مجنون العباس
09-06-2009, 04:10 PM
اللهم عجّل لوليّك الفرج
رجال من ولد العباس(ع)
لقد كان من اهداف بني امية في قتل الإمام الحسين وبنيه وأصحابه، أن يقضوا على أهل البيت عليهم السلام وجوداً، ومذهباً، وطريقة حياة.
ولذلك فعلوا فيهم ما فعله فرعون في بني اسرائيل، حيث كان يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم.
كانوا يريون أن لا يبقى لهذا البيت من باقية، فقتلوا الرجال جميعاً، وذبحوا حتى الطفل الرضيع، وسحقوا تحت حوافر الخيل خمسين طفلاً وطفلة بعد استشهاد الحسين عليه السلام، وأجروا الخيل على جسمه المقدس حتى لا تبقى له شارة قبر.
هكذا كانت تقضي أوامر يزيد، ولذلك فإنه عندما رأى علي ابن الحسين زين العابدين بين الأسرى تعجب من وجود رجل من أهل البيت عليهم السلام حياً فقال له: من أنت؟
قال الإمام: (( أنا علي بن الحسين)).
قال يزيد: ألم يكن للحسين ولد يقال له علي وقد قتله الله؟
فقال علي بن الحسين عليه السلام: (( ذاك أخي علي الأكبر، وقد قتله الناس)).
فهم يزيد بأن يذبح علي بن الحسين أيضاً، ليس فقط لأنه افحمه بكلامه، وإنما لكي لا يبقى من نسل آل محمد صلى الله عليهم وآلهم وسلم أحد من الرجال.
ولولا وقفة العقيلة زينب بنت أمير المؤمنين عليها السلام في ذلك المجلس، وتمسكها بابن أخيها قائلة له
((يا يزيد إن كنت قاتله فاقتلني معه))..
ولولا خشية يزيد من الفتنة على حكمه حيث كان سيقال أنه قتل شاباً مريضاً اسيراً وقتل معه أخته في موقف جبان...لولا ذلك لقتل علي بن الحسين أيضاً. غير أن إرادة الله كانت خلاف ارادة الطغاة فذرية النبي صلى الله عليه وآل وسلم لم تنقطع، وبارك الله في عددها حتى أن بعض الإحصاءات تقول إن عددهم يربو على ثلاثين مليون، وذلك ليس ببعيد.
فمن الذين بقوا بعد واقعة كربلاء أولاد العباس عليهم السلام، فقد كان له من الأولاد أربعة وهم (عبيد الله) و
(الفضل) و (الحسن) و (القاسم) وإن كان بعض المؤرخين يرى أن القاسم قد استشهد يوم عاشوراء.
كما بقي للعباس ابنتان كما يذكر صاحب (مقاتل الطالبيين) و(حديقة النسب) و (معارف) وابن قتيبة وغير ذلك.
وبالرغم من أن أحفاد العباس انحصروا فيما بعد في أولاد عبيد الله إلا أنهم تكاثروا وأصبح عددهم بمرور الزمن كبيراً وكان بعضهم من العلماء الأجلاء. فمثلاً (الحسن بن عبيد الله) عاش سبعة وستين عاماً، وقد أولد خمسة وهم (الفضل) و (حمزة) و (إبراهيم) و (العباس) و (عبيد الله) و كلهم أجلاء الفضلاء في التاريخ.
أما الفضل فكان خطيباً متكلماً فصيحاً، شديد التدين، عظيم الشجاعة، محتشماً عند الجميع وكان يقال له ابن الهاشمية، وقد أعقب ثلاثة من أولاد هم (جعفر) و(العباس) الأكبر و(محمد) وكان لكم منهم أولاد فيهم العلماء والأدباء.
فمنهم أبو العباس (الفضل) بن محمد بن الفضل بن الحسن ابن عبيد الله بن العباس بن أمير المؤمنين وكان خطيباً شاعراً، وقع عقبه إلى قم وطبرستان وله أبيات يصف فيها موقف جده العباس يوم عاشوراء.
وأما حمزة فكان يشبه جده أمير المؤمنين إلى درجة كبيرة، حتى أنه خرج من الخليفة المأمون العباسي توقيع بخطه، وفيه يعطي لحمزة بن الحسن ابن عبيد الله بن العباس بن أمير المؤمنين ألف درهم لشبهه بجده علي بن أبي طالب.
وقد تزوج زينب بنت الحسين بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار المعروف بالزينبي نسبه إلى أمه زينب بنت أمير المؤمنين وكان حفيده محمد بن علي بن حمزة شاعراً نزل البصرة وروى الحديث عن الإمام الرضا عليه السلام وغيره ومات سنة386.
وأما ابن أخيه (حمزة) صاحب المشهد المعروف في مدينة الحلة في العراق، فكان أيضاً من الأجلاء وقد التجأت أم الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) إلى بيته، وترجمه الخطيب في تاريخ بغداد في المجلد الثاني قائلاً
( كان راوية للأخبار وهو صدوق وله الراوية عن جماعة كثيرة), وفي تهذيب التهذيب وصفه بـ (العلامة البغدادي) ونقل عن ابن أبي حاتم أنه صدوق ثقة.
وأما ابراهيم وهو الذي كان يعرف بحردقة فقد كان من الفقهاء والأدباء، الزهاد، وابنه علي أحد الأجواد، كان له جاه وشرف ومات سنه 264هـ وقد أولد تسعة عشـر من الذكور ومن احفاده أبو الحسن علي بن يحيى بن علي بن إبراهيم الذي كان خليفة أبي عبد الله بن الداعي على النقابة ببغداد.
وعبد الله بن علي بن إبراهيم جردقة جاء إلى بغداد ثم سكن مصر، وعنده كتب تسمى( الجعفرية) فيها فقه على مذهب الإمام جعفر الصادق عليه السلام توفي في مصر في رجب سنة312 ولعّل الجعافرة الذين يربوا عددهم على المليونين في مصر اليوم ينتمون إليه.
قال أبو نصر البخاري في سر السلسلة: (( العباس بن الحسن ابن عبيد الله بن العباس السقاء، ما شوهد هاشمي أعظم لساناً منه، ولا أجرأ جناناً، قدم بغداد في أيام الرشيد، وأقام هناك وكان من أفضل رجال بني هاشم فصاحةً وشعراً، ولجلالته وفضله، وبلاغته، وفصاحته، كان يكنى عند الخلفاء ولا يذكر اسمه)).
وهكذا فقد تكاثر أحفاد العباس، وانتقلوا من مكان إلى مكان، ونشروا الحق بين الناس، ولهم المراقد المقدسة التي تزار في العراق ومصر وغيرها.
لقد أراد الأعداء أن ينتهي اسم (العباس) بعد أن قتلوا شخصه، كما ارادوا أن يسحقوا منهجه بعد أن سحقوا جثته ولكن الله شاء غير ذلك، وكما أراد الله تعالى.
فسلام عليه يوم ولد
ويوم استشهد
ويوم يبعث حياً.
رجال من ولد العباس(ع)
لقد كان من اهداف بني امية في قتل الإمام الحسين وبنيه وأصحابه، أن يقضوا على أهل البيت عليهم السلام وجوداً، ومذهباً، وطريقة حياة.
ولذلك فعلوا فيهم ما فعله فرعون في بني اسرائيل، حيث كان يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم.
كانوا يريون أن لا يبقى لهذا البيت من باقية، فقتلوا الرجال جميعاً، وذبحوا حتى الطفل الرضيع، وسحقوا تحت حوافر الخيل خمسين طفلاً وطفلة بعد استشهاد الحسين عليه السلام، وأجروا الخيل على جسمه المقدس حتى لا تبقى له شارة قبر.
هكذا كانت تقضي أوامر يزيد، ولذلك فإنه عندما رأى علي ابن الحسين زين العابدين بين الأسرى تعجب من وجود رجل من أهل البيت عليهم السلام حياً فقال له: من أنت؟
قال الإمام: (( أنا علي بن الحسين)).
قال يزيد: ألم يكن للحسين ولد يقال له علي وقد قتله الله؟
فقال علي بن الحسين عليه السلام: (( ذاك أخي علي الأكبر، وقد قتله الناس)).
فهم يزيد بأن يذبح علي بن الحسين أيضاً، ليس فقط لأنه افحمه بكلامه، وإنما لكي لا يبقى من نسل آل محمد صلى الله عليهم وآلهم وسلم أحد من الرجال.
ولولا وقفة العقيلة زينب بنت أمير المؤمنين عليها السلام في ذلك المجلس، وتمسكها بابن أخيها قائلة له
((يا يزيد إن كنت قاتله فاقتلني معه))..
ولولا خشية يزيد من الفتنة على حكمه حيث كان سيقال أنه قتل شاباً مريضاً اسيراً وقتل معه أخته في موقف جبان...لولا ذلك لقتل علي بن الحسين أيضاً. غير أن إرادة الله كانت خلاف ارادة الطغاة فذرية النبي صلى الله عليه وآل وسلم لم تنقطع، وبارك الله في عددها حتى أن بعض الإحصاءات تقول إن عددهم يربو على ثلاثين مليون، وذلك ليس ببعيد.
فمن الذين بقوا بعد واقعة كربلاء أولاد العباس عليهم السلام، فقد كان له من الأولاد أربعة وهم (عبيد الله) و
(الفضل) و (الحسن) و (القاسم) وإن كان بعض المؤرخين يرى أن القاسم قد استشهد يوم عاشوراء.
كما بقي للعباس ابنتان كما يذكر صاحب (مقاتل الطالبيين) و(حديقة النسب) و (معارف) وابن قتيبة وغير ذلك.
وبالرغم من أن أحفاد العباس انحصروا فيما بعد في أولاد عبيد الله إلا أنهم تكاثروا وأصبح عددهم بمرور الزمن كبيراً وكان بعضهم من العلماء الأجلاء. فمثلاً (الحسن بن عبيد الله) عاش سبعة وستين عاماً، وقد أولد خمسة وهم (الفضل) و (حمزة) و (إبراهيم) و (العباس) و (عبيد الله) و كلهم أجلاء الفضلاء في التاريخ.
أما الفضل فكان خطيباً متكلماً فصيحاً، شديد التدين، عظيم الشجاعة، محتشماً عند الجميع وكان يقال له ابن الهاشمية، وقد أعقب ثلاثة من أولاد هم (جعفر) و(العباس) الأكبر و(محمد) وكان لكم منهم أولاد فيهم العلماء والأدباء.
فمنهم أبو العباس (الفضل) بن محمد بن الفضل بن الحسن ابن عبيد الله بن العباس بن أمير المؤمنين وكان خطيباً شاعراً، وقع عقبه إلى قم وطبرستان وله أبيات يصف فيها موقف جده العباس يوم عاشوراء.
وأما حمزة فكان يشبه جده أمير المؤمنين إلى درجة كبيرة، حتى أنه خرج من الخليفة المأمون العباسي توقيع بخطه، وفيه يعطي لحمزة بن الحسن ابن عبيد الله بن العباس بن أمير المؤمنين ألف درهم لشبهه بجده علي بن أبي طالب.
وقد تزوج زينب بنت الحسين بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار المعروف بالزينبي نسبه إلى أمه زينب بنت أمير المؤمنين وكان حفيده محمد بن علي بن حمزة شاعراً نزل البصرة وروى الحديث عن الإمام الرضا عليه السلام وغيره ومات سنة386.
وأما ابن أخيه (حمزة) صاحب المشهد المعروف في مدينة الحلة في العراق، فكان أيضاً من الأجلاء وقد التجأت أم الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) إلى بيته، وترجمه الخطيب في تاريخ بغداد في المجلد الثاني قائلاً
( كان راوية للأخبار وهو صدوق وله الراوية عن جماعة كثيرة), وفي تهذيب التهذيب وصفه بـ (العلامة البغدادي) ونقل عن ابن أبي حاتم أنه صدوق ثقة.
وأما ابراهيم وهو الذي كان يعرف بحردقة فقد كان من الفقهاء والأدباء، الزهاد، وابنه علي أحد الأجواد، كان له جاه وشرف ومات سنه 264هـ وقد أولد تسعة عشـر من الذكور ومن احفاده أبو الحسن علي بن يحيى بن علي بن إبراهيم الذي كان خليفة أبي عبد الله بن الداعي على النقابة ببغداد.
وعبد الله بن علي بن إبراهيم جردقة جاء إلى بغداد ثم سكن مصر، وعنده كتب تسمى( الجعفرية) فيها فقه على مذهب الإمام جعفر الصادق عليه السلام توفي في مصر في رجب سنة312 ولعّل الجعافرة الذين يربوا عددهم على المليونين في مصر اليوم ينتمون إليه.
قال أبو نصر البخاري في سر السلسلة: (( العباس بن الحسن ابن عبيد الله بن العباس السقاء، ما شوهد هاشمي أعظم لساناً منه، ولا أجرأ جناناً، قدم بغداد في أيام الرشيد، وأقام هناك وكان من أفضل رجال بني هاشم فصاحةً وشعراً، ولجلالته وفضله، وبلاغته، وفصاحته، كان يكنى عند الخلفاء ولا يذكر اسمه)).
وهكذا فقد تكاثر أحفاد العباس، وانتقلوا من مكان إلى مكان، ونشروا الحق بين الناس، ولهم المراقد المقدسة التي تزار في العراق ومصر وغيرها.
لقد أراد الأعداء أن ينتهي اسم (العباس) بعد أن قتلوا شخصه، كما ارادوا أن يسحقوا منهجه بعد أن سحقوا جثته ولكن الله شاء غير ذلك، وكما أراد الله تعالى.
فسلام عليه يوم ولد
ويوم استشهد
ويوم يبعث حياً.