المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احنا لم نفرق بين الشيعي ولا سنه


فدوه لعيونك أني ياعمي
07-29-2009, 02:06 AM
http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/07/29/04.HWAR.02_main.jpg
كشف الناشط الإسلامي التركي السادات إكيوز عن اتخاذ الحكومة التركية الحالية قراراً بتدريس المذهب الشيعي في مناهج التعليم للمرة الأولى، وقال في حوار مع «الراي» بالقاهرة: «وزارة التربية والتعليم التركية قامت بضم المذهب العلوي الشيعي إلى منهج التربية الدينية ليدرس في حصة الدين على سبيل إرضاء إيران، والتوازن بين القوى والتيارات السياسية والمذهبية المختلفة».
وأضاف: «هناك نحو 60 في المئة من الشعب التركي يقولون إن إيران تتحرك مع تركيا ضد أميركا». مشيراً إلى أن «تركيا توازن حالياً على قدر المستطاع سواء مع الدول الأوروبية، أو مع التيار العلماني، أو مع إسرائيل لحين تعميم الإسلام وجعله الملة الأولى في تركيا».
إكيوز الذي يعد من نشطاء التيار السلفي التركي وعضو في «جمعية الاستقلال الوطني» في تركيا ومدير الثقافة في إسطنبول أكد أن هناك مشروعاً أممياً تسعى الدولة التركية إلى تطبيقه في المنطقة باعتبارها دار الإسلام، واصفاً تركيا بأنها «حرث الآخرة» للمسلمين.
وهذا نص ما دار معه من حوار:

• أبدت تركيا في الفترة الأخيرة مواقف أثارت جدلاً في المجتمع الدولي خاصة خلال أزمة غزة الأخيرة وخطاب رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان في «مؤتمر دافوس»... بماذا تفسر ذلك؟
- بالفعل هناك ردود أفعال متعددة حول الموقف التركي خاصة عقب خطاب أردوغان في البرلمان حول أحداث غزة وخطابه في «مؤتمر دافوس»، وهناك من قال إن هؤلاء أحفاد عثمان يحاولون أن يستعيدوا الخلافة من جديد وهذا فخر لنا ويعني أن الأمة الإسلامية لا تزال واحدة، ويُحمّل تركيا في الوقت ذاته مسؤولية تجاه قضايا المنطقة التي تخص الإسلام، كما أن الشعب التركي والأمة الإسلامية حالياً ينتظرون ظهور شخصاً ذي «كاريزما» أو قيادة حقيقية توحد بينهم.
• وهل ترى أن الإدارة التركية تسعى بمواقفها هذه إلى أن يكون لها دور جديد في المنطقة وأن تقود العالم الإسلامي كما قيل؟
- لا تعليق.
• لماذا ترفض التوضيح في ظل ما يشاع عن هذه التوجهات؟
- تركيا عليها أن تقوم بدور حقيقي في المنطقة، وأن تكون فاعلة في العالم الإسلامي، لأنه من السهل أن نقول إن هناك عالماً إسلامياً لكن على أرض الواقع هل توجد حقاً أمة إسلامية واحدة، هل يوجد جيش إسلامي يدافع عن المسلمين؟
• لكن المشروع الأممي الذي تتحدث عنه يتعارض مع كيان الدول القائمة بمؤسساتها المختلفة وقد يؤدي لانهيار هذه الدول؟
- نعم ولكن مؤسسات هذه الدول تستخدم ضد المواطنين أكثر من العدو الخارجي للإسلام ولذلك يجب أن يكون لتركيا دور في المنطقة، وعليها أن تقرر هل تريد أن تكون تركيا بحق أم لا!
• يتحدث الكثيرون عن أن هناك صعوداً للتيار الإسلامي بعد وصول «حزب العدالة والتنمية» للحكم وفوز عبدالله غول بمنصب الرئيس على حساب التيار العلماني ما حقيقة هذا الوضع؟
- من يتحدث عن وجود مشروع إسلامي تركي هو التيار العلماني فهم لا يستطيعون أن يقولوا مباشرة إنهم لا يريدون الإسلام، ولذلك يروجون لفكرة المشروع الإسلامي هناك في إطار الدعاية العكسية وفي إطار الصراع السياسي.
• كيف ذلك؟
- عندنا الإسلام مختلف فهو معتدل، ويتعايش مع كل زمان ومكان، وينظر للآخر كإنسان فقط وليس على أساس خلفيته الدينية، وفي الوقت ذاته توجد مصطلحات مثل العلمانية والديموقراطية يتم ترويجها أيضاً كبديل للمشروع الإسلامي وبما يخدم الموقف السياسي للتيار العلماني.
• وما مدى الاستجابة لهذه الشعارات والمصطلحات؟
- لا نهتم بالسياسي العلماني، أو السياسي الإسلامي ولكن فقط نهتم بمن يستحق أن يصل إلى المنصب أو المقعد في إطار منافسة كل طرف للآخر.
• في الانتخابات الأخيرة كان هناك انقسام سياسي حاد بين التيار العلماني و«حزب العدالة» خاصة فيما يتعلق بفوز عبدالله غول بمنصب الرئيس، أي أن الواقع مختلف عما تقوله بماذا تفسر ذلك؟
- الشعب التركي انتخب جميع الأحزاب والتيارات السياسية من قبل ووجدها عميلة للخارج، أما عبدالله غول، ورجب أردوغان فيعتبر أغلب الشعب التركي أنهما جزء منه ويدافعان عنه وعن مصالحه، خاصة وقت أن كان أردوغان مسؤولاً عن بلدية إسطنبول، لذلك نجد أن الكثيرين لا يعتبرون أن هناك اختلافاً بين أردوغان وبينهم.
• لكن التيار الإسلامي منذ صعوده إلى السلطة في تركيا وهو يقدم تنازلات سياسية ودينية في سبيل إرضاء المجتمع الأوروبي وتحقيق الحلم التركي الخاص بالانضمام للاتحاد الأوروبي؟
- نعم هذا أمر ملحوظ بدليل أن خطاب أردوغان السياسي اختلف في الفترة الحالية عما كان عليه قبل الانتخابات فكان يقول إنه مسلم وليس علمانياً وأنه يحافظ على مبادئه الدينية، والآن هو يوازن في خطابه بين الجميع، إسلامي وعلماني، ولا يذكر أي مصطلح يفصل بين التيارين، ولكن الشعب التركي ينظر لهذا بنية حسنة حيث يعتبر هذا في سبيل الموازنة بين التيارات المختلفة.
• أليس هناك تعارض بين المشروع الإسلامي التركي في المنطقة ورغبة أنقرة في الانضمام للاتحاد الأوروبي؟
- هذا أمر يجب أن تحدده الدولة التركية، بحيث تقرر لماذا تأسست، وما هو تعريفها؟ وأعتقد أن الدولة التركية انتهى دورها في نهاية الحرب العالمية الأولى التي قرر فيها الاستعمار الغربي خاصة بريطانيا أن يُحجّموا الإسلام على الأرض، كدولة وكقوة عسكرية، وحاربنا للاستقلال ولم ننجح في تحقيقه كاملاً بحيث نصل إلى كل الدول الإسلامية، ولكن نجحنا، كتركيا فقط، ولأننا نعتبر تركيا دار الإسلام، نسعى أولاً ليكون حكم المسلمين بها هو المذهب والديانة الأولى.
• معنى كلامك أن هناك طموحات لتركيا لتوسيع نفوذها في الدول الإسلامية لاستعادة ريادتها القديمة؟
- يمكن أن أقول إن تركيا هي «حرث الآخرة» للمسلمين.
• ماذا تقصد من أن تركيا «حرث الآخرة»؟
- لأن أي شيء يحدث لصالح لتركيا يضيف للمسلمين، وأي شيء يتم ضد تركيا معناه ضرر لجميع المسلمين فهذا وطن واحد وأعتقد أن العالم الإسلامي ينظر لتركيا بهذه النظرة لتلعب دورها الحقيقي.
• ألا ترى أن هذه التوجهات تتعارض مع دور كبير تقوم به بعض الدول العربية الإسلامية في المنطقة مثل مصر؟
- لا أرى تعارضاً بين مصر وتركيا في شيء والعلاقة بين الدولتين توافقية.
• لكن تركيا تحتفظ بعلاقات مع إسرائيل وأميركا والدول الأوروبية التي قد يكون لها موقف سلبي من القضية الفلسطينية؟
- توجد علاقات في سبيل المواءمة السياسية فقط، ولكن في وقت قريب أعتقد أن هناك تغييراً سيحدث في هذه العلاقات بما يخدم سلامة المنطقة والدول الإسلامية والعربية، ونعرف أن مسيرة الرسول «صلى الله عليه وسلم» في الدعوة استمرت 30 عاماً حتى استطاع أن يغير العالم ونحن أيضاً نحتاج الوقت للتغيير، لكن هذا لا يمنع أننا نعترض على العلاقات التركية - الإسرائيلية مثلا ونطالب بتغيير الموقف منها.
• لم نر لتركيا أي دور لمصلحة الشعب العراقي بالرغم من أن هناك حدوداً مشتركة، بل إن تركيا قادت حرباً ضد الأكراد في الشمال... ما تعليقك؟
- نعرف أننا لم نفعل شيئا في العراق ونعرف أن المساندة، بالقول وعبر شاشات التلفزيون، وهذه من ضمن الملاحظات التي نتحدث عنها في تركيا، لكن في المستقبل يمكن أن نفعل شيئاً.
• ما طبيعة العلاقة بين إيران وتركيا... وسط ما يتردد بوجود تنافس بين المشروعين التركي والإيراني في المنطقة؟
- في تركيا يوجد بعض الأشخاص ينظرون إلى إيران بأنها تقاوم أميركا وقوى الاستعمار وأظن أن هذه النظرة جاءت بسبب الثورة الإيرانية وتأثيرها على المنطقة وبسبب بعض الكتب الإيرانية التي ترجمت للغة التركية، وهذا التقارب يعود إلى أن البعض في تركيا يرى أن إيران وتركيا تريدان توحيد الأمة الإسلامية، ولذلك فهم لا يفرقون بين السنة والشيعة.
أما النظرة السياسية فنحن نرى أن إيران دولة قوية في المنطقة وتملك قوة وأسلحة كافية، لذلك فمن المهم الاهتمام بالعلاقات الإيرانية - التركية، والدليل أن هناك ما بين 60 في المئة إلى 70 في المئة من الشعب التركي يقولون نحن نتحرك مع إيران ضد أميركا. ولكني في الوقت ذاته لا أثق كثيراً في الدولة الإيرانية، وأرى أن ما يحدث من تعاون يأتي على سبيل المواءمة السياسية فقط.
• لكن هناك اختلافا مذهبياً بين إيران وتركيا فكيف تسير العلاقة؟
- لا يوجد اهتمام بقضايا السنة والشيعة في تركيا، ولا نهتم بهذه الموضوعات أو تلك التفرقة لأنها غير مجدية، ونهتم فقط بالقضايا الحيوية في المنطقة مثل الملف العراقي، وأزمة غزة، والأزمة الاقتصادية العالمية وموقف تركيا منها وتأثرها بها.
• وهل هذا هو الموقف الرسمي لتركيا أم هناك موقف شعبي مختلف عن توجهات الإدارة التركية؟
- الحكومة التركية الآن تتمسك بالسياسة أي بالعلاقات السياسية فيقولون نحن في وطننا هذا يتعايش السني والشيعي والعربي والكردي، ويمكن أن نعيش معاً في هذا الوطن، ولهذا السبب أدخلت وزارة التربية والتعليم التركية المذهب العلوي الشيعي لتدريسه ضمن حصة الدين للمرة الأولى حتى لا يكون هناك ضغط داخلي وخارجي، وحتى نُرضي جميع الأطراف الدولية مثل إيران، ولا نكسب عداوات المحيطين بتركيا في المنطقة، ولهذا لدينا أيضا علماء في الجامعات متخصصون في دراسة تعاليم الدين الإسلامي ومذاهبه المختلفة يذهبون دائماً إلى إيران للحضور في الاحتفالات الشيعية والمذهبية هناك.