المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفتاة المحروقة ...أقرؤوها للأهميه


حنين الايام
07-03-2009, 02:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد وعجل فرجهم


قرأت لكم هذه القصة من كتاب ( أموات يصفون الموت)
للكاتب : الدكتور لبيب بيضون
----------------------------------------------------------


يحكي أنه كان في قرية شيخ جليل ، يقوم بأمامة الناس في الصلاة ، وكانت له بنت قد بلغت عمر الورود ، وكان يحبها حبا جما .

فلما بلغت الثامنة عشرة من عمرها مرضت مرضا شديدا أودى بحياتها ، فماتت وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة في حجر أبيها ، فشقت تلك المصيبة عليه ، وبلغت مبلغها منه ، حتى أذهلته عن كل ما حوله ، ولولا أيمانه بربه ، وما كتبه من قضائه وقدره ، لنفذ صبره وفقد أرادته .

وشيع الشيخ مع أهل القرية ابنته الغالية بالدموع والحسرات ، الى مقرها البعيد ومثواها الأخير ، ولما أنزلت في لحدها ومددت في حفرتها ، آثر الشيخ ان ينزل أليها ليلقنها أصول دينها ، ويودعها الوداع الأخير ، ثم هيل عليها التراب وسدت نواحي القبر وطين عليه ، حتى أظلم القبر بمن فيه ، أذ لم يعد لشعاعة نور أ تنفذ اليه .

ورجع المشيعون أدراجهم مع شيخهم الى دورهم ، وقد تركوا الفقيدة ، في دارها فريدة ، وفي حفرتها وحيدة ، رهن القبور الموحشة والرحاب المقفرة .
وكان أصدقاء الشيخ الأوفياء ، حيث وجدوا شيخهم في غمرة مصيبته مذهولا عن كل شيء ،،،، أن قاموا بكل مراسم التشييع والدفن ، ودفعوا عنه نفقات تلك الأعمال ، فلما قفلوا راجعين شكرهم الشيخ على أخلاصهم ووفائهم بصحبته ،،،، ومد يده الى جيبه ليخرج حافظة نقوده ( الدزدان ) فيسسدد لهم ما دفعوه ، فأذا به يصاب بخيبة كبيرة ، اذ لم يجد في جيبه شيئا ، لقد فقد الدزدان بكل ما فيه من مال وفير .


وذهب في الحال الى داره يفتش عن الحافظة دون جدوى وخيم الظلام وهو في حيرة كبيرة ،،، أين ذهب الدزدان ؟ ! .... وبات ليلته ضجيع قلق يفكر في أمر نقوده ...وفجأة لمعت في مخيلته بارقة أمل ،،، حين طفق يسائل نفسه : لعل الدزدان قد أسقط مني في القبر أثناء نزولي لتوديع أبنتي ! أنه آخر سهم يمكن أن يصيب ، ولكن كيف السبيل الى الوصول الى الدزدان ، وهل من المعقول أن يفتح القبر من أجل شيء تافه كهذا ، مبلغ من المال مهما بلغ ؟! وطفق يقلب الأمر في عقله دون أن يغمض له جفن ، ثم قال : (( ولكن اذا تركت الدزدان في القبر فما فائدة الميت به ؟! ان الحي أحوج الى ذلك المال من الميت ، وهو مبلغ كبير أنا في حاجة اليه وأستقر رأيه على فتح القبر مهما كانت النتيجة .


وفي اليوم التالي صلى بأصحابه صلاة الظهرين ، ثم خلص بمفرده الى المقبره ، ليستأذن الحفار في فتح القبر ،،،، فتردد الحفار ولكنه أغراه بالمال ، فجاء بالمعول وباشر بحفر القبر حتى كشف أحدى بلاطاته ونظر الشيخ مترقبا الى داخل القبر وقد أضاء بعد ظلمه ، فأذا به يجد الدزدان ملقى في ناحية من نواحي القبر ،،، ولكنه ذهل عن الدزدان حين حدق ببصره في طول القبر وعرضه فلم يجد فيه ابنته التي أنزلها البارحه بيده الى القبر ، فأوجس خيفة مما رأى وكاد يجن جنونه مما شهد ، وهو يفرك عينيه لعله يكون في حلم أو لعله أصيب بضعف البصر من شدة محنته ولكنه تأكد أن القبر قد فرغ مما فيه .


وعاد الشيخ أدراجه الى القرية مذهولا مقهورا لا يدري ما يفعل ولا يود أن يبوح بسره الى أحد .... وطفق يسائل نفسه : ما الحيلة الى معرفة سر الحقيقة فيما حصل ؟
وكان في القرية ناسك يتعبد في منطقة نائية من الرابية التي تطل على القرية فأهتدى الشيخ ببصيرته الى أن يذهب الى ذلك الناسك فيحكي له قصته ويسأله عن سرها لعله يفك شيئا من رموزها الخفية .
وصعد الرابية الى الناسك الوحيد يقبل الأرض بين يديه ويقص عليه فصول مأساته المحزنة ، فقال له الناسك : " أمهلني حتى أصلي ركعتين لله " وما أن أنفتل من صلاته حتى قال للشيخ : لقد رأيتها ، لقد رأيتها ... أنها تصلي على حطب جهنم ، أذهب الآن الى قبرها تجدها فيه ، فأنها تكون قد رجعت بعد أن أنتهت من صلاتها ، قال الشيخ : وكيف يكون ذلك يا سيدي ؟ قال الناسك : أن أبنتك قد ماتت وعليها صلوات فائته وان الله رحمة بك وبها سمح لها أن تقضي هذه الصلوات على نارجهنم ، وأذن لها أن تقضي في كل وقت فريضة صلاة من صلواتها الفائته ، وهي ستظل على تلك الحال حتى تقضي كل ما عليها .

فأندفع الشيخ المسكين الذي أحترق قلبه على أبنته ، من أعلى الرابية الى المقبرة مباشرة ، وهو متلهف للنظر الى أبنته والتحقق من كلام الناسك .
فلم يكد يصل الى القبر حتى وجد ابنته مسجاة في القبر بلحمها وعظمها ، ولكنه فوجىء لما رآها بمنظر تقشعر له الأبدان ، فقد أحترقت جبهتها وكفاها وركبتاها وأطراف أصابع قدميها .

أبو رباب
07-03-2009, 02:47 AM
اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرجهم واحفظنا بهم
تسلم الايادى
على المجهود الرائع
يعطيك الف عافية
بانتظار جديدك
تحياتى

محبة النبراس
07-03-2009, 10:32 PM
يسلمو على الموضوع الرائع

حنين الايام
07-04-2009, 05:52 PM
اشكركم ع تواجدكم في متصفحي
لك ارق التحيات

كنانه
07-04-2009, 06:33 PM
يالله بحسن الخاتمه
يسلمو على الموضوع

احلاآآآآآآآآآآآآ بنوته كيوووت
07-05-2009, 09:00 PM
يعطيــــــــــــــــك الف عافية

على القصة الرائعة

ننتظر جديدك

تحياتي

حنين الايام
07-06-2009, 02:33 AM
http://www.althkra.net/pic/ep/Z7.gif

موالية علي
07-06-2009, 03:47 AM
يالله حسن الخاتمة

اللهم نستغفرك ونتوب اليك من كل ذنب

اميرة الخيال
07-06-2009, 04:01 AM
يسلموو ع الطرح الرائع والجميل

الله يعطيك الف عافية سلمت يداك

بانتظار الجديد ع احر من الجمر

تحيااتي

اميرة الخيال

كوثر المحبة
07-06-2009, 03:33 PM
يسلموووو ع القصة في ميزان اعمالك