المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيرة نبي الرحمة صلى الله عليه وآله قبل البعثة


ثآر الله
06-09-2009, 11:21 PM
الهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
ولد نبي الرحمة محمد بن عبد الله بن عبد المطلب (صلى الله عليه وآله ) يتيماً، فقد تُوفي أبوه عبد الله في طريق عودته من الشام من تجارة له، ومحمد (ص) ما زال جنيناً في رحم أمه آمنة بنت وهب (رضي الله عنها).
وكان ميلاده المبارك في شهر ربيع الأول بعد حادثة هلاك أصحاب الفيل المشهورة (سورة الفيل) ـ التي أرخها القرآن الكريم بسورة منه كاملة ـ بشهر أو أكثر، ولد (ص) فأرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياماً بلبن ولدها مسروح، انتظاراً لقدوم المرضعات من نساء البوادي، إذ كان من دعاة أهل مكة أن يسترضعوا لأولادهم نساء أهل البادية، طلباً للفصاحة والفروسية.
وكالمعتاد قَدِمتْ على مكة عشر مرضعات من قبيلة سعد بن بكر فأصبن الرضاع، إلا واحدة منهن، وهي حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله، فعرض عليها الوليد محمد (ص) فتبرّمت لكونه يتيماً، وما ينجم عن اليتم عادة من قلة ذات اليد، فاستشارت زوجها الحارث الذي كان يصحبها، قائلة: أنها تكره العودة بغير رضاع ولم يبق أمامها إلا هذا الطفل اليتيم، فأشار عليها زوجها أن تأخذ الطفل عسى الله أن يجعل لهما فيه خيراً. وما أن ألقمته ثديها حتى درّ لبنُها غزيراً، في حين كان ولدها يتضور جوعاً بسبب قلة لبنها قبل ذلك.
ومن ثمّ تجلّت بركة الوليد المصطفى (ص) في الحي قاطبة، حتى عادت المرابع ممرعة خضراء، بعد أن كانت قاحلة مجدبة.
وبعد أن أكمل تمام السنتين، وفطم من الرضاع عادت به حليمة إلى مكة لزيارة أمه وذويه، فحدثتهم عن آثار عظمة الطفل، ومظاهر الخير فيه، ثم عادت به إلى الحي مجدداً.
وفي العام الخامس من عمره المبارك عادت به حليمة إلى أهله، حيث استقبلت مرحلة الصبا.
والمتتبع لحياة الرسول (ص) منذ تلك السن المبكرة لا يسعه إلا أن يسلم بخضوعه خضوعاً مباشراً لرعاية الله سبحانه وتعالى، لا أقول الرعاية الصحية، والنمو السليم فحسب، وإنما الرعاية الخاصة بالإعداد المباشر من أجل النهوض بأعباء الرسالة العظمى فيما بعد.
وقد انطوت كتب السيرة على أحداث غاية في الأهمية تجسد بعمق حقيقة أن الرسول (ص) كان خاضعاً لِلون خاص من الإعداد الإلهي لتحمل أعباء المستقبل، وهذه جملة بما تقطع به كتب السيرة الصحيحة في هذا المضمار.
• فعن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في خطبته القاصعة:
(ولقد قَرَنَ الله به (ص) من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليلة ونهاره..). (نهج البلاغة)
• وعن الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) وهو بصدد الإشارة إلى مسألة الإعداد الإلهي الخاص لرسول الله (ص) قبل الدعوة: (ووكل بمحمد ملكاً عظيماً منذ فصل عن الرضاع يرشده إلى الخيرات، ومكارم الأخلاق، ويصده عن الشر ومساوئ الأخلاق). (بحار الأنوار)


• وعن داود بن الحصين يقول بهذا الصدد: (فشب رسول الله (ص) يكلؤه الله، ويحوطه من أقذار الجاهلية، ومعايبها، لما يريد به من كرامته، ورسالته حتى بلغ أن كان رجلاً أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقاً..). (سبيل الهدى والرشاد)
ولقد كان من آثار ذلك الإعداد الرباني المباشر له، أن المصطفى (ص) كان موحّداً لله عز وجل منذ سني حياته الأولى، وكان يعلن عداؤه للأوثان بلا تحفظ. (الوفاء بأحوال المصطفى)
وكان يحج بيت الله تعالى، ويأبى تناول ما يذبح على النصب، فضلاً عن تسميته على كل طعام، وحمده لله تعالى بعده، إلى جانب ما تحلى به من الاستقامة في الخلق، والتزام الفضيلة في القول، والعمل، حتى سماه قومه (الصادق الأمين) كصفة مميزة له من سواه.
وما أن بلغ الخامسة من عمره وعادت به حليمة إلى أمه، وذويه في مكة ـ كما ذكرنا ـ حتى وجد في جده عبد المطلب خير راع له إذ وفّر له كل ما يتطلب من حنان فياض وعطف أبوي غامر، فكان يأكل معه، ويدخل عليه في خلوته، ويجلس على فراشه، ويدنيه منه في مجلسه، ويشدد على العناية به من لدن أهله.
كل ذلك كان يؤديه عبد المطلب لا بدافع عاطفي، باعتبار أن محمداً (ص) وديعة فقيده عبد الله فحسب، ولكن لتوسّمه في أن لابنه هذا شأناً لابد أن يصير إليه.
ومن أجل ذلك كان يوصي به ابنه أبا طالب، وأم أيمن.
ولما بلغ السادسة من عمره الشريف، ذهبت به أمه آمنة بصحبة أم أيمن، لزيارة أخواله بني عدي بن النجار في المدينة، وبعد أن مكثوا هنالك شهراً، قفلوا راجعين إلى مكة، وفي الطريق لاقت أمه آمنة منيتها، فدفنت في الأبواء، وهي قرية بين مكة والمدينة، فعادت به أم أيمن إلى جده، حيث اضطلعت بدور الأمومة كما كان جده مضطلعاً بدور الأبوة، على أن عبد المطلب قد اختطفته يد المنون، والمصطفى في السنة الثامنة من عمره الشريف.
فتولى رعايته عمه أبو طالب الذي عامله بالحدب والعطف والرعاية الأبوية الفائقة، بشكل لم يحض به أحد من أبنائه قط، فكان ينام في فراشه، ويجلسه في جنبه، ويأكل معه، ويخرجه إذا خرج من داره.. إلى غير ذلك من ألوان الرعاية.
وما أن استقبل الرسول (ص) مرحلة الشباب حتى شمّر عن ساعدي الجد لممارسة العمل لكسب قوته، فرعي الغنم أول عمل مارسه الرسول (ص) كما حدث بذلك جابر بن عبد الله (رضي الله عنه)، قائلاً: كنا مع النبي (ص) نجني الكباث ـ وهو ثمر شجر الأراك الناضج ـ فقال (ص): عليكم بالأسود منه، فإنه أطيبه، فإني كنت أجنيه إذ كنتُ أرعى الغنم، قلنا: وكنت ترعى الغنم يا رسول الله؟
قال: نعم وما من نبي إلا وقد رعاها. (أمين دويدار، صور من حياة محمد)
وقال (ص) يوماً: كنت أرعى الغنم على قراريط لأهل مكة.. (الفروع من الكافي)

فبالرغم من أن الله سبحانه قادر على كفاية عبده ورسوله مشقة العمل، غير أنه تعالى أراد لرسوله أن يكون قدوة للناس، في الاجتهاد في العمل وعدم الاتكال على الناس.
وقد شدد الإسلام الحنيف على ضرورة العمل وأهميته على لسان رسوله (ص) حيث قال (ص): (ملعون من ألقى كلّه على الناس). (نفس المصدر)
وقال (ص): (العبادة سبعون جزءاً أفضلها طلب الحلال). (المصدر السابق)
وقال كذلك: (نعم العون على تقوى الله: الغنى). (المصدر السابق)
وفي الخامسة والعشرين من عمره الشريف، ذهب بتجارة إلى الشام لخديجة بنت خويلد (رضي الله عنها)، حيث كانت خديجة امرأة ذات جمال وشرف وثروة، وقد اعتادت أن تضارب الرجال، بأجر تجعله لهم، وحين ذاع صيت المصطفى (ص)، بين الناس، وعرفت بصدقه وأمانته وكرم أخلاقه، واستقامة سلوكه، عرضت عليه خديجة أن يخرج لها بتجارة إلى الشام وضاربته بأجر أكثر من سابقيه من الرجال، فخرج في قافلة لها بصحبة غلامها ميسرة، فباعا وابتاعا وعادا وافرين، (عاد وافرا: عاد وقد ربح) وراح ميسرة يحدث خديجة عن شمائل محمد (ص)، وسمو أخلاقه، فوقع في نفسها حب الرسول (ص) وأنه أهل لأن يكون لها زوجاً، فأرسلت إليه نفيسة بنت منبه فقالت:
ـ ما يمنعك أن تتزوج؟
ـ ما بيدي ما أتزوج به.
ـ فإن كُفيتَ ذلك، ودُعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ألا تجيب؟
ـ فمن هي؟
ـ خديجة!
ـ كيف لي بذلك؟
ـ عليّ ذلك.. فأجابها بالقبول.
ثم أرسل عمّه، حمزة بن عبد المطلب ـ أو عمّه أبا طالب (على قول) ـ إلى خطبتها من عمها، حيث كان أبوها قد مات، فوقع الاتفاق، وتزوّجها المصطفى (ص) وكان عمره خمساً وعشرين سنة، وعمرها أربعين سنة ـ إذ كانت أرملة ـ وذلك بعد عودته من تجارتها من الشام بشهرين.
وقد انتقل بعد زواجها إلى دارها. وحققا بذلك أروع تلاحم عاطفي، معطر بالود، والوفاء.
وكانت إلى جانب حبها له، امرأة شريفة، ذات بصيرة تُحسِن تصريف الأمور، في روية، تشد من أزره، وتعينه على النوائب، وتخفف من أعبائه.
ثم كانت أول من صدّق رسالته، وبذلتْ كلّ ثروتها من أجل دعوته، وقد قابلها وداً بود، فلم يتزوج سواها حتى لحقتْ بالرفيق الأعلى. وقد ظل طوال حياته يثني عليها، ويذكر مآثرها.
وقد اتسمتْ حياة محمد (ص) بالمثابرة والجد منذ صباه، وإن كان زواجه من خديجة (رضي الله عنها) قد منح حياته (ص) بعض الاستقرار والراحة، ووجد (ص) فيما غمرته به زوجته خديجة (رضي الله عنها) من حنان وعاطفة صادقين ما يعوضه عن عاطفة الأبوة، وحنان الأمومة، اللذين فقدهما في مرحلة الصبا، من حياته الكريمة.
وفي هذه الفترة بالذات بدأت إرهاصات النبوة تتجلى في حياته، ومن أجل ذلك راح يستجيب لمتطلبات هذه المرحلة، فها هو، ينقطع في غار حراء أياماً معلومة، وشهراً متواصلاً في كل عام يقضيه بالعبادة، والتأمل والانقطاع لرب العالمين، بعيداً عن أجواء الجاهلية ومفاسدها، في جو خاص من الإعداد الإلهي، لحمل الرسالة العظمى.
واستمر هذا اللون من الممارسة حتى بلغ الأربعين من العمر حيث أشرق الوحي المقدس على روحه وقلبه حاملاً له أول بيان من الرسالة الخاتمة.
على أنه (ص) طوال الخمسة عشرة سنة، أو العشرين من عمره قبل الدعوة تركزت شخصيته الاجتماعية، فاشتهر بسمو الأخلاق، وكرم النفس والصدق والأمانة، حتى صارت ميزة له دون سواه، كما أسلفنا.
وقد تجلّت قوة شخصيته الاجتماعية في بناء الكعبة المشرفة، فالكعبة قد تعرضت، لسيل جارف، بعد حريق أصابها ممّا سبب ضرراً فادحاً ببنائها، فرأت قريش أن تعيد بناءها، فخرج الوليد بن المغيرة، في نفر من قريش وابتاعوا خشب سفينة كانت قد تحطمت عند جدة، وعدّوه لتسقيفها، وكان بمكة نجار يدعى (باقوم) وهو مولى لسعيد بن العاص، فأمروه أن يمارس البناء.
وقد اشتركت قريش بجميع قبائلها بالبناء، فلما أرادوا وضع الحجر الأسود في موضعه، دبّ النزاع في قريش، حول من يضطلع بشرف وضع الحجر الأسود في موضعه المعلوم، وودّت كل طائفة أن تنال ذلك الشرف دون سواها.
وتأزم الموقف، وكاد أن يفلت الزمام، لولا أن أبا أمية بن المغيرة ـ وكان أسنهم ـ قد اقترح عليهم، أن يحكّموا بينهم، أوّل من يدخل عليهم من باب بني شيبة، فاستجابوا لمشورته وانتظروا طلعة المنقذ، وطلع عليهم المصطفى (ص)، فلما بصروا به، قالوا: هذا الأمين، رضينا به. هذا محمد..!
فلما انتهى إليهم وأخبروه خبرهم، قال (ص): هَلُمَّ إليّ ثوباً. فأتى به، فبسطه على الأرض، ثم وضع الحجر فيه، ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بطرف من الثوب ثم ارفعوه جميعاً. ففعلوا، حتى إذا بلغوا موضعه حمله بيده الشريفة ووضعه في مكانه الخاص.
ولا يفوتنا أن نشير هنا إلى أن المصطفى (ص) قد شارك في حلف الفضول الذي عقد بين زعماء القبائل العربية المشتركة في حرب الفجار المفجعة، حيث حقق الحلف المذكور، نصراً للمظلومين بعد الاتفاق بين الأطراف المتنازعة على درء المظالم، والتعاون على نصرة الحق، والدفاع عن المظلوم.
وقد ورد عن الرسول (ص) ثناء جميل على ما حققه ذلك الحلف بقوله (ص): (ما أحب أن لي بحلف حضرته في دار ابن جدعان حمر النعم (الإبل)، أعذر به هاشم وزهرة وتيم، تحالفوا أن يكونوا مع المظلوم ما بلّ بحر صوفه، ولو دعيت به لأجبت، وهو حلف الفضول).

محبة نصر الله
06-10-2009, 10:33 AM
اللهم صل على محمد و ال محمد

ثآر الله


http://www.jannatalhusain.info/2009//uploads/images/JannatAlhusain-1e72d08dea.gif (http://www.jannatalhusain.info/2009//uploads/images/JannatAlhusain-1e72d08dea.gif)

فراشة الليل
06-11-2009, 02:31 AM
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/fwJ74922.gif

مجنــونه بحـب العبــاس
06-11-2009, 01:33 PM
http://asas123.jeeran.com/%D8%B4%D9%83%D8%B1%D8%A7-%D9%84%D9%83.gif

احرار الزهراء
12-25-2010, 10:29 AM
http://www.m.v90v.com/data/media/19/stop55561b59379aaw9.gif