المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجواهر الملكوتية والاشراقات المعرفية وحقائق إلهية * تجدد يومي


متيمة ابو الحسنين ع
06-10-2009, 05:46 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم
الجواهر الملكوتية والاشراقات المعرفية وحقائق إلهية

سوف نتطرق في بحثنا الجاري عن هذه الحقائق وتوضيح مشارق ولطائف ، لكي يتسنى لكم المعرفة الحقة والوصول إلى غاية المعرفة في الله وعلم الله وأسمائه وصفاته وأحوال النشآت في العوالم الملكوتية الامرية منها والخلقية والذرية ، فكل يوم سنضع عدة افكار وأطروحات واشراقات للمعرفة ومنها عبارات فلسفية توضيحية للوصول الى حقيقة علم الله وخلقه للغاية الى معرفته .


التأويل والحقائق الإلهية :
قال رسول الله (ص)*** (رب أرنا الأشياء كما هي )
وقال إبراهيم (ع)***** (رب هب لي حكما * والحقي بالصالحين)

الحكم هو التصديق بوجود الأشياء المستلزم لتصورها ،
واما العملية فثمرتها مباشرة ، هو عمل الخير لتحصيل الهيئة الاستعلائية للنفس على البدن ، والهيئة الانقهارية للبدن من النفس ،
ولهذا اشار بقوله (ص) (تخلقوا بأخلاق الله) وهي أخلاق الرسول محمد وآله(ص)
كما قال تعالى (وانك لعلى خلق عظيم)
فان استدعاء الخليل (ع) بقوله (وألحقني بالصالحين )
هو إشارة الى فن الحكمة في الصحيفة الملكوتية )
هو في قوله تعالى(ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) وهي صورته التي هي طراز عالم الأمر (. من امر ربي) وقوله (ثم رددناه أسفل سافلين) هي مادته التي هي من الأجسام المظلمة الكثيفة ، ثم استثنى منهم (إلا الذين آمنوا ) أشار الى غاية الحكمة النظرية ( وعملوا الصالحات ) إشارة الى تمام الحكمة العملية
ولهذا قال تعالى (هل يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون )
وقال تعالى (وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)
الآية الأولى تميز الفرد العامل بالحقوق والواجبات المفروضة عليه من غيرهم من الذين لا يعملون،
وإما الآية الثانية تميز الفرد العالم عن الفرد الغير متعلم ، فتكون الأفضلية للعالم والمتعلم .*******





المعرفة:
قوله تعالى :(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق)
ان معرفة الله تعم كافة الخلائق بشتى أساليب المعرفة وسبلها ،
كما قال تعالى :
(فأقم وجهك للدين حنيفا" فطرة الله التي فطر الناس عليها ، لا تبديل لخلق الله ،ذلك الدين القيم ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
فلا ينحصر السبيل إلى معرفة الله في سلوك تلك المسالك الصعبة الغامضة التي قل من يستطيع السير فيها إلا بأجنحة العلم الخفاقة ،
كلا فان ذلك حصر للمعرفة على نوابغ العلم وعباقرة العقل والتفكير رغم عموم التكليف بالمعرفة كما في الحديث القدسي (كنت كنزا مخفيا فأحببت أن اعرف..)
فمن شرح الله صدره للإسلام وقذف في قلبه نور الإيمان يرى ان الله تعالى علما تابعا للمعلوم من صور حقائق الأسماء الإلهية ، ويرى ان له علما متبوعا مقدما على إيجاد المعلوم من صور الموجودات العينية

الحكمة*** والوجود ***والازلية ** والنقطة
قال الامام الصادق (ع) لمحمد بن سنان
(يامحمد : ان في سورة الاحزاب آي محكم ،
لوقدرنا ان ننطق به لنطقنا ،
ولكفر الناس اذا" وجحدوا وضلوا ، ولكن كما قيل :
ومستخبر عن سر ليلى اجبته – بعمياء عن ليلى بغير يقين
يقولون خّبرنا فأنت امينها ---- وما أنا ان خبرتهم بأمين ).


وقيل في الحكمة :
لاتحدث الناس بما يسبق الى العقول انكاره وان كان عند اعتذاره .


وقول الامام زين العابدين (السجاد (ع):
(اني لأكتم من علمي جواهره ** كيلا يرى الحق ذي جهل فيفتننا
وقد تقدم في هذا ابا حسن ** الى الحسين واوصى قبله الحسنا).



الوجود :


الوجود قسمان : عام وخاص :
وجنس الوجود معول عليه في فصل الامكان والوجوب ، فارق بينهما ومميز لهما


فالوجود المطلق وجود الحق سبحانه ،الذي وجوده عين ذاته ونفس حقيقته
فهو لم يزل ولا يزال ، احدا"ابدا"ووجود ماعداه منه وبه وعنه ،
فهو الوجود المقيد ،
وذات الحق سبحانه غير معلومة للبشر ، والا لأحاط الممكن بالواجب وهو محال
(واين التراب من رب الارباب )
فلم يبقى الا معرفة الوجود المقيد وحقيقته هي النقطة واليها معرفة العارفين
وسلوك السالكين والتي هي عين اليقين وحق اليقين.
والنقطة هي الفيض الاول وهي العقل والنور الاول ،
وهي علة الموجودات وحقيقة الكائنالت ومصدر المحادثات
ودليله الحديث القدسي :
(كنت كنزا"مخفيا"فأحببت ان اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف)
فيا عجبا" ممن كان خفاؤه ولاشيء معه ،


فقوله كنت كنز مخفيا": اي في سواتر الغيوب اذ ليس هناك خلق يعرفه ،
وذاك اشارة الى وحدة الذات ،كان الله ولا معه شيء ،


وقوله : فأحببت ان اعرف : اشارة الى ظهور الصفات ،


وقوله : فخلقت الخلق لكي اعرف ، اشارة الى ظهور الافعال ،
وانتشار الموجودات التي كانت رتقا الى صحراء ففتقناها ،
وهو الآن على ماكان اشارة الى انه احدا" ابدا"لم يتكثر بخلقه لانه هو هو ،
فكما تجلت ذاته المقدسة في صفة من الصفات الالوهية مدحت بها ،


وللافعال وجود بين عدمين ،
والوجود بين العدمين في حيز العدم ان كان من وجود الا الله وحده .


ولذلك نطق اهل المعرفة بالقول :
من لاحظ الازلية والابدية واغمض عينه عما بينهما ، فقد اثبت التوحيد،
ومن أغمض عينه عن الازلية والابدية ولاحظ بينهما ، فقد اتى بالعبادة ،
ومن اعرض عن البين والطرفين فقد تمسك بعروة الحقيقة.
ان الباري تعالى بالكلمة تجلى لخلقه وبها احتجب
ثم اوجد طينة آدم في العمل الذي هو عبارة عن الاختراع الاول .......
وان منتهى الحروف الى الالف ومنتهى الالف الى النقطة ،
والنقطة هي عبارة عن نزول الوجود المطلق الظاهر بالباطن ،
ومن الابتداء بالانتهاء ،
اي ظهور الهوية التي هي مبدا الوجود التي لا عبارة لها ولا اشارة .
-------------
(النقطة والالف):
ان كثرة بني آدم منحصرة في وحدة آدم (ع) ودليله قوله (خلقكم من نفس واحدة )
اي من صورة واحدة ومادة واحدة ، وذلك تنبيها" للغافلين وايجازا"للعارفين
وكثرة بني آدم راجعة في بستان الوحدة الى النقطة .
فالنقطة هي عنصر الحكمة ومبدأ المعارف والاكسير الاول
والعهد المأخوذ ، واول الابتداع ، ابتدعه الرب وجعله اصلا"لخلقه وقبلة لعباده
ووجهه ، واطلعه من سره المكنون وعلمه المخزون على ما كان وما يكون ،
وهو واحد العدد خلقه من نور جلاله ،
والابداع المحض والاحد الذي ليس قبله شيء من العدد وهو او موجود
كما قال رسول الله (ص)( انا من الله والكل مني ) (انا وعلي خلقنا من نور الله).
وان الواحد الحق لا يتجزأ ، اذ لو تجزأ لأنقسم ، والمنقسم ليس باّّّّّّله ،
واما الواحد الذي افاض عن الاحد المشار اليه بالعظمة الذي هو
مبدأ كل موجود فهو العقل الاول
وهو اصل العلوم ومبدأ المعارف الذي نزعت منه المعقولات ،
وهو شجرة اليقين ومبدأ الشرع والدين
عليه ثبتت الصلاة ومنه عرفت العبادات وبه تعرف ادوار الزمان ،
وهو هلال العارفين ومبدأ كل مقال
اوله مطابق لآخره ، وآخره مطابق لأوله ، فأوله واحد الذي لا اول له فيعرف
وآخره الواحد الذي لا نهاية له فيوصف.
والنقطة دلت على الذات ، وهي الفيض الاول
الصادر عن ذي الجلال المسمى في الافق العظمة والجمال بالعقل الفعال .
والنقطة هي نور الانوار وسر الاسرار ،


وقال الفلاسفة :
النقطة هي الاصل والجسم حجابه ، والصورة حجاب الجسم، والحجاب
غير الجسد الناسوتي ، دليله من صريح الآيات قوله :
(الله نور السموات والارض..) معناه منور السموات ومنور الارض.
فالله اسم للذات ، والنور من صفات الذات ، صفته في عالم النور ،
وصفوته في عالم الظهور ، فهو النور الاول البديع الفتاح ،
وقوله (ص)( اول ماخلق الله نوري )(انا من الله والكل مني)


وقوله (ص) وما اسنده ورواه احمد بن حنبل
(كنت وعلي نورا بين يدي الرحمن قبل ان يخلق عرشه بأربع عشر سنه)


فهم الكلمة التي تجلى فيها الرب لسائر العالم ،
لان بالكلمة تجلى الصانع للعقول ، وبها احتجب عن العيون ،
فسبحان من تجلى لخلقه حتى عرفوه ، ودل بأفعاله على صفاته حتى وحدوه ،
ودل بصفاته على ذاته حتى عبدوه .


يتبع عن الازلية والابدية

(معرفة الأزلية والأبدية)
الأزلية تعني اللا أولية للكائن ، وانه لا يسبقه عدم ، فلا أول له ولا آخر ، لا زمنيا ولا دهريا ، لا ذاتيا ولا عرضيا ولا أية بداية أو نهاية.
وان الأزلية اللا أولية تستلزم الأبدية اللانهائية دون العكس ،
إذ ان الأبدية تتصور وعرضية دون الأزلية ، والموجود الأزلي الأبدي يسمى سرمديا،
والحدوث يباين الأزلية كليا ، والحادث ماله بداية مهما تطاول عمر .
اذا" فبين الأزلية والحدوث تباين التناقض ، اذ يحيل العقل اجتماعهما في كائن شخص واحد،
حيث المدار فيهما دائر بين النفي والثبات ،
نفي الابتداء وإثباته مثل ( لا اله ** الا الله )
ولهذا قال تعالى (كنت كنزا مخفيا فأحببت أن اعرف فخلقت الخلق ، لكي اعرف).

واعلم بان الأزلي لا يتصف ومحال ان يتصف بصفات الحادث لاستحالة الجمع بين المتباينين وان كان جمعا بين الصفة والموصوف،
اذ ان الموصوف لا يتصف الا بما يلائمه من الصفات لا ما يناقضه كليا،
ويستدل أمير المؤمنين(ع) بآثار الحدوث في المادة على استحالة أزليتها وإنها حادثة الذات،
فان الشيء المخلوق منه الأشياء لا بد ان يكون مع الله أزليا ، إذ أن حدوثه مهما كان انتقال الى الغرض الأول ، وان الأزلي لا يفنى ولا يتغير ، وانه تعالى وان لم يظهر بذاته ومحال ان يظهر ولكنه ظاهر بآياته ومنها آثار قدرته في كل نفس حيث نرى أنفسنا مقهورة لها لا مقهورة لنا فهي من غيرنا وهو الله تعالى.

وقول الإمام الصادق (ع) (ان من أضله الله واعمي قلبه استوهم الحق ولم يستعذبه وصار الشيطان وليّه وربه ويورده موارد الهلكة
معية الله تعالى :
( هو معكم اينما كنتم)
ان هذه المعية ليست ممازجة ولا مداخلة ولا حلول ولا اتحاد ولا معية في المرتبة ولا في درجة الوجود
ولا في الزمان ولا في الوضع ، تعالى عن كل ذلك علوا كبيرا
فهو ( الاول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم).
(سبحان الله عما يصفون الا عباد الله المخلصين) لانهم لا يصفونه سبحانه الا بما وصف به نفسه
وكل صفة زائدة على الذات فوجودها بعد وجود الذات ، لأن ثبوت شيء لشيء فرع ثبوت المثبت له .
وان لجميع الموجودات اصلا واحدا ذاته بذاته فياض للموجودات وبحقيقته محقق الحقائق وبسطوع نور منور للسماوات والارض ،
فهي الحقيقة والباقي شئونه ، وهو الذات غير اسمائه ونعوته وهو الاصل وما سواه اطواره وهو فروعه ،
والسر في هذا القول هو في قول الكتاب الكريم :
(كل شيء هالك الا وجهه ) (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )
وفي الاسماء الالهية ( ياهو يامن هو يامن لا هو الا هو). وهنا سر الاسرار الالهية المشير الى نفس الذات المقدسة .
نسألـكــم الدعــاء


تحياتي لكم اختكم وخادمتكم في الله واهل البيت ع متيمة ابو الحسنين ع

حيدر الكربلائي
06-12-2009, 11:39 AM
اللهم صلِ على محمد على آل محمد وعجل فرجهم الشريف
بارك الله بيج اختي الموالية على المضووع
حفظك المولى

كعبة الأحزان
06-12-2009, 12:42 PM
اللَّهُــــــــمّے صَــــــلٌے و سَلّـــــمّے علَےَ مُحمَّــــــــدْ وَ آلِےَ مُحمَّـــــــــدْ و عجِّـــــــلْ فرَجَهُــــــمّے يَا كَريـــــــــــــــــــــمٍےَ وَإِلْعَنْ أَعـــــــدَاءهِمٍےَ إَلےَ يَــــــومٍےَ الّــدِينْ

http://img264.imageshack.us/img264/7129/91996.gif

عاشقة بيت النبوه
06-12-2009, 04:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
تسلميين أختي على الطرح الرائع
بـــارك اللـــه فيــك
الله يحفظك ويسدد خطاك بالأيمان
موفقه دووما لكل خير
http://www.quran.maktoob.com/vb/up/12661603151119323669.bmp

ضياء الحسين
06-12-2009, 07:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
تسلم اخووي على الطرح الرائع
بارك الله فيك
الله يعطيك الف عافيه
جزاك الله خيرا
موفق دوووما ان شاء الله
http://m002.maktoob.com/alfrasha/up/1515658364817594415.gif (http://m002.maktoob.com/alfrasha/up/1515658364817594415.gif)

بــرآءهہٌ
06-13-2009, 02:55 AM
اللهہٌم صلي على محمد وآل محمد

يعطيــــــــ 1000 ــــــك
عـــــــــآفيـــــــهہٌ
ـآخــــتيہٌ
وربــــي يجازيك كلـــ خـــــــــير
وزقكـ سعــــــــــآدة
الداريــــــــــــن

بـــراءهہٌ

متيمة ابو الحسنين ع
06-13-2009, 06:40 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم
سلمتم اخواتي على مروركم الكريم ونورتو صفحتي المتواضعه موفقين لكل خير بحق محمد والة الاطهار

تحياتي لكم اختكم وخادمتكم في الله واهل البيت ع متيمة ابو الحسنين ع