المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دماء العراقين ...... بين صراع السياسيين والارهاب من جهة و سياسة المحتل واطماع دول الجوار من جهة


عباس الكهربائي
08-24-2009, 02:19 AM
دماء العراقين ...... بين صراع السياسيين والارهاب من جهة و سياسة المحتل واطماع دول الجوار من جهة

كتابات - محمد مهدي السماوي

بعد ان عاش العراق اسود فترة مظلمة في تاريخه المعاصر والتي تلت سقوط حكم الطاغية المقبور صدام والتي تمثلت بغياب الدولة ومؤسساتها لاسيما الامنية والخدمية و كانت بداية مسلسل التفجيرات واعمال القتل وقطع الرؤس والمفخخات والاحزمة الناسفة. وقد عانى العراقييون الامرين فيها فبالاظافة الى ملف الخدمات فقد اخذ الارهاب والقتل الجماعي والذي طال العراقيين لمجرد كونهم عراقيين دون التمييز بينهم على الاساس الديني او المذهبي او القومي وان كان شيعة اهل البيت (ع) هم اصحاب حصة الاسد في هذا الارهاب وحتى عام 2008 حيث بدات الاجهزة الامنية العراقية تحقق بعض التقدم الواضح والملموس في بسط سيطرتها ومحارب الارهاب.
وبالرغم من ان تشكيل الاجهزة الامنية العراقية بدا بعد السقوط مباشرة والعراقيين جميعهم يمتلكون الخبرات العسكرية بحكم الحروب التي ادخلهم فيها صدام ( حرب ايران والكويت وحرب السقوط) لكن نجد ان هذه الاجهزة لم تكن فاعلة في ادائها حتى عام 2008 وبشيء من التامل يمكننا تشخيص الاسباب حيث ان الفترة الاولى لتشكيلها رافقها الكثير من المعوقات فمن جهة ان القيادة واوامر الحركة وتنفيذ المهام بيد قوات الاحتلال ولاتوجد استقلالية حتى لوزير الدفاع دون مراجعة القائد الامريكي مما جعلها تبدو كونها جزء من قوات الاحتلال بدل كونها قوات عراقية ولعل ذلك واضح حتى في الملابس والتجهيزات مما ولد حاجزا بينها وبين ابناء الشعب واعطى الذريعة لتشكيل المجاميع المسلحة والمليشيات بذريعة محاربة المحتل والاجهزة الامنية العميلة ومن جهة اخرى نجد وجود المليشيات المسلحة والظاهرة على الشارع في وسط وجنوب البلاد والتي دخلت في مواجهات كثيرة مع قوات الامن العراقية مستغلة انقطة السابقة كذريعة لشرعنة وجودها وحملها السلاح مما جعلها تنشغل عن اداء واجبها الوطني كذلك سيطرة الاحزاب والتيارات المتسلطة عليها من خلال دمج عناصرها المسلحة ومليشياتها داخل المؤسسة الامنية لتستعلها في تصفية الحسابات السياسية مع خصومها كما شهدت المناطق الغربيه سيطرة تنظيم القاعدة الارهابي مستغلا الجانب الطائفي من خلال تناغمه المذهبي مع سكان المحافظات الغربيه . ولكن ما حصل من تطور في قابليات الاجهزة الامنية وقدراتها على مستوى التخطيط والتنفيذ عام 2008 والذي انعكس بشكل ملحوظ على الواقع كان ناتج عن عدة اسباب :-
1- استقلالية قيادة الاجهزة الامنية عن قيادة قوات الاحتلال مما اتاح لها مجال اوسع من التخطيط والتنفيذ بشكل يتلائم وطبيعة المجتمع العراقي العربية والاسلامية كذلك انطلاقها من دافع وطني تجاه الوطن والشعب مما ولد الاندفاع والاخلاص في اداء الواجب الوطني كذلك اعاد العلاقة الطبيعية بين اللاجهزة الامنية والشعب الذي اخذ يتعامل معها على نها اجهزة امنية وطنية تعمل خارج سلطة المحتل لحماية المواطن ومحاربة الارهاب والمليشيات مما دفع المواطن اى مد يد العون لها ومساندتها وتاييده على الستوى الشعبي وتقديم المعلومة حول وجود المسلحين ومخابء الاسلحة وهي امور يفتقر اليها جيش الاحتلال في عملياته العسكرية التي كان يخوظها بدعوى استتباب الامن ومحارة الارهاب وذلك لانه يفتقر الى الجانب الوطني لكونه محتل كذلك ما كانت تسببه عمليلته العسكرية من مداهمات للمناطق الامنة واعتقالات عشوائية واطلاق نار عشوائي اودى بحياة الكثير من العراقيين كذلك اغلاقه للمدن وقطع الطرق دون انتكون لاحد سلطة عليه اضافة الى جرائمه الوحشية في سجن ابو غريب وجريمة المحموديه مما اعطى في تلك الفترة المبرر لكثير من ابناء الشعب للتستر بل ودعم المجاميع المسلحة والتي اغلبها مجاميع ارهابيه
2- التعامل مع من يحمل السلاح خارج اطار الاجهزة الامنية وتحت أي عنوان سياسي او ديني بحزم وقوة بغض النظر عن الانتماء الديني او المذهبي او القومي بل كان التعامل من منطلق وطني تمثل بالولاء للعراق ولعل ما حصل مع مليشيات جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر كان اوضح مثال حيث ان هذه المليشيات المسلحة من خلال اعمالها الغوغائية ومعاركها غير المدروسة النتائج لاعسكريا ولاسياسيا قد عطل عمل الاجهزة الامنية فبعد ان خاضة تلك المليشيات مواجهاتها مع الاحتلال انتقلت لتقاتل اجهزة الامن العراقية وما كانت تشهده المحافظات الجنوبية والوسطى من معارك طاحنة اشغلت الاجهزة الامنية وكلفتها الكثير من الجهد والوقت والذي كان من المفروض ان يوجه لمحاربة الارهاب المدعوم اقليميا ودوليا بدل استنزافه داخليا بين ابناء البلد . ولكن نجد انه وبعد ان اتخذت الاجهزة الامنية القرار الحاسم والجريء بظرب المليشيات وتجريدها من سلاحها الى الدرجة التي اضطرت قيادة تلك المليشيات والمتمثلة بمقتدى الصدر الى تجميدها مجبرا تحت وطئة صولة الاجهزة الامنية العراقية وسخط الشارع العراقي نتيجة لسوء افعالهم والتي لم تقدم للوطن والدين والمذهب غير الدمار والخراب بالشكل الذي اساء الى العنوان الديني المقدس الذي كانت تحمله( الامام المهدي) وكانت نتيجة تلك الصولة البطلة هي استقرار الاوضاع جنوب ووسط البلاد.
3- حصول الصحوة الوطنية ونبذ المنهج الطائفي لابناء المحافظات الغربية( ديالى وتكريت والموصل والرمادي) بعد ان عرفوا حقيقة تنظيم القاعدة الدموي الارهابي والذي اتخذ من المحافظات الغربية مقرا ومنطلقا لعملياته الارهابية مستغلا الجانب الطائفي من خلال ايحائه لابناء المحافظات الغربية السنية العربية بانه السد المنيع ضد المد الفرسي الايراني المتمثل بالشيعة وهذا ما انكشف زيفه لابناء تلك المحافظات مما جعلهم يثورون ضد تنظيم القاعده وطرده من مدنهم بعد ان اخذ يفرض سطرته عليهم ويتجاوز حتى على اعراضهم فطردوه من خلال تاسيس مجالس الصحوات والتي جعلت من المحافظات الغربية امنة كذلك محافظات الوسط والجنوب بعد ان كان تنظيم القاعده يستخدمها( المحافظات الغرية) مقرا لانطلاقه باتجاه الوسط والجنوب ولعل تامين الطريق الدولى الى الاردن وسوريا نتيجة لهذه الوقف الوطنية كان مصداق على ماذكرناه بعد ان كان مجزرة للعراقيين وتحديدا ابناء الوسط والجنوب الشيعي المتوجهين ذهابا وايابا الى سوريا والاردن
4- ايمان الشارع العراقي بمختلف اديانه ومذاهبه وقومياته بضرورة وجود مؤسسة امنية وطنية قوية تمسك بزمام الامن في البلاد لتقطع السبيل على المحتل الذي يتحجج في استمرارية بقاءه على ضعف الاجهزة الامنية العراقية وكذلك تعكز المليشيات المسلحة وتنظيم القاعدة على عكازة تواجد المحتل ليكون بذلك وجود مؤسسة امنية وطنية يسرع بخروج المحتل وكان هذا عنصرا في تعزيز الهوية الوطنية لابناء الشعب العراقي باختلافهم كذلك مثل عنصر ضغط على الكثير من قيادات الاجهزة الامنية وعناصرها للعمل بروح وطنية عالية تتجاوز المذهب والقومية وتحمل الولاء للعراق فقط ولعل هذا تجسد في اقتحام اقبية جامع براثا في بداية الخطة الامنية كذلك عملية ملاحقة وكر منفذي عملية الزوية وضرب مليشيا مقتدى الصدر وتنظيمات القاعدة وفروعها كجيش الصحابة وانصار السنة وكتائب ثورة العشرين .
ومن الامور التي يجدر الاشارة اليها هنا التاكيد والتوضيح لدور المرجعية الدينية المقدسة والتي شخصة منذ البداية الخلل وقدمت الحلول والتي تم تجاهلها في حينها من قبل المحتل الذي لايريد للوطن والدين أي خير وكذلك بعض القوى السياسية التي كانت ترى في ابراز دور المرجعية الحقيقي سحب للبساط من تحتها وتهميشها لكون منطلقاته تركز على مصالحها الشخصية بعيدا عن مصلحة الدين والوطن .
ونجد واقعية تشخيص المرجعية الدينية والذي تمثل بخطاب مراجع الدين حفظهم الله ومن بينهم بل في مقدمتهم السيد الحسني دام ظله والذي اشار الى عدة امور منذ اول يوم للاحتلال وحتى الان ومنها:-
1- ظرورة خروج المحتل وعلى اقل تقدير من داخل المدن والاسراع بتشكيل الاجهزة الامنية
2- رفضه لتاسيس المليشيات والمجاميع المسلحة وتحت أي مسمى او عنوان ديني او سياسي وظرورة حصر السلاح بيد الدولة واجهزتها الامنية
3- التاكيد على الهوية الوطنية العراقية وتذويب الانتماءات المذهبية والقومية والتاكيد على خصوصية العراق التاريخية والدينية والسياسية والحضارية كونه بلد الانبياء وشعب الاوصياء والائمة وعاصمة دولة العدل الالهي بقيادة قائم ال محمد(عج)
4- التاكيد على ظرورة استقلالية الاجهزة الامنية في عملها على مستوى التخطيط والتنفيذ عن قوات الاحتلال وظهر هذا من خلال تاييده للخطة الامنية التي تبنتها الاجهزة الامنية العراقية لكن بشرط ان تكون عراقية التنفيذ عراقية التخطيط لتعطي ثمارها الحقيقية وهو ما لمسناه في ارض الواقع
5- اصداره للكثير من بيانات الثناء والامتنان لابناء الاجهزة الامنية لدورها الوطني في مطاردة الارهاب وحماية الامن واعادة العوائل المهجرة الى مساكنها ومنها ماصدر في تهنئته بمناسبة اعياد الفطر والاضحى مما شكل عامل تحفيز معنوي لعمل تلك الاجهزة
6- اصداره للبيانات الجريئة والتي كانت الحاجة ملحة الى اصدارها بشكل واضح وبالمسميات وبعيد عن لغة الاشارات واللف والدوران فيما يخص الجانب الامني وبالشكل الذي تطلبته المصلحة الوطنية في تلك المرحلة ونجد هذا واضحا في مخاطبته للصدريين خلال مواجهاتهم مع الاجهزة الامنية العراقية في عملية صولة الفرسان والتي بدات في البصرة لتنتقل الى الناصرية والعمارة وبغداد حينما خاطبه بما مضمونه(( ان كان قولي حجة عليكم فاني الزمكم بترك السلاح بل وتسليمه الى الشرفاء من ابناء الجيش والشرطة الوطنية ليمارسوا دورهم في محاربة الارهاب وقطع الحجة على راس الارهاب وهو المحتل)) مع تاكيده على ظرورة حيادية عمل الاجهزة الامنية وعدم تعديها على الارواح والممتلكات والاعراض
7- تاكيده المستمر على اهمية دور المرجعية الدينية وعدم تجاوزها لانها صمام الامان ورفضه لاي عنوان قيادي يتعارض مع دور المرجعية
كل ماذكرناه اثبت وعلى ارض الواقع اهمية دور المرجعية وانها الاقرب الى اصابة الواقع في الجانب السياسي والشرعي والامني وغيرها وعلى المدى القريب والبعيد وذلك لانها قيادة ربانية تمثل نيابة المعصوم((ع)) الذي هو حجة الله في ارض
ولكننا ومع شديد الاسف نجد ان ماتحقق على ارض الواقع من تحسن في الوضع الامني وبروز النفس الوطني والولاء للهوية العراقية وبروز دور المرجعية الدينية كقيادة شرعية ومتمثلة من ابوية عامة ساهمت في تعزيز الرابطة بين الدول والشعب على اساس وطني لم يرق لكثير من الجهات واعتبرت ان ذلك هو ظرب لتوجهاتها واطماعها التاريخية والسياسية والاقتصادية في العراق وان تلك الجهات تتمثل بعدة مستويات هي:-
1- الاحتلال والذي يرى في ذلك سبب لانهاء تواجده في العراق في الوقت الذي لازال لم يكمل مخططاته بعد ان اصتدم بحقيقة الشعب العراقي ودور المرجعية الدينية والقوى السياسية الوطنية التي تشكلت من ابناء الداخل والذين لم يكن للمحتل أي فضل عليهم يجعله يمارس الضغط عليهم من باب رد الجميل على العكس من القوى السياسية المتواجدة في الخارج والتي جمعها مؤتمر صلاح الدين
2- دول الجوار والاقليم والتي ترى في استقرار العراق توجه لانظار امريكا اليها كذلك افلاسها من فرض اجندتها في العراق بما يخدم مصالحها من خلال بعض القوى الممولة من قبلها والتي تامل على تقويتها مستفيدة من ضعف الدولة العراقية لاسيما المؤسسة الامنيه
3- الاحزاب والقوى السياسية المتصارعة على الحكم والتي رات فان ماتحقق من استقرار امني يحسب من انجازات رئيس الوزراء السد المالكي مما يعطيه زخما جماهيريا متصاعدا سيؤثر على نتائج انتخابات البرلمان لصالح المالكي بعد ان لمست بوادره في انتخابات مجالس المحافظات(( فيما اذا تم غض النظر عن التزوير الذي حصل)) وهم ما يعيش نشوته السيد المالكي من خلال مماطلته في عدم الانظمام الى الائئتلاف العراقي مما يؤكد مخاوف تلك القوى ويدفعها الى تسقيط ذلك العنصر الايجابي في حكومة المالكي وهو الجانب الامني مع الاشارة الى فشلها في الجانب الخدمي والاقتصادي
4- نفس حكومة السيد المالكي والذي يحاول ان يعتبر كل ماحصل من تحسن على الوضع الامني جهود شخصية تجير لصالحه وبالتالي فان أي خرق امني سيضعه في خانة المؤامرة التي تحاك ضده متناسيا وزير تجارته السارق و تسويف قضية مصرف الزويه
كل تلك الجهات وللاسباب التي ذكرناها تقف مشتركة في اراقة الدم العراقي والذي اصبح رخيصا عندهم مقابل ما يطمحون اليه من مكاسب سياسية وان التدقيق في تفجيرات مجمع الوزارات الاخير في بغداد يؤكد ذلك فان جريمة كهذه وفي مكان حساس وبواسطة شاحنة كبيرة وفي منطقة محصنة يبعث التساؤلات عن كيفية وصول شاحنة كبيرة تحمل اطنان من المتفجرات الى مقر حساس وتخترق شوارع بغداد المملوءة بنقاط التفتيش وتعجز اجهزتها المخصصة لكشف المتفجرات عن كشفها في الوقت الذي نجد انها قادرة على كشف حشوة الاسنان وبلاتين اليد او الرجل والعطر والزاهي فهل الذي حصل معجزة الهية ام انها مؤامرة مدبرة ادواتها بعض العناصر الامنية المدسوسة وقادتها المحتل ودول الجوار والقوى السياسية وضحيتها المواطن العراقي اعتقد ان الجواب واضح ......؟؟؟

تنويه / كتابات لا تتحمل أيّة مسؤوليّة عن المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية عن كتاباتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر .