سجاد 14
10-07-2009, 06:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسير في هذه الدنيا كأننا عابرون من محطة إلى محطة أخرى عبر وسائل المرور المعتادة وهذه هي النهاية سير من هنا إلى هناك ونتقلب وتتقلب أحوالنا كما هي أمزجتنا وأذواقنا ونصارع الحياة بكل جوانبها بحلوها ومرها ونحاول اختيار مايريحنا ويريح أعصابنا وأذواقنا
بعضنا يعيش حياة هنيئة نوعا ما تغمره قناعة وبساطة في العيش وسهولة في التعامل بعيدا عن كل الأجواء الساخنة التي من شأنها تكدير صفو العيش بعكس من يعيش الأهواء والعشوائية
وقد روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قوله: « إحذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم ، فليس شيء أعدى للرجال من إتباع أهوائهم ، و حصائد ألسنتهم) الكافي لثقة الإسلام الكليني : 2 / 335 .
بالإضافة لسوء الأخلاق والصلافة بعيدا عن المثل والفضائل وهي حالة عذاب دون الالتفات إلى النتائج المستقبلية المكدرة لصفو العيش
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله:(من ساء خلقه عذب نفسه)والعكس صحيح كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله:(إنّ أحبكم إليّ يوم القيامة وأقربكم مجلساً أحسنكم أخلاقاً ، الموطّئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون) وهذه نعمة كبيرة نشكر الله سبحانه وتعالى عليها وندعوه تعالى المزيد من فضله لحاجتنا إلى الحركة السهلةالمؤدية إلى أقرب الطرق لأنفسنا ومايصلح أحوالنا ومن يهمنا أمرهم ممن حولنا سواء داخل الأسرة أو خارجها
الرغبات كثيرة مختلفة بعضها ضروري وبعضها يضيف البهجة والسرور ان تحققت كالبهار الذي يضاف إلى الطعام وبعض المقبلات وكل يسعى لايجاد متنفس بمختلف الطرق والوسائل وفي الحركة بركة كما يقولون والتوفيق بيد المولى عز وجل فهو تعالى الأعلمبما ينفع عباده ويصلح شأنهم
وقد يعترينا الندم أحيانا من جراء اهمال أو غفلة أوأي سبب مؤد لتلك المحطة الهشة لأرواحنا وان قلنا المحطمة لأنفسنا ممكن أيضا لأن في الندم الم خاصة لبعض الأمور التي لاتعوض مهما كان الثمن وفي المقابل هناك ندم ضروري كالندم في التوبة
ذكر صاحب تفسير الميزان عن قوله تعالى: «و أحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه» إلى آخر الآية الإحاطة بالشيء كناية عن هلاكه، و هي مأخوذة من إحاطة العدو و استدارته به من جميع جوانبه بحيث ينقطع عن كل معين و ناصر و هو الهلاك، قال تعالى: «و ظنوا أنهم أحيط بهم»: يونس: 22.
و قوله: «فأصبح يقلب كفيه» كناية عن الندامة فإن النادم كثيرا ما يقلب كفيه ظهرا لبطن، و قوله: «و هي خاوية على عروشها» كناية عن كمال الخراب كما قيل فإن البيوت الخربة المنهدمة تسقط أولا عروشها و هي سقوفها على الأرض ثم تسقط جدرانها على عروشها الساقطة و الخوي السقوط و قيل: الأصل في معنى الخلو.
و قوله: «و يقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا» أي يا ليتني لم أتعلق بما تعلقت به و لم أركن و لم أطمأن إلى هذه الأسباب التي كنت أحسب أن لها استقلالا في التأثير و كنت أرجع الأمر كله إلى ربي فقد ضل سعيي و هلكت نفسي.
و المعنى: و أهلكت أنواع ماله أو فسد ثمر جنته فأصبح نادما على المال الذي أنفق و الجنة خربة و يقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا و لم أسكن إلى ما سكنت إليه و اغتررت به من نفسي و سائر الأسباب التي لم تنفعني شيئا.
قوله تعالى: «و لم تكن له فئة ينصرونه من دون الله و ما كان منتصرا» الفئة الجماعة، و المنتصر الممتنع000انتهى
ارادة الخير هي طبيعة العقل البشري السوي ويسعى إليه جاهدا في جميع المجالات ويدعو الله سبحانه وتعالىالتوفيق للدلالة عليه والإستمرارية فيه لأن نهايته جميلة موفقة00
روي عن الاِمام الصادق ( عليه السلام )قوله : « إنّ اللّه إذا أراد بعبد خيراً طيّب روحه فلا يسمع معروفاً إلاّ عرفه ولا منكراً إلاّ أنكره ».
وقد نعيش بعض الصراعات النفسية بعض الوقت ان لم يكن كله والألم في سبيل تحقيق رغباتنا وميولنا ولقد أوضح الإمام علي عليه السلام التناقض القائم بين بعض الميول و الرغبات بعبارة قصيرة و حكيمة ، إنه يقول :
( ما أعجب أمر الإنسان ، إن سنح له الرجاء أذله الطمع ، و إن هاج به الطمع أهلكه الحرص ، و إن ملكه اليأس قتله الأسف ، و إن سعد نسي التحفظ ، و إن ناله خوف حيره الحذر ، و إن اتسع له الأمن أسلمته الغيرة ، و إن جددت له النعمة أخذته العزة ، و إن أصابته مصيبة فضحه الجزع ، و إن أفاد مالاً أطغاه الغنى ، و إن عضته فاقة شمله البلاء ، و إن جهده الجوع قعد به الضعف ، و إن أفرط في الشبع كظته البطنة ، فكل تقصير به مضر ، و كل إفراط به مفسد ، و كل خير معه شر ، و كل شيء له آفة ).
( . اداب النفس للعينائي : 2 / 111 ، نقلاً عن إرشاد المفيد )
تحياتي 00
اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسير في هذه الدنيا كأننا عابرون من محطة إلى محطة أخرى عبر وسائل المرور المعتادة وهذه هي النهاية سير من هنا إلى هناك ونتقلب وتتقلب أحوالنا كما هي أمزجتنا وأذواقنا ونصارع الحياة بكل جوانبها بحلوها ومرها ونحاول اختيار مايريحنا ويريح أعصابنا وأذواقنا
بعضنا يعيش حياة هنيئة نوعا ما تغمره قناعة وبساطة في العيش وسهولة في التعامل بعيدا عن كل الأجواء الساخنة التي من شأنها تكدير صفو العيش بعكس من يعيش الأهواء والعشوائية
وقد روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قوله: « إحذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم ، فليس شيء أعدى للرجال من إتباع أهوائهم ، و حصائد ألسنتهم) الكافي لثقة الإسلام الكليني : 2 / 335 .
بالإضافة لسوء الأخلاق والصلافة بعيدا عن المثل والفضائل وهي حالة عذاب دون الالتفات إلى النتائج المستقبلية المكدرة لصفو العيش
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله:(من ساء خلقه عذب نفسه)والعكس صحيح كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله:(إنّ أحبكم إليّ يوم القيامة وأقربكم مجلساً أحسنكم أخلاقاً ، الموطّئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون) وهذه نعمة كبيرة نشكر الله سبحانه وتعالى عليها وندعوه تعالى المزيد من فضله لحاجتنا إلى الحركة السهلةالمؤدية إلى أقرب الطرق لأنفسنا ومايصلح أحوالنا ومن يهمنا أمرهم ممن حولنا سواء داخل الأسرة أو خارجها
الرغبات كثيرة مختلفة بعضها ضروري وبعضها يضيف البهجة والسرور ان تحققت كالبهار الذي يضاف إلى الطعام وبعض المقبلات وكل يسعى لايجاد متنفس بمختلف الطرق والوسائل وفي الحركة بركة كما يقولون والتوفيق بيد المولى عز وجل فهو تعالى الأعلمبما ينفع عباده ويصلح شأنهم
وقد يعترينا الندم أحيانا من جراء اهمال أو غفلة أوأي سبب مؤد لتلك المحطة الهشة لأرواحنا وان قلنا المحطمة لأنفسنا ممكن أيضا لأن في الندم الم خاصة لبعض الأمور التي لاتعوض مهما كان الثمن وفي المقابل هناك ندم ضروري كالندم في التوبة
ذكر صاحب تفسير الميزان عن قوله تعالى: «و أحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه» إلى آخر الآية الإحاطة بالشيء كناية عن هلاكه، و هي مأخوذة من إحاطة العدو و استدارته به من جميع جوانبه بحيث ينقطع عن كل معين و ناصر و هو الهلاك، قال تعالى: «و ظنوا أنهم أحيط بهم»: يونس: 22.
و قوله: «فأصبح يقلب كفيه» كناية عن الندامة فإن النادم كثيرا ما يقلب كفيه ظهرا لبطن، و قوله: «و هي خاوية على عروشها» كناية عن كمال الخراب كما قيل فإن البيوت الخربة المنهدمة تسقط أولا عروشها و هي سقوفها على الأرض ثم تسقط جدرانها على عروشها الساقطة و الخوي السقوط و قيل: الأصل في معنى الخلو.
و قوله: «و يقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا» أي يا ليتني لم أتعلق بما تعلقت به و لم أركن و لم أطمأن إلى هذه الأسباب التي كنت أحسب أن لها استقلالا في التأثير و كنت أرجع الأمر كله إلى ربي فقد ضل سعيي و هلكت نفسي.
و المعنى: و أهلكت أنواع ماله أو فسد ثمر جنته فأصبح نادما على المال الذي أنفق و الجنة خربة و يقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا و لم أسكن إلى ما سكنت إليه و اغتررت به من نفسي و سائر الأسباب التي لم تنفعني شيئا.
قوله تعالى: «و لم تكن له فئة ينصرونه من دون الله و ما كان منتصرا» الفئة الجماعة، و المنتصر الممتنع000انتهى
ارادة الخير هي طبيعة العقل البشري السوي ويسعى إليه جاهدا في جميع المجالات ويدعو الله سبحانه وتعالىالتوفيق للدلالة عليه والإستمرارية فيه لأن نهايته جميلة موفقة00
روي عن الاِمام الصادق ( عليه السلام )قوله : « إنّ اللّه إذا أراد بعبد خيراً طيّب روحه فلا يسمع معروفاً إلاّ عرفه ولا منكراً إلاّ أنكره ».
وقد نعيش بعض الصراعات النفسية بعض الوقت ان لم يكن كله والألم في سبيل تحقيق رغباتنا وميولنا ولقد أوضح الإمام علي عليه السلام التناقض القائم بين بعض الميول و الرغبات بعبارة قصيرة و حكيمة ، إنه يقول :
( ما أعجب أمر الإنسان ، إن سنح له الرجاء أذله الطمع ، و إن هاج به الطمع أهلكه الحرص ، و إن ملكه اليأس قتله الأسف ، و إن سعد نسي التحفظ ، و إن ناله خوف حيره الحذر ، و إن اتسع له الأمن أسلمته الغيرة ، و إن جددت له النعمة أخذته العزة ، و إن أصابته مصيبة فضحه الجزع ، و إن أفاد مالاً أطغاه الغنى ، و إن عضته فاقة شمله البلاء ، و إن جهده الجوع قعد به الضعف ، و إن أفرط في الشبع كظته البطنة ، فكل تقصير به مضر ، و كل إفراط به مفسد ، و كل خير معه شر ، و كل شيء له آفة ).
( . اداب النفس للعينائي : 2 / 111 ، نقلاً عن إرشاد المفيد )
تحياتي 00