المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الامام السجاد(فَإِذا أَوْرَدْتَهُ عَلَيْنا وَأَنْزَلْتَهُ بِنا فَأسْعِدْنابه زائرا)؟


كعبة الأحزان
11-30-2009, 10:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نهاية الدنيا بداية الآخرة لأن الموت ليس نهاية للانسان بل انتقال من مرحلة الى مرحلة أخرى
بمعنى هناك مرحلة متقدمة من حياة الانسان يبذل فيها جهده لعمل رصيد طيب من الأعمال الطيبة ويكون مهيئا لهذه المرحلة المقبلة وبديهي بعد توفيق الله سبحانه وتعالى وكرمه وألطافه
ورحمته يعمل العاملون في هذه الدنيا طلبا لتلك الألطاف الالاهية والرحمات الواسعة وكما في الدعاء
( اللهم عاملنا بعفوك ولاتعاملنا بعدلك)
ولنا مع الامام السجاد عليه السلام وقفة عندما ينعى اليه ميت أو يذكر الموت فكان من دعائه



(اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاكْفِنا طُولَ الأَمَلِ، وَقَصِّرْهُ عَنَّا بِصِدْقِ العَمَلِ حَتّىَ لا نُؤَمِّلَ اسْتِتْمامَ ساعَةٍ بَعْدَ ساعَةٍ، وَلا اسْتِيفاءَ يَوْمٍ بَعْدَ يَوْمٍ، وَلا اتِّصالَ نَفَسٍ بِنَفَسٍ، وَلا لُحُوقَ قَدَمٍ بِقَدَمٍ، وَسَلِّمْنا مِنْ غُروُرِهِ، وَآمِنَّا

(اللهم صلِّ على محمد وآله واكفنا طول الأمل) حتى لا نطول الأمل في الدنيا، فإن طول الأمل باعث على نسيان الآخرة، وعدم الاستعداد للموت (وقصره عنا) أي: قصر الأمل، بأن يكون أملنا قصيراً (بصدق العمل) بأن نعمل الأعمال صادقين في كونها لله تعالى، لا أن تكون للرياء وما أشبه (حتى لا نؤمل استتمام ساعة بعد ساعة) بأن يكون لنا أمل بأن نتم في الحياة هذه الساعة التي نحن فيها بعد الساعة التي مرت علينا (ولا استيفاء يوم بعد يوم) بأن لا نأمل أن نبقى أحياءً في اليوم الثاني بعد اليوم الأول (ولا اتصال نفس بنفس) بأن يتصل نفسنا المستقبل بنفسنا في الحال (ولا لحوق قدم بقدم) بأن نتمكن أن نضع القدم الثانية على الأرض بعد وضعنا للقدم الأولى، وذلك بأن نحتمل أن يدركنا الموت بين الأمرين (وسلمنا من غروره) أي: غرور الأمل وخدعته

(وآمنامِنْ شُرُورِهِ، وَانْصِبِ المَوْتَ بَيْنَ أَيْدينا نَصْباً، وَلا تَجْعَلْ ذِكْرَنا لَهُ غِبّاً، وَاجْعَلْ لَنا مِنْ صالِحِ الأَعمالِ عَمَلاً نِسْتَبْطِئُ مَعَهُ المَصيرَ إِلَيْكَ، وَنَحْرِصُ لَهُ عَلى وَشكِ الِّلحاقِ بِكَ حَتّى يَكُونَ المَوْتُ مَأنَسَنَا الَّذِي نَأنَسُ بِهِ وَمَألَفَنَا الَّذِي نَشْتاقُ إِلَيْهِ وَحامَّتَنَا الَّتِي نُحِبُّ الدُّنُوَّ مِنْها،
فإن الأمل يوجب الشر، وهو المضي في العمل الفاسد أو عدم التدارك (وانصب الموت بين أيدينا نصباً) حتى ننظر إلى الموت دائماً (ولا تجعل ذكرنا له) أي: للموت (غباً) أي: في وقت دون وقت (واجعل لنا من صالح الأعمال عملاً نستبطئ معه المصبر إليك) أي: نعد بطيئاً فإن من استعد للقاء حبيب أو نحوه إذا تأخر عده بطيئاً، وهكذا الذي يعمل صالحاً بحيث يرجو الثواب الكثير فإنه كلما تأخر موته عده بطيئاً، لأنه منتظر لجزاء عمله شائق إلى لقاء أجره، بخلاف من لا يعمل صالحاً فإنه يعد الموت سريعاً لأنه يخشى مغبة أعماله (ونحرص له) أي: لذاك العمل الصالح (على وشك) أي: قرب (اللحاق) أي: الالتحاق (بك) ومعنى اللحاق به تعالى: الموت من باب تشبيه اللحاق بثوابه وجزائه بالالتحاق به ذاتاً (حتى يكون الموت مأنسنا) أي: مكان أنسنا (الذي نأنس به) حيث يوجب لنا الخلاص من تبعات الدنيا (ومألفنا) أي: مكان أُلفتنا أو سبب أُلفتنا (الذي نشتاق إليه) لأنه يوجب لنا خير الآخرة (وحامتنا) الحامة أهل بيت الرجل، فكما يحب الإنسان أهل بيته كذلك ليكن الموت عنده (التي نحب الدنو) والاقتراب (منها)

فَإِذا أَوْرَدْتَهُ عَلَيْنا وَأَنْزَلْتَهُ بِنا فَأسْعِدْنا بِهِ زائِراً، وَآنِسْنا بِهِ قَادِماً، وَلا تَشْقِنا بِضِيافَتِهِ، وَلا تُخْزِنا بِزِيارَتِهِ، وَاجْعَلْهُ باباً مِنْ أَبْوابِ مَغْفِرَتِكَ، وَمِفْتاحاً مِنْ مَفاتِيحَ رَحْمَتِكَ، أَمِتْنا مُهْتَدِينَ غَيْرَ ضالِّينَ طائِعينَ غَيْرَ مُسْتَكْرِهِينَ، تائِبِينَ غَيْرَ عاصِينَ وَلا مُصِرِّينَ يا ضامِنَ جَزاءِ المُحْسِنِينَ، وَمُسْتَصْلِحَ عَمَلِ المُفْسِدِينَ.
وإنما يحب الإنسان الموت بمثل هذه المحبة إذا كان مؤمناً عاملاً بالصالحات فالكلام أقيم فيه المسبب مقام السبب (فإذا أوردته) أي: الموت (علينا وأنزلته بنا) يعني إذا أمتنا (فأسعدنا به) أي: اجعلنا سعداء بسبب الموت في حال كونه (زائراً) لنا (وآنسنا به قادماً) حتى نأنس به كما نأنس بالذي يقدم علينا من أحبائنا (ولا تشقنا بضيافته) أي: بسبب كونه ضيفاً لنا، بأن يكون ضيفاً سيئاً موجباً لعذابنا (ولا تخزنا بزيارته) لنا (واجعله باباً من أبواب مغفرتك) فإن الموت لكونه صعباً على الإنسان يوجب غفران ذنبه (ومفتاحاً من مفاتيح رحمتك) حتى أن بالموت يفتح لي باب الرحمة (أمتنا مهتدين) أي: في حال كوننا مقترنين بالهداية (غير ضالين) لا نضل عن الطريق (طائعين) لأمرك (غير مستكرهين) أي: لا نكره الموت فإن كراهة الموت تلازم العصيان إذ المطيع لا يكره الشيء الذي يسبب له لقاء أمره (تائبين) عن ذنوبنا (غير عاصين) لك (ولا مصرين) بأن نموت بدون التوبة (يا ضامن جزاء المحسنين) فإنه سبحانه ضمن أن يجزي كل محسن (ومستصلح عمل المفسدين) فإنه تعالى يطلب من المفسد أن يصلح عمله، حتى يسعد.

شرح أدعية الصحيفة السجادية
سماحة السيد محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

ثآر الله
12-01-2009, 01:57 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن عدوهم
احسنتم جزاكم الله خير جزاء المحسنين
موضوع قيم ذو فائدة جمة
اكرر شكري وتحياتي
اتمنى لكم كل التوفيق

كعبة الأحزان
12-01-2009, 11:49 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

اشكر لك هذا التواجد المعطر بأريــج مرورك المنير
بارك فيك الجليل وجــزيت الخير من العلي القدير

نسألكم الدعاء

عاشقة طفل الرضيع
12-01-2009, 02:36 PM
مشكوره والله يعطيكِ العافيه

عالطرح الراائع موفقه بحق اهل البيت ع

تحيااااتي

كعبة الأحزان
12-02-2009, 11:36 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

اشكر لك هذا التواجد المعطر بأريــج مرورك المنير
بارك فيك الجليل وجــزيت الخير من العلي القدير

نسألكم الدعاء