المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يسجد الشيعه على التربه الجواب هنا


حب الرسول اهل البيت
12-15-2009, 05:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين حبيب اله العالمين اب القاسم محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعلّ من أوضح مظاهر العبودية والانقياد والتذلّل من قبل المخلوق لخالقه، هو السجود، وبه يؤكد المؤمن عبوديته المؤكّدة لله تعالى، ومن هنا فانّ البارئ عزّ اسمه يقدّر لعبده هذا التصاغر وهذه الطاعة فيضفي على الساجد فيض لطفه وعظيم إحسانه، لذا روي في بعض المأثورات (أقرب ما يكون العبد إلى ربّه حال سجوده).
ولمّا كانت الصلاة من بين العبادات معراجاً يتميّز بها المؤمن عن الكافر، وكان السجود ركناً من أركانها، فليس هناك أوضح في إعلان التذلّل لله تعالى من السجود على التراب والرمل والحجر والحصى، لما فيه من تذلّل أوضح وأبين من السجود على الحصر والبواري، فضلاً عن السجود على الألبسة الفاخرة والفرش الوثيرة والذهب والفضّة، وإن كان الكلّ سجوداً، إلاّ أنّ العبودية تتجلّى في الأوّل بما لا تتجلّى في غيره. والإمامية ملتزمة بالسجدة على الأرض في حضرهم وسفرهم، ولا يعدلون عنها إلاّ إلى ما أُنبت منها من الحصر والبواري بشرط أن لا يؤكل ولا يلبس، ولا يرون السجود على غيرهما صحيحاًُ في حال الصلاة أخذاً بالسنّة المتواترة عن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته وصحبه.
روى الصدوق بإسناده عن هشام بن الحكم أنّه قال لأبي عبد الله (عليه السلام): أخبرني عمّا يجوز السجود عليه، وعمّا لا يجوز؟ قال: (السجود لا يجوز إلاّ على الأرض، أو على ما أنبتت الأرض إلاّ ما أُكل أو لبس). فقال له: جعلت فداك ما العلّة في ذلك؟ قال: (لأنّ السجود خضوع لله عزّ وجلّ فلا ينبغي أن يكون على ما يؤكل ويلبس، لأنّ أبناء الدنيا عبيد ما يأكلون ويلبسون، والساجد في سجوده في عبادة الله عزّ وجلّ، فلا ينبغي أن يضع جبهته في سجوده على معبود أبناء الدنيا الذين اغترّوا لغرورها)[الوسائل ج 3 الباب 1 من أبواب ما يسجد عليه، الحديث 1].
إنّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وصحبه كانوا ملتزمين بالسجود على الأرض مدّة لا يستهان بها، متحمّلين شدّة الرمضاء، وغبار التراب، ورطوبة الطين، طيلة أعوام. ولم يسجد أحد يوم ذاك على الثوب وكور العمامة بل ولا على الحصر والبواري والخمر، وأقصى ما كان عندهم لرفع الأذى عن الجبهة، وهو تبريد الحصى بأكفّهم ثمّ السجود عليها، وقد شكى بعضهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) من شدّة الحرّ، فلم يجبه إذ لم يكن له أن يبدل الأمر الإلهي من تلقاء نفسه، إلى أن وردت الرخصة بالسجود على الخمر والحصر، فوسع الأمر للمسلمين لكن في إطار محدود، وعلى ضوء هذا فقد مرّت في ذلك الوقت على المسلمين مرحلتان لا غير:
المرحلة الأولى : ما كان الواجب فيها على المسلمين السجود على الأرض بأنواعها المختلفة من التراب والرمل والحصى والطين، ولم تكن هناك أيّة رخصة. المرحلة الثانية : المرحلة التي ورد فيها الرخصة بالسجود على نبات الأرض من الحصى والبواري والخمر، تسهيلاً للأمر، ورفعاً للحرج والمشقّة، ولم تكن هناك أيّة مرحلة أخرى توسع الأمر للمسلمين أكثر من ذلك كما يدّعيه البعض.
- روى الفريقان عن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: (وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً)[صحيح البخاري ج1 ص 91 كتاب التيمّم الحديث 2 وسنن البيهقي ج2 ص 433 باب: أينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد، ورواه غيرهما من أصحاب الصحاح والسنن]. ومثله غيره من شرّاح الحديث.
تبريد الحصى للسجود عليها
- عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: كنت اصلّي مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) الظهر، فآخذ قبضة من الحصى، فأجعلها في كفّي ثمّ أحوّلها إلى الكف الأخرى حتى تبرد ثمّ أضعها لجبيني، حتّى أسجد عليها من شدّة الحرّ.[مسند أحمد ج3 ص327 من حديث جابر وسنن البيهقي ج1 ص 439 باب ما روي في التعجيل بها في شدّة الحرّ]. ونقول: ولو كان السجود على مطلق الثياب سواء كان متصلاً أم منفصلاً جائزاً لكان أسهل من تبريد الحصى، ولأمكن حمل منديل أو ما شابه للسجود عليه.
- روى أنس قال: كنّا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في شدّة الحرّ فيأخذ أحدنا الحصباء في يده فإذا برد وضعه وسجد عليه.[سنن البيهقي ج2 ص 105].
- عن خباب بن الأرت قال: شكونا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) شدّة الرمضاء في جباهنا وأكفّنا فلم يشكنا.[سنن البيهقي ج2 ص 105 باب الكشف عن الجبهة]. قال ابن الأثير في معنى الحديث: إنّهم لمّا شكوا إليه ما يجدون من ذلك لم يفسح لهم أن يسجدوا على طرف ثيابهم.[ابن الأثير النهاية ج2 ص497 مادة (شكى)].
هذه المأثورات تعرب عن أنّ السنّة في الصلاة كانت جارية على السجود على الأرض فقط، حتّى أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يفسح للمسلمين العدول عنها إلى الثياب المتّصلة أو المنفصلة، وهو (صلى الله عليه وآله) مع كونه بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً أوجب عليهم مسّ جباههم الأرض، وإن آذتهم شدّة الحرّ.
والذي يعرب عن التزام المسلمين بالسجود على الأرض، وعن إصرار النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بوضع الجبهة عليها لا على الثياب المتّصلة ككور العمامة أو المنفصلة كالمناديل والسجاجيد، ما روي من حديث الأمر بالتتريب في غير واحد من الروايات.
الأمر بالتتريب
- عن خالد الجهني: قال: رأى النبيّ (صلى الله عليه وآله) صهيباً يسجد كأنّه يتّقي التراب فقال له: (ترّب وجهك يا صهيب)[المتقي الهندي: كنز العمال ج7 ص465 برقم 19810]. والظاهر أنّ صهيباً كان يتّقي عن التتريب بالسجود على الثواب المتّصل والمنفصل، ولا أقل بالسجود على الحصر والبواري والأحجار الصافية، وعلى كلّ تقدير، فالحديث شاهد على أفضليّة السجود على التراب في مقابل السجود على الحصى لما دلّ من جواز السجدة على الحصى في مقابل السجود على غير الأرض.
- روت أمّ سلمة (رضي الله عنها): رأى الني (صلى الله عليه وآله) غلاماً لنا يقال له أفلح ينفخ إذا سجد، فقال: (يا أفلح ترّب)[المصدر نفسه ج 7 ص 459 برقم 19776]. وفي رواية: (يا رباح ترّب وجهك)[المصدر نفسه برقم 19777].
- روى أبو صالح قال: دخلت على أمّ سلمة، فدخل عليها ابن أخ لها فصلّى في بيتها ركعتين، فلمّا سجد نفخ التراب، فقالت أمّ سلمة: ابن أخي لا تنفخ فإنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لغلام له يقال له يسار - ونفخ -: (ترّب وجهك لله)[المتقي الهندي: كنز العمال ج7 ص 465، برقم 19810 ومسند أحمد ج6 ص 301].
الأمر بحسر العمامة عن الجبهة
- روي: أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) كان إذا سجد رفع العمامة عن جبهته[ابن سعد: الطبقات الكبرى ج1 ص 151 كما في السجود على الأرض ص 41].
- روي عن علي أمير المؤمنين أنّه قال: (إذا كان أحدكم يصلّي فليحسر العمامة عن وجهه)، يعني حتّى لا يسجد على كور العمامة.[منتخب كنز العمال المطبوع في هامش المسند ج3 ص 194].
- روى صالح بن حيوان البسائي: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأى رجلاً يسجد بجنبه وقد اعتمّ على جبهته فحسر رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن جبهته.[البيهقي: السنن الكبرى ج2 ص 105].
- عن عياض بن عبد الله القرشي: رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجلاً يسجد على كور عمامته فأومأ بيده: (ارفع عمامتك) وأومأ إلى جبهته.[المصدر نفسه].
هذه الروايات تكشف عن أنّه لم يكن للمسلمين يوم ذاك تكليف إلاّ السجود على الأرض، ولم يكن هناك أي رخصة سوى تبريد الحصى، ولو كان هناك ترخيص لما فعلوا ذلك، ولما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالتتريب، وحسر العمامة عن الجبهة.
ما هو السرّ في اتّخاذ تربة طاهرة؟
بقي هنا سؤال يطرحه كثيراً إخواننا أهل السنّة حول سبب اتّخاذ الشيعة تربة طاهرة في السفر والحضر والسجود عليها دون غيرها. وربّما يتخيّل البسطاء - كما ذكرنا سابقاً - أنّ الشيعة يسجدون لها لا عليها، ويعبدون الحجر والتربة، وذلك لأنّ هؤلاء المساكين لا يفرّقون بين السجود على التربة، والسجود لها.
وعلى أيّ تقدير فالإجابة عنها واضحة، فإنّ المستحسن عند الشيعة هو اتّخاذ تربة طاهرة طيّبة ليتيقن من طهارتها، من أيّ أرض أخذت، ومن أيّ صقع من أرجاء العالم كانت، وهي كلّها في ذلك سواء.
وليس هذا الالتزام إلاّ مثل التزام المصلّي بطهارة جسده وملبسه ومصلاّه، وأمّا سرّ الالتزام في اتّخاذ التربة هو أنّ الثقة بطهارة كلّ أرض يحلّ بها، ويتّخذها مسجداً، لا تتأتّى له في كلّ موضع من المواضع التي يرتادها المسلم في حلّه وترحاله، بل وأنّى له ذلك وهذه الأماكن ترتادها أصناف مختلفة من البشر، مسلمين كانوا أم غيرهم، ملتزمين بأصول الطهارة أم غير ذلك، وفي ذلك محنة كبيرة تواجه المسلم في صلاته لا يجد مناص من أن يتخذ لنفسه تربة طاهرة يطمئنّ بها وبطهارتها يسجد عليها لدى صلاته حذراً من السجدة على الرجاسة والنجاسة، والأوساخ التي لا يتقرّب بها إلى الله قط ولا تجوّز السنّة السجود عليها ولا يقبله العقل السليم، خصوصاً بعد ورود التأكيد التام البالغ في طهارة أعضاء المصلّي ولباسه والنهي عن الصلاة في مواطن منها: المزبلة، والمجزرة، وقارعة الطريق، والحمام، ومواطن الإبل، بل والأمر بتطهير المساجد وتطييبها.
وهذه القاعدة كانت ثابتة عند السلف الصالح وإن غفل التاريخ عن نقلها، فقد روي: أنّ التابعي الفقيه مسروق بن الأجدع المتوفّى عام 62 كان يصحب في أسفاره لبنة من المدينة يسجد عليها. كما أخرجه بن أبي شيبة في كتابه المصنف، باب من كان حمل في السفينة شيئاً يسجد عليه. فأخرج بإسنادين أنّ مسروقاً كان إذا سافر حمل معه في السفينة لبنة يسجد عليها.[أبو بكر بن أبي شيبة: المصنف ج 1 ص 400 كما في السجدة على التربة ص 93].
إلى هنا تبيّن أنّ التزام الشيعة باتّخاذ التربة مسجداً ليس إلاّ تسهيل الأمر للمصلّي في سفره وحضره خوفاً من أن لا يجد أرضاً طاهراً فيصعب الأمر عليه، وهذا كادّخار المسلم تربة طاهرة لغاية التيمّم عليها.

طبعا الموضوع منقول

وانا غيرت لون الاحاديث للأخوان

lawaty
12-15-2009, 05:24 AM
مشكووووووور والله يعطيك الف عافيه

حب الرسول اهل البيت
12-15-2009, 06:59 AM
مشكووووووور والله يعطيك الف عافيه


حياج الله

الله يعافيج ويرحم والديج

مجروحة الخاطر
12-15-2009, 07:02 AM
مشكوووووووووووووور اخووووي على الطرح
في ميزان عمالك يعطيك ربي الف عافيه

حبيبه
12-16-2009, 01:01 AM
بارك الله فيك وربنا بحق الامام الحجه ينصر الشيعه في كل مكان.

ام حيدر الكرار
12-17-2009, 01:15 PM
مشكور اخوي على المعلومات التي كنت بحاجة اليها و الله يعطيك الف عافية

تسلم


و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


ماجورين

حب الرسول اهل البيت
12-18-2009, 01:36 AM
هذا واجبنا

الهم صلى على محمد واله الطيبين الطاهرين

غدير علوي
12-18-2009, 03:35 PM
جزااك الله الف خير

وجعله في ميزان حسناتك..