في علامات الظهور.
وأما تسميته بالنفس الزكية ، فقد سماه بذلك من كان يعتقد بكونه زكياً ، حتى اشتهر به ، وقد استعمل لقبه في الروايات طبقا لشهرته.
وفي حديث آخر :"إن رسول الله (ص) قال أن يكنه فلن تسلط عليه وإن لم يكنه، فلا خير لك في قتله"
القرينة الرابعة :
تقدم مقتل هذا الثائر العلوي على ولادة المهدي المنتظر عليه السلام. ومعه لا يصح جعله علامة على ظهوره. ومعه لا بد أن ننتظر مقتل شخص آخر يسمى أو يوصف بالنفس الزكية.
إلا أن هذه القرينة لا تصح ، لوضوح إمكان جعل العلامة ساقة على ولادة المهدي (ع). بعد أن كان التخطيط الإلهي لليوم الموعود ، لا يبدأ ببدء الإسلام فحسب ، بل ببدء البشرية من أولها. إذن فكل الإرهاصات تشير إليه. وقد سمعنا جعل هلاك الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية وخروج الرايات السود من العلامات .... وكل ذلك مما حدث قبل ولادة المهدي عليه السلام.
القرينة الخامسة :
إن التنبؤ بمقتل النفس الزكية جاء في الروايات ، مقترناً أو متأخراً عن بعض ما يعلم بعدم حدوثه إلى الآن. إذن فيكون مقتضى الفهم العام من السياق أنه أيضاً لم يتحقق إلى الآن . ومعه يتبين أن لا يكون مشاراً به إلى قتل ذلك الثائر العلوي ، بل إلى مقتل رجل آخر ، يقتل في مستقبل الدهر.
فمن ذلك : رواية الخمس علامات ، كقول الإمام الصادق عليه السلام :" للقائم خمس علامات ، السفياني واليماني والصيحة من السماء ، وقتل النفس الزكية والخسف بالبيداء". ورواية تعداد الأمور المحتومة كقوله عليه السلام : " النداء من المحتوم والسفياني من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم ..... " الحديث .
ومن المعلوم أن خروج السفياني واليماني والصيحة مما لم يحدث ، إذن فقتل النفس الزكية ، مما لم يحدث أيضاً .
وهذا الكلام غير صحيح ، فان ما يقتضيه السياق هو عدم حدوث كل هذه الأمور عند صدور الرواية. وهذا صحيح. ثم أن بعضها يسرع بالحدوث وبعضها يتأخر . وهذا لا يربط له بظهور الكلام وسياقه. وبخاصة أن العطف في الرواية بين العلامات بالواو، وهي ليست دالة على الترتيب ، مثل "أو" أو ثم، كما ينص النحاة.
القرينة السادسة:
مما سبق أن سمعناه من الخبر القائل : ليس بين قيام القائم وبين قتل النفس الزكية إلا خمس عشرة ليلة " . وحيث نعلم بالقطع واليقين تأخر الظهور عن مقتل ذلك الثائر العلوي لا بخمس عشرة ليلة، بل بأكثر من ألف فيتعين أن، لا يكون التنبؤ منصباً على ذلك ، بل على مقتل رجل آخر.
إلا أن هذه القرينة غير صحيحة ، فان هذا الخبر وان تعدد في المصادر ، فقد رواه المفيد في الارشاد والشيخ في الغيبة والصدوق في إكمال الدين وغيرهم إلا أن ذلك يعود إلى راو واحد. فإنه مروي عن ثعلبة عن شعيب عن صالح. وقد وصف ثعلبه في الارشاد والاكمال بابن ميمون ووصف شعيب في الغيبة والارشاد بالحداد ، ووصف في الاكمال بالحذاء. ووصف صالح في الارشاد بابن ميثم وفي الاكمال بابن مولى بني العذراء.
وعلى أي حال ، فان هذا الخبر على أحسن تقدير خبر واحد ، وقد رفضنا التمسك بمثله في تشددنا السندي.
إذن فلم يثبت نفي هذه الفكرة وهي أن النفس الزكية الموعود ليس هو النفس الزكية الثائر العلوي . بل يبقى ذلك محتملاً على أي حال ، وسنذكر في المستوى الثاني مثبتاته والقرائن الدالة على صحته.
المستوى الثاني:
فيما يدل من القرائن على ثبوت هذا الانطباق ...... وأن التنبؤ منصب على ثورة ذلك العلوي ، ليس إلا.
فمن ذلك : ما رواه الاصبهاني في المقاتل بسنده عن محمد بن علي – الباقر عليه السلام- عن آبائه ، قال " النفس من ولد الحسن ".
وهذا الحديث واضح الدلالة في الإشارة إلى النفس الزكية المعهود التنبؤها في الأخبار. وهو لم ينطبق إلا على الثائر العلوي ، بل قد قيل فيه خصيصاً ، كما هو ظاهره حيث أورده الأصفهاني في ترجمته.
ومن ذلك : ما رواه أيضاً بسند إلى عبد الله بن موسى : "ان جماعة من علماء أهل المدينة أتو علياً بن الحسن، فذكروا له هذا الأمر – يعني المطالبة بالحكم – فقال : محمد بن عبد الله أولى بهذا مني. فذكر حديثا طويلاً. قال : ثم أوقفني على أحجار الزيت فقال : ههنا تقتل النفس الزكية . قال : فرأيناه في ذلك الموضوع المشار إليه مقتولاً".
وما رواه أيضاً بسنده عن مسلم بن بشار، قال : (كنت محمد بن عبد الله، عند غنائم خشرم . فقال لي : ها هنا تقتل النفس الزكية – أقول :يعني نفسه - . قال : فقتل هناك ".
إذن فالنفس الزكية ليست إلا ذلك الثائر العلوي ، ولعمري أنها علامة مهمة وملفته للنظر ، حيث اتسعت ثورته ، حتى خاف منها المنصور ، كما يتضح لمن راجع المقاتل .

محبة نصر الله
06-11-2009, 10:14 AM
اللهم صل على محمد و ال محمد

ثآر الله

ا حسنت بارك الله فيك و جعلة في ميزان ا عمالك يارب
و سدد الله خطاك با لايمان
تقبل مروري في صفحتك
http://www.jannatalhusain.info/2009//uploads/images/JannatAlhusain-167aa63e88.gif (http://www.jannatalhusain.info/2009//uploads/images/JannatAlhusain-167aa63e88.gif)

Um Qassim
06-12-2009, 10:54 PM
تسلم يداك أخوي ثآآر الله على طرحك
الله يعطيك العافيه
ويجزيك خير الجزآآء
دمت بخير

متيمة ابو الحسنين ع
06-13-2009, 07:24 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم
بارك الله فيك اخي العزيز ووفقك ربي لكل خير وجزيت خير الجزاء سدد الباري خطاكم ووفقكم ربي لنصرة ولية بحق الكرام الابرار

تحياتي لكم اختكم وخادمتكم في الله واهل البيت ع متيمة ابو الحسنين ع