المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نبذه عن حياه الامام السجاد (عليه السلام)


عاشق الولايه
01-18-2010, 06:18 AM
الاما م السجاد (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
نتحدث اليوم عن ذكرى شهادة حجة من حجج الله تعالى على الخلق اجمعين وعن شخصية لامعة قادت الامة الى بر الامان بفضل تفكيرها وقدرتها على اختيار الموقف الصحيح والذي كان يسير بخطوات ثابتة نقل فيها الشيعة من حال الى حال اخر، انه الامام الهمام زين العابدين (عليه السلام) ، والذي ولد في السنة الثامنة والثلاثين للهجرة النبوية الشريفة في شهر شعبان، وقد عاصر الإمام (عليه السلام) من خلفاء الباطل يزيد بن معاوية، ومعاوية بن يزيد، ومروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك . ومن ولاة الشر: الحجاج بن يوسف الثقفي، وعبيد الله بن زياد، وهشام بن إسماعيل والي المدينة. وأما الأئمة الذين عاصرهم: فقد عاصر الإمام علي (عليه السلام) وله من العمر سنتان، والإمام الحسن (عليه السلام) عشر سنين، ومع الإمام الحسين (عليه السلام) عشر سنين، وكانت ولادته حملت طابعا خاصا كما هي حياته تحمل طابعا خاصا ايضا لانه رأى في اوليات شبابه كل المحن والمصائب فقد عاصر مظلوميات الامام الحسن عليه السلام وقد عاش اكثر الايام محنة وفتنة في حياة الامام الحسن عليه السلام حينما كانت الامة تحمل الامام الحسن على محمل الشخص الباحث عن السلطة الذي لا علاقة له الا بالحكم بل هو وريث صراع قبلي بين آل هاشم وآل أمية ولذا كان الكثير ممن التحقوا به كانوا يتوقعون انهم سيحصلون على شيء من دنياه التي يتصورونها إنها دنيا عامرة بالأموال والمناصب والوزارات في حكومته ولذلك إنهم حينما رأوه قد ركب جادة الحق لا يحيد عنها وكان المهم عنده الحفاظ على أرواح الناس وتامين مستقبلهم وكشف ضلالات معاوية تخلوا عنه ، إلا إن الإمام السجاد عليه السلام تمكن من قراءة الأحداث قراءة واعية دقيقة إضافة ً لقرائته لواقعة الطف الأليمة التي أثبتت إن الناس قد سلكت طريقا اسمه حب الدنيا ، حيث ان البعض منهم صار دينهم لايساوي عندهم بعيرا،والبعض الاخر يجبن عن ان يعبر عن موقفه.
فالمنتفعون كانوا هم من يمص دماء المواطنين ويمتص دماء المساكين، اما المؤمنون المتدينون أصحاب الصلاة والصيام الآمنون يوم القيامة (كما يتصورون) فهم لا حول لهم ولا قوة أمام بطش الطاغية الجاهل الفاسد الفاسق، لا يملكون حتى أن يعبروا عن رأيهم ؛ لذلك فان الإمام زين العابدين عليه السلام اتخذ خطوة اختلفت عن ماسبقها من خطوات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فحينما كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتطلب أن يقدم الحسين (عليه السلام) دمه فعل ذلك حينما اضطرت الظروف لبذل الدماء وان تعطى العوائل والأطفال فكانت تلك المرحلة تتطلب ذلك اللون من المواجهة ، كما إن الحركة الفكرية والعلمية ومواجهة البدع والأطروحات الضالة كان لونا آخر من الأمر والنهي الذي مارسه الأمام السجاد (عليه السلام ) فليس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقتصر فقط على القتال والضراب ومواجهة الخصوم في ارض المعركة ، فقد تكون المواجهة الفكرية والأطروحات العقائدية الرصينة هي الوجه الأبرز والاهم من وجوه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لذلك فان الإمام زين العابدين اتخذ عدة خطوات لمواجهة المرحلة التي تلت استشهاد والده أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) إيمانا منه بالمرحلية وتعدد الأدوار. فكانت الخطوة الأولية هذه المرة الاعتزال عن المجتمع لغاية يفسرها لنا ولده الباقر عليه السلام حيث ورد قال ابن أبي قرّة في (مزاره) بسنده عن أبي جعفرالباقر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام ، قال: كان أبي علي بن الحسين عليه السلام ، قد اتّخذ منزله من بعد مقتل أبيه الحسين بن علي عليه السلام بيتاً من شَعْرٍ ، وأقام بالبادية ، فلبث بها عدّة سنين ، كراهيةً لمخالطة الناس وملاقاتهم ..) وكان له (عليه السلام) عدة أهداف منها حماية المؤمنين والحفاظ عليهم والتخلص من كل التهم المشبوهة التي قد تلصق به وتجعله عرضة هو وأصحابه للمحاسبة والحساب ، لكن هذا لا يعني إن اعتزاله كان هربا أو تملصا من المسؤولية الشرعية في إدارة شؤون الناس ورعاية أمورهم وإنما كان الإمام عليه السلام يتواصل مع كل صنوف المجتمع ويتعامل مع كل الأحداث التي تجري في الساحة السياسية والاجتماعية ، لكن على نطاق محدود وضيق بل كان يعبر عن آراءه وتوجيهاته لتصل إلى المؤمنين والى من يثق بهم من خلال بعض القنوات الشرعية المتواصلة مع الإمام حينذاك ، وقد رافق ذلك أسلوب مرحلي آخر أدرك الإمام ضرورته وأهميته وهو البناء الروحي والأخلاقي للمجتمع حيث إن حب الدنيا وحب الحياة كان واحدا من أهم الأسباب التي وقفت حاجزا قويا عن تحقيق الانتصار لأبيه (عليهما السلام) ونقصد بالانتصار وقوف العدد الأكبر معه حيث إن حب الحياة وحب البقاء هو الذي حال بينهم وبين الوقوف مع العقيدة لان الحياة كانت لديهم أحب من العقيدة وأهم من العقيدة بل كانت الإمراض الأخلاقية والانحرافات موجودة وقد غزت المجتمع بسبب فساد الدولة والحكومة آن ذاك لأنها لم تكن تتبع أسلوبا أخلاقيا تربويا ؛ لان الحكومة كانت بنفسها فاسدة ومنحرفة أخلاقيا فكيف يكون لها أن تعالج أمراض المجتمع وآفاته وانحرافاته فرأى الإمام أن من الواجب والمهم هو البناء الروحي والأخلاقي للمجتمع كي يكون مستعدا لنصرة المعصومين عليهم السلام ونصرة الحق متى كان وأينما كان . ولذا فإننا وجدنا إن آثار الإمام زين العابدين عليه السلام كانت عبارة عن الآثار العبادية من أدعية بث فيها كل الوسائل التكاملية الأخلاقية التي تحقق هدفه في تربية المجتمع وجعله مهيئا لرفض الباطل بكل أشكاله وألوانه ليكفّر عن وصمته التاريخية في قبول الحكومات الظالمة التي اختارها كي تكون هي الحكومة الشرعية بالنسب له ، فيا أيها المؤمنون بماذا أناديكم هل أناديكم بأبناء علي عليه السلام أم أبناء الحسين أم أبناء الجوادين والعسكريين أم أنصار دولة الحق المنتظرة وصاحبها المؤمل المنصور بالرعب عجل الله فرجه الشريف لا تعيدوا الكرّة مرة أخرى وتسلطوا المفسدين والظلمة على رقابكم وانتصروا دوما للحق وأهل الحق واختاروا مَن لَم تُلوّث أيديهم بدمائكم ولا بسرقة أموالكم ولا مَن وعدوكم ولم يَفوا بأبسط وعودهم ، ادعموا من ولائهم لعراق الحسين فقط وفقط ومَن هَمَهّم نصرة المظلومين ومَن هدفهم العمل وإنقاذ الوطن الحر من الفساد والمفسدين حتى لا نُمكّن أهل الباطل من أهل الحق ولا نسلط الراشين والمرتشين على الشرفاء الوطنيين من أبناء عراقنا الجريح ...
تكلمنا في الخطبة السابقة عن الأمام زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين (عليه السلام) وقد رأينا كيف انه لم يترك فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أحلك الظروف وأشدها ، حيث أختار (عليه السلام) الطرق المناسبة لذلك وقد تعددت الأساليب عنده ، فكل ظروف الهتك والبطش والظلم لم تنهه (عليه السلام) من ممارسة تكليفه في الأصلاح برغم الحال المأسوي التي كانت تمر بها الأمة .... فيا ابناء العراق الحبيب يا أبناء دجلة والفرات يا أبناء عراق الحضارات: لا يخفى عليكم جميعا ما هو الحال الماساوي الذي يمر به بلدنا الجريح وتكالب الجميع عليه من الداخل والخارج من دول اقليمية ودوليه يريدون ان يطفئوا تلك الروح الوثابة في نفوسكم والشعلة الوضاءة في بلدكم العزيز يريدون سرق البسمة من شفاه اليتامى وكبت الفرحة في قلوب الأرامل والثكالى ، يريدون لعراقكم ان يكون بلدا لأطفال تتباكى ونساء تتعالى أصواتهن بالنحيب ورجال سرقت حقوقهم وضاعت امنياتهم في بلد لا مثيل له من الخيرات ولا نظير له في الثروات ، بلد هو منبع الديانات ومستقر الحضارات وروضة طاهرة وجنة عامرة أصبح اليوم لقمة سائغة للشارد والوارد و صار إلعوبة بيد من سولت له نفسه سرقة قوت أبناء شعبه ونهب خيراتهم الوافرات ليكون عميلا بأمتياز لجهات ودول تدعمه من أجل ان يبقى في منصبه ويواصل سرقاته لخيرات بلده وتفريطه بسيادته فلا همّ لهم الا المناصب والكراسي ولا ينظرون الى حال شعبهم وما يعانيه من مآسي وحرمان وعدم أمان وفقر وجوع وتشريد وتطريد .. فيا ابناء العراق المسلوب والمذبوح من الوريد الى الوريد :بماذا أناديكم أبوطنيتكم وأنتم الذي ضحيتم من أجل بلدكم دائما وابدا ، أم بسيادتكم وأنتم الأحرار دوما وأبدا ، نعم والله أيها الغيارى أنتم قادة الزمان وترجمان الاكوان وأعلمُ ان فيكم صرخة مدوية لو خرجت هزت الكون بأسره وزلزلت عروش الظالمين، فحان اليوم الذي لا بد لتلك الصرخة ان تنطلق وتدوي في كل مكان وتوقظ كل وسنان ، نداء يسمعه اهل السماوات واهل الارضين بصوت عال وحزين . يا ابناء بلدي الحبيب اسمعوا وعوا ها هي بشائر الخير قد لاحت في الافق فاعداء العراق انفاسهم الاخيرة يلفظون ، وايامهم المنتهية يقضون ، وساعاتهم الاخيرة يحسبون ، فَعَلِموا ان هذا الشعب المقدام قد كشف كل اغشية الظلام وأزال سحائب المكر والخداع واصبح كما كان ، هائما في حب ارضه ووطنه وسيصير اليوم كما كان في الأمس القريب ثائرا على كل ظالم أراد قتل العراق وشعبه المظلوم ... يا أبناء العراق المسلوب الخيرات الزاخر بالثروات : لقد سمعنا ورأينا من المفسدين الذين تسلطوا على رقابنا وخيراتنا وثرواتنا شعارات تلت شعارات ووعود ووعود ، وهتافات باطلة رُدِدَت من ألسنةٍ خاوية ستصلى نارا حامية على ما حكت زيفا وكذبا ، وتغنت بقلوب حرى وابدانٍ صرعى ، وجياع تلهفت الى لقمة عيش سائغة ونومة هانئة ، فالويل لكم من صرخة الجياع وثورة الاحرار ودعاء الاطفال ونحيب النساء وغضب الرجال أيها المفسدون أيها السارقون ، اين وعودكم الكاذبة واين شعاراتكم الزائفة أين برامجكم الأنتخابية الصاخبة ، أين وطنيتكم التي ادعيتموها ؟ وأين تدينكم الذي مثلتموه ؟ والله ان فِعالكم لا يرضى بها العميل فضلا عن الوطني ولا يرضى بها الكافر فضلا عن المتدين ، ولكن ما يهدئ النفوس ويصبر القلوب قولة الله تعالى فيكم وبشأنكم وعليكم : (( .... وسيرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ...)) فيا أيها الأحبة أيها الأخيار يا أبناء العراق الحر الأبي ش: علينا جميعا ان ننصر الله وننصر العراق وننصر انفسنا وان نكون يدا واحدا في حماية العراق وخلاصه من كل أذى لحقه او سيلحق به بإبعاد المفسدين والطائفيين حتى لا تعود علينا مجاميع الخطف والقتل على الهوية ولا تعود قصص الديرلات التي تثقب ظهورالناس ولا مجاميع الكبسلة والسرقة ، حتى لا تعود علينا من جديد لتتسلط على رقابنا ... وعلينا جميعا ان نلتزم بقول المرجعية الدينية وتوجيهاتها المباركة حول ضرورة المشاركة في الانتخابات اولا وانتخاب الجهات الوطنية ثانية ً؛ ليكون العراق وشعبه بمأمن من كل ما أضر به من قبل وعانيناه في السابق ، فلا مزايدة على ثرواته ولا نهب لخيراته ولا عصابات جرائم منظمة ، ولا فساد ولا مفسدين ، ولا عملاء ولا خائنين ، وحتى ينعم ابناء هذا البلد كما تنعم بقية شعوب العالم العربي وشعوب العالم الأخرى ...

احزان عمري
01-19-2010, 05:05 AM
http://q8boy.com/images/7ywv2043x0fvam55myoy.gif (http://q8boy.com/)
http://q8boy.com/images/7vtzo28bo5lmp4z13z2.gif (http://q8boy.com/)
http://q8boy.com/images/k6ab7ac6tq1g3ng4wgw.gif (http://q8boy.com/)
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم

السلام على الحسين و على علي بن الحسين و على اولاد الحسين و على اصحاب الحسين
احسنت اخي الكريم على هذا الموضوع

وجعله الله في ميزان أعمالكــــــــِ
موفقـــــــــــــــه/
ولك مني كل الشكر
مع اطيب التحيات

http://q8boy.com/images/q5brr19cop9z8a3vcw1m.gif (http://q8boy.com/)