المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قول وفعل وإقرار


د.محمودالسعداوي
05-19-2008, 01:04 PM
لقد بكى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على عمه أبي طالب (عليه السلام) وعلى عمه الحمزة وجعفر الطيار وزيد ابن الحارث وعبد الله ابن رواحة وعلى ولده إبراهيم وعلى أمه آمنة عندما كان (صلى الله عليه وآله وسلم) , وعلى سعد ابن عبادة . وقد اقر (صلى الله عليه وآله وسلم) بكاء البكائين , وكذلك نراه (صلى الله عليه وآله وسلم) حث على البكاء كما حث وأمر بالبكاء على جعفر وحمزة (عليهما السلام) وقد تصدى (صلى الله عليه وآله وسلم) لمنع وزجر من يمنع البكاء كما حصل مع عمر ابن الخطاب عندما كان يمنع وينهى الناس عن البكاء فكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يزجر عمر وينهاه عن مثل ذلك التصرف
أ- عن أبي داوود والنسائي ... عن علي (عليه السلام) لما مات أبو طالب (عليه السلام) فعندما اخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بكى وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (اذهب اغسله وكفنه وواره غفر الله له ورحمه)
ب- في سيرة الحلبي والدحلاني .... عن ابن مسعود : (ما رأينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) باكياً اشد من بكاءه على حمزة , وضعه في القبلة , ثم وقف على جنازته وانتحب أي شهق حتى بلغ به الغشي يقول : يا عم رسول الله يا حمزة , يا أسد الله وأسد رسوله يا حمزة , يا فاعل الخيرات يا حمزة , يا كاشف الكربات يا حمزة . يا ذاب عن وجه رسول الله ....)
ج- البخاري في صحيحه : (ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نعى جعفراً وزيداً وابن رواحة , وان عينيه لتذرفان )
د- مسلم في صحيحه : (يوم زار (صلى الله عليه وآله وسلم) قبر أمه آمنة فبكى وأبكى من حوله )
هـ - مسلم والبخاري ... يوم مات صبي لإحدى بناته , إذ فاضت عيناه يومئذ , فقال سعد : ما هذا يا رسول الله ؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده , وانما يرحم الله من عباده الرحماء)
و- مسلم والبخاري .... يوم اشتكى سعد ابن عبادة فأتاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعوده ومعه بعض أصحابه فوجده في غاشية أهله , فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( قد قضى ) .
قالوا : لا يا رسول الله .
فبكى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) , فلما رأى القوم بكاءه بكوا
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (ان الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب)
ز- ابن عبد البر في الاستيعاب ..... يوم استشهاد جعفر الطيار , إذ جاءت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) امرأته أسماء بنت عميس فعزاها , ودخلت فاطمة (عليها السلام) وهي تبكي وتقول :( وا عماه) فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : (على مثل جعفر فلتبكِ البواكي )
ح- احمد في مسنده عن أبي هريرة , يوم مرت جنازة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعها بواكي , فنهرهن عمر , فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (دعهن يا عمر فإن النفس مصابة والعين دامعة) .
وهكذا سيرة الأنبياء والمرسلين والصالحين (صلوات الله عليهم أجمعين) , ومن عارض ذلك فقد خرج عن الدين وخرج عن العقلاء وخرج عن الإنسانية إلى صنف السباع والوحوش الحيوانية .

السيد الحسني(دام ظله)