المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملاك


غَـرام الطُهـر يَرويني
07-27-2009, 06:38 PM
عندما اقترنت باحمد اقترح علي ان نعيش السنوات الاولى من حياتنا المشتركة في بيت اهله . لم اعترض و لكن قلت :
- الا تعلم ان هذا يجر الى الاختلاف
قال لي :
- الحق معك و لكن يلزمنا بعض التوفير لكي نعثر على مكان مناسب ، ومن الافضل ان نعيش في بيت ابي .
و بالطبع وافقت على اقتراحه دون استشارة اهلي و عندما علموا بذلك قالوا :
- انت لا عقل لك كيف تعيشين مع حماتك ؟
قلت لامي :
- و ما المشكلة في ذلك ؟
قالت امي :
-الم تسمعي المثل القائل : العروس و الحماة لا يجري ماؤهما في نهر واحد )).
و قالت اختي :
- حتى لو لم تنزعجي انت فستنزعج هي .
عندما سمعت كلام امي و اختي تأثرت و قلت لاحمد يومها :
- لن اذهب هناك .
ادرك احمد من الذي حرضني فقال :
- حسناً سنبقى مدة قصيرة .
- و ما الفرق في ذلك !؟
-لانك تعجزين عن طرد هذا التصور من ذهنك .. و انت تتخيلين اشياء لا وجود لها .
بقينا شهور في بيت أهله و قد يتسأل المرء ماذا حدث ؟
لقد واجهتني بعض المشاكل و لكنني اجتزتها بيسر ، وكان احمد يتصرف بحكمة تجعل من ظهور المشكلة امرا عسيرا .
لقد علمني و حماتي ان نحل مشكلاتنا بانفينا ، و ان لا نصرف و قتاً في مثل هذه الأمور .
كان احمد يحترم والدته كثيرا ويحترمني ايضاً ن هذا الاحترام الذي جعلني اصمم على ان اعلمه ابنائي
في بداية حياتنا المشتركة كانت طموحي اكثر من ان يتحملها المرء فكنت اضيق الخناق على احمد ، وهو كان يتحمل ذلك بصبر .
كان يصغي الى عتابي المرير معه ثم يحاورني بهدؤ ليثبت لي انني عندما اغير نظرتي لبعض شؤون الحياة فسيكون العيش اكثر حلاوة وسعادة .
ذات يوم كنت انتظر عودة زوجي ، وكات في ذهني موضوع جعلني ارى احمد هو المقصر الوحيد فيه .
لهذا و عندما دخل البيت ظهرت على و جهي ملامح غضب وعتب عرف انني غاضبة منه .
قال وهو يصطنع المرح :
- سيدتي المحترمة ! ما هذا العبوس ؟
ادرت له ظهري و قلت :
-انت تخدعني بكلماتك المعسولة .
و صرخت بعصبية في وجهه .
نظرت اليه كان ما يزال يحدق بعينين بريئتين ، ولكني صحت في وجهه :
- لقد مللت الحياة معك .. لن اتحمل اكثر من هذا !
جائني بقدح ماء بارد ، اما انا فقد كنت سادرة في غضبي كبركان .
راح يستمع الي بهدوء كامل ، غادر البت ليعود بعد نصف ساعة و هو يحمل علبة من الحلوى و مرطبات . قال وهو يبتسم :
- ان هذا يؤثر في تبديد الغيوم من سماء البيت !
كنت اتصور انه سيرد الصاع صاعين ، فيتصرف بعنف ، تناول مرطباته بهدوء وانا ايضاً ، قال لي :
- انك قد اخطأت في تصورك عني . ولكن هذا ليس مهماً أنا ايضاً اخطىء بعض الأحيان .
راح احمد يوضح لي الامور و ظهرت الحقيقة التي كانت خافية في ظلمات عصبيتي .
قلت له: كيف تستطيع ان تحتفظ بهدوئك يا احمد ؟
اجاب :
- ليس دائماً و لكن احاول
- كلا انت هادىء تماماً و صبور جداً طيب كثيراً و تحترم الآخرين .. انت انسان نادر يا احمد .
سكت لحظات و قال :
- كنت في السنة الثانية من دراستي الجامعية و كنت اعرف استاذين محترمين جداً اقصد انهما كانا زوج و زوجة ، لم اكن اظن ان اراهما ذات يوم مهمومين .. ولكن صادف ان رايتها بهذه الحال .
كنت في مكتبة الستاذ وقبل ان يجيب على سؤالي لمح زوجته قادمة ، و بدا الغيظ على ملامح وجهه ، وكان يبذل جهداً كبيراً في ضبط اعصابه ، استأذنت في مغادرة المكتبة لكنه لم يسمح لي .
و تبادلا بعض العبارات الغاضبة فجأة رفع الاستاذ يده ليصفع زوجته و زميلته بشدة !
و شعرت بأن كبرياء زوجته كامرأة قد تحطم تماماً ، ورأيت استاذي يتضاءل في عيني .
لقد كان رد فعله عنيفاً ولا ينسجم مع شخصيته كا ستاذ جامعي ، كان عليه ان يتفادى مثل هذا السلوك و أن يتحمل الطرف الآخر لان احترامه مرهون باحترام الآخرين .
لقد اكتشفت هذا في تلك اللحظات المتفجرة ، وآليت على نفسي ان لا افعل ذلك ابداً .
تأثرت بحديث احمد كثيراً اكتشفت فيه الرجل الصبور و الزوج المثالي ..
انني سعيدة جداً بحياتي المشتركة معه .. لقد كان رجل بكل معنى الكلمة .


منقول

اميرة الشوق
07-27-2009, 06:57 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه