المتحير76
07-21-2009, 08:44 AM
ثم انه قيل ان النبي ( صلى الله عليه واله ) لم يتزوج بكراً غير عائشة , وأما خديجة , فيقولون :ـ أنها قد تزوجت قبله ( صلى الله عليه واله ) برجلين , ولها منهما بعض الاولاد وهما ( عتيق بن عائذ بن عبدالله المخزومي , وأبو هالة التميمي ) .
فنقول :ـ اننا نشك في دعواهم تلك , ونحتمل جداً ان يكون كثير مما يُقال في هذا الموضوع قد صنعته السياسة . ولانريد ان نسهب في الكلام عن أختلافهم في أسم ( أبي هالة ) هل هو النباش بن زرارة أو عكسة , أو هند , او مالك , وهل هو صحابي أو لا , وهل تزوجه قبل(عتيق) , أو تزوجت عتيقاً قبله؟؟!! ولا في كون هند ولته خديجة هو ابن هذا الزوج او ذلك , فأن كان أبن عتيق , فهو أنثى ( وقال ان هنداً هذه قد تزوجت من صيفي بن عائذ فولدت محمد بن صيفي ) والا فهو ذكر , وأنه هل قتل مع علي في حرب الجمل , أو مات بالطاعون بالبصرة . لا, لانريد أن نطيل بذلك , وأنما نكتفي بتسجيل الملاحظات التالية :ـ
أولا ً:ـ قال ابن شهر آشوب :[ وروى أحمد البلاذري , وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما , والمرتضى في الشافي , وأبو جعفر في التلخيص ( أن النبي تزوج بها وكانت عذراء) يؤكد ذلك ماذكر في كتابي الانوار والبدع ( أن رقية وزينب كانتا أبنتي هالة أخت خديجة ) ] .
ثانيا ً:ـ قال أبو القاسم الكوفي [أن الاجماع من الخاص والعام , من أهل الانال ونقلة الاخبار على أنه لم يبق من أشراف قريش , ومن ساداتهم وذوي النجدة منهم , الا خطب خديجة ورام تزويجها , فأمتنعت على جميعهم من ذلك , فلما تزوجها رسول الله ( صلى الله عليه واله ) غضب عليها نساء قريش وهجرنها وقلن لها خطبك أشراف قريش وأمراؤهم فلم تتزوجي أحداً منهم , وتزوجت محمداً يتيم أبي طالب فقيراً , لامال له ؟؟!!
فكيف يجوز في نظر أهل الفهم :ـ ان تكون خديجة , يتزوجها أعرابي من تميم , وتمتنع من سادات قريش , وأشرافها على ماوصفناه ؟؟!!
ألا يعلم ذوو التمييز والنظر :ـ أنه من أبين المحال , وأفظع المقال ؟! وأما الرد على ذلك بأنه لايمكن أن تبقى أمراة شريفة وجميلة هذه المدة الطويلة بلا زوج ؟.
فليس على مايرام :ـ لان ذلك لايبرر رفضها لعظماء قريش وقبولها بأعرابي من بني تميم . وأما كيف يتركها أبوها أو وليها بلا تزويج ؟ فقد ذكرنا أن أباها قد قتل في حرب الفجار وأما وليها فلم يكن له سلطة الاب ليجبرها على الزواج ممن أراد . وبقاء المرأة الشريفة والجميلة مدة بلا زواج ليس بعزيز اذا كانت تصبر الى ان تجد الرجل الفاضل الكامل , الذي كان يعز وجوده في تلك الفترة . نعم قد يكون من المستغرب ان لايتقدم لخطبتها أحد , وخصوصاً من هي مثل خديجة في موقعها وفي ميزاتها .. ولكن الامر بالنسبة لخديجة ليس كذلك , فقد خطبها عظماء قريش كما هو معلوم .
ثالثا ً:ـ كيف لم يُعيَّرها زعماء قريش الذين خطبوها فردتهم , بزواجها من أعرابي بوَّال على عقبيه كعتيق او غيره ؟
رابعاً:ـ قد ذكروا ان أول شهيد في الاسلام أبن خديجــــة ( رحمها الله ) أسمه ( الحارث أبن أبي هالة ) , أستشهد حينما جهر رسول الله ( صلى الله عليه واله ) بالدعوة .
ونقول :ـ ان ذلك لايمكن قبوله , حيث قد روي بسند صحيح عندهم عن قتادة ( أن أول شهيد في الاسلام هو سمية والدة عمار ) وكذا روي عن مجاهد . وعن ابن عباس ( قتل أبو عمار وأم عمار , وهما أول قتيلين قتلا ً من المسلمين ).
فنلخص مما تقدم :ـ ان هذا النص لايدل على وجود ابن لخديجة .
خامسا ً:ـ لقد روي أنه كانت لخديجة أخت أسمها (هالة) تزوجها رجل مخزومي , فولت له بنتاً أسمها ( هالة ) ثم خلف عليها ـ أي على هالة الاولى ـ رجل تميمي يقال له ( أبو هند ) فأولدها ولد أسمه هند وكان لهذا التميمي أمراة أخرى قد ولدت له زينب ورقية , فماتت ومات التميمي , فلحق هند بقومه , وبقيت هالة أخت خديجة والطفلتان اللتان من التميمي وزوجته الاخرى , فضمتهم خديجة اليها وبعد ان تزوجت بالرسول ( صلى الله عليه واله ) ماتت هالة , فبقيت الطفلتنان في حجر خديجة والرسول ( صلى الله عليه واله ) وكان العرب يزعمون ان الربيبة بنت , ولاجل ذلك نسبتا اليه ( صلى الله عليه واله ) مع أنهما أبنتا أبي هند زوج أختها وكذلك الحال بالنسبة الى هند نفسه .
المصادر :ـ
راجع الاوائل ج1 ص159 والاصابة ج3ص611 ونسب قريش لمصعب الزبيري ص22 والسيرة الحلبية ج1ص140 وقاموس الرجال ج10ص431 وأسد الغابة ج5ص12ـ13ـ71ومناقب آل ابي طالب ج1ص159 والبحار ورجال المامقاني والاستغاثة ج1ص70طبقات ابن سعد ج8ص193والاستيعاب ج4 ص331وصفين للمنقري ص325
منقول
فنقول :ـ اننا نشك في دعواهم تلك , ونحتمل جداً ان يكون كثير مما يُقال في هذا الموضوع قد صنعته السياسة . ولانريد ان نسهب في الكلام عن أختلافهم في أسم ( أبي هالة ) هل هو النباش بن زرارة أو عكسة , أو هند , او مالك , وهل هو صحابي أو لا , وهل تزوجه قبل(عتيق) , أو تزوجت عتيقاً قبله؟؟!! ولا في كون هند ولته خديجة هو ابن هذا الزوج او ذلك , فأن كان أبن عتيق , فهو أنثى ( وقال ان هنداً هذه قد تزوجت من صيفي بن عائذ فولدت محمد بن صيفي ) والا فهو ذكر , وأنه هل قتل مع علي في حرب الجمل , أو مات بالطاعون بالبصرة . لا, لانريد أن نطيل بذلك , وأنما نكتفي بتسجيل الملاحظات التالية :ـ
أولا ً:ـ قال ابن شهر آشوب :[ وروى أحمد البلاذري , وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما , والمرتضى في الشافي , وأبو جعفر في التلخيص ( أن النبي تزوج بها وكانت عذراء) يؤكد ذلك ماذكر في كتابي الانوار والبدع ( أن رقية وزينب كانتا أبنتي هالة أخت خديجة ) ] .
ثانيا ً:ـ قال أبو القاسم الكوفي [أن الاجماع من الخاص والعام , من أهل الانال ونقلة الاخبار على أنه لم يبق من أشراف قريش , ومن ساداتهم وذوي النجدة منهم , الا خطب خديجة ورام تزويجها , فأمتنعت على جميعهم من ذلك , فلما تزوجها رسول الله ( صلى الله عليه واله ) غضب عليها نساء قريش وهجرنها وقلن لها خطبك أشراف قريش وأمراؤهم فلم تتزوجي أحداً منهم , وتزوجت محمداً يتيم أبي طالب فقيراً , لامال له ؟؟!!
فكيف يجوز في نظر أهل الفهم :ـ ان تكون خديجة , يتزوجها أعرابي من تميم , وتمتنع من سادات قريش , وأشرافها على ماوصفناه ؟؟!!
ألا يعلم ذوو التمييز والنظر :ـ أنه من أبين المحال , وأفظع المقال ؟! وأما الرد على ذلك بأنه لايمكن أن تبقى أمراة شريفة وجميلة هذه المدة الطويلة بلا زوج ؟.
فليس على مايرام :ـ لان ذلك لايبرر رفضها لعظماء قريش وقبولها بأعرابي من بني تميم . وأما كيف يتركها أبوها أو وليها بلا تزويج ؟ فقد ذكرنا أن أباها قد قتل في حرب الفجار وأما وليها فلم يكن له سلطة الاب ليجبرها على الزواج ممن أراد . وبقاء المرأة الشريفة والجميلة مدة بلا زواج ليس بعزيز اذا كانت تصبر الى ان تجد الرجل الفاضل الكامل , الذي كان يعز وجوده في تلك الفترة . نعم قد يكون من المستغرب ان لايتقدم لخطبتها أحد , وخصوصاً من هي مثل خديجة في موقعها وفي ميزاتها .. ولكن الامر بالنسبة لخديجة ليس كذلك , فقد خطبها عظماء قريش كما هو معلوم .
ثالثا ً:ـ كيف لم يُعيَّرها زعماء قريش الذين خطبوها فردتهم , بزواجها من أعرابي بوَّال على عقبيه كعتيق او غيره ؟
رابعاً:ـ قد ذكروا ان أول شهيد في الاسلام أبن خديجــــة ( رحمها الله ) أسمه ( الحارث أبن أبي هالة ) , أستشهد حينما جهر رسول الله ( صلى الله عليه واله ) بالدعوة .
ونقول :ـ ان ذلك لايمكن قبوله , حيث قد روي بسند صحيح عندهم عن قتادة ( أن أول شهيد في الاسلام هو سمية والدة عمار ) وكذا روي عن مجاهد . وعن ابن عباس ( قتل أبو عمار وأم عمار , وهما أول قتيلين قتلا ً من المسلمين ).
فنلخص مما تقدم :ـ ان هذا النص لايدل على وجود ابن لخديجة .
خامسا ً:ـ لقد روي أنه كانت لخديجة أخت أسمها (هالة) تزوجها رجل مخزومي , فولت له بنتاً أسمها ( هالة ) ثم خلف عليها ـ أي على هالة الاولى ـ رجل تميمي يقال له ( أبو هند ) فأولدها ولد أسمه هند وكان لهذا التميمي أمراة أخرى قد ولدت له زينب ورقية , فماتت ومات التميمي , فلحق هند بقومه , وبقيت هالة أخت خديجة والطفلتان اللتان من التميمي وزوجته الاخرى , فضمتهم خديجة اليها وبعد ان تزوجت بالرسول ( صلى الله عليه واله ) ماتت هالة , فبقيت الطفلتنان في حجر خديجة والرسول ( صلى الله عليه واله ) وكان العرب يزعمون ان الربيبة بنت , ولاجل ذلك نسبتا اليه ( صلى الله عليه واله ) مع أنهما أبنتا أبي هند زوج أختها وكذلك الحال بالنسبة الى هند نفسه .
المصادر :ـ
راجع الاوائل ج1 ص159 والاصابة ج3ص611 ونسب قريش لمصعب الزبيري ص22 والسيرة الحلبية ج1ص140 وقاموس الرجال ج10ص431 وأسد الغابة ج5ص12ـ13ـ71ومناقب آل ابي طالب ج1ص159 والبحار ورجال المامقاني والاستغاثة ج1ص70طبقات ابن سعد ج8ص193والاستيعاب ج4 ص331وصفين للمنقري ص325
منقول