المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محاولات تحريف آية: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَاب ِ!


الباحثة عن الحق
01-11-2010, 04:58 PM
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد

قال تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ). (سورة الرعد:43).
وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن الراسخين في العلم، والذين عندهم علم الكتاب، هم بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل بيته الطاهرون (عليهم السلام)، ويدل عليه حديث الثقلين المتفق عليه بين الجميع وهو قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني أوشك إن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروني بم تخلفوني فيهما. (رواه أحمد:3/17 بأسانيد صحيحة، وغيره، وغيره) , فإنه لامعنى لإخبار الله تعالى لنبيه أنهما لن يفترقا إلى يوم القيامة، إلا أنه سيكون منهم إمام في كل عصر عنده علم الكتاب، فيكون أفضل من وزير سليمان ووصيه آصف بن برخيا (الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ).

إلى هنا لامشكلة ولاخلاف، لكن مارأيك بمن يكسر كلمة (مَنْ) في قوله تعالى: (وََمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) فيغيرها من اسم موصول إلى حرف جر، ويكسر كلمة: عِنْدَهُ، فيجعلها: عِنْدِهُ؟!
لابد أنك تقول إن هذا تحريف للقرآن!
وتقول: إن معنى الجملة يصير: قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وبالله الذي علم الكتاب عنده، وهو معنى ركيك لأنه يقطع الربط بين الفقرتين ويجعل (ومِنْ عنده) جملة جديدة بعيدة عن الموضوع، مع أن الآية آخر آية في سورة الرعد!
ولكن هاوي التحريف لايهمه ركاكة المعنى، فهدفه أن ينفي وجود أشخاص عندهم علم الكتاب، ويبعد الآية عن علي (عليه السلام)!!
وهذا ما عمله عمر في قراءته: (وَمِنْ عِنْدِهِ)، ونسبه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
قال السيوطي في الدر المنثور:4/69: (وأخرج تمام في فوائده وابن مردويه عن عمر أن النبي (ص) قرأ: ومن عندِه علم الكتاب، قال: من عندِ الله علم الكتاب).
وفي كنز العمال:2/593: (عن عمر أن النبي (ص) قرأ: وَمِنْ عِنْدِهِ عِلمُ الكتاب). الدارقطني في الإفراد، وتمام، وابن مردويه).
وفي:12/589: (عن ابن عمر قال: قال عمر، وذكر إسلامه، فذكر أنه حيث أتى الدار ليسلم سمع النبي (ص) يقرأ: ومِن عندِه علم الكتاب.(ابن مردويه)!

علماء السنة رأوا قراءة عمر..واقفة!

رأى أتباع عمر أن قراءته ضعيفة لاوجه لها، فلم يطيعوه، ولذا ترى الموجود في مصحف الجميع: (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)!
وخلاصة ما قاله الطبري في تفسيره:7/118: أن في الآية قراءتين: قراءة بالفتح فتكون مَن إسماً موصولاً. وقراءة بالكسر كان يقرؤها المتقدمون! ورواها عن مبغضي علي (عليه السلام) مثل مجاهد والحسن البصري وشعبة وقتادة وهارون والضحاك بن مزاحم! وتجنب روايتها عن عمر، مع أن عمر أسندها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!
قال الطبري: (وقد روي عن رسول الله (ص) خبر بتصحيح هذه القراءة وهذا التأويل، غير أن في إسناده نظراً، وذلك ما حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال: ثنا عباد بن العوام، عن هارون الأعور، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه عن النبي (ص) أنه قرأ: وَمِنْ عِنْدِهِ عِلم الكتاب، عند الله علم الكتاب، وهذا خبر ليس له أصل عند الثقات من أصحاب الزهري.
فإذا كان ذلك كذلك وكانت قراء الأمصار من أهل الحجاز والشام والعراق على القراءة الأخرى وهي: (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب) كان التأويل الذي على المعنى الذي عليه قراء الأمصار أولى بالصواب ممن خالفه، إذ كانت القراءة بما هم عليه مجمعون أحق بالصواب)
وبذلك رجح الطبري قراءة الفتح على الموصولية على قراءة عمر ومن تبعه من كبار القراء والمفسرين القدماء! وأسقط رواية الزهري لأن تلاميذ الزهري الثقاة لم يوثقوها! لكنه أغفل أن قراءة الكسر ليست محصورة بطريق الزهري وأن أول من اخترعها عمر!
أما الفخر الرازي فقد هرب من معركة قراءة الكسر واكتفى في تفسيره:19/69، بذكر الأقوال بناء على قراءة الفتح وقراءة الكسر، ولم يرجح أياً منها فقال: (والله تعالى أعلم بالصواب)!
وهكذا اختار مفسروا السنة قراءة الفتح، واضطروا أن يسلكوا طريقاً آخر لإبعاد الآية عن علي (عليه السلام) فقالوا إن المقصود بالكتاب فيها ليس القرآن، بل التوراة والإنجيل، والمقصود (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب) هو عبد الله بن سلام، أو غيره من علماء اليهود والنصارى!
لكن يرد عليهم ثلاث إشكالات لا جواب لها:

أولاً: أنه لو كان عند عبد الله بن سلام وعلماء اليهود والنصارى علم الكتاب لكانت درجتهم أعلى من درجة آصف بن برخيا الذي أتى بعرش بلقيس من اليمن، والذي عنده علم من الكتاب!
ثانياً: كيف يجعل الله تعالى علماء اليهود والنصارى شهداء على الأمة الإسلامية بعد نبيها؟! ولو سألتهم أول سؤال عن نبوة نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم)، لنفوها؟!
ثالثاً: لو سلمنا أن هؤلاء عندهم علم التوراة والإنجيل، فأين الذي عنده علم القرآن من أمة نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
فهل لا يوجد علم القرآن بعد النبي عند أحد؟! أو يوجد عند فلان وفلان الصحابي الذي لم يعرف معنى آية مثل: (وَفَاكِهَةً وَأَبّاً)؟!
رابعاً: قال لهم سعيد بن جبير: إن الآية مكية، واليهودي عبد الله بن سلام أسلم في المدينة، فكيف تقصده الآية قبل إسلامه؟!
إن تنازل الجيل التالي منهم عن قراءة عمر بالكسر، وتفسيرهم لها بعبد الله بن سلام لم يجبر الموضوع! فمن حق الباحث أن يتعجب من الطبري وغيره كيف يقبلون أن يكون الشخص الذي ارتضاه الله تعالى شاهداً على الأمة الإسلامية علماء اليهود كلهم أو بعضهم؟!!
ومن طريف ما رواه الطبري في تفسيره:7/118 رواية (عن أبي صالح في قوله: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب؟ قال: رجل من الإنس ولم يسمه)!!
فقد خاف أبو صالح أن يقول إنه علي (عليه السلام) فقال: رجل من الإنس!!

أمثلة من أحاديثهم الموضوعة في تفسير الآية!

قال السيوطي في الدر المنثور:4/69: (قوله تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا..الآية. أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قدم على رسول الله (ص) أسقف من اليمن فقال له رسول الله (ص): هل تجدني في الإنجيل رسولاً؟ قال لا، فأنزل الله: قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ، يقول: عبد الله بن سلام!) انتهى.
لكن واضع الحديث لم يلتفت إلى حادثة أسقف اليمن كانت في المدينة، بينما الآية نزلت في مكة، وأن عمر قال في روايته إنه سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرؤها بالكسر في مكة عندما أسلم! ثم نقل السيوطي عدة روايات عن ابن سلام يفتخر بها بهذا الثوب الذي ألبسته إياه قريش لإبعاده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)!
قال السيوطي: (وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق عبد الملك بن عمير أن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام قال قال عبد الله بن سلام: قد أنزل الله فيَّ القرآن:ً قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَاب.. عن جندب قال جاء عبد الله بن سلام حتى أخذ بعضادتي باب المسجد ثم قال: أنشدكم بالله أتعلمون أني أنا الذي أنزلت فيه ومن عنده علم الكتاب؟ قالوا اللهم نعم!
عن عبد الله بن سلام أنه لقي الذين أرادوا قتل عثمان فناشدهم بالله فيمن تعلمون نزل: قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ؟ قالوا فيك. وعن مجاهد أنه كان يقرأ: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، قال هو عبد الله بن سلام).
ثم روى السيوطي روايتين تكذبان أن يكون المقصود بالآية ابن سلام قال: (وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه عن سعيد بن جبير أنه سئل عن قوله: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، أهو عبد الله بن سلام؟قال: وكيف وهذه السورة مكية؟!... وعن الشعبي قال: ما نزل في عبد الله ابن سلام شئ من القرآن)
! ثم روى تفسيراً آخر وسع فيه: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، ليشمل عدة أشخاص مع ابن سلام! قال (وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه منهم عبد الله بن سلام والجارود وتميم الداري وسلمان الفارسي).
ثم روى تفسيراً آخر جعل الشهداء على الأمة الإسلامية كل أهل الكتاب (الذين يشهدون ضدها!) قال: (وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، قال هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى!).
ثم روى تفسيراً آخر جعله جبرئيل (عليه السلام) قال: (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، قال: جبريل! وتفسيراً آخر جعله الله تعالى قال: (وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، قال:هو الله عز وجل)!


الأسئلة التي يجب الاجابة عنها من قبل اهل السنة :
1 ـ ما رأيكم في محاولة عمر تحريف الآية؟!
2 ـ من هو الذي جعله الله شاهداً في الأمة على نبوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
3 ـ ما رأيكم فيما رويناه في أن هذا الشاهد على نبوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو عليٌّ (عليه السلام)؟

أنس بن النضر
01-11-2010, 05:19 PM
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد


قال تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ). (سورة الرعد:43).
وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن الراسخين في العلم، والذين عندهم علم الكتاب، هم بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل بيته الطاهرون (عليهم السلام)، ويدل عليه حديث الثقلين المتفق عليه بين الجميع وهو قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني أوشك إن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروني بم تخلفوني فيهما. (رواه أحمد:3/17 بأسانيد صحيحة، وغيره، وغيره) , فإنه لامعنى لإخبار الله تعالى لنبيه أنهما لن يفترقا إلى يوم القيامة، إلا أنه سيكون منهم إمام في كل عصر عنده علم الكتاب، فيكون أفضل من وزير سليمان ووصيه آصف بن برخيا (الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ).

إلى هنا لامشكلة ولاخلاف، لكن مارأيك بمن يكسر كلمة (مَنْ) في قوله تعالى: (وََمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) فيغيرها من اسم موصول إلى حرف جر، ويكسر كلمة: عِنْدَهُ، فيجعلها: عِنْدِهُ؟!
لابد أنك تقول إن هذا تحريف للقرآن!
وتقول: إن معنى الجملة يصير: قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وبالله الذي علم الكتاب عنده، وهو معنى ركيك لأنه يقطع الربط بين الفقرتين ويجعل (ومِنْ عنده) جملة جديدة بعيدة عن الموضوع، مع أن الآية آخر آية في سورة الرعد!
ولكن هاوي التحريف لايهمه ركاكة المعنى، فهدفه أن ينفي وجود أشخاص عندهم علم الكتاب، ويبعد الآية عن علي (عليه السلام)!!
وهذا ما عمله عمر في قراءته: (وَمِنْعِنْدِهِ)، ونسبه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
قال السيوطي في الدر المنثور:4/69: (وأخرج تمام في فوائده وابن مردويه عن عمر أن النبي (ص) قرأ: ومن عندِه علم الكتاب، قال: من عندِ الله علم الكتاب).
وفي كنز العمال:2/593: (عن عمر أن النبي (ص) قرأ: وَمِنْ عِنْدِهِ عِلمُ الكتاب). الدارقطني في الإفراد، وتمام، وابن مردويه).
وفي:12/589: (عن ابن عمر قال: قال عمر، وذكر إسلامه، فذكر أنه حيث أتى الدار ليسلم سمع النبي (ص) يقرأ: ومِن عندِه علم الكتاب.(ابن مردويه)!


علماء السنة رأوا قراءة عمر..واقفة!


رأى أتباع عمر أن قراءته ضعيفة لاوجه لها، فلم يطيعوه، ولذا ترى الموجود في مصحف الجميع: (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)!
وخلاصة ما قاله الطبري في تفسيره:7/118: أن في الآية قراءتين: قراءة بالفتح فتكون مَن إسماً موصولاً. وقراءة بالكسر كان يقرؤها المتقدمون! ورواها عن مبغضي علي (عليه السلام) مثل مجاهد والحسن البصري وشعبة وقتادة وهارون والضحاك بن مزاحم! وتجنب روايتها عن عمر، مع أن عمر أسندها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!
قال الطبري: (وقد روي عن رسول الله (ص) خبر بتصحيح هذه القراءة وهذا التأويل، غير أن في إسناده نظراً، وذلك ما حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال: ثنا عباد بن العوام، عن هارون الأعور، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه عن النبي (ص) أنه قرأ: وَمِنْ عِنْدِهِ عِلم الكتاب، عند الله علم الكتاب، وهذا خبر ليس له أصل عند الثقات من أصحاب الزهري.
فإذا كان ذلك كذلك وكانت قراء الأمصار من أهل الحجاز والشام والعراق على القراءة الأخرى وهي: (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب) كان التأويل الذي على المعنى الذي عليه قراء الأمصار أولى بالصواب ممن خالفه، إذ كانت القراءة بما هم عليه مجمعون أحق بالصواب)
وبذلك رجح الطبري قراءة الفتح على الموصولية على قراءة عمر ومن تبعه من كبار القراء والمفسرين القدماء! وأسقط رواية الزهري لأن تلاميذ الزهري الثقاة لم يوثقوها! لكنه أغفل أن قراءة الكسر ليست محصورة بطريق الزهري وأن أول من اخترعها عمر!
أما الفخر الرازي فقد هرب من معركة قراءة الكسر واكتفى في تفسيره:19/69، بذكر الأقوال بناء على قراءة الفتح وقراءة الكسر، ولم يرجح أياً منها فقال: (والله تعالى أعلم بالصواب)!
وهكذا اختار مفسروا السنة قراءة الفتح، واضطروا أن يسلكوا طريقاً آخر لإبعاد الآية عن علي (عليه السلام) فقالوا إن المقصود بالكتاب فيها ليس القرآن، بل التوراة والإنجيل، والمقصود (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب) هو عبد الله بن سلام، أو غيره من علماء اليهود والنصارى!
لكن يرد عليهم ثلاث إشكالات لا جواب لها:

أولاً: أنه لو كان عند عبد الله بن سلام وعلماء اليهود والنصارى علم الكتاب لكانت درجتهم أعلى من درجة آصف بن برخيا الذي أتى بعرش بلقيس من اليمن، والذي عنده علم من الكتاب!
ثانياً: كيف يجعل الله تعالى علماء اليهود والنصارى شهداء على الأمة الإسلامية بعد نبيها؟! ولو سألتهم أول سؤال عن نبوة نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم)، لنفوها؟!
ثالثاً: لو سلمنا أن هؤلاء عندهم علم التوراة والإنجيل، فأين الذي عنده علم القرآن من أمة نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
فهل لا يوجد علم القرآن بعد النبي عند أحد؟! أو يوجد عند فلان وفلان الصحابي الذي لم يعرف معنى آية مثل: (وَفَاكِهَةً وَأَبّاً)؟!
رابعاً: قال لهم سعيد بن جبير: إن الآية مكية، واليهودي عبد الله بن سلام أسلم في المدينة، فكيف تقصده الآية قبل إسلامه؟!
إن تنازل الجيل التالي منهم عن قراءة عمر بالكسر، وتفسيرهم لها بعبد الله بن سلام لم يجبر الموضوع! فمن حق الباحث أن يتعجب من الطبري وغيره كيف يقبلون أن يكون الشخص الذي ارتضاه الله تعالى شاهداً على الأمة الإسلامية علماء اليهود كلهم أو بعضهم؟!!
ومن طريف ما رواه الطبري في تفسيره:7/118 رواية (عن أبي صالح في قوله: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب؟ قال: رجل من الإنس ولم يسمه)!!
فقد خاف أبو صالح أن يقول إنه علي (عليه السلام) فقال: رجل من الإنس!!


أمثلة من أحاديثهم الموضوعة في تفسير الآية!


قال السيوطي في الدر المنثور:4/69: (قوله تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا..الآية. أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قدم على رسول الله (ص) أسقف من اليمن فقال له رسول الله (ص): هل تجدني في الإنجيل رسولاً؟ قال لا، فأنزل الله: قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ، يقول: عبد الله بن سلام!) انتهى.
لكن واضع الحديث لم يلتفت إلى حادثة أسقف اليمن كانت في المدينة، بينما الآية نزلت في مكة، وأن عمر قال في روايته إنه سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرؤها بالكسر في مكة عندما أسلم! ثم نقل السيوطي عدة روايات عن ابن سلام يفتخر بها بهذا الثوب الذي ألبسته إياه قريش لإبعاده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)!
قال السيوطي: (وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق عبد الملك بن عمير أن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام قال قال عبد الله بن سلام: قد أنزل الله فيَّ القرآن:ًقُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَاب.. عن جندب قال جاء عبد الله بن سلام حتى أخذ بعضادتي باب المسجد ثم قال: أنشدكم بالله أتعلمون أني أنا الذي أنزلت فيه ومن عنده علم الكتاب؟ قالوا اللهم نعم!
عن عبد الله بن سلام أنه لقي الذين أرادوا قتل عثمان فناشدهم بالله فيمن تعلمون نزل: قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ؟ قالوا فيك. وعن مجاهد أنه كان يقرأ: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، قال هو عبد الله بن سلام).
ثم روى السيوطي روايتين تكذبان أن يكون المقصود بالآية ابن سلام قال: (وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه عن سعيد بن جبير أنه سئل عن قوله: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، أهو عبد الله بن سلام؟قال: وكيف وهذه السورة مكية؟!... وعن الشعبي قال: ما نزل في عبد الله ابن سلام شئ من القرآن)
! ثم روى تفسيراً آخر وسع فيه: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، ليشمل عدة أشخاص مع ابن سلام! قال (وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه منهم عبد الله بن سلام والجارود وتميم الداري وسلمان الفارسي).
ثم روى تفسيراً آخر جعل الشهداء على الأمة الإسلامية كل أهل الكتاب (الذين يشهدون ضدها!) قال: (وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، قال هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى!).
ثم روى تفسيراً آخر جعله جبرئيل (عليه السلام) قال: (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، قال: جبريل! وتفسيراً آخر جعله الله تعالى قال: (وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، قال:هو الله عز وجل)!



الأسئلة التي يجب الاجابة عنها من قبل اهل السنة :

1 ـ ما رأيكم في محاولة عمر تحريف الآية؟!
2 ـ من هو الذي جعله الله شاهداً في الأمة على نبوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
3 ـ ما رأيكم فيما رويناه في أن هذا الشاهد على نبوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو عليٌّ (عليه السلام)؟




الرسول ص يناقش المشركين الذين يكذبونه
الرسول ص بأمر من الله سبحانه و تعالى قال للمشركين كفى بالله شهيدا بيني و بينكم ومن عنده علم الكتاب
اذا كان من عنده علم الكتاب علي رض كما تدعون
فهل سيصدقه المشركون بعد ما كذبوا رسول الله و هو أفضل من علي رض؟
عجييييييييب

أبنت آلعشَيرة الهاشمية
01-11-2010, 05:45 PM
يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ

الباحثة عن الحـَق

شاكرة لكِ الموضوع الرآئع



من ينكر فضلك يا حيدر؟هل ضوء الشمس ضحى ينكر؟

..
01-12-2010, 12:28 AM
احسنتي موضوع رائع ولاكن لايقتنعون وهم من حرف القران وينسبونه للشيعه

اجرنا واياكم للحق اللهم ارحمنا برحمتك يارب

الباحثة عن الحق
01-12-2010, 12:34 AM
الرسول ص يناقش المشركين الذين يكذبونه
الرسول ص بأمر من الله سبحانه و تعالى قال للمشركين كفى بالله شهيدا بيني و بينكم ومن عنده علم الكتاب
اذا كان من عنده علم الكتاب علي رض كما تدعون
فهل سيصدقه المشركون بعد ما كذبوا رسول الله و هو أفضل من علي رض؟
عجييييييييب


الاخ الكريم بدلا من هذا الكلام الانشائي لم لم تضعف هذه الروايات مثلا وتقول انها غير صحيحة اخي ان كنت تريد النقاش فناقش بادلة من كتب العلماء وليس باراء شخصية

islame
01-12-2010, 01:31 AM
لقد قال لكم أخي الكريم أنس الحق فماذا تبغون أنتم معقدون و متعصبون تتشبتون يا إخوتي بآرائكم وأقول نحن على سنة الله ورسوله سنة قد خلت من قبل لن تجدوا لسنة الله تبديلا

الباحثة عن الحق
01-12-2010, 03:23 AM
لقد قال لكم أخي الكريم أنس الحق فماذا تبغون أنتم معقدون و متعصبون تتشبتون يا إخوتي بآرائكم وأقول نحن على سنة الله ورسوله سنة قد خلت من قبل لن تجدوا لسنة الله تبديلا

الاخت اسلامي ان كنت لا تعرفين اداب الحوار فلا داعي لمشاركاتك العظيمة والتي تفحم مخالفيكي ما شاء الله على هكذا ادلة وهكذا استدلالات ...

butaha
01-12-2010, 07:43 AM
الآيه الكريمة نزلت في الأمام علي عليه السلام كما في تفسير الثعلبي

راجعوا الربط التالي
http://www.emtiaz.net/vb/showthread.php?t=24183

ثم نزلوا المجلد الخامس

ثم روحوا الى سورة الرعد ايه 43

وتجدون كما في المرفق

مجروحة الخاطر
01-12-2010, 08:25 AM
مشكوره اختي على الطرح الرائــــ ع
يعطيكــــ ربي الف عافيه

احزان عمري
01-12-2010, 11:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعنة الله على كل ناصبي خبيث نهجة نهج الشيطان الرجيم
بوركتي اختي
تقبلي مروري

الباحثة عن الحق
01-13-2010, 02:34 AM
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد

بارك الله بجميع الاخوة الاكارم وننتظر الجواب

محبة قمر هاشم
01-13-2010, 11:58 AM
عشتي عشتيييي
خيتو الباحثة عن الحق >>> شكلج صدق حصلتي الحق

الله يوفقج و يسدد خطاج حبيبتي