المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثانــــــــــــي الذبيحيــــــــــــــــن !


هــــاديه
03-10-2010, 04:42 AM
ثاني الذبيحين !




مع تقديس العرب لإبراهيم (عليه السلام) وللكعبة ، فقد اعتنقوا الوثنية وعبادة الأصنام واشهرها هبل واللات والعزى ومناة ، حتى ذبح ملك المناذرة أسيره ابن ملك الغساسنة قرباناً لصنم العُزَّى ! وفي ذلك الظرف نذر عبد المطلب (رحمه الله) إذا رزقه الله عشرة أولاد أن يذبح أحدهم لله تعالى ، قرباناً للكعبة..

وعندما تم له عشرة أولاده اقترع بينهم فخرجت القرعة على عبدالله والد النبي (صلى الله عليه وآله) ، فعزم أن يذبحه فأمره الله تعالى أن يفديه بقربان من الإبل ، فاقترع فجاءت القرعة على مئة من الإبل، فكانت قصته كجده إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام)، ولهذا كان النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: أنا ابن الذبيحين ، يقصد إسماعيل وعبد الله (عليهم السلام)...

وفي الخصال/55 ، والعيون:2/189 ، عن علي بن فضال قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن معنى قول النبي (صلى الله عليه وآله) : أنا ابن الذبيحين؟ قال: يعني إسماعيل بن إبراهيم الخليل ، وعبد الله بن عبد المطلب . أما .

إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشر الله به إبراهيم: فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ، ولم يقل له يا أبت افعل ما رأيت ، سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ . فلما عزم على ذبحه فداه الله

بذبح عظيم بكبش أملح ، يأكل في سواد ويشرب في سواد وينظر في سواد ، ويمشي في سواد ويبول ويبعر في سواد ، وكان يرتع قبل ذلك في رياض الجنة أربعين عاماً ، وما خرج من رحم أنثى ، وإنما قال الله جل وعز له كن فكان ليفدي به إسماعيل ، فكل ما يذبح بمنى فهو فدية لإسماعيل إلى يوم القيامة، فهذا أحد الذبيحين....

وأما الآخر فإن عبد المطلب كان تعلق بحلقة باب الكعبة ، ودعا الله عز وجل أن يرزقه عشرة بنين ، ونذر لله عز وجل أن يذبح واحداً منهم متى أجاب الله دعوته ، فلما بلغوا عشرة قال: قد وفى الله لي فلأفينَّ لله عز وجل ، فأدخل وُلده الكعبة وأسهم بينهم فخرج سهم عبد الله أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان أحب ولده إليه ، ثم أجالها ثانية فخرج سهم عبد الله ، ثم أجالها ثالثة فخرج سهم عبد الله ، فأخذه وحبسه وعزم على

ذبحه ، فاجتمعت قريش ومنعته من ذلك ، واجتمع نساء عبد المطلب يبكين ويصحن ، فقالت له ابنته عاتكة: يا أبتاه أعذر فيما بينك وبين الله عز وجل في قتل ابنك، قال: فكيف أعذر يا بنية ، فإنك مباركة؟ قالت: أعمد إلى تلك السوائم التي لك في الحرم فاضرب

بالقداح على ابنك وعلى الإبل ، وأعط ربك حتى يرضى، فبعث عبد المطلب إلى إبله فأحضرها وعزل منها عشراً وضرب السهام فخرج سهم عبد الله ، فما زال يزيد عشراً عشراً حتى بلغت مائة فضرب فخرج السهم على الإبل ، فكبَّرت قريش تكبيرة ارتجت لها

جبال تهامة ، فقال عبد المطلب: لا ، حتى أضرب بالقداح ثلاث مرات ، فضرب ثلاثاً كل ذلك يخرج السهم على الإبل ، فلما كان في الثالثة اجتذبه الزبير وأبو طالب وإخوانه من تحت رجليه ، فحملوه وقد انسلخت جلدة خده الذي كان على الأرض ، وأقبلوا يرفعونه ويقبلونه ويمسحون عنه التراب...

وأمر عبد المطلب أن تنحر الإبل بالحزورة ، ولا يمنع أحد منها وكانت مائة...

وكانت لعبد المطلب خمس سنن أجراها الله عز وجل في الإسلام: حرم نساء الآباء على الأبناء ، وسن الدية في القتل مائة من الإبل ، وكان يطوف بالبيت سبعة أشواط ، ووجد كنزاً فأخرج منه الخمس ، وسمى زمزم لما حفرها سقاية الحاج...

وأضاف الصدوق (رحمه الله) : ولولا أن عبد المطلب كان حُجَّةً وأن عزمه على ذبح ابنه عبد الله شبيهُ بعزم إبراهيم على ذبح ابنه إسماعيل ، لمَا افتخر النبي (صلى الله عليه وآله) بالإنتساب إليهما لأجل أنهما الذبيحان في قوله (عليه السلام) : أنا ابن الذبيحين،

والعلة التي من أجلها رفع الله عز وجل الذبح عن إسماعيل هي العلة التي من أجلها رفع الذبح عن عبد الله ، وهي كون النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) في صلبهما فببركة النبي والأئمة (صلى الله عليه وآله) رفع الله الذبح عنهما فلم تجر السنة في الناس بقتل أولادهم...

وفي الخصال/312، من وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليهم السلام) قال: يا علي إن عبد المطلب سنَّ في الجاهلية خمس سنن أجراها الله له في الإسلام ، حرم نساء الآباء على الأبناء فأنزل الله عز وجل: وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ...

ووجد كنزاً فأخرج منه الخمس وتصدق به ، فأنزل الله عز وجل: وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَئٍْ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ..الآية ، ولما حفر زمزم سماها سقاية الحاج فأنزل الله: أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الحَاجِّ وَعِمَارَةَ المَسْجِدِ الحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ.. الآية...

وسن في القتل مائة من الإبل فأجرى الله عز وجل ذلك في الإسلام..

ولم يكن للطواف عدد عند قريش فسن فيهم عبد المطلب سبعة أشواط ، فأجرى الله ذلك في الإسلام...

يا علي إن عبد المطلب كان لايستقسم بالأزلام ولا يعبد الأصنام ، ولا يأكل ما ذبح على النصب ويقول: أنا على دين أبي إبراهيم... وأمالي الطوسي/457...

وفي الفقيه: 4/368: يا علي أنا ابن الذبيحين، يا علي أنا دعوة أبي إبراهيم (عليه السلام)...

وتدل الرواية التالية عن الإمام الباقر (عليه السلام) أن الله تعالى نهى عبد المطلب عن ذبح ولده وأمره بالقرعة ، وقد يكون ذلك بعد كلام عاتكة ، قال (عليه السلام) : أول من سوهم عليه مريم بنت عمران ، وهو قول الله عز وجل: وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ

أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ ، والسهام ستة ، ثم استهموا في يونس (عليه السلام) لما ركب مع القوم فوقعت السفينة في اللجة ، فاستهموا فوقع السهم على يونس ثلاث مرات قال: فمضى يونس إلى صدر السفينة فإذا الحوت فاتح فاه فرمى نفسه...

ثم كان عند عبد المطلب تسعة بنين فنذر في العاشر إن رزقه الله غلاماً أن يذبحه ، فلما ولد عبد الله لم يكن يقدر أن يذبحه ورسول الله (صلى الله عليه وآله) في صلبه ، فجاء بعشر من الإبل فساهم عليها وعلى عبد الله فخرجت السهام على عبد الله ، فزاد عشراً

فلم تزل السهام تخرج على عبد الله ويزيد عشراً ، فلما أن خرجت مائة خرجت السهام على الإبل فقال عبد المطلب: ما أنصفت ربي فأعاد السهام ثلاثاً فخرجت على الإبل فقال: الآن علمت أن ربي قد رضي فنحرها..(الفقيه:3/89 ).

ومعناه أنه نهاه الله تعالى عن ذبحه وأمره أن يفديه بما استقرت عليه القرعة ، ونلاحظ أن النبي (صلى الله عليه وآله) ضحى في حجة الوداع بمئة ناقة ، وهي عدد فداء جده لأبيه (صلى الله عليه وآله) ، وأشرك فيها علياً (عليه السلام) لشراكته في وراثة عبد المطلب..

وقد صحح علماء السنة حديث: أنا ابن الذبيحين: رواه الحاكم: 2/554، وصححه الذهبي، والسرخسي: 8/141، وبدائع الصنائع: 5/85 ، وتخريج الأحاديث: 3/177 وفيض القدير: 3/762، وكشف الخفاء: 1/199، وفيه: إسماعيل هو الذبيح على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين..

وفي أمالي الطوسي/457: والصحيح أنه إسماعيل لمكان الخبر ، ولإجماع علماء أهل البيت(عليهم السلام)على أنه إسماعيل...وفي أضواء على المسيحية للدكتور شلبي/66: يقول برنابا: فكلم الله حينئذ إبراهيم قائلاً: خذ ابنك البكر واصعد الجبل لتقدمه ذبيحة. والبكر هو إسماعيل (عليه السلام) ، وقد ولد إسحاق (عليه السلام) بعده بسبع سنين..

السيرة النبوية عند أهل البيت (ع) ـ ج 1 - الشيخ علي الكوراني العاملي

مع الشكر الجزيل لاخي الكريم ابو طالب


وَيْلٌ لِطُغَاةِ العَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبْ

السوسن
03-10-2010, 02:48 PM
جزاك الله خيرا على الموضوع القيم

محبة نصر الله
03-11-2010, 01:24 PM
احسنت

بارك الله فيك


جعلة الباري في ميزان اعمالك يارب


موفقة لكل خير


تحياتي لكِ

مشكاه
03-14-2010, 12:13 AM
http://qasralkhair.com/up/uploads/1aba5b3a12.gif