المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع الناشطة الإجتماعية والحقوقية والكاتبة عالية آل فريد


موقع عبد الله الرضيع (ع)
06-21-2008, 08:03 AM
حوار موقع باب الحوائج الشهيد عبد الله الرضيع (عليه السلام)
مع الناشطة الأجتماعية والحقوقية والكاتبة عالية آل فريد

أجرى الحوار : د. عماد الخزعلي

بسم الله الرحمن الرحيم

نص الحوار الذي أجراه موقع باب الحوائج الشهيد عبد الله الرضيع مع الناشطة الإجتماعية والحقوقية والكاتبة عالية آل فريد من منطقة صفوى التابعة لمحافظة القطيف بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية .
http://alasghar.com/main/moqablat/index8_files/image001.jpg
http://www.alyafarid.com/

الأخت الفاضلة والرسالية عالية آل فريد ناشطة إجتماعية وحقوقية ، كاتبة ومحاضرة وعضوة في جمعية حقوق الإنسان السعودية ، تحضر الماجستير في النظم السياسية والقانون في الجامعة الخليجية - البحرين –

القارىء الكريم قبل أن يطلع على المقابلة نتمنى أن يتعرف على السيرة الذاتية لأحد أبرز النساء الرساليات العاملات والناشطات في مجال العمل الاسلامي الرسالي والمجالات الإجتماعية والحقوقية والأخت المؤمنة "أم باقر" هي أحد المشرفات على إحياء اليوم العالمي للطفل الرضيع في المنطقة الشرقية والتي نتمنى ببركة وجودها ونشاطها الى جانب سائر الأخوات المؤمنات الرساليات أن تربي من خلال إحياء جمعة طفل الرضيع العالمية الجيل الرسالي الفاعل والناشط من النساء والمؤمنات الرساليات لكي يتحملن مسئوليات العمل الرسالي وبناء أطفالهم على خط عبد الله الرضيع والقاسم بن الحسن وعلي الأكبر وأبي الفضل العباس وشهداء كربلاء ، ويقتفون أثر العقيلة زينب والرباب وليلى وأم كلثوم وسائر النساء المؤمنات اللاتي شاركن مع الإمام الحسين ملحمة الطف. والإمام الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة وسفينة الإمام الحسين أسرع وفي لجج البحار أسرع كما قال الإمام الصادق عليه السلام.

وهنا تأتي مسئولية المرأة الرسالية الناشطة والعاملة من أجل أن تكون مناسبة جمعة الطفل الرضيع مناسبة مهمة للبناء الرسالي وإعداد الجيل الاسلامي المناقبي تتحلى فيه المرأة المؤمنة بالعفة والحجاب والأصالة وتسير على منهج ورسالة الإمام الحسين عليه السلام وتجعل من ظلامة عبد الله الرضيع منطلقا لتعريف العالم بسلامة منهج الإمام الحسين ونهضته المقدسة التي هي طريق النجاة الى العالم ، حتى أن الإمام الحجة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف عندما يخرج بإذن الله يذهب الى قبر جده الإمام الحسين عليه السلام ويحمل جسد عبد الله الرضيع من على صدر أبيه ويخاطب أهل العالم قائلا:" "يا أهل العالم ما كان ذنب هذا الرضيع إذ قتلوه على صدر أبيه؟".

وهنا نقدم لكم السيرة الذاتية :

عالية علي مكي آل فريد

مكان وتاريخ الولادة :
صفوى عام 1387م - 1967م

النشأة والدراسة :
1- حاصلة على دراسات إسلامية في سوريا وإيران ومنتسبة في الدراسة الجامعية بالجامعة العالمية للعلوم الإسلامية "لندن".
2- أنهت العديد من الدورات التدريبية في مجال السكرتارية والحاسب الآلي والتمريض.
3- عملت محررة صحفية في جريدة الوطن السعودية، ومراسلة لبعض الصحف والمجلات الثقافية.
4- عملت متعاونة مع وحدة تصميم القافلة والجريدة الإسبوعية لشركة "أرامكو" السعودية.
5- عملت على تأسيس وإدارة مركز "إيلاف لذوي الإحتياجات الخاصة" تحت إشراف وزارة العمل والشؤون الإجتماعية .
6- مشاركة في ملتقى المثقفين السعوديين الأول، ومشاركة في الحوار الوطني الرابع "الشباب آمال وتطلعات" وحضرت كثير من المؤتمرات الثقافية والفكرية.
7- كاتبة ومحاضرة إجتماعية ولديها مجموعة من المؤلفات والدراسات.
8- عملت مسؤولة إعلامية ومستشارة لخدمات العملاء في شبكة البورصة العقارية 9- ناشطة حقوقية ومهتمة بقضايا المرأة والتنمية ولها حضورفي المؤتمرات الخاصة بهذا الشأن.
10- عضو في الجمعية الوطنية لحقوق الانسان السعودية.
11- عضو في مركز سيدات الأعمال للغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية..
12- عضو في موقع وشبكة "شهامة" لمكافحة فيروس الإيدز في الوطن العربي.
13- عضو في الجمعية الخليجية للاعاقة -البحرين-.

المهنة الحالية :
كاتبة صحفية وناشطة إجتماعية وحقوقية

وهنا لكم نص الحوار :-

السؤال الأول :- مالهدف من الثورة الحسينية وماهي الرسالة التي أراد الحسين (ع) إيصالها للأمة ؟

الثورة الحسينية خير رسالة للأمة

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أنصار الحسين .. وعظم الله أجوركم بهذه المناسبة الأليمة شاكرة جهودكم لإستضافتي معكم فبارك الله لكم هذه الخطى وأثابكم خيرا ..

الجواب : الإمام الحسين ( عليه السلام ) هو صاحب أعظم نهضة عرفها التاريخ ، فجرها في وقت أصبح فيه الحق مهانا ، والحاكم الظالم يزيف مابدا له من القيم والمبادئ الإسلامية فكانت ثورة كربلاء التي تعد فاجعة من أشد الفجائع أثرا في النفوس ، وأكثرها وقعا على القلوب .

ذلك لأنها سجلت على الواقع مجزرة دامية لآل الرسول (ص) في اليوم العاشر من المحرم سنة إحدى وستين للهجرة ، هذه المجزرة تمثل ديمومة لبقاء وإستمرار الرسالة المحمدية المتمثلة في شخصية الإمام الحسين عليه السلام وأهله وصحبه ،فالإسلام يرتبط إرتباطا وثيقا بالحسين ، ورسول الله (ص) يكشف لنا هذه الحقيقة عندما صرح " حسين مني وأنا من حسين " فبقاء الحسين يعد إستمرار ا لوجود النبي وبقاء ذكره محموداً ،

ويرتبط بالشريعة المقدسة والإسلام، وبقاء الشريعة يرتبط بالقانون والقيم ، وتطبيق هذه الشريعة لم يكن يتأتى إلا بدفاع الحسين وذويه عن مبادئ الدين حينما قدم إلى ما أقدم عليه من تضحيات .

ولا يخفى على أحد أن ثورة الإمام الحسين (ع) عرت النظام الأموي ، عندما أعلن الحسين (عليه السلام) الهدف من خروجه ثائرا على الظلم ومقاوما للطغيان ، فقد أراد الله أن يضرب به مثلا لضرورة مقاومة الفساد والإنحراف بمختلف أنواعه وكي لا تبقى حجة للإنسان المسلم في الإستسلام أو التخاذل أمام الحاكم الجائر المتسلط على رقاب الناس ، وكلنا نعلم ما دأب عليه البيت الأموي في السابق من تحقيق الحلم الكبير في إنشاء الإمبراطورية الأموية ، ولكن وجود رسول الله (ص) بين ظهراني المسلمين كان حائلا دون تمرير المشاريع الأموية اللئيمة وبقي محافظا على الدولة الإسلامية ، لحين إنتظر الأمويون غياب شخص رسول الله (ص) حتى يتم تنفيذ المؤامرة الأموية ، حتى فتح الطريق أمام المخطط السياسي الأموي في السيطرة على مقدسات الأمة وتحقيق الأطماع والأحقاد الدفينة ، وإشعال الفتن والحروب بهدف تقويض هذه الدولة وإسقاط الشرعية فيها، والصعود عنوة وظلما على كرسي الحكم وإعادة الأمجاد الجاهلية للأمويين .

فمنذ بداية العهد الأموي لجأ بنوأمية وبنو العاص إلى إشاعة البلبلة والقلاقل وإثارة النزاع للحيلولة دون نجاح أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) في إصلاح الأوضاع العامة وتقويم الخلل الذي شل حركة الإسلام خلال العهود السابقة بعد وفاة رسول الله (ص) حتى نالوا منه وقتلوه غدرا ، وكذلك فعلوا بإبنه الإمام الحسن (ع) . وبعد عشرين سنة مضت على البيعة لمعاوية وموت معاوية وتولي إبنه يزيد بدأت مكيدتهم للإمام الحسين (ع) ، وغدرهم به وخيانتهم له ، وعندما رفض البيعة إرتكبوا به أبشع وأفضع الجرائم بحق التاريخ وحق الإنسانية .

إن رفض الحسين (ع) للبيعة كان يعبر عن ضمير الأمة الواعي في رفض الظلم والمساومة ، ورسالته وجهة للأمة في إنبعاث الحق والتمسك به ، فإنه كان يبعث الهمة والتمرد والإنتفاضة الذاتية في كل فرد ، وكان مشروعا ورآية ومنهجا وإلتزاما وديمومة لبقاء الإسلام الذي كان الأمويون يمنعون الناس منه بالقسر ويسعون للقضاء على أسسه ومبادئه ، وقد شجب الإمام الحسين ممارساتهم في القضاء على الإسلام ، لأنهم قاموا بأعمال شنيعة ضد مبادئ الشريعة السمحاء وأحكام الرسالة ، ولم تكن هذه الممارسات خُفية على أحد ، بل كانت تمارس علناً وجهراً مما يُزيل حرمة الشريعة وينتهك قداسة القانون، كان الإمام الحسين يندد بتلك الممارسات ولا يخاف في الله لومة لائم، باعتبار أنّ السكوت عن تلك الممارسات السيئة يؤدي إلى اضمحلال الشريعة وسقوط القانون الإسلامي أمام كل المسلمين ، كيف لا وهو الذي رسم الطريق للأجيال عندما خرج بثورته النبيلة وأعلن قائلا :" إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر " وكما قال: " إن الدعي بن الدعي قد ركز بين إثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة " ، فنهض بعدها الإباء الهاشمي العظيم الذي ورثه عن أبيه وجده النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) .. وأبى أن يعيش إلا عزيزا وتجلى للكفاح وهو صريع .

أن الحسين عند شيعته والعارفين بأهدافه ومقاصده ليس إسم لشخص فحسب ، وإنما هو رمزا عميق الدلالة لكل معاني الإنسانية والبطولة والشرف والعزة ، والحق والعدالة ، فحيثما يكون الثبات والإخلاص والكرامة والفضيلة فثم أسم الحسين ، وحيثما يكون الظلم والفساد والفوضى وإنتهاك الحرمات والخلاعة والفجور وإراقة الدماء ، وسلب الحقوق والطغيان فثم أسم يزيد وأعمال يزيد .

فخطر يزيد متشعب ليس على الإسلام فقط بل كان يمثل خطرا حتى للأمويين أنفسهم ، الذين يمثلون حزباً، فقد كان همه الرياسة والحكم والمصالح ، حتى أن مروان بن الحكم منذ بدايه الأمر وقبل تولي يزيد الحكم ، أخذ يعترض على معاوية اعتراضاً شديداً لإستخلاف يزيد، ويبين أنّ الناس لا يرضون به فهوُيشكل خطورة بالغة على إنجازات الأمويين التي تحققت ضد الإسلام ، وهذا رأي لأحد كبار الأمويين، كما أنّ شخصية يزيد وسلوكه لم يكن خافيا على الناس ، فيزيد في أوائل عمره ليس برجل رشيد ، فاقدا للأهلية وناقصا للنضج والتجربة ، وكان يشرب الخمر، ويلعب بالكلاب، ويستهتر بجميع القيم الإسلامية والأخلاقية.

وكان يظهر متجاهراً بمخالفة أحكام الإسلام على مرأى ومسمع من المسلمين، ويصرح بعدم إيمانه ، ويعتبرأن الإسلام لا قيمة له، وقد بين ذلك الإمام الحسين (ع) في رسالته لمعاوية " عندما قال : «وأخذك الناس ببيعة غلام حدث، يشرب الخمر ويلعب بالكلاب»، هذا النص الذي يذكره جميع الشرفاء بقضية الصراع بين المبادئ والقيم وبين الباطل والبعد عن الحق ، فكيف يولى يزيد وأمثاله على أمور المسلمين ويكون حاكما لهم ؟

. إذن ثورة الإمام الحسين رسخت مبادئ الإسلام وتركت ثروة من العطاءات الحضارية الكبيرة في حياة الأمة ، وبقيت خالدة تنير تاريخها السياسي و الفكري وتضيئ قاموسها الثقافي وسلوكها الإجتماعي ، لما تحمله من فضائل وقيم ترقى بمستوى الإنسانية .

· إن شهادة الحسين فتحت خطا جديدا لمقاومة الفساد والظلم ، حتى بقيت خالدة بخلود الدهر فعلى الرغم من مرور مايقارب 1400 عام على الواقعة إلا أنها تتجدد في كل عام لتحي الضمائر وتوقض العقول وتغذي القيم ، وتنهي الصراع بين طريق الحق والباطل ضد الجاهليين والحاقدين أمثال بني أمية ومن يحذو حذوهم ، هؤلاء الذين جاؤو ولبسوا رداء الإسلام وتسللوا الى مواقع السلطة ، وقد حملوا راية الكفر علنا وكان هدفهم الأساس إعادة تلك الجاهلية الأولى بظلمها وظلامها وجورها المستبد ..

السؤال الثاني : - حدد المجمع العالمي لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع صباح أول جمعة من شهر شهر محرم الحرام لإحياء ذكرى اليوم العالمي للطفل الرضيع أو ما يسمى بـ(جمعة الطفل الرضيع العالمية) كيف تقيمون فكرة تخصيص مثل هذا اليوم ؟

الجواب : واقعا إنه يوما ليس كبقية الأيام ، فهو يعبر عن وقفة رفض وإدانة وإستنكار لعمل وحشي همجي جاهلي يستهدف الحرية والعزة والكرامة ، ويرسم أبشع صور الإعتداء والإنتهاك والظلم لحق الطفولة ، فعندما إشتد الصراع وإحتدم القوم يوم العاشر من المحرم جاء الإمام الحسين (ع) يستسقي لإبنه الماء وهو طفل رضيع لا جرم له حيث حاصر قوم بني أمية الحسين والثلة المؤمنة ومنعوا عنهم الطعام والشراب تصهرهم حرارة الشمس ولهيب الصحراء ، وكل أطفاله يصرخون ويبكون العطش ، وكان الإمام الحسين إذا أراد أن يحمل على القوم ركب خيلا من جياد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وإذا أراد الموعظة ركب ناقة له ، وهذه المرة ذهب يمشي ، لا هذا ولا ذاك ، ومعه شيء يضلل له من حرارة الشمس ، حتى صار أمام القوم تكلم مع ميمنة الجيش لم يستمعوا له ، تكلم مع ميسرة الجيش لم يستمعوا له ، جاء الى القلب وقف أخرج رضيعه وإذا به يضلل لعبد الله الرضيع ، عندما رفعه سكت القوم ، توجهوا الى الإمام . قال ما محصل العبارة :" يا قوم قتلتم أولادي ، قتلتم أبنائي ، قتلتم أخوتي ، قتلتم رجالي ، أنصاري ، إن كان ذنب الكبار فما ذنب الصغار ، هذا إبني عبد الله وقد جف حليب أمه (لبن أمه) أسقوه شربة من الماء ، فإنه إن عاش لا يضركم وإن مات طولبتم بدمه" ، فإختلف العسكر ، (أنظر أيها القارىء الكريم الى مصيبة عبد الله الرضيع عليه السلام ، بكى عليه حتى أعدائه) ، قسم من العسكر قال أسقوه شربة من الماء ، إنه طفل رضيع ، إن عاش لا يضرنا وإن مات طولبنا بدمه ، قسم آخر قال لا تبقوا لأهل هذا البيت باقية صغار أو كبارا ، والقسم الثالث أجهش بالبكاء على مصيبة الولد والوالد ، على مصيبة المولى وعلى مصيبة إبنه المفدى باب الحوائج عبد الله الرضيع عليه السلام ، عندها خاف عمر بن سعد الفتنة ، فقال لحرملة إقطع نزاع القوم وضع السهم في كبد القوس ، قال أرمي الوالد أم الولد ؟ قال بل إرمي الولد ورمى الطفل حتى ذبحه من الوريد الى الوريد ، ماهي إلا لحظات وقد تدلى رأس الصبي على يدي والده يشخر في دمه ، فأخذ الحسين الدم بيده راميا به نحو السماء بكل صلابة ورباطة جأش قائلا : "اللهم لا يكون عليك أهون من دم فصيل ناقة صالح" فلم تسقط منه قطرة الى الأرض" .. هون ما نزل علي يارب إنه بعين الله" وقربان لدين الله وإعلان لحجم المظلومية التي تعرض لها ، حتى أنها لم تستثني هذا الطفل الرضيع فتبا لهؤلاء القوم وعار وخزي لهم في الدنيا والآخرة . إن مثل هذه الصور تترائى لنا اليوم بصور مغايرة أخرى من خلال ما نلحظه من صور مؤلمة ليد الإستبداد والجور عندما تمتد هذه اليد المليئة بالغدر والخيانة لمجتمعاتنا العربية والإسلامية يد الإستكبار العالمي المتواطئ مع الصهيونية العميلة ، ويد الإرهاب الغاشم إلى النيل من المؤمنين المستضعفين المطالبين بأقل حقوقهم في فلسطين والعراق ليقتلوا وينهبوا ويذبحوا الأبرياء من الرضع والأطفال مع أسرهم وعوائلهم بغير ذنب ،ويلونوا خبزهم بدمهم ويخمدوا نور الحياة فيهم بلا رحمة أو ضمير ، فكم من عوائل فقدت أبنائها ، وكم أسر تحسرت على فلذات كبدها وكم هم الأطفال التائهين والمشردين والضائعين و المحرومين من لذة العيش وطيب الحياة في هذا العالم . فلنحي في هذا اليوم ذكرى الألم والحزن الممزوج بالإباء والشرف والقوة الكربلائية بإثارة حقائق حول الطفولة المعذبة في العالم عن طريق البرامج من الندوات والمهرجانات ونعبر عن الإحتجاج بمختلف وسائلنا الدعائية والإعلامية ،و لتكن هذه الذكرى دافعا لنا نحو حمل الهم وتحمل المسؤولية ، وهكذا يجب أن نتعلم من الحسين وأطفال الحسين .

لذلك من أجل الدفاع عن الطفولة والبراءة ومن أجل إظهار مظلومية الإمام الحسين عليه السلام للعالم عبر إظهار مظلومية ولده عبد الله الرضيع عليه السلام أتمنى أن يحيي المؤمنون والمؤمنات ذكرى جمعة الطفل الرضيع العالمية كل عام في صباح أول جمعة من شهر محرم الحرام.

السؤال الثالث: - عرف البعض شهادة الإمام الحسين عليه السلام بأنها عبارة عن طقوس دينية تبدأ في أول المحرم ؟هل تعتقدي ان هذه المعرفة الضيقة تتناسب مع أهداف الإمام الحسين ؟

الجواب : -

صلى الإله على جسم تضمنـــه .. قبر فأصبح فيه العدل مدفونا
قد حالف الحق لا يبغي به بدلا .. فصار بالحق والإيمان مقرونا

لعله من المؤسف جدا والمحزن للقلوب هو ما نلاقيه من جهل عميق لهذه الشخصية العظيمة في نفوس الكثير من الناس بالذات من يجهلون التاريخ ويتنكرون لأحداثه ، فمهما تحمله لنا الكتب والمصادر التاريخية من أعمال ومواقف وقيم وفضائل ومآثر بحق الحسين بن علي بن أبي طالب فإنها لن تفي بحقه ، ومهما تسطر أقلام العالم عنه بما تستفيض به العقول تبقى من وحي معرفة طفيفة عن حياته (ع) ، فالجهل بهذه الشخصية تجعل النظر إلى طقوس المحرم التي يمارسها الموالين والمحبين لأهل البيت (ع) في إقامة ذكرى الحسين (ع) نظرة مجردة عن العمق والمغزى والمعرفة مما يؤدي بهم إلى مغالطات مشبوهة وجدليات فارغة ليس لها أساس من الصحة ، فينظرون لثورة الإمام الحسين بعيدا عن أهدافها بأنها وسيلة للبكاء وإستدرار الدموع لشخصية من الماضي عفى عليها الزمان ومضى عليها الدهر فلماذا هذا الخلود إذن ؟ ولماذا هذا التجديد للذكرى كل عام ! هذا ما يجب أن يفقهوه ، وما يلزم علينا نحن أتباع أهل البيت (ع) من واجب ومسؤولية في التعريف بهذه القضية الوجدانية والتعريف بأهدافها وقيمها عن طريق منابرنا الإعلامية المختلفة ، وبتجسيد نوازع الثورة الحسينية في إستقامتنا وسلوكنا وتعاملنا مع الآخرين ، وفي حياتنا كلها فالحسين (ع) رسالة القيم الربانية للعالم أجمع وهو جزء لا يتجزأ من رسالة الإسلام ، ولنعلم أنه لا خلود للإنسان على هذه الأرض إلا بإحياء وتطبيق المبادئ التي حملها الحسين لأنها القيم الحقيقية للقانون وإحترام الإنسان ،والهدف الأساس من الثورة وهو الدفاع عن حقوق الإنسان وعن كرامة الإنسان وعن حرية الإنسان ، والذي يجب أن يتجسد على أرض الواقع في قضايا الكفاح والنضال والثورة ضد الظلم ومساندة المظلومين والمضطهدين والمحرومين والمستضعفين .

فيالها من أمة تتنكر لإبن بنت نبيها ، بل كيف سيحاكمها التاريخ يوم الملتقى ..

فماذا تقولون إن قال النبي لكم ... يوم الحساب وصدق القول مسموع
خذلتم عترتي أو كنتم غيبا ... والحق عند ولي الأمــــــر مجموع
أسلمتموه بأيدي الظالمين فما .. منكم له اليوم عنــــد الله مشفوع
ماكان عنه غداة الطف إذ حضروا .. تلك المنايا ولا عنهن مدفوع

السؤال الرابع :- يقول الإمام علي (ع) وقوع الظلم يعني أن يعين المظلوم الظالم على نفسه ويقول غاندي تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر ، كيف يمكن أن تقرئي العبارتين ؟ كيف يمكن للمظلوم أن ينتصر على الظالم ؟

الجواب : كلا المقولتين جميلتين من حيث العمل بالمغزى ، فغاندي زعيم تعلم من مظلومية الإمام الحسين ( عليه السلام ) كيف يحقق النصر على أكبر إمبراطورية في العالم ، وهو القائل في كتابه ( قصة تجاربي مع الحقيقة ) : " لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين شهيد الإسلام الكبير ودققت النظر في صفحات كربلاء وإتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر فلا بد لها من إقتفاء سيرة الحسين بن علي بن أبي طالب " ..

فالإمام الحسين (ع) رفض الطغيان والظلم ، وأثبت لجميع البشر أن الجور والظلم لا دوام لهما ، مهما إعتلى صوت الظلم وإرتفع صدى الظالم وبدآ كالطوفان الهائل إلا أنه لايعدوا أن يكون أمام الحق والحقيقة إلا كبيت العنكبوت ، وهل هناك أوهن وأضعف من ذلك ؟!

أما إذا عاش المظلوم في كنف الظالم ، يلزم أن يتعلم كيف يستثمر مظلومية الإمام الحسين (ع) في غرس القيم الخيرة وزرعها في النفس والعمل على تجسيدها في الحياة بالعطاء والبناء والتضحية ورفض الظلم والإيثار ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهجر الخوف ورفض الإستبداد ومحاربة الظلم ، والتسلح بالإيمان والعلم والعمل والإحساس بمعاناة المحرومين ، والدفاع عن حقوق المضطهدين والمستضعفين ، والعمل بنهج الإصلاح والتغيير حسب تغير الظروف ومواكبة الواقع كما علمنا نهج أهل البيت عليهم السلام.

السؤال الخامس : ما هي رسالتك الى المرأة الرسالية المؤمنة والى اللجان النسائية والهيئات الحسينية من أجل إحياء ذكرى جمعة الطفل الرضيع العالمية التي أقيمت خلال خمس سنوات مضت في مختلف أنحاء العالم؟

الجواب : رسالتي للأخت المسلمة والمؤمنة الرسالية والى جميع الهيئات الحسينية وخدام الإمام الحسين وباب الحوائج الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام هي كما تعلمون أن الطفل الرضيع عليه السلام معنى عميق من معاني التضحية والحزن ، والمظلومية عند أهل البيت عليهم السلام ، وقد إنبثقت فكرة إحياء جمعة الطفل الرضيع العالمية قبل خمس سنوات كتخصيص في الفكرة والإبداع وكل فكرة منطلقها الوعي والتثقيف هي فكرة جيدة لأن مبعثها يكون إيمان وإلتزام ، وقد تعهد خطبائنا وخطيباتنا في مختلف المجالس الحسينية إحياء هذه الذكرى كجزء لا يتجزأ من مصيبة عاشوراء في كل عام وفي مختلف أنحاء العالم، وهي فكرة جميلة وطريقة حسنة أن تجتمع النساء المؤمنات مع الأطفال الرضع لإقامة مجالس لباب الحوائج عبد الله الرضيع عليه السلام لإظهار مظلوميته الى العالم حتى يتعرفوا على منهج الإمام الحسين ورسالته التي تجسد الأهداف السامية لرسالة جده (ص) .

وقد رأينا الأخوة والأخوات لسنوات خمس مضت كل يبدع حسب مايراه مناسبا مع أنني أوؤكد أن لا يكون ذلك الإبداع خارجا عن الأهداف النبيلة لقضية الطفل الرضيع ، والتركيز على الإستفادة الحقيقية من إعلان هذه المظلومية في الرفق والرأفة وحسن المعاملة بأبنائنا ، ومنح أطفالنا حقوقهم وتعهدهم بالتربية والأخلاق وغرس قيم الثورة الحسينية التي حملها كل طفل شارك مع الحسين ، كيف تعلم من الحسين ، وكيف مات من أجل الحسين ، تركيزنا يجب أن يكون على عمق ما تحمله لنا رسالة كربلاء وليس على بعض القشريات أو المبالغات عندما نضيف أي فكرة جديدة أو نسن سنة جديدة فيها إبداع حتى نكسب الأجر ونحقق المبتغى من الثواب ،أتمنى أن يكون لي ولجميع الأخوات المؤمنات الرساليات ونساء مجتمعنا في القطيف والأحساء وتوابعهما وسائر أنحاء العالم شرف القيام بهذه الخدمة ، فأهل البيت (ع) خير من نتمسك بنهجهم في هذه الدنيا ، وهم نعم الذخيرة لنا في الآخرة .

وختاما أشكركم على إستضافتكم ولا يسعني إلا أن أقول:السلام عليك يا أبا عبدالله يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا .. وأندب بقول الشاعر جزاه الله خيرا في التعبير بهذه الأبيات


جــرى الـدمــعُ مِــدْراراً يـؤَلـمُـنـِـي هـلْ يـنـفـعُ الـدمعُ بـلْ هل ينفـعُ الالـمُ ؟
اُعـالـجُ الــدمعَ لاشِـــعْـراً اُعــالـجُـهُ ياأبـنَ الـبتول ِوهـل يوفي لـكَ الـقـلـمُ ؟
وقـفـتَ لـلحــق ِ لـيـثـا ً لاتـُـزعـزعـهُ تـلـكَ الـجـحـافــلُ والاوبـاشُ والخــدمُ
وقـفتَ فـيهـمْ خطيبـا ً نـاصحاً لـَسِـنا ً صــوتُ الـنـبـوّة ِ بــالارجاءِ يـحـتـدمُ
هــذا أبـــوك َ عــلــيّ ٌ فـي بـطـولتِــهِ دانـتْْ لـصـولـتِــهِ الأعرابُ والعَـجَـمُ
وجـدُّك المـصطـفـى الهادي يُـنارُ بـهِ دربُ الـصراطِ لـتـمشي خلـفـَهُ الأمـمُ
وأمُّـكَ الــفـاطِـمُ الــزهــراءُ دمعـتـُهـا تـبقى على الدّهـر ِ بالآهاتِ تـَضطرمُ

موقع باب الحوائج : نشكر الأخت الفاضلة عالية آل فريد على إتاحة الفرصة لنا ونشكرها على إجاباتها القيمة على الأسئلة متمنين لها دوام التوفيق والسداد إنه نعم المولى ونعم المجيب.

http://alasghar.com/main/moqablat/index8.htm

موقع عبد الله الرضيع (ع)
06-21-2008, 08:04 AM
http://imam3abbas.com/vb/showthread.php?p=79481#post79481

http://montada.basimk.com/showthread.php?p=847457&posted=1#post847457

http://www.alaml-almawood.com/forum/showthread.php?p=3590#post3590

http://www.omranonline.biz/showthread.php?p=221850#post221850

http://www.ahmedalbawi.com/vb/showthread.php?p=2544#post2544

http://www.rawatebda.com/vb/showthread.php?p=7804#post7804

بضعة حيدر
06-21-2008, 04:35 PM
مشكوووووووووووووووووووور

الله يعطيك الف عافيه بحق محمد وال محمد فعلا حوار رائع ومفيد جدا (:

ياعلي (ع)
07-05-2008, 01:42 PM
يسلموووووووووووووووووووو

ك.رونالدو17
08-27-2008, 12:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل الله فرجهم الكريم القريب
السلام عليك يارسول الله وعلى ال بيتك الطيبين الطاهرين
السلام على اصحاب الكساء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلى التسعة المعصومين من ولد الحسين
السلام على فاطمة وابيها وبعلها وبينيها والسر المستودع فيها
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين

الورده المحمديه
12-04-2008, 12:48 AM
مشكوووووووووووووووووووور

الله يعطيك الف عافيه بحق محمد وال محمد

أبو رباب
01-13-2009, 08:17 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
تسلم يمينك
يعطيك الف عافية