المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا منع الإمام الحسن (ع) من الدفن بجوار جده الرسول (ص)


فدوه لعيونك أني ياعمي
06-25-2009, 10:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ابن عباس مع عائشة في دفن الإمام الحسن ( عليه السلام)عند جدِّه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومنع مروان بن الحكم من دفنه
قال القرطبي : لمَّامات الحسن ( عليه السلام ) أرادوا أن يدفنوه في بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فأبت ذلك عائشة ، وركبت بغلة ، وجمعت إليها الناس ، فقال لها ابن عباس : كأنكِ أردتِ أن يقال : يوم البغلة كما قيل : يوم الجمل ؟
قالت : رحمك الله، ذاك يوم نسي.
قال : لا يوم أذكر منه على الدهر.
وقال اليعقوبي : لمَّا حضرته ( عليه السلام ) الوفاة قال لأخيه الحسين) عليه السلام ) : يا أخي ! إن هذه آخر ثلاث مرار سقيت فيها السمَّ ، ولم أسقه مثلمرَّتي هذه ، وأنا ميِّت من يومي ، فإذا أنا متُّ فادفنّي مع رسول الله ( صلى اللهعليه وآله وسلم ) ، فما أحدٌ أولى بقربه منّي ، إلاَّ أن تمنع من ذلك فلا تسفك فيهمحجمة دم.
ثمَّ أخرج نعشه يراد به قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم( ، فركب مروان بن الحكم
وسعيد بن العاص ، فمنعا من ذلك ، حتى كادت تقع فتنة.
وقيل : إن عائشة ركبت بغلة شهباء ، وقالت : بيتي لا آذن فيه لأحد ، فأتاها القاسم بن محمّد بن أبي بكر ،فقال لها : يا عمَّة ! ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر ، أتريدين أن يقال : يوم البغلة الشهباء ؟ فرجعت.
واجتمع مع الحسين بن علي ( عليهما السلام( جماعة وخلق من الناس ، فقالوا له : دعنا وآل مروان ، فوالله ما هم عندنا إلاَّكأكلة رأس.
فقال : إن أخي أوصاني أن لا أريق فيه محجمة دم
وروى أبو الفرج الإصفهاني ، عن عمير بن إسحاق قال : كنت مع الحسن والحسين) عليهما السلام ) في الدار ، فدخل الحسن المخرج ، ثمَّ خرج فقال : لقد سقيت السمَّمراراً ، ما سقيته مثل هذه المرَّة ، ولقد لفظت قطعة من كبدي فجعلت أقلِّبها بعودمعي ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : من سقاكه ؟ فقال : وما تريد منه ؟ أتريد أنتقتله ؟ إن يكن هو هو فالله أشدُّ نقمة منك ، وإن لم يكن هو فما أحبُّ أن يؤخذ بيبريءٌ.
ودفن الحسن ( عليه السلام ) في جنب قبر فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، في البقيع ، في ظلّة بني نبيه ، وقد كان أوصى أن يدفن مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فمنع مروان بن الحكم من ذلك ، وركبت بنوأميَّة في السلاح ، وجعل مروان يقول : يا رُبَّ هيجا هي خير من دعة ، أيدفن عثمان في أقصى البقيع ويدفن الحسن ( عليه السلام ) في بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآلهوسلم ) ؟ والله لا يكون ذلك أبداً وأنا أحمل السيف ، فكادت الفتنة تقع.
وأبى الحسين ( عليه السلام ) أن يدفنه إلاَّ مع النبيِّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقال له عبد الله بن جعفر : عزمت عليك بحقّي ألا تكلَّم بكلمة ، فمضىبه إلى البقيع ، وانصرف مروان بن
الحكم.
وقال علي بن طاهر بن زيد : لمَّا أرادوا دفنه ركبت عائشة بغلا ،واستنفرت بني أميَّة ; مروان بن الحكم ، ومن كان هناك منهم ومن حشمهم ، وهو القائل :

فيوماً على بغل

ويوماً على جمل

وروى الشيخ الطوسي عليه الرحمة ، عن ابن عباس ما جاءفي وصيَّة الإمام الحسن بن علي ( عليهما السلام ) لأخيه الحسين ( عليه السلام ) ،ومما جاء فيها : فإنّي أوصيك ـ يا حسين ـ بمن خلَّفت من أهلي وولدي وأهل بيتك ، أنتصفح عن مسيئهم ، وتقبل من محسنهم ، وتكون لهم خلفاً ووالداً ، وأن تدفنني مع جدّيرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فإني أحقُّ به وببيته ممن أدخل بيته بغيرإذنه ، ولا كتاب جاءهم من بعده ، قال الله تعالى فيما أنزله على نبيِّه ( صلى اللهعليه وآله وسلم ) في كتابه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَتَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ، فوالله ما أذن لهم في الدخول عليه في حياته بغير إذنه ، ولا جاءهم الإذن في ذلك من بعد وفاته ، ونحن مأذون لنا في التصرُّف فيما ورثناه من بعده ، فإن أبت عليكالامرأة فأنشدك بالقرابة التي قرَّب الله عزَّوجلَّ منك ، والرحم الماسّة من رسولالله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن لا تهريق فيَّ محجمة من دم حتى نلقى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فنختصم إليه ، ونخبره بما كان من الناسإلينا بعده. ثم قبض ( عليه السلام(
قال ابن عباس : فدعاني الحسين ( عليه السلام ) وعبد الله بن جعفر وعلي بن عبدالله بن العباس ، فقال : اغسلوا ابن عمِّكم، فغسلناه وحنّطناه وألبسناه أكفانه ، ثمَّ خرجنا به حتى صلَّينا عليه في المسجد ،وإن الحسين ( عليه السلام ) أمر أن يفتح البيت ،
فحال دون ذلك مروان بن الحكم ، وآل أبي سفيان ، ومن حضر هناك من ولد عثمان بن عفان، وقالوا : أيدفن أميرالمؤمنين عثمان الشهيد القتيل ظلماً بالبقيع بشرِّ مكان ،ويدفن الحسن ( عليه السلام ) مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟! والله لايكون ذلك أبداً حتى تكسر السيوف بيننا ، وتنقصف الرماح ، وينفد النبل.
فقالالحسين ( عليه السلام ) : أما والله الذي حرَّم مكة ، لَلْحسن بنُ عليٍّ بنُ فاطمةأحقُّ برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبيته ممن أدخل بيته بغير إذنه ، وهووالله أحقُّ به من حمَّال الخطايا ، مسيِّر أبي ذر ( رحمه الله ) ، الفاعل بعمَّارما فعل ، وبعبد الله ما صنع ، الحامي الحمى ، المؤوي لطريد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لكنَّكم صرتم بعده الأمراء ، وبايعكم على ذلك الأعداء وأبناءالأعداء.
قال : فحملناه ، فأتينا به قبر أمِّه فاطمة ( عليها السلام ) فدفنّاه إلى جنبها.
قال ابن عباس : وكنت أول من انصرف ، فسمعت اللغط ، وخفتأن يعجل الحسين ( عليه السلام ) على من قد أقبل ، ورأيت شخصاً علمت الشرَّ فيه ،فأقبلت مبادراً ، فإذا أنا بعائشة في أربعين راكباً على بغل مرحَّل ، تقدمهموتأمرهم بالقتال ، فلمَّا رأتني قالت : إليَّ إليَّ يابن عباس ! لقد اجترأتم عليَّفي الدنيا ، تؤذونني مرَّة بعد أخرى ، تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أهوى ولا أحبُّ.
فقلت : واسوأتاه ! يوم على بغل ، ويوم على جمل ، تريدين أن تطفئي فيه نورالله ، وتقاتلي أولياء الله ، وتحولي بين رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبين حبيبه أن يدفن معه ، ارجعي فقد كفى الله ( تعالى ) المؤنة ، ودفن الحسن ( عليهالسلام ) إلى جنب أمِّه ، فلم يزدد من الله ( تعالى ) إلاَّ قرباً ، وما ازددتم منهوالله إلاَّ بعداً ، يا سوأتاه ! انصرفي فقد رأيت ما سرَّك.
قال : فقطَّبتفي وجهي ، ونادت بأعلى صوتها : أما نسيتم الجمل يابن
عباس ؟ إنكم لذوو أحقاد.
فقلت : أما والله ما نسيه أهل السماء ، فكيف ينساهأهل الأرض ؟! فانصرفت وهي تقول :

فألقت عصاها فاستقرَّت بها النوى

كما قرَّعيناً بالإياب المسافر

وجاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 16/13 ـ 14 ، قال : روى المدائني ، عن يحيى بن زكريا ، عن هشام بن عروة ، قال : قال الحسن ( عليه السلام ) عند وفاته : ادفنوني عند قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلاَّ أن تخافوا أن يكون في ذلك شرٌّ ، فلمَّا أرادوا دفنه قال مروان بن الحكم : لايدفن عثمان في حشّ كوكب(2)ويدفن الحسن ها هنا ، فاجتمع بنو هاشم وبنوأميَّة ، وأعان هؤلاء قوم ، وهؤلاء قوم ، وجاءوا بالسلاح ، فقال أبو هريرة لمروان : أتمنع الحسن ( عليه السلام ) أن يدفن في هذا الموضع ، وقد سمعت رسول الله ( صلىالله عليه وآله وسلم ) يقول : الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنّة ؟! قال مروان : دعنا منك ، لقد ضاع حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذ كان لا يحفظه غيرك وغير أبي سعيد الخدري ! وإنّما أسلمت أيام خيبر ..
وروى ابن عساكر ،عن محمّد بن الضحاك الحرامي قال : لمَّا بلغ مروان ابن الحكم أنهم قد أجمعوا أنيدفنوا الحسن بن علي ( عليه السلام ) مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جاءإلى سعيد بن العاص ـ وهو عامل المدينة ـ فذكر ذلك له ، فقال : ما أنت صانع فيأمرهم ؟
فقال : لست منهم في شيء ، ولست حائلا بينهم وبين ذلك
قال : فخلِّني وإيَّاهم.
فقال : أنت وذاك.
فجمع لهم مروان مَنْكان هناك من بني أميّة وحشمهم ومواليهم ، وبلغ ذلك حسيناً ، فجاء هو ومن معه فيالسلاح ليدفن حسناً في بيت النبيِّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأقبل مروان فيأصحابه وهو يقول : يا ربَّ هيجا هي خير من دعة ، أيدفن عثمان بالبقيع ، ويدفن حسنفي بيت النبيِّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ والله لا يكون ذلك أبداً وأنا أحملا السيف.

فلمَّا صلوا على حسن ( عليه السلام ) خشي عبدالله بن جعفر أن يقع في ذلك ملحمة عظيمة ، فأخذ بمقدَّم السرير ، ثمَّ مضى نحو البقيع

المصادر


تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : 13/290 ـ 291. الأمالي ، الشيخ الطوسي : 160 ، بحار الأنوار ، المجلسي : 44/151 ح 22. مقاتل الطالبيين ، أبو الفرج الإصفهاني : 48 ـ 49. تأريخ اليعقوبي : 2/225. بهجة المجالس وأنس المجالس ، القرطبي : 1/100.

كعبة الأحزان
06-26-2009, 01:01 PM
http://www.jannatalhusain.info/2009//uploads/images/JannatAlhusain-ea923bce01.gif

متيمة ابو الحسنين ع
06-27-2009, 07:11 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم
سلمت يمناكي عزيزتي وجعلها في ميزان اعمالكي موفقة لكل خير بحقهم ياكريم
تحياتي لكم اختكم وخادمتكم في الله واهل البيت ع متيمة ابو الحسنين ع

ام حيدر الكرار
06-28-2009, 12:01 AM
السلام على المظلوم المسموم

الحسن بن علي و رحمة الله و بركاته

عبير الاحلام
07-05-2009, 12:33 AM
http://www.jannatalhusain.info/2009//uploads/images/JannatAlhusain-ea923bce01.gif