المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نفسي بين أزمنة ثلاثة..؟؟


ناصر الحسين
05-04-2010, 12:42 AM
النفس بحاجة إلى التغيير، وهنا أعني التغيير الإيجابي، هي في رحلة ذات طقوس متلونة وعليها أن تتكيف معها، ومع الظروف المحيطة التي ليس لها شكل معين تزداد مهمة النفس صعوبة على إنهُ كلما كنا أكثر دراية بأعماق أنفسنا كلما كان الثبات والاتزان في التغير أكثر جدوى وأكثر أصالة. فكثيراً ما حدثت نفسي إن أنتِ أردت أن تنتقلي من جمودكِ وتتحرري من قيودك التي تهتك بك أن تمري بأزمنة ثلاثة و تستوعبي هذهِ الأزمان وبخصوصية فهم منفردة لكل زمن.

1ـ الزمن الحاضر: الإيمان بأن النفس ذات تموضع يعيش اللحظة بمعنى إن الفرصة الذهبية للتغيير هي اللحظة الآنية، وهذا يتطلب بالضرورة أن تعي نفسي وبوضوح تام موطأ قدمها فالتغيير يتطلب حتماً معرفة أين أتواجد الآن؟ تتجلى أهمية هذا الزمن في نقطة (الاعتراف) طالما استمرت النفس تُخادع ولا تعترف بالاعوجاج فلن يحدث التغيير، وهنا لابد أن يطفو على السطح عامل مهم قد يقلب المعادلة إلا وهو عامل (الإرادة) والتي ستكون بمثابة الداعم لقوى التغيير الإيجابي والمساعد على الإبحار بعيداً عن الاضطراب والتماوج العنيف والصراع (بين قوى الاستمراء وقوى الرغبة في الانعتاق والتحليق)

2ـ الزمن الماضي: حقّ عليّ أن ألوم نفسي على تقصيرها فيما مضى، ولكنني كنت أخلق من اللوم قضباناً حديدية (سجنا فولاذيا). سجن النفس في الماضي يعني محاولة عابثة لإرجاع عقارب الزمن للخلف، وفي هذا استحالة منطقية! استفاق العقل من حالة غيبوبة استمرت دهراً وتساءل أخيراً هل بالإمكان تحويل سجن الماضي إلى بنك؟! بنك للمعلومات والتجارب! والاستفادة منه في تحرير التغيير عوضاً عن تكبيله.

3ـ المستقبل: انطلقت مسيرة التغيير ولكن النفس ما زالت في تأرجح وخوف إذ تخال المستقبل صورة مبهمة المعالم وتخشى أن تتعثر في دهاليز الشك، وهنا لابد من الحسم خوفاً من التأرجح الخطير والعودة إلى المربع الأول! لابد من عامل الثبات والثقة بأن جزاء الثبات على التغيير أجر يفوق الطاقة التي بذلت في سبيله.

هل تعي نفسي إن اللحظة لا تلد لحظة مثلها ، وذلك لأن كل لحظة هي فرصة تتوارى وتضمحل. قد تأتي أخرى ولكنها محسوبة من أجلٍ ينصرم مع الأنفاس ودقات القلب!

ودمتم في امان الله