المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبودية النبي والاوصياء من بعده


متيمة ابو الحسنين ع
08-15-2009, 07:32 AM
اللهم صلي على محمد وآل محمدوعجل فرجهم ياكريم

أن العبد المؤمن الصالح نبي الله سليمان عليه السلام الذي ملكه الله تعالى الأرض ومن عليها وآتاه ملكا عظيما، فلم يزيده كل ذلك إلا عبودية وطاعة لله تعالى.

قال تعالى في سورة النمل الآيات 36-40 {فلما جاء سليمان قال أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون، ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون، قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين، قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين، قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم}.

إن تصرفات وسلوكيات العبد المؤمن المطيع لله تعالى، تكون دائما من منطلق العبودية لله تعالى، ويعتبر ذلك شرف عظيم منحه الله إياه، ولذلك مدح الله تعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وآله بالعبودية فقال في سورة الإسراء </span>الآية 1 {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير}.

يقول الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه: إنّ قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، وإنّ قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وإنّ قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار.

ويقول الأمام علي عليه السلام مناجيا رب العزة_ إلهي ما عبدتك - حين عبدتك - خوفاً من نارك، ولا طمعاً في جنتك، بل وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك.

ويقول الإمام الصادق عليه السلام في زيارة جده الإمام الحسين عليه السلام في يوم الأربعين: وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة.

إذ أن أعلى شرف للإنسان أن يكون عبدا لله تعالى على بساط العبودية متحققا بأوصاف العبودية قائما بحقوق الربوبية متبعا لأوامر الله كلها مطيعا مستسلما له، من الإيمان بالله تعالى وبنبوة محمد وإمامة علي والأئمة من ولده الذين اجتباهم الله واختارهم هداة لعباده، وهذا كله لمن يدرك أنه عبد لله عليه السمع والطاعة لربه من على بساط العبودية حتى تصح وتصلح الصلة بينه وبين ربه. ولذلك تجد العبد المؤمن المؤدب بآداب ربه دائما يردد أنا فقير إلى الله محتاج إلى الله، غني بالله عزيز بالله، قوي بالله عالم بالله، لأن الله تعالى هو الذي يمد عبده بالقوة والعزة والعلم والغنى وما إلى ذلك من أوصاف كريمة.

لقد جسد النبي الأكرم وأهل بيته الطاهرين المعصومين معنى العبودية وتحققوا بكامل أوصافها، وأدوا حقوق الربوبية لله تعالى فكانوا مطهرين معصومين كما أخبر عنهم القرآن الكريم في آية التطهير، قال تعالى في سورة الأحزاب {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.

روى البخاري ومسلم عن عائشة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. فقلت له: لم تصنع هذا يا رَسُول اللَّهِ وقد غفر اللَّه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال - أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا.

</span>أخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في التفكر وابن المنذر وابن حبان في صحيحه وابن مردويه والأصبهاني في الترغيب وابن عساكر عن عطاء قال "قلت لعائشة أخبريني بأعجب ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: وأي شأنه لم يكن عجبا! إنه أتاني ليلة فدخل معي في لحافي ثم قال: ذريني أتعبد لربي. فقام فتوضأ ثم قام يصلي فبكى حتى سالت دموعه على صدره، ثم ركع فبكى، ثم سجد فبكى، ثم رفع رأسه فبكى. فلم يزل كذلك حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة فقلت: يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: أفلا أكون عبدا شكورا.

وأما عبودية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء والأمام الحسن والإمام الحسين سلام الله تعالى عليهم جميعا، فكانت استسلاما كاملا لله تعالى في جميع نواحي الحياة، فقد نذروا أنفسهم لله تعالى، ويكفيهم شرفا سورة الدهر التي نزلت في حقهم قال تعالى في سورة الدهر {إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا}.

قال الإمام الحسن بن علي عليه السلام يصف حالة من حالات العبودية للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام قال- رأيت أمي فاطمة الزهراء عليها السلام قامت في محرابها ليلة جمعة، فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح، وسمعتها تدعوا للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم، وتكثر الدعاء لهم ولاتدعوا لنفسها بشيء، فقلت لها يا أماه لم لاتدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت يابني الجار ثم الدار.

وقال الحسن البصري- ما كان في هذه الأمة أعبد من فاطمة الزهراء عليها السلام، كانت تقوم حتى تورمت قدماها.
روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "لقد دخل الإمام أبوجعفر الباقر عليه السلام على الإمام السجاد علي بن الحسين ـ فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد، فرآه قد اصفرّ لونه من السهر، ورمضت عيناه من البكاء، ودبرت جبهته، وانخرم أنفه من السجود، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة،

قال أبو جعفر الباقر عليه السلام: فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء، فبكيت رحمة له، وإذا هو يفكر، فالتفت إليّ بعد هنيهة من دخولي وقال:
يا بنيّ، أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي بن أبي طالب عليه السلام، فأعطيته فقرأ فيها شيئاً يسيراً، ثم تركها من يده تضجراً وقال: من يقوى على عبادة علي بن أبي طالب وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: كان علي بن الحسين عليه السلام إذا قام في الصلاة تغير لونه فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفض عرقاً.

وعن الإمام الباقر عليه السلام قال كان علي بن الحسين عليه السلام يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة... وكان إذا قام في صلاته غشي لونه لونا آخر. وكان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل.

عن الإمام الباقر عليه السلام: إن أبي علي بن الحسين عليه السلام ما ذكر نعمة الله عليه إلا سجد. ولا قرأ آية من كتاب الله عزوجل فيها سجود إلا سجد.
ولا دفع الله تعالى عنه سوءً يخشاه أو كيد كايد إلا سجد. ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد. ولا وفق لإصلاح بين اثنين إلا سجد. وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده، فسمي السجاد لذلك.

لقد جسدوا معنى العبودية لله تعالى في أدعيتهم، فهذا الإمام أبي عبد الله الحسين سلام الله تعالى عليه يناجي رب العزة في دعاء يوم عرفه، ويقدم بين يدي دعائه إعترافا بأوصاف العبودية وأداء لحقوق الربوبية فيقول سلام الله تعالى عليه _ (إلهي أنا الفقير في غناي، فكيف لا أكون فقيرا في فقري، إلهي أنا الجاهل في علمي، فكيف لا أكون جهولا في جهلي).

وكان أيضا من دعاء الإمام علي بن الحسين الإمام السجاد زين العابدين دعاء التذلل:
(مولاي مولاي، أنت المولى وأنا العبد، وهل يرحم العبد إلا المولى.
مولاي مولاي، أنت العزيز وأنا الذليل، وهل يرحم الذليل إلا العزيز.
مولاي مولاي، أنت المالك وأنا المملوك، وهل يرحم المملوك إلا المالك.
مولاي مولاي، أنت الخالق وأنا المخلوق، وهل يرحم المخلوق إلا الخالق.
مولاي مولاي، أنت المعطي وأنا السائل، وهل يرحم السائل إلا المعطي.
</span>مولاي مولاي، أنت المغيث وأنا المستغيث، وهل يرحم المستغيث إلا المغيث.
مولاي مولاي، أنت الباقي وأنا الفاني، وهل يرحم الفاني إلا الباقي.
مولاي مولاي، أنت الدائم وأنا الزائل، وهل يرحم الزائل إلا الدائم.
مولاي مولاي، أنت الحي وأنا الميت، وهل يرحم الميت إلا الحي.
مولاي مولاي، أنت القوي وأنا الضعيف، وهل يرحم الضعيف إلا القوي.
مولاي مولاي، أنت الغني وأنا الفقير، وهل يرحم الفقير إلا الغني.
مولاي مولاي، أنت الكبير وأنا الصغير، وهل يرحم الصغير إلا الكبير).
وكان من دعاء الإمام موسى بن جعفر الكاظم سلام الله تعالى عليه:
(اللهم عد على جهلي بحلمك، وعلى فقري بغناك، وعلى ذلي بعزك وسلطانك، وعلى ضعفي بقوتك، وعلى خوفي بأمنك، وعلى ذنوبي وخطاياي بعفوك ورحمتك يا رحمان يا رحيم).

هذه نماذج من أدعية أهل البيت سلام الله تعالى عليهم، أظنها واضحة الدلالة في تبيان معنى العبودية وأوصافها، (ومن أراد المزيد من أدعية أهل البيت عليهم السلام فعليه بالصحيفة السجادية، وكتب الأدعية المختارة كمفاتيح الجنان وضياء الصالحين وغيرها) فهم يعلموننا أوصاف العبودية التي يجب على العبد المؤمن أن يحققها في ذاته وسلوكه، وكلما تحققت كان العبد أقرب إلى ربه، ذلك أن العبد إذا عرف أوصافه فمن المحتوم أن يعرف ربه كم بينت ذلك أدعية أهل البيت. فعندما يعرف العبد أنه مخلوق يعرف الخالق، وعندما يعرف أنه ضعيف يعرف أن ربه هو القوي

للامانة منقول من ايميلي
تحياتي لكم اختكم وخادمتكم في الله واهل البيت ع متيمة ابو الحسنين ع

طابت الأرض التي فيها دفنتم
08-15-2009, 10:46 AM
بارك الله بالقلم الذي كتب هذا الكلام

يوسفيه
08-15-2009, 01:38 PM
سلامي عليكم
ال بيت النبوه ومنبع الرساله

نتمنى من العلي الاعلى
وبكرامه من ال البيت
ان نصل الى جزء بسيط
من عبادتهم ووقارهم امام رب العباد

حفيدة الرسول (ص)
08-15-2009, 01:43 PM
شكرا على هذه المعلومات
جزاك الله خيرا

بحر وفاء العباس
08-15-2009, 02:07 PM
بارك الله فيك اختي الموالية ( متيمة ابو الحسنين )
يعطيك ِ الف عافية ..
رحم الله والديك ...
في ميزان اعمالك ِ ..
تحياتي

متيمة ابو الحسنين ع
08-15-2009, 04:21 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم
سلمتم احبتي على مروركم العطر نورتو صفحتي المتواضعه واسعدني تواجدكم فيها وفقكم ربي لكل خير بحقهم ياكريم
تحياتي لكم اختكم وخادمتكم في الله واهل البيت ع متيمة ابو الحسنين ع

محبة نصر الله
08-16-2009, 10:12 AM
اللهم صل على محمد و ال محمد
متيمة ابو الحسنين ع
سلمتِ يمناك و سلم بوح قلمكِ
الرااائع و المميز
جعلة في ميزان حسناتكِ
ان شاء الله
و الله ينور دربكِ با لايمان
دمتِ بحفظ الباري و رعااايتة

قوس السماء
08-17-2009, 05:54 AM
شكرا على هذه المعلومات
جزاك الله خيرا

احرار الزهراء
02-02-2011, 09:53 AM
http://vb.arabseyes.com/uploaded/33206_1186390610.gif