المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نامو طويلا الى زمن مجهول ..قصة قصيرة


نجمة الحياة
06-22-2009, 06:06 AM
زيد ، زيد ، زيد )


جلس الابن على نداء الأب لحروف اسمه


" نعم يا أبي "


هيا قم يا بني فالساعة تشير الى السادسة ، ألن تذهب الى جامعتك ؟


" بلى يا أبي ولكن ليس الآن ، انما عند الثامنة " ولكن يا أبي لما لم توقظني للصلاة قبلاً فقد تأخر الوقت !؟"


( قلت انك تعب لأدعك ترتاح ومتى ما استيقظت تصلي )


لا يا أبي ان الصلاة أحق من الجامعة "


حسناً ، حسناً ، هيا قم ولا تكثر الكلام > قالها بصوت بغيض لحكمة ابنه .


لم يعجبه ذلك فحمل نفسه و ذهب الى عمله .


قال زيد في نفسه " ماذا دهاه يوقظني للجامعة ويتركني نائم وقت الصلاة ، استغفر الله "


قام زيد و اعد نفسه و توضأ ووقف يناجي ربه في صلاته بخشوع " يارب أكرمني طعم عفوك و أمتني ان كان الموت خير لي "


جلس زيد يتأهب للجامعته بعد ان أدى فرضه الواجب ، الا وهاتف يأتيه من صديقه ميمون قائلاً : صباح الخير يازيد


هل أنت مستعد ؟ فموعد الاختبار بعد ساعة لابد لنا ان نسرع حتى نلحق به >


أجاب زيد :


" صباح النور يا ميمون . أني في أوج استعدادي لأي امتحان مادامت رعاية الباري معنا .."


حسناً سألقاك في الجامعة عند القاعة رقم ثمانية ، أتفقنا ؟


" ها أنا في طريقي يا ميمون الى هناك ...."


خرج زيد كما وعد صديقه و الأمل و الفأل الحسن نصب عينيه ، و ثقته بحراسة المولى له .


وقبل عودة الابن زيد الى منزله ، رجع والده من عمله و جعل يأخذ قسطاً من الراحة ، وبعد مضي حوالي الساعة و النصف الا و زيد يدخل المنزل ، لكن كيف هي حالته !؟


وجهه لا يطمئن ، رجع مكتئباً و يداه ترتجفان من شدة الخوف ، بالكاد تخرج كلمة واحدة من فمه ,


الس س سسسسلام عليك يا أبي ". قال زيد لوالده .


( وعليك السلام ) ها ماذا هناك ؟ وجهك لا يبشر بالخير و بالتأكيد مثل كل سنة )


قال زيد :


" أبي صدقني ذاكرت جيداً لكن الأسئلة كانت محورة ولم أستطع الا حل القليل منها ، أعدك يا أبي أني سأقدم جيداً في المواد الأخرى "


أسكت ، اسكت ، ولا تتفوه بكلمة ، أنت فتى غبي ، غبي جداً ) قاطع الأب ابنه .


كم صرفت عليك من شقاي و تعبي من اجل أن تأتي لي بدرجات عالية و أدخلتك الى أرقى الجامعات ، و جعلت لك حساباً باسمك في المصرف علك تظهر يوماً دكتوراَ و أفتخر بك ، أنظر الى محمد و يعقوب و أيمن ( يشير الى أبناء عمابنه ) كل واحد منهم حمل رسالة مجاستير و دكتوراه ، لكن أنت لا يفيد معك شيء ، ستظل طوال حياتك في غباء ،


أنت غبي ، أنت أحمق ، أغرب عن وجهي لا أريد أن أرى وجهك أذهب )


ذهب زيد مسرعاً الى غرفته و أقفل الباب وراءه و سقط أرضاً يبكي و يبكي و يندب حظه .


" لماذا يا أبي تكرهني الى هذه الدرجة ، فقط لأني لم أصبح طبيب أو مهندس ، وهل أموالك التي صرفتها من أجل الفخر بي ، لا ياأبي ، أنا ابنك ومن صلبك في الآخر ، أريدك أنت ، اقبل الي يا أبي بنور وجهك البشر . ولا تعرض عني الى حيث زينة الحياة ، تعمل ليلاً نهاراً وتقول كله لأجلي ، لا لا يا أبي ليس لي وانما من أجل شهوة نفسك و ملذات حياتك ، لم تعطني شيئاً يوما ً ...................... "




قال زيد كلامه بحرقة ولطالما كتمها لسنين .


بقي هكذا الى أن خيم الصمت جداران الغرفة ، ولزم الهدوء رياح الوجع ، ما من كلمة ألم .


ماذا حل بزيد ، أتراه قد سكنت نفسه و نام ليأخذ راحته من بعد الحسرة .




ربما




لكن أبا زيد احتار في نفسه " ترى لما قد هدأ زيد ، ليس له صوت " قال في نفسه بعد مضي أربع ساعات على الموقف المهول .


ظل أبا زيد و الرعب يدب في نفسه .


صعد الى غرفة ابنه فوراً يشتم الخبر بالذي حل بولده من سكينة ، طرق الباب مراراً وجعل ينادي " زيد ، زيد هل نمت يابني ؟ "


ما من اجابة !


أعادها ثانية فهو لم يعتاد على أن يسأل ابنه و يتجنبه بالسكوت


زيد ، أجبني يا بني ، أنا والدك . ان كنت مستيقضاً و لا تريد مكالمتي فقط أعلمني أنك تسمعني ."


ما من جواب !


دخلت الشكوك في نفسه ، و قرر أن يفتح الباب بقوة ليطمئن على ابنه . رفس باب الغرفة برجله بكل قوة و قهر و أنفتح الباب ، وكان ما لم يحب أن يراه .


كان زيد منطرحاً على الأرض لا يحرك ساكناً ، ما من نبضة تدق ضلوع ابنه .


انهال الوالد المفجوع لذلك و أخذ بتحريك ابنه بقوة عله يكون غائباً عن وعيه و يستيقظ ، لكن ما من بصيص أمل .


أخذ يمسك بيديه الباردتين ، الا وورقة صغيرة في يد ابنه قد سقطت يده عليها .


فتح الأب الورقة التي وضعت فيها الأمنية التي كان زيد يريدها في حياته ، قرأها الوالد الحزين لفراق ابنه ليرى ماذا كان الحرف الأخير المكتوب بحبر ابنه الصافي :


قرأها و حشرجة صوته تعلو المكان :




(أبي ، لم أكن أريد مالك يوماً !.)


كتبها زيد وخاطره كان يتوق لحنان أبً


لم يصدق الأب ما قرأ لأنه كان في اعتقاده أن حنانه لأبنه كان بوهب ماله ، لكن سرعان ما بطل هذا الفكر الحقير .


صرخ الأب صرخة لم يكاد قلبه يحتمل اعترافات جريمته و أقتراف ذنبه . فقد رحل الابن الآن !


كيف أعوض حناني له ؟


زيد ، كلمني يا روح قلبي ، أنطق كلمة واحدة ترد الروح الى قلب أبيك ال ميت


آآآه آآآآآه بني ؛ حبيبي يا قنديل حياتي يا ولدي ! عد الى أبيك ...


آآآآآآآآآآآآه


تأوهات أعقبتها حسرات خرجت من أحشاءه لعلها تطبب النفس القاهرة .




جعل يبكي و يبكي وقد تناثرت دموع الوله و الفراق الى ان خرجت روحه فوق روح ابنه الغالي


وناموا طويلاً الى زمن مجهول ...




فكانت مأساة سببها استسلامه لفكره الضال الذي غشي بصره عن شمس الحقيقة ...






عمل اشترك فيه فكري و قلمي


أتمنى أن يحوز على رضاكم ، وان شاء الله بكلماتي المتواضعة هذه قد وصل الى ذهن الآباء ما قصدته:14:

♥الحب الأجمل♥
06-22-2009, 07:25 AM
yeslamo 3la al-qesah

ta7yatey

أبو رباب
06-22-2009, 08:21 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
يسلموووووو اختي الكريمة نجمة الحياة
على الطرح الراااائع والمعبر للقصة
الله يعطيك العافية
بأنتظار جديدك