المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الـــعـــــزة الإلـــهــيـــــة فــي الـمــــــؤمـــــن ...


ويش أكتب
10-24-2009, 01:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرج قائم ال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبــعــــد :

إن رب العالمين فوّض أمور المؤمن كلها إليه، إلا أن يكون ذليلا، كما يفهم من بعض الروايات.. والمعصوم عندما يذكر هذا المعنى، يجعل المدرك لذلك قوله تعالى: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}.. فعلينا أن نعلم أن كل إنسان مؤمن، هو مشروع إلهي، وسفير الله في الأرض -مع الأسف- فنحن ننسى قوله تعالى في بدء الخليقة: {إني جاعل في الأرض خليفة}.. صحيح أن آدم هو أبو الخلفاء وأول الخلفاء، فالأنبياء والأوصياء هم على رأس الخلفاء.. ولكن كل إنسان على وجه الأرض خليفة لله عز وجل بمعنى من المعاني.. لأنه يحمل الأمانة الإلهية، هذه الأمانة التي عرضت على السماوات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وحملها الإنسان.

يقال في بعض التفاسير: أن من مصاديق هذه الأمانة التكليف الإلهي.. إذ أن الإنسان هو الموجود الوحيد الذي يؤمر ويُنهى في هذا الوجود.. فالملائكة جُبلت على الخير، والبهائم جُبلت على السعي الحيواني.. فإذن، إن على الإنسان أن لا يحتقر نفسه، ويعلم بأنه يمثّل الله تعالى، ويمثّل شريعته، وخاصة في موضع يُشار إليه بالبنان.. إن الذين يسافرون إلى بلاد الغرب، وهم في وسط غير مسلم، فيوم القيامة من الممكن أن يعاقَبوا عقابين، إذا أساءوا إلى دينهم، وإلى انتسابهم لأهل البيت سلام الله عليهم: عقاب لارتكابهم المنكر، والعقاب الثاني على الوهن الذي دخل على عنوان الإسلام.. وعليه، فلا بد أن يراعى هذا الجانب بشكل دقيق.

ولكن هنالك بعض المستثنيات في هذا المجال:
اولاً: التذلل مع الوالدين {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة}.. إن التواضع أمام الوالدين، وإن بلغ ما بلغ، طبعا دون حد ارتكاب الحرام.. ولكن إذا غلظا عليه في القول، أو تكلما بكلام فيه خشونة وقسوة، فلا يحق له أن يرد ذلك.. فإذن، إن التذلل أمام الوالدين من موجبات العزة عند الله عز وجل.

ثانيا: التذلل في طلب العلم الديني كقدر متيقن.. أي أن يعيش الإنسان شيئا من العناء في طلب العلم الديني، ذلك العلم الذي يخلصه من مغبة الوقوع في الحرام أو ترك الواجب.. فهذا أمر مندوب أو مدعو إليه أيضا.

ثالثا: كذلك علينا أن ننتبه إلى نقطة في هذا المجال، ففي بعض الأوقات يخلط الإنسان بين العزة الإيمانية وبين الانتصار للذات.. فمثلا: إنسان له علاقة عاطفية مع زوجته يظلمها يوما، وهي تظلمه يوما.. إن في ذلك تجاوز على حق الآخر في الحياة اليومية، فهذا ظالم وذاك مظلوم.. والإنسان في خصوص حياته الزوجية، عليه أن لا يبادر بأخذ الحق، وإثبات العزة والشخصية، وما شابه ذلك.. فإن هذا من مداخل الشيطان.. إن الإنسان في بعض الحالات يريد أن يثبت ذاته، ولكن بدعوى الدفاع عن العنوان الإيماني.

فإذا وقع عليك الظلم في الحياة الأسرية مع الأرحام، فهناك طريقان لأخذ الحق:
الطريق الأول: الموقف الإنفعالي، والموقف الحاد الخشن، والذي قد لا يزيد الشخص إلا عنادا ومواجهة وتفكيكا لأواصر الأسرة المسلمة.
والطريق الثاني: هو انتظار الظرف المناسب، وكظم الغيظ، وهو من صفات الإمام موسى بن جعفر سلام الله عليه، والذي لقب بهذا اللقب، لأنه كاظم.. فهو إنسان له غيظ ولكنه يكظم غيظه، ليرجع ويسترجع حقه في الظرف المناسب.. فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا، وهذا كلام إمامنا الصادق سلام الله عليه كما قال: (... فإن المؤمن أعزّ من الجبل يستقلّ منه بالمعاول، والمؤمن لا يستقلّ من دينه بشيء).. أي أنه يصمد أمام كل موجبات سلب العزة والكرامة.. وحياة أئمتنا عليهم السلام نِعم المثل لهذه العزة الإيمانية!.. وعلى رأس هذه المواقف موقف الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء، حيث وقف ذلك الموقف لئلا يكون ذليلا أمام من تحكموا برقاب الأمة، أمثال يزيد وأعوانه.

وأســـــــــأل الله حـــــسن الـعــاقــبــــة ..... وأســـألــكـــم الــدعـــــاء ... وتقــبــــــلوا تـحــيــــاتــــي

ويش أكتب

أسيرة الأحلام
10-24-2009, 05:56 AM
http://www.falntyna.com/img/data/media/11/22340.gif