محبة نصر الله
07-19-2009, 08:35 PM
http://www.maash.com/vb/imgcache/2041.imgcache.jpg
العباس (عليه السلام) أفضل العلماء
كان عندنا طالب علم مغرور بنفسه لا يزور العبّاس (عليه السلام) وكان يرى في نفسه أفضلية حتّى على العبّاس (عليه السلام) حيث كان يقول : إنّي أعلم من العبّاس حيث إنّي درست الفقه والأصول والأدب ، والعبّاس لـم يدرس عند أحد؛ وكان يستشهد بالآية التالية: ( يَرفَعِ اللهُ الِذينَ آمَنُوا مِنكمُ والِذّينَ أُوتُوا العِلمَ دَرَجات)(26).
فرأى هـذا الرجل المغرور العبّاس (عليه السلام) في منامه فعاتبه على كلامه قائلاً له :
أوّلاً : إني درست عند أبي أمير المؤمنين وعند أخويّ (عليهم السلام) وكنت أعاشرهم وأعاشر الإمام السجاد (عليه السلام) .
ثانياً : إنّك استنبطت الأحـكام واستوعبت ظنوناً ، لكنّي علمت بالأحكام علماً قطعياً ؛ فاستيقظ الرجـل من منامه فزعاً مرعوباً تائباً إلى الله سبحانه عمّا زعمه وعمّا عمله ، وشرع يزور العبّاس بعد ذلك ويواظب على زيارته بانتظام (27).
وفي أيّامنا زار العالم الشهير الميرزا باقر الزنجاني (قدس سره) كربلاء المقدّسة مع جماعة مـن الطلبة راجـلاً ، وحطوا رحلهم في مدرسة «بادكوبة» وأرادوا زيارة العبّاس (عليه السلام) فامتنع أحـد الطلاّب قائلاً : ليس العبّاس إماماً ، وكلّمـا نصحوه لـم يفد ، فتركوه في المدرسة وتوجّهوا إلى حرم العبّاس (عليه السلام) ، ولمّا رجعوا رأوا ازدحاماً في المدرسة، وبعد التحقق من ذلك الازدحام تبيّن لهم أنّ الطالب المذكور وقع في بئر المرحاض إلى رقبته ، وحاولوا بجهدٍ شديد إنقاذه قبل أن يغطس في البئر ، وبعد محاولة قاسية استطاعوا إنقاذه .
فقال أصدقاؤه هذا جزاء من لـم يزر العبّاس (عليه السلام) ويتطاول بلسانه عليه .
فقال : إنّي لم أكن جاداً فـي قولي ، فقالوا له : والعبّاس أيضاً لم يكن جاداً ، فلو كان جاداً لغرقت في بئر القاذورات .
وهكـذا ، علينا أن نصون أفكارنا وألسنتنا وأن لا نتطاول على المقدّسات وإلاّ لأصابنا مثل ما أصاب هـذا الرجـل ، يقول تعالى : (ولَئِن سَأَلتَهُم لَيَقوُلُـنَّ إنَّما كُنَّا نَخُوضُ ونَلعَبُ قُـل أباللهِ وءاياتِهِ ورسوُلِهِ كُنتُم تَستَهزِءوُنَ)(28).
وكما إنّ نتيجة الأمور الصحيحة ربّما تتأخّر عن المقدّمات مدّة مديدة من الزمن ، كذلك في الأمور الفاسدة يحدث ذلك أيضاً ، فلا يغرّ الإنسان أنّه لا يرى النتيجة سريعاً ، فإنّ عدم تحقّق النتيجة سريعاً بسبب عدم تمام المقتضي أو لوجود المانع لا يعني عدم وقوع النتيجة ولو في المستقبـل ، قال (عليه السلام) : (والصبر من الإيمان بمنـزلة الرأس من الجسد) (29)، فكما إنّ الذي فقد رأسه لا آثار وجودية عنده كذلك من فقد الصبر لا آثار للإيمان عليه . وقـد عـزى جماعة من علماء الأخلاق الكثير من الفضائل كالكرم والشجاعة والإقدام إلى الصبر .
المصدر : قم المقدّسة
محمد الشيرازي
5 جمادى الثانية 1419هـ
*
*
العباس (عليه السلام) أفضل العلماء
كان عندنا طالب علم مغرور بنفسه لا يزور العبّاس (عليه السلام) وكان يرى في نفسه أفضلية حتّى على العبّاس (عليه السلام) حيث كان يقول : إنّي أعلم من العبّاس حيث إنّي درست الفقه والأصول والأدب ، والعبّاس لـم يدرس عند أحد؛ وكان يستشهد بالآية التالية: ( يَرفَعِ اللهُ الِذينَ آمَنُوا مِنكمُ والِذّينَ أُوتُوا العِلمَ دَرَجات)(26).
فرأى هـذا الرجل المغرور العبّاس (عليه السلام) في منامه فعاتبه على كلامه قائلاً له :
أوّلاً : إني درست عند أبي أمير المؤمنين وعند أخويّ (عليهم السلام) وكنت أعاشرهم وأعاشر الإمام السجاد (عليه السلام) .
ثانياً : إنّك استنبطت الأحـكام واستوعبت ظنوناً ، لكنّي علمت بالأحكام علماً قطعياً ؛ فاستيقظ الرجـل من منامه فزعاً مرعوباً تائباً إلى الله سبحانه عمّا زعمه وعمّا عمله ، وشرع يزور العبّاس بعد ذلك ويواظب على زيارته بانتظام (27).
وفي أيّامنا زار العالم الشهير الميرزا باقر الزنجاني (قدس سره) كربلاء المقدّسة مع جماعة مـن الطلبة راجـلاً ، وحطوا رحلهم في مدرسة «بادكوبة» وأرادوا زيارة العبّاس (عليه السلام) فامتنع أحـد الطلاّب قائلاً : ليس العبّاس إماماً ، وكلّمـا نصحوه لـم يفد ، فتركوه في المدرسة وتوجّهوا إلى حرم العبّاس (عليه السلام) ، ولمّا رجعوا رأوا ازدحاماً في المدرسة، وبعد التحقق من ذلك الازدحام تبيّن لهم أنّ الطالب المذكور وقع في بئر المرحاض إلى رقبته ، وحاولوا بجهدٍ شديد إنقاذه قبل أن يغطس في البئر ، وبعد محاولة قاسية استطاعوا إنقاذه .
فقال أصدقاؤه هذا جزاء من لـم يزر العبّاس (عليه السلام) ويتطاول بلسانه عليه .
فقال : إنّي لم أكن جاداً فـي قولي ، فقالوا له : والعبّاس أيضاً لم يكن جاداً ، فلو كان جاداً لغرقت في بئر القاذورات .
وهكـذا ، علينا أن نصون أفكارنا وألسنتنا وأن لا نتطاول على المقدّسات وإلاّ لأصابنا مثل ما أصاب هـذا الرجـل ، يقول تعالى : (ولَئِن سَأَلتَهُم لَيَقوُلُـنَّ إنَّما كُنَّا نَخُوضُ ونَلعَبُ قُـل أباللهِ وءاياتِهِ ورسوُلِهِ كُنتُم تَستَهزِءوُنَ)(28).
وكما إنّ نتيجة الأمور الصحيحة ربّما تتأخّر عن المقدّمات مدّة مديدة من الزمن ، كذلك في الأمور الفاسدة يحدث ذلك أيضاً ، فلا يغرّ الإنسان أنّه لا يرى النتيجة سريعاً ، فإنّ عدم تحقّق النتيجة سريعاً بسبب عدم تمام المقتضي أو لوجود المانع لا يعني عدم وقوع النتيجة ولو في المستقبـل ، قال (عليه السلام) : (والصبر من الإيمان بمنـزلة الرأس من الجسد) (29)، فكما إنّ الذي فقد رأسه لا آثار وجودية عنده كذلك من فقد الصبر لا آثار للإيمان عليه . وقـد عـزى جماعة من علماء الأخلاق الكثير من الفضائل كالكرم والشجاعة والإقدام إلى الصبر .
المصدر : قم المقدّسة
محمد الشيرازي
5 جمادى الثانية 1419هـ
*
*