ياساقي العطاشى
11-08-2009, 07:57 PM
الأمانة
حكاية ذكرها شيخنا بهاء الدين وحاصلها أن تاجر من أهل نيسابور كان له جارية في غاية الجمال والكمال فأراد سفرا
فأودعها رجلا إماما مقتدى أهل تلك البلدة اسمه أبو عثمان الصوفي فوقع يوما نظره على تلك الجارية فوقع عشقها في قلبه
وهام بها وترك عبادته ومطالعة كتبه فأتى الى شيخه وحكى له صورة الحال فدله على رجل في الري له علم وزهد فقصده
فلما أتى الى الري فسأل عن منزله وكان اسمه أبو يوسف ,فقال له الناس أنت أمام بلدتك وهذا الرجل الذي تسأل عنه فاجر
فاسق يحب الصبيان ويشرب الخمر ومنزله في محلة الخمارين فرجع أبو عثمان الى نيشابور وحكى لشيخه ماسمع فأعاد عليه مرة أخرى
وقال امض اليه ولاتبال بما تسمع فيه فخرج مرة ثانية الى الري وسأل عن منزله في محلة الخمارين فأهداه الناس اليه فلما دخل عليه رأى صبيا كطلعة الشمس الى جانبه شيخ وقارورة من الخمر بالقرب منه فقال له : ياشيخ كيف صار منزلك في المحلة ,فقال ان الظالمين غصبوا منازل أهل هذه المحلة
وجعلوها منازل الخمارين فصار منزلي في هذه المحلة اضطرارا مني فقال وما هذا الغلام الذي الى جنبك فقال :هذا ولدي أعلمه شرائع الدين
فقال وما هذه القارورة التي فيها الخمر فقال فيها خل جعلته اداما للخبز أنا وعيالي ,فتحير ابو عثمان قال اذا كان هذا الحال
فكيف عرضت نفسك لتهمة اهل هذه البلاد ,حتى قالوا فيك ماقالوا فقال نعم شهرت نفسي عندهم بما سمعت لئلا يغتر تجار هذه البلدة بصلاحي فيودعوني جواريهم فأعشق واحدة منهن وأهيم بها وأترك طاعة ربي .
فأستيقظ أبو عثمان وعرف الحال فأستحى من ذلك العابد ومن عشقه لجارية التاجر فذهب عشقه ورجع الى نيشابور وأعطى التاجر جاريته.
زهر الربيع ص232 السيد نعمة الله الجزائري
حكاية ذكرها شيخنا بهاء الدين وحاصلها أن تاجر من أهل نيسابور كان له جارية في غاية الجمال والكمال فأراد سفرا
فأودعها رجلا إماما مقتدى أهل تلك البلدة اسمه أبو عثمان الصوفي فوقع يوما نظره على تلك الجارية فوقع عشقها في قلبه
وهام بها وترك عبادته ومطالعة كتبه فأتى الى شيخه وحكى له صورة الحال فدله على رجل في الري له علم وزهد فقصده
فلما أتى الى الري فسأل عن منزله وكان اسمه أبو يوسف ,فقال له الناس أنت أمام بلدتك وهذا الرجل الذي تسأل عنه فاجر
فاسق يحب الصبيان ويشرب الخمر ومنزله في محلة الخمارين فرجع أبو عثمان الى نيشابور وحكى لشيخه ماسمع فأعاد عليه مرة أخرى
وقال امض اليه ولاتبال بما تسمع فيه فخرج مرة ثانية الى الري وسأل عن منزله في محلة الخمارين فأهداه الناس اليه فلما دخل عليه رأى صبيا كطلعة الشمس الى جانبه شيخ وقارورة من الخمر بالقرب منه فقال له : ياشيخ كيف صار منزلك في المحلة ,فقال ان الظالمين غصبوا منازل أهل هذه المحلة
وجعلوها منازل الخمارين فصار منزلي في هذه المحلة اضطرارا مني فقال وما هذا الغلام الذي الى جنبك فقال :هذا ولدي أعلمه شرائع الدين
فقال وما هذه القارورة التي فيها الخمر فقال فيها خل جعلته اداما للخبز أنا وعيالي ,فتحير ابو عثمان قال اذا كان هذا الحال
فكيف عرضت نفسك لتهمة اهل هذه البلاد ,حتى قالوا فيك ماقالوا فقال نعم شهرت نفسي عندهم بما سمعت لئلا يغتر تجار هذه البلدة بصلاحي فيودعوني جواريهم فأعشق واحدة منهن وأهيم بها وأترك طاعة ربي .
فأستيقظ أبو عثمان وعرف الحال فأستحى من ذلك العابد ومن عشقه لجارية التاجر فذهب عشقه ورجع الى نيشابور وأعطى التاجر جاريته.
زهر الربيع ص232 السيد نعمة الله الجزائري