المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة تشيع


جندي العباس
07-20-2009, 04:53 PM
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليكم قصة التشيع هذه وارجو من الله ان تعجبكم
الآنسة هند محمد سعيد المصري
* سورية - دمشق - المهاجرين
* مواليد عام (1966م)
* اعتنقت التشيع عام (1988م)
السيرة الذاتية:
ولدت وتربيت في مدينة دمشق وسط بيئة محافظة ولكنها ليست متعصبة اجتماعياً.
أكملت دراستي الثانوية وتخرجت من جامعة دمشق كلية الاقتصاد والتجارة عام 1989م كنت وكباقي الفتيات من عمري أحب اللهو وأهوى مشاهدة التلفزيون وأجلس أمامه ساعات طوال ولكن بالرغم من ذلك كانت كله صغيرة من جدتي رحمها الله تجذبني للصلاة وتدفعني للعمل والذكر لله لفترة ثم أعود لما كنت فيه وهكذا بين مد وجزر.
وقبل أكثر من سنة من تعرفي على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) التزمت مع معلمة من معلمات الدين وأقبلت إليها برغبة وحب لأن الوقت في نظري قدحان للالتزام بهذا الدين وترك كل ما يبعد عنه ثم وبحمد الله تعرفت على هذا المذهب واتبعته قبل أن أنهي دراستي الجامعية وتقريباً في بداية السنة الثالثة منها وكان ما كان والحمد لله.
ـ متى بدأت رحلة اكتشاف المذهب الحق وما هو المحور الأكثر إثارة في طريق التحول؟
البداية كانت عندما أتى خالي بعد زيارة له لبيروت في غمرة صراعاته الطائفية وبعد ما كنا نسمعه من حروب الأحزاب المتعددة في الثمانينات أن ابن أخيه قد انتمى لحزب الله. ويا لهول ما سمعته العائلة وكم كان حزنها عليه وكأنه قد صبأ أو خرج من ملة الإسلام.. وكثر الكلام هنا وهناك ونحن أنا وأخوتي لم نكن نعلم ما هو حزب الله ولم نكن ندير بالاً أصلاً للأحزاب الطائفية ولا لما كان يجري في لبنان سوى أنهم يتقاتلون ويتذابحون رغم أنهم أمام عدو أكبر وأعظم يجب أن ينتبهوا له ويجمعوا له كل قوتهم وأن يوفروا هذه الأسلحة التي يتقاتلون بها ليواجهوا عدوهم الأساسي.. حتى أننا لم نكن نعلم ما معنى شيعي أو من هم الشيعة أو ما هو الخلاف بينهم وبين السنة إلى أن دارت الأيام وتغيرت الظروف لتجمعنا بابن خالي هذا (الصابئ) وبدأت العائلة بصغيرها قبل كبيرها ينهالون عليه بالاتهامات الكثيرة التي لم نكن نسمعها من قبل (إنكم تكفّرون الصحابة - إنكم لا تصلون إلا للنجمة - إنكم تعبدون الحجر - إنكم تخافون قول رسول الله في استحباب تبكير الإفطار ولا تفطرون إلا بعد طلوع النجمة أو إنكم تؤلهون علي...) وغيرها من هذه الاتهامات التي كانت تثير غضبنا وتنفر قلوبنا منه. ولكن بالنسبة لنا: (وقد يكون هذا نابع من شخصيتنا أو أسلوب تعاملنا مع الآخرين) نحن لم نكن نوجه له أية اتهامات وإنما نكتفي بمجرد الاستماع وهو بالبداية أيضاً كان يكتفي بالاستماع فقط دون أن يحاول أن يرد عن نفسه أو عن مذهبه وحزبه هذه الاتهامات.
أما نحن كما قلت سابقاً أننا كنا ملتزمين ومنذ فترة بدروس دينية عند واحدة تدعى حنان، من أولئك الأشخاص الذين لا يعرفون من الدين إلا قشوره... وأن لها بعض الفضل علينا أو علي أنا شخصياً لأنني كنت في مرحلة وفي استعداد نفسي لألتزم فعلاً بهذا الدين الحنيف وفعلاً كنت أنفذ ما تطلبه منا من صلاة أو ذكر أو أي شيء يتعلق بمظهري الإسلامي؟ ولكن بعد الكلام الذي سمعناه من الأقارب عن الشيعة بدأنا نسأل هذه المصلحة عنهم لتكون نظرتنا إليهم وحكمنا عليهم حكماً نابعاً عن معرفة وعن وعي ديني فقلنا لها: ما رأيك بالشيعة؟ هنا انتفضت واحمرّ وجهها غضباً وقال: هم كفار لا يجوز لكم أو حرام عليكم الكلام معهم ولا مشاركتهم بالأكل ولا مناقشتهم ولا أي شيء يتعلق بالتعامل معهم. ولكننا بالطبع لم نكن لنستطيع عمل ذلك لأنه كان بضيافتنا ونحن تربينا صغاراً معاً وتربطنا به ذكريات الطفولة ومكان أهلنا وحبهم له ولذلك بقي الأمر كما هو حتى نفذ صبره ولم يعد يطيق سكوناً فبدأ شيئاً فشيئاً يرد عليهم ويحاول أن يناقشهم وكان محور النقاش في البداية حول الصحابة (الأجلاء) الذين لا يمكن أن يصدر منهم الخطأ أو الذين تضع حولهم كتب السنة (رجال حول الرسول) وغيرها هالة نورانية تحفظهم من اتهامات كثيرة يمكن لهذه الكتب أن تقبلها على رسول الله (صلى الله عليه وآله) دون أي رادع قرآني أو أي رادع آخر من خلال سيرته وصفاته قبل البعثة وبعدها... فهم مثلاً يمكن أن يقبلوا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمكن أن يجلس بين أصحابه مشمراً عن رجليه ثم يستحي فيغطيهما عندما يأتي عمر أو إنه صلوات الله عليه يمكن أن يسمع الأغاني أو الطرب والرقص ثم لا ينكر ذلك بل يقبله ثم يرفضه عمر ويردع الناس عنه ونحن إلى الآن ما زلنا نستمع وننكر دون أن نتجرأ على الكلام أو على قراءة شيء من طرفهم بحجة أننا لا علم بهذه الأمور وبناءً على توصية المعلمة لنا من جهة أخرى. إلى أن جاء شهر رمضان... شهر النور والرحمة الإلهية شهر القرآن والقرب من الله... بدأنا نقرأ القرآن إلى أن وصلت أختي إلى الآية الكريمة: (وأتموا الصيام إلى الليل) جاءت إلي وقالت انظري إلى السماء إن ضوء النهار ما زال فيها وإن آية الليل التي ذكرها القرآن لم تأت بعد... فكرنا بالأمر وقررنا أن نؤخر إفطارنا حتى نرى علامة الليل وهنا دار في مخيلتنا كلام الأصل عن النجمة التي ينتظرها الشيعة ولكننا لم نعلق على ذلك كثيراً ولم يغير هذا في رأينا عن الشيعة رغم أنني شخصياً كنت اقتنع برد قريبنا عن الاتهامات الموجهة له ولكن أن أجرؤ عن إقناع نفسي لأنني وكما كنت أبرر لنفسي الجهل بهذه الأمور.
وهكذا دارت الأيام على هذا الحال ولكن الحكمة والرحمة الإلهية أرادت أن تهيئ لنا الظروف لنتعرف عل هذا الأمر أكثر ليظهر لنا الحق الذين حاول الأمويون دفنه ودرسة وحاشا لقدرة الله سبحانه إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون.
ابن خالي هذا له أخوة ثلاثة واحد آخر تشيع بعده بقليل في لبنان ولم نكن لنراه وآخران لم يكن نور الهداية قد دخل إلى قلوبهم وكما قلت لقد شاءت الحكمة الإلهية أن تهيئ ظروف هداية أحدهم في بيتنا بالذات وهو قبلاً كان منكراً مع من أنكر على أخويه ما وصلوا إليه... كسرت ساقه واضطر أن يبقى عندنا نهاراً مع ليل وفي هذا الوقت استطاع أخوه أن يطلعه قليلاً على هذا المذهب وبدأ في هذه الفترة التي لا عمل له فيها إلا الجلوس بقراءة الكتب وفعلاً وبسرعة دخل نور آل محمد إلى قلبه وأعلن تشيعه أمامنا....
هنا كان التساؤل والاستغراب في نفوسنا طيب إذا كان الأول قد تأثر بالحزب نتيجة لتلك الظروف السياسية التي كانت سائدة في لبنان ودون أي تأثير عقلي أو ديني فما بال الآخر وهو الآن بعيد عن الأحزاب وأصلاً لم يكن له علاقة بها من قريب أو بعيد!... معنى ذلك أن هناك شيئاً قوياً استطاع أن يؤثر عليه... ما هو يا ترى...؟
وطبعاً وكما قلت سابقاً أن هذه الأحداث كانت في بداية شهر رمضان.
وبدأ الصراع شيئاً فشيئاً يسري إلى عقولنا بين ما تربينا عليه وبين الكلام الذي سمعناه والذي حاولت عقولنا جاهدة رفضه بالرغم من قربه إلى قلوبنا أحسست عندها أنني بحاجة إلى الدعم الإلهي ليوصلني إلى الحق الذي كرهنا بداية النزول عنده إلا بصعوبة، وانهمرت الدموع منا في صباحات هذا الشهر الكريم ندعو ونبتهل إليه راجين منه أن يوصلنا إلى الحق وان يهدينا لنتبع الحق.. وأن يهدينا لسواء السبيل وان يكشف عن بصائرنا غشاوات العمى والتعصب الأعمى لأشخاص احتمال ارتكاب الخطأ عندهم مثل احتمال فعل الصواب وأنهم مأجورون على الخير مثل ما أنهم معاقبون على ارتكاب الخطأ والفاحشة وأن صحبتهم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليست شافعاً لهم في ارتكاب ما ارتكبوه من خطأ والرسول الأعظم وضح ذلك جلياً عندما قال: (والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).
كنا بعد كل تفكير بمنطق العقل نعود عن ذلك فنقول أن أهل أمي رحمهم الله كانوا متفقهين بالدين وملتزمين باتباع أحكامه ومتخلقين بأخلاقه فلماذا لم يدخلوا في هذا المذهب... هم أعلم منا ونحن لا علم لنا بشيء فتعود إلى البداية... وهكذا وكما يحاول علماء السنة دائماً كنا نحاول أن نلغي عقولنا لنتبع السلف الصالح دون أي اعتراض أو تفكير... يأتينا الحديث عن الرسول الأعظم فلا نرده إلى عقولنا أو نتفكر به وإنما يكفينا أنه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ... ولكن ومن رحمة الله ولطفه بنا.
إن مكتبة أخي الأكبر بالمنزل كانت تحتوي على عدة كتب وكانت العامل المساعد على هدايتنا إلى الحق... من بين هذه الكتب صحيح البخاري بكافة أجزائه - قصص الأنبياء لعبد الرحمن النجار - فقه السنة للسيد سابق....
فصحيح البخاري لا يعلو عليه كتاب حديث عند أهل السنة وفيه مجموعة من الأحاديث النبوية التي لا غبار عليها ولا مجال للطعن فيها... وإذا بنا نجد في هذا الصحيح أحاديث ما استطاعت عقولنا أن تقبل بها... أحاديث نجعل من الله سبحانه مجسماً له يد أو رجل أو أنه ينزل ويصعد من سماء إلى سماء وأنه حد بمكان أو انحصر بمكان.
(حديث ينزل الله إلى السماء الدنيا ليستجيب لمن دعاه في أرضه).
(حديثان النار لا تمتلئ ولا تكتفي حتى يضع الله رجله أو قدمه فيها فتقول قط قط).
(حديث أن المؤمنين من خلقه يمكن أن يرده يوم القيامة) أو أنه سبحانه له يد ورجل مثله مثل غيره... وغيرها من الأحاديث التي لم ترض عقولنا أن تنسبها إلى الرسول الأعظم لأنه صلوات الله عليه أخبرنا أنه ستكثر الكذابة بعده وأنه عندما يأتينا الحديث عنه نرده إلى القرآن والى عقولنا فما وافقهم فهو صحيح وما خالفهم فهو كذب عليه.
ومرد هذه الأحاديث عن أهل السنة أن هناك آيات قرآنية تقول بذلك وقد نسردها بهذه الأحاديث بينما عندما قرأنا تفسير هذه الأحاديث عند الشيعة التي تنفي بشكل تام نجم الله أو تحديده أن يره سبحانه تمثل قدرته وأن رؤية تمل رؤية آبائه وعظمته وغير ذلك من التفاسير التي تثبت قوله سبحانه في مواضع أخرى: (ليس كمثله شيء) (أنه يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار) وغير ذلك من الأحاديث التي تنفي التجسيم والمحدودية له سبحانه:
كما أن هناك أحاديث لم ترضى عقولنا أن تقبلها أحاديث تطعن بعصمة الأنبياء وهي أحاديث إسرائيلية تصور أنبياء الله الذين عصمهم بصور بعيدة عن العصمة كان يرفض مثلاً نبي الله موسى (عليه السلام) ملك الموت عندما يأتي لقبض روحه فيضربه فيفقأ له عينه ثم يذهب عزرائيل (عليه السلام) إلى الله شاكياً ما فعله به رسول أو أن يوسف (عليه السلام) كاد أن يهم بارتكاب الفاحشة مع امرأة العزيز ولكن الله أبعده عنها > ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه< أو أن الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) يقول عند سرده لقصة يوسف أنه لو دعي لما دعي له يوسف لأجاب. وهكذا وغيرها من الأحاديث والتي كان أشدها وطأ علي وإيلاماً بقلبي وعقلي حديث البخاري الذي يقول: (أنه في المرض الذي توفي به رسول الله. طلب الرسول الأعظم من قومه أن يأتوا بدواه ليكتب لهم ما أن اتبعوه لن يضلوا بعده أبداً فقام عمر غاضباً وقال أن رسول الله ليهجر أو أنه قد غلبه الوجع فقال حسبنا كتاب الله) صحيح البخاري.
وكأن الصاعقة قد نزلت علينا عندما قرأنا هذا الحديث... وكيف تمكنوا أن يصفوا رسول الله بالهجر أو الخرف أو التضييع... أيمكن لرب العالمين أن يجعل أحب الناس إليه وأعظمهم عنده أن يهجر أو أن يتكلم بكلام لا معنى له وبما لم يأمره به وما لا يرضاه وهو يقول في كتابه (ما أتاكم الرسو ل فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)... كيف استطاع البخاري أو من يقرأ البخاري من العلماء الأجلاء أن لا ينكروا عن البخاري هذا الحديث وعندما تثبت لهم صحة الحديث كيف لا ينكروا على عمر ما وصف به رسولهم ومولاهم. ثم هل سنه الرسول وأحاديثه وأفعاله إلا متممة للقرآن الكريم فكيف قال عمر حسبنا كتاب الله.
وقد قال ابن عباس فيما بعد: (أن الرزية كل الرزية ما حال بين الرسول وبين ما أراد أن يكتب لقومه).
أما الحديث الذي قرأته في البخاري ولم أجد له تفسيراً عند أهل السنة هو الحديث الذي يقول: (ما زال هذا الدين قائماً حتى يرد على أمتي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش) وهو حديث صحيح وموجود في كثير من الكتب الأخرى... أين هم الخلفاء الاثني عشر من قريش ومن هم..؟ لم يستطع أهل السنة أن يعددوهم بالرغم من محاولاتهم الكثيرة ولم أجد تفسيراً لهذا الحديث إلا عند اطلاعي عن الأئمة الاثني عشر من آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) والذين عددهم الرسول الأعظم واحداً تلو الآخر في روايات كثيرة وصحيحة ولكنها ليست في البخاري أو مسلم... لماذا يا ترى؟!
وما الذي منع البخاري من أن يعددهم كي عددهم غيره؟
كانت عقولنا في هذه الفترة تستنكر هذه الأحاديث كما قلت سابقاً ولكنها لا تجرؤ على الامتناع بشيء مما كان الرافضة (كما يقول أهل السنة) يدعون إليه من اتباع علي لماذا يكون علي هو الخليفة بعد رسول الله وهو الأصغر سناً وأن الله أمر المسلمين بالشورى فيما بينهم؟ ثم لماذا هذا الخلاف الآن ونحن الآن بغنى عن هذه الخلافات ونحن الآن بعيدين عن ذلك العصر الذي مات به رسول الله قبل 1400 سنة فإذا قالوا لنا أن الرسول وصى لعلي بعده تقول لهم أن أبا بكر صلى بالمسلمين فهو الخليفة بعد الرسول لأنه كان إمامهم بالصلاة.. يقولون لنا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالرغم من مرضه الشديد في ذلك الوقت وأنه (صلى الله عليه وآله) لما سمع أن أبا بكر يصلي بالمسلمين اتكأ على علي والعباس وذهب فنحاه جانباً وأكمل الصلاة بدلاً عنه... قلنا لهم ما أدراكم أن الرسول فعل ذلك إنكم تزورون التاريخ فيقولون هذا من تاريخكم وليس من تاريخ الشيعة ونحن لا نأتي بشيء من كتبنا وإنما الحجة عليكم من كتبكم كتب أهل السنة وهذه حجة أقوى وأبلغ. وقد أحضرنا كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة فقرأناه وشاهدنا بأعيننا ما كنا نكذب به من اتهام الصحابة للرافضة بأنهم خالفوا الرسول مرات عديدة ومن بين هذه المخالفات عندما أمر عليهم أسامة بن زيد وأمرهم بالغزو تحت رايته وقال مراراً: أنقذوا بعثة أسامة لعن الله من تخلف عن بعثة أسامة فخالفوه بحجة أنهم خافوا أن يتوفى الله رسوله وهم بعيدون عنه فلا يرونه... شاهدنا كيف ترك في فراشه لم يكفن ولم يدفن واجتمعوا بالسقيفة (وما أدراك ما حصل بالسقيفة)؟ ليختاروا الخليفة بعده فما رعوا حرمته ولا حرمة أهله... أين هي الشورى التي ادعوها؟ وقد ذكر هذا الكتاب أن علي وأجلاء الصحابة (عمار وسلمان وأبا ذر والعباس والمقداد وغيرهم) لم يحضروا هذه الشورى والإجماع الذي ادعوه وقد رفعت السيوف في وجه الأنصار وسعد عبادة... لقد ادعت قريش أنها أولى بالخلافة بعد الرسول من الأنصار لأنهم أهل الرسول وقبيلته وعشيرته وحسب احتجاجهم هذا فإن علي أولى إذاً بالخلافة من أبي بكر لأنه من خاصة أهله وفي بيته تربى ومن علمه تعلم وما نزلت آية إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا وعلي أول من تعلمها وعلم بها وقد قال علي فيما بعد في خطبه لهم:
فإن كنــت بـالشــورى مـلـكـت أمرهم فكـيـــف ذلــك والـمـشيرون غـيب
وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم فـغــيــركَ أولــى بـالـنــبـي وأقــــرب
ثم أين هي الشورى في أمر قد قضاه الله ورسوله وأمر به الله ورسوله والله قال لهم في كتابه العزيز: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن تكون لهم الخيرة من أمرهم) فإذا اختار لنا الله فهو أعلم باختياره ولا خيار لنا بعد اختيار الله.
ثم أن أبا بكر قال أكثر من مرة بعد توليه الخلافة أقيلوني وليتكم ولست بخيركم وعلي فيكم، ألم يكن هذا اعترافاً من أبي بكر بأحقية علي بالخلافة ثم كيف يجتمعون بهذه الشورى وقد قال عمر: أن خلافة أبا بكر كانت فلتة وقى الله المسلمين شرها ومن عاد لمثلها فاقتلوه.
ثم كيف قالوا أن اختيار الخليفة يكون بالشورى ثم يأتي أبو بكر قبل وفاته فيعين عمر بعده أيكون أبو بكر أحق بتعيين الخليفة بعده من رسول الله... أيحق لأبي بكر ما أنكر على رسول الله..؟ أيكون أبو بكر أخوف عن الإسلام من رسول الله حتى يغفل رسول الله عن تعيين الخليفة بعده ولا يقفل عن ذلك أبو بكر..؟ ثم أيعقل أن يترك رسول الله أمته دون أن يعين عليهم خليفة عالماً بأمور الدين والمسلمين وما زالوا حديث عهد بالإسلام وأمور كثيرة ما زالت خافية عليهم منه.
قرأنا في هذا الكتاب أيضاً ما فعل الخليفة أبو بكر وصاحبه عمر بعلي وفاطمة الزهراء بعد أن رفض علي مبايعته وكيف كسروا ضلعها وأسقطوا جنينها وأمروا بإحراق دارها وغضبت عليهم فاطمة الزهراء حبيبة رسول الله وقد قال فيها أبوها (صلى الله عليه وآله) : (فاطمة بضعة مني من أغضبها فقد أغضبني ومن أغضبني فقد أغضب الله..).
ومن يقرأ في هذا الكتاب يجد العجب مما فعلت الأمة الإسلامية بعد رسولها طلباً للزعامة والرئاسة.
وهكذا عندما قرأنا ما قرأناه من هذا الكتاب قررنا أن نبدأ بالبحث والتفتيش وكان من أول ما قرأناه كتاب المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي وهنا كانت المفاجأة أكبر عندما شاهدنا الأحاديث الكثيرة الواردة في حق علي بن أبي طالب وفي حب رسول الله له وقربه منه لا لأنه ابن عمه وزوج ابنته بل لأنه فيه من الفضائل ما أهله ليكون الخليفة بعده وبأمر من الله سبحانه أمر به رسوله أن يبلغه للمسلمين جميعاً وفي أكثر من موقع وبوسائل شتى وأحاديث مختلفة ومن أهم وأشهر هذه المواقع التي اعترف بها المسلمون سنة وشيعة غدير خم عندما جمع رسول الله المسلمين الذين خرجوا معه في حجة الوداع وقت الظهيرة وفي لهيب الشمس ليقول لهم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم فيقولون بلى يا رسول الله فيقول (صلى الله عليه وآله) : اللهم وال من والاه...
وقال لهم فليبلغ الحاضر الغائب وأمرهم جميعاً أن يهنئوا علي بهذا المنصب الإلهي وكان من أول من هنأه أبو بكر وعمر حيث قال عمر يومها: (بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة) والسؤال أين هو الخليفة عمر من هذا العهد الذي عاهد به الله ورسوله ومولاه علي عندما ضرب على يد أبي بكر يوم السقيفة ليقول له أبايعك على الخلافة ألم يبايع علي قبل ذلك؟ ألم يأمر الله عباده أن يوفوا بعهودهم وعقودهم؟: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً) لماذا لم يف الخليفة عمر بهذا العهد.
وأن آية الولاية في حق علي أعظم وأرسخ من أن يحاول أهل السنة حرفها عن علي ومعنى المولى أوضح من أن يحاول تحريف معناه وتصغير شأنه بالحب والمودة.
وهناك الكثير من الأحاديث التي ذكرها هذا الكتاب من طرق أهل السنة في فضل علي وعلم علي وقوة علي وجهاد علي... ألم يكن علي حامل لواء الرسول في كل غزواته؟ أليس هو بقاتل عمر بن ود عندما قال رسول الله خرج الإيمان كله للكفر كله؟ أليس هو قالع باب خيبر الذي عجز عنه أربعون رجل؟ ألم يقل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما قام ديني وما استقام إلا بمال خديجة وسيف علي؟.
الإسلام كله قام بسيف علي وجهاده. الغزوة الوحيدة التي لم يخرج علي فيها مع رسول الله غزوة تبوك وحزن علي فقال له الرسول (صلى الله عليه وآله) : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي... ما هي منزلة هارون من موسى؟ أليست النبوة إلا أن الرسول هو خاتم الأنبياء.. ألم يكن هارون معنياً ومساعداً لموسى عندما دعي ربه فقال: > ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراُ من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً< ... ألم يخلف موسى أخاه هارون على قومه عندما ذهب لملاقاة ربه.
ثم ألم يرسل رسول الله أبو بكر ليبلغ سورة براءة ثم يرسل خلفه علي ليأخذ السورة منه ويبلغها بنفسه؟ فيحزن أبو بكر ويقول لرسول الله، أنزل في شيء فيقول الرسول: لا ولكن الله أمرني أنه لا يؤدي عني إلا أنا أو علي.
ألم يقل رسول الله لعمار بن ياسر يا عمار إن رأيت الناس كلهم سلكوا وادياً وعلي سلك وادياً آخر فاتبع علي؟ فوالله أنه لا يخرجك من نور ولا يدخلك في ضلالة... ألم يقل الرسول: (علي مع الحق والحق مع علي يدور معه كيفما دار) ألم يقل (علي مع القرآن والقرآن مع علي)... ألم يقل (علي مني وأنا من علي) ألم يقل (من سرّه أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنة عدنٍ وعدني ربي فليتول علي بعدي).
ألم يقل الرسول: (أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت من بابها) ألا يعني هذا الحديث أن علم الرسول هو عند علي؟ ألم يأمرنا الرسول في هذا الحديث بأخذ علوم الدين عن علي؟.
ألم يأمر الرسول بسد أبواب المسجد كلها إلا بابه؟ وباب علي ألا يعني هذا أن منزلة علي عند الله سبحانه بمنزلة الرسول؟.
ألم يقل رسول الله: (إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي) فأهل البيت خزان علم الرسول وإن لم يعترف البخاري بهذا الحديث فبدل عترتي بسنتي تقول ألم يشر الله أن سنته وعلمه عند علي في حديث المدينة إذاً أين ذهب البخاري وغيره من أحاديث الرسول هذه ولماذا تركوها فإذا لم تكن هذه الأحاديث صحيحة فلماذا رددها في كتبهم وإن كانت صحيحة فلماذا لم يلتزموا بها هنا وبعد هذه الأحاديث وبعدما قرأناه في فضل علي وأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. بكتابه الكريم.
ومن خلال هذه المناقشة وقراءة القرآن وعند الآية التي تقول: (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون) وجدنا وبناءً على ما تقدم من أحاديث في حق علي وفي ضرورة إتباعه وما وجدنا عليه الخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان حيث كان الواحد منهم لا يجد ملجأ لنا أشكل عليه ولما يعترضهم من معضلات إلا اللجوء إلى علي وعمر بن الخطاب قال مراراً: لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبا الحسن وهم كانوا يجهلون الكثير من كتاب الله وأحكامه وعلومه وكان علي يصحح لهم في كل مرة بل وأكثر من ذلك أن عامة الشعب كانوا يصححون لهم وقول عمر مشهور عند الجميع عندما قال: كل الناس أفقه من عمر أو أصابت امرأه وأخطأ عمر في حادثة مشهورة وقد قال ألا تعجبون من إمام أخطأ وأصابت امرأة؟... ما معنى الإمام والقائد إذاً إذا لم يتمكن عامة الناس من اتباعه لعلهم أنه قد يكون خاطئاً في هذا الحكم أو في غيره وكم وكم لعمر من القضايا مع الخاصة والعامة ما تدل على جهله بأحكام الله وسنن نبيه وكم له من القضايا قد أفنى فيها مرتين أو أكثر وفي كل مرة تكون فتواه غير الأخرى. ومرة أخرى تحدث الفعل الذي أمرنا الله باتباعه... كيف يمكننا الله عليكم أن نترك الفاضل الذي اعترف بأفضليته الخاصة والعامة وأشاد بعلمه من قوله فصل وحكمه عدل وعلمه من علم الله ومن قال الله فيه (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).
وهذه هي الآية بين قوسين تسد الباب على كل معاند أو منكر يمكن أن يقول أن أحاديث الرسول الأعظم في حق علي كلام من عنده بدافع قرابه أو حب له بل هو من عند الله اختاره الرسول من بين أبناء أبي طالب كلهم وتولى تربيته ورعايته وعلمه من علومه ليحفظ وذريته دين الله إلى يوم القيامة فالأرض لا يمكن أن تخلوا من حجة ظاهرة أو باطنة وكما قال الرسول: (لو لم يبقى على الأرض سوى رجلين لجعل أحدهما إماماً والآخر مأموماً لكي لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل).
وهذا الحديث كما نجد تفسير حديث الثقلين عندما قال ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض أي إلى يوم القيامة ويفسر أيضاً قوله علي مع القرآن والقرآن مع علي.
وهكذا والحمد لله وبعد كل هذه المناقشة ولأننا كنا طلاب حق فعلاً لم يكن إمامنا إلا الرضوخ للحق الذي أمرنا الله ورسوله باتباعه ضاربين بعرض الحائط كل ما قد يصيبنا أو يعترضنا من معارضة الأهل والأقارب.
ـ ما أبرز الانعكاسات الاجتماعية على شخصيتك أثر هذا التحول؟.
الحق يقال أن هذا التحول ليس بالأمر السهل وخاصة عند الوالدين الذي يرعون لأبنائهم طريق حياتهم من ساعة ولادتهم ويتمنون لهم الأفضل. كيف يكون وقع هذا التحول عليهم وهم يعتقدون أن هذا الطريق قد يوصلهم إلى نار ربهم وغضبه؟
المعارضة كانت شديدة جداً. فهم في البداية كانوا يعقدون علينا الآمال لهداية أبناء خالي وإذا بنا نصبح مثلهم. الضربة صارت ضربتين وكما يقولون ضربتين على الرأس توجع. حزنهم علينا كان كبيراً لأننا باعتقادهم قد غرر بنا وخاصة أن أحداً غيرنا نحن الثلاثة لم يحاول أن يبحث بموضوعية من هذا المذهب، وكثر الكلام الجارح والفظ في صفوف العائلة كبيرهم وصغيرهم وتحملنا الكثير منهم وكثر الحصار علينا فمنعت عنا الكتب خاصة ما يكون منها من طرف أبناء خالي حتى لو كانت هذه الكتب من كتب أهل السنة لزعمهم أنها مختارة خصيصاً لتسمم عقولنا.
واستمر هذا الوضع لفترة غير قصيرة ظناً منهم أنهم قد يؤثرون علينا ويعيدوننا لما كنا عليه ولكن هيهات... كيف عرفنا حلاوة الإيمان الحق أن يرجع عنه وأن لنا برسول الله (صلى الله عليه وآله) والمؤمنون الأوائل الذي صيروا وتحملوا الويلات وصمدوا أسوة.. فصمدنا وتحملنا حتى بأسوأ منه وقبلنا بالأمر الواقع وهكذا شيئاً فشيئاً أصبح الأمر عادياً عندهم وصارت لنا حرية الحركة وقراءة الكتب وحضور المحاضرات وغير ذلك من النشاطات الأخرى حتى أننا في بعض الأحيان كنا نصحب الوالدة معنا فسمعت محاضراتنا وما يقوله علماؤنا وأيقنت أننا لسنا على خطأ وقد حاولت مرات عديدة مدافعة عن الشيعة ضد ما يقولون حتى اعتقد أقاربنا أننا أثرنا عليها حتى أصبحت مثلنا ولكن كيف وهي تخاف أن نترك ما أتبعه أهلها أو ما ترتب وتمت عليه.
ـ ما أهم الكتب الشيعية التي أثرت بك ودعتك للمراجعة وإعادة النظر في الأمور الاعتقادية السابقة؟.
كما قلنا سابقاً أن أول وأهم الكتب التي قرأتها والتي لها أكبر الأثر في دفعي للبحث في هذا الطريق هو كتاب المراجعات ففيه كانت الانطلاقة وبعده كانت البداية الجديدة في محبتي وولائي لأهل البيت (عليهم السلام) ثم تتالت الكتب بعد ذلك وعلى ما أتذكر إني قرأت كتاب لماذا اخترت مذهب أهل البيت؟ وكتاب النص والاجتهاد وتمت بحمد الله هداية أخواتي وهدايتي وبعدها قرأنا كتاب ثم اهتديت ولأكون مع الصادقين فاسألوا أهل الذكر للتيجاني السماوي وكنت كلما قرأت كتاباً جديداً ازداد يقيني بما وصلت إليه.
ومن بين الكتب التي قرأتها وأعجبتني وأنصح بقراءتها أيضاً كتاب معالم المدرستين وفيه يبين العلامة السيد مرتضى العسكري مواقع الاختلاف بين مدرسة أهل البيت وبين مدارس السنة ويناقش بعقلانية هذه الاختلافات ليصل القارئ الحر من خلال هذه المناقشة للمنطق العقلي الذي يتبعه ويتعامل به الشيعة في تحليل الأمور الدينية والأحاديث النبوية وغيرها من الأحكام الشرعية التي يتخذها علماء أهل السنة كنقطة ضعف وتهجم على الشيعة فيبطل حجتهم ويدحض قولهم وقرأت أيضاً عدة كتب عن الإمامة والخلافة في الإسلام وصفات خليفة الله عن الأرض ككتاب الشهادة والإشهاد وكتاب عقائد الإمامة وهو كتاب صغير ولكنه شاف لمن أراد الحق.
وقرأت أيضاً في كتاب نهج البلاغة وكتاب العدل الإلهي للسيد المطهري والذي يحلل في بداية المذاهب الإسلامية المختلفة الأشعرية والمعتزلة ويقارن بينها وبين مذهب أهل البيت (عليهم السلام) بطريقة عقلية وتحليلية.
ـ ما هي الرؤية والآلية التي تقترحينها للعمل الدعوي لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) ؟
الجواب على هذا السؤال صعب بعض الشيء لأن هناك طرق عديدة لنشر هذا المذهب وإزالة طبقة الجفاء التي رانت على قلوب الناس منه ولكن وبنظري أن أهمها أن يكون اتباع أهل البيت (عليهم السلام) كما يجب أهل البيت أن يكونوا فكما قال الصادق (عليه السلام) : كونوا لنا دعاة بغير ألسنتكم وإن دعوة الجوارح لها أثر أبلغ وأكبر في الناس من دعوة الألسن فلا يمكن لنا أن ندعو لاتباع أهل البيت ونحن نخالفهم ونعرض عنهم.. هذا أولاً.
وثانياً: أن نتوجه بالدعوة إلى الطلاب في الجامعات فهذه الطبقة كبيرة ولا بد أن أغلبها يتصف بالتفكير العلمي والعقلي في تحليل الأمور ومناقشتها كما أن التعصب لم يبلغ الذروة عندهم بالنسبة لمن هم أكبر سناً منهم أو أبعد عن طريق العلم وأن أكثر الحالات التي صادفتها (وأنا وأخواتي حالة منها) والتي تمكنت من التحول لاتباع أهل البيت كانت من الوسط الجامعي... إذاً لا بد من تنظيم الندوات وإلقاء المحاضرات وغيرها من الأنشطة في هذه الأوساط وخاصة لإلقاء وتسليط الضوء على هذا المذهب الإلهي وبفضل الله وبعد الثورة الإيرانية أصبحت النظرة لمذهب الشيعة أفضل.. على الأقل ذهبت من عقول الناس فكره أن الشيعة كفار وأصبح هذا المذهب مذهباً خامساً يؤخذ به في التشريع الإسلامي التي كما أنه يجب على الشيعة المختصين أن يكثروا من البرامج التلفزيونية التي تبث على الأقمار الصناعية والتي تحدث بفضائل أهل البيت وعلمهم وتعرف الناس بهم وتنشر علومهم على مختلف الفئات المثقف منهم وغير المثقف.
وكما يقولون الناس أعداء ما جهلوا لذلك يجب علينا أن نجعل من مذهب أهل البيت منارة يستنير بها طلاب العلم والحق والعدل.
ـ ما هو شعورك النفسي بعد التحول وكيف كان قبله؟.
أحس الآن بالطمأنينة والقوة والروحانية.
الطمأنينة بأن ما اتبعه والتزم به هو ما رسمه الله لي وما أمرني به وما رضيه لي رسوله وأن العلم الذي يصل إلي من نبع صاف طاهر لم تنجسه الخطيئة ولم تعكره الذنوب فأنا أشرب من النبع الصافي الذي لم يختلط بشيء ولم يدنس شيء طاهر بعد طاهر ومعصوم بعد معصوم وصادق بعد صدق إلى أن أصل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فكأني أعيش معه وألقي أحكامي مباشرة منه أحس بالقوة فأنا في حصن حصين هو حصن أمير المؤمنين أحس بالروح التي كانت تجري في جسده وكأنها تجري في الآن عندما أجلس بين يدي الله عز وجل فأناجيه بما كان يناجيه وأدعوه بما كان يدعو به.
أحس بالقرب وأحس بحب الله لي لأنه أوصلني لما أنا فيه وأرشدني لما فيه رضاه ورضى رسوله ولأنه عصمني سبحانه من التعصب الذي أعمى غيري من اتباع الحق واتباع أمير المؤمنين.
أحس بأمور كثيرة لكنها قد تكون بعيدة من أن توصف والحمد لله.
ـ ماذا تودين أن توجهي من كلام لأخواتك المسلمات من المذاهب السنية؟.
أقول لهم: أن الناس أعداء ما يجهلون ولهذا فهم أعداء لهذا المذهب لأنهم يجهلونه ولا يعرف لذة هذا الطريق إلا الذي مشى فيه.
أقول لهم: إن من الخطأ أن يحكم الناس عن بعضهم من كلام الآخرين عليهم وأنه لأية لنا لنتمكن من الحكم عن الشيء من التعرف عليه.
أقول لهم: أن قول الله وقول رسوله أولى بالاتباع من أقوال غيرهم ممن هم أدنى منهم منزلة وأقل علماً ومهما علت منزلتهم وكثر علمهم فلن يصلوا إلى من علمه الله وعصمه ورفع شأنه.
أقول لهم: أن العلم والتعصب لا يجتمعان في مكان معاً فإما أن نفتح عقولنا لتلقي العلم وإما أن نكون كالنعام نفحص أعيننا لكي لا نرى نور الحق وندفن رؤوسنا بالرمال.
كلمة ختامية:
أحب أن أقول للمسلمين جميعاً سنة وشيعة: أن الإسلام واحد، ربنا واحد وقرآننا واحد ورسولنا واحد هذه العوامل كلها يجب أن تكون عوامل لاجتماعنا واتحادنا ضد كل ما يعترض الأمة الإسلامية.
أمريكا والغرب يحاولون أن يصلوا إلينا من هذا الطريق فهم كلما وجدوا وحدة بين الدول الإسلامية أثاروا فتنة طائفية ولبنان وأفغانستان والعراق والباكستان من أكبر الأمثلة على ما أقول والكل يعرف ذلك لذلك يجب أن نضع الحقيقة أمام أعيننا: أن الخلاف بين المسلمين يجب أن لا يؤدي إلى اختلافهم من بحاجة إلى الوحدة وإلى الاجتماع لنحاول إذاً تقريب وجهات النظر ليفتح كل منا قلبه للآخر. وليحاول كل منا أن لا يقول ما يجرح الآخر ثم والأهم من ذلك نحاول أن نصغي لمنطق الحق ونبتعد عن الوصية الجاهلية التي نهى عنها القرآن الكريم.
لنسأل أنفسنا؟ لماذا نحن مسلمين؟... لماذا نحن سنة؟ أو لماذا نحن شيعة؟ لنسأل أنفسنا... لو لم يولد أحدنا في عائلة سنية هل سيكون سنياً أو العكس لو ولد أحدنا في عائلة شيعية هل سيكون شيعياً. لنسأل أنفسنا لماذا يتمسك كل منا بمذهبه هل لأنه فعلاً مقتنعاً بكل ما وجد فيه أو أنه ولد هكذا (بل نتبع ما ألفينا عليه آباؤنا).
إن الله سبحانه في قرآنه الكريم بين لنا قيمة العقل: (لعلكم تعقلون) (لعلكم تتفكرون) (أفلا يعقلون) إذاً علينا أن نحكم عقولنا في كل ما يعترضنا..
علينا أن نبحث عن الحق في كل مكان حتى إذا وجدناه اتبعناه وكما يقول أمير المؤمنين أعرف الحق تعرف أهله وأعرف الباطل تعرف أهله.






التوقيع