متيمة ابو الحسنين ع
06-21-2009, 08:56 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم
اتباع العقل
يسأل يعقوب بن السكيت من الإمام الرضا ( ع ) أسئلة حول معاجز الأنبياء ، وبعد أن يجيبه عن تلك الأسئلة ، يسأله عن الحجة القاطعة والدليل الساطع على نبوة النبي محمد ( ص ) قائلا: « فما الحجة على الخلق اليوم ؟ فقال ( ع ) : العقل » ([1] (http://www.nrnr10.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn1) )
يشير الامام الرضا عليه السلام بكلامه هذا ، إلى أن الأفراد يجب أن ينظروا في تعاليم القرآن بنظر العقل والدقة ، ويوجهوا أفكارهم إلى حقيقة ساطعة هي :
أن النبي ( ص ) قام في عالم مظلم ودور جاهلي أهوج ، في الحجاز . . . حيث مظاهر البداوة والتفرقة والحزازات ، حيث لا مدرسة ولا مكتبة ، ولا حديث عن العلم والعالم ، ولا أثر للمنطق والتفكير . . .
قام في مثل ذلك الدور العصيب - وهو أمي لم يدرس عند أحد - فأخذ يدعو الناس إلى الايمان ، بحماس وثبات شديدين ويهديهم إلى شاطئ الأمن والسعادة ، وأخذ يقول في كل شيء كلمته بمنطق صحيح ودليل قاطع ، ووضع القوانين لكل جانب من جوانب الحياة ، وأخذ بيد تلك الأمة المتأخرة إلى حيث العزة والكمال والعظمة . . .
ولا تزال تعاليمه الرصينة تهب الحياة للبشرية من دون أن تفقد قيمتها العلمية والاجتماعية . . . في مثل هذه الظروف وعلى مثل هذه الأوضاع يحكم العقل - بلا تردد - بأن البشر العادي - سواء في أمسه أو يومه - يستحيل عليه أن يقوم بعمل جبار كهذا ويترك هذه الآثار العظيمة في الجوانب المختلفة من الحياة . فليس ذلك النبوغ وتلك العظمة وهذه الرصانة في التعاليم إلا نتيجة الاتصال الوثيق بخالق الكون عن طريق الوحي والالهام . { إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ }([2] (http://www.nrnr10.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn2)). وليس معنى الايمان بالنبي والنبوة إلا هذا الاعتقاد بالارتباط المعنوي بين النبي (ص ) والله تعالى وكونه سفيرا له على وجه الأرض ، لهداية البشر إلى الصراط المستقيم، وهذا هو المائز الحقيقي الذي يفصل بين النبي وبين الفلاسفة والعلماء العاديين ،فالعلماء قد درسوا في فرع واحد أو عدة فروع من العلوم بصورة اعتيادية ، ومن طريق الكتاب والمدرسة والمعلم وما شاكل ذلك حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه . . . بينما النبي( ص ) أمي لم يدرس عند أحد ، لكنه تلقى الوحي والإلهام من الله تعالى ، فكان هو مدرسة الأجيال كلها ، وكتاب العلماء كلهم ، وأستاذ المعلمين كافة . وفي الختام نرجو أن نعمل على هدى النبي وأهل بيته الكرام عليهم الصلاة والسلام . متخذين من العقل الصحيح أقوى دليل على الإيمان والثبات على العقيدة .
[1] (http://www.nrnr10.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref1)إثبات الهداة ج 1 / 80 .
[2] (http://www.nrnr10.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref2)سورة الأحقاف ، الآية : 9
تحياتي لكم اختكم وخادمتكم في الله واهل البيت ع متيمة ابو الحسنين ع
اتباع العقل
يسأل يعقوب بن السكيت من الإمام الرضا ( ع ) أسئلة حول معاجز الأنبياء ، وبعد أن يجيبه عن تلك الأسئلة ، يسأله عن الحجة القاطعة والدليل الساطع على نبوة النبي محمد ( ص ) قائلا: « فما الحجة على الخلق اليوم ؟ فقال ( ع ) : العقل » ([1] (http://www.nrnr10.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn1) )
يشير الامام الرضا عليه السلام بكلامه هذا ، إلى أن الأفراد يجب أن ينظروا في تعاليم القرآن بنظر العقل والدقة ، ويوجهوا أفكارهم إلى حقيقة ساطعة هي :
أن النبي ( ص ) قام في عالم مظلم ودور جاهلي أهوج ، في الحجاز . . . حيث مظاهر البداوة والتفرقة والحزازات ، حيث لا مدرسة ولا مكتبة ، ولا حديث عن العلم والعالم ، ولا أثر للمنطق والتفكير . . .
قام في مثل ذلك الدور العصيب - وهو أمي لم يدرس عند أحد - فأخذ يدعو الناس إلى الايمان ، بحماس وثبات شديدين ويهديهم إلى شاطئ الأمن والسعادة ، وأخذ يقول في كل شيء كلمته بمنطق صحيح ودليل قاطع ، ووضع القوانين لكل جانب من جوانب الحياة ، وأخذ بيد تلك الأمة المتأخرة إلى حيث العزة والكمال والعظمة . . .
ولا تزال تعاليمه الرصينة تهب الحياة للبشرية من دون أن تفقد قيمتها العلمية والاجتماعية . . . في مثل هذه الظروف وعلى مثل هذه الأوضاع يحكم العقل - بلا تردد - بأن البشر العادي - سواء في أمسه أو يومه - يستحيل عليه أن يقوم بعمل جبار كهذا ويترك هذه الآثار العظيمة في الجوانب المختلفة من الحياة . فليس ذلك النبوغ وتلك العظمة وهذه الرصانة في التعاليم إلا نتيجة الاتصال الوثيق بخالق الكون عن طريق الوحي والالهام . { إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ }([2] (http://www.nrnr10.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn2)). وليس معنى الايمان بالنبي والنبوة إلا هذا الاعتقاد بالارتباط المعنوي بين النبي (ص ) والله تعالى وكونه سفيرا له على وجه الأرض ، لهداية البشر إلى الصراط المستقيم، وهذا هو المائز الحقيقي الذي يفصل بين النبي وبين الفلاسفة والعلماء العاديين ،فالعلماء قد درسوا في فرع واحد أو عدة فروع من العلوم بصورة اعتيادية ، ومن طريق الكتاب والمدرسة والمعلم وما شاكل ذلك حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه . . . بينما النبي( ص ) أمي لم يدرس عند أحد ، لكنه تلقى الوحي والإلهام من الله تعالى ، فكان هو مدرسة الأجيال كلها ، وكتاب العلماء كلهم ، وأستاذ المعلمين كافة . وفي الختام نرجو أن نعمل على هدى النبي وأهل بيته الكرام عليهم الصلاة والسلام . متخذين من العقل الصحيح أقوى دليل على الإيمان والثبات على العقيدة .
[1] (http://www.nrnr10.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref1)إثبات الهداة ج 1 / 80 .
[2] (http://www.nrnr10.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref2)سورة الأحقاف ، الآية : 9
تحياتي لكم اختكم وخادمتكم في الله واهل البيت ع متيمة ابو الحسنين ع