اسد الشيعة
05-05-2010, 03:18 AM
من روائع نهج البلاغة
- جورج جرداق - ص 198 - 202
http://www.onderer.com/animals/peacock.jpg
من خطبة - عليه السّلام - له يذكر فيها عجيب خلقة الطاووس :
... ومن أعجبها خلقا الطاووس الذي أقامه في أحكم تعديل ، ونضد ألوانه في أحسن تنضيد ، بجناح أشرج قصبه وذنب أطال مسحبه
http://www.omanlover.org/vb/imgcache/2892.imgcache.jpg
إذا درج إلى الأنثى نشره من طيه وسما به مظلا على رأسه كأنه قلع داري عنجه نوتيه يختال بألوانه ويميس بزيفانه . تخال قصبه مداري من فضة وما أنبت عليه من عجيب داراته وشموسه خالص العقيان وفلذ الزبرجد . فإن شبهته بما أنبتت الأرض قلت : جنى جني من زهرة كل ربيع ! وإن ضاهيته بالملابس فهو كموشى الحلل ! وإن شاكلته بالحلي فهو كفصوص ذات ألوان نطقت باللجين المكلل ،
http://www.users.qwest.net/~rnclark/c110694_02_14a-peacock.jpg
يمشي مشي المرح المختال ، ويتصفح ذنبه وجناحيه فيقهقه ضاحكا لجمال سرباله وأصابيغ وشاحه ! فإذا رمى ببصره إلى قوائمه زقا معولا يكاد يبين عن استغاثته ، ويشهد بصادق توجعه ، لأن قوائمه حمش كقوائم الديكة الخلاسية .
وله في موضع العرف قنزعة خضراء موشاة . ومخرج عنقه كالإبريق ومغرزها إلى حيث بطنه كصبغ الوسمة اليمانية أو كحريرة ملبسة مرآة ذات صقال وكأنه ملفع بمعجر أسحم إلا أنه يخيل لكثرة مائه وشدة بريقه أن الخضرة الناضرة ممتزجة به . . ومع فتق سمعه خط كمستدق القلم في لون الأقحوان أبيض يقق ،
http://rado5.jeeran.com/tawoos%20abyad.jpg
فهو ببياضه في سواد ما هنالك يأتلق . وقل صبغ إلا وقد أخذ منه بقسط وعلاه بكثرة صقاله وبريقه وبصيص ديباجه ورونقه فهو كالأزاهير المبثوثة لم تربها أمطار ربيع ولا شموس قيظ . وقد ينحسر من ريشه ويعرى من لباسه فيسقط تترى ، وينبت تباعا ، فينحت من قصبه انحتات أوراق الأغصان . ثم يتلاحق ناميا حتى يعود كهيئته قبل سقوطه : لا يخالف سالف ألوانه ولا يقع لون في غير مكانه .
http://farm3.static.flickr.com/2371/2094877747_3bde57b88c.jpg
وإذا تصفحت شعرة من شعرات قصبه أرتك حمرة وردية ، وتارة خضرة زبرجدية ، وأحيانا صفرة عسجدية ..
http://www.w6w.net/album/186/w6w_w6w_2005042415140971d2f02a.JPG
فكيف تصل إلى صفة هذا عمائق الفطن أو تبلغه قرائح العقول أو تستنظم وصفه أقوال الواصفين وأقل أجزائه قد أعجز الأوهام أن تدركه والألسنة أن تصفه ...!
السلام عليك ياأمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته
^^^
تحياتي
اسد الشيعة
- جورج جرداق - ص 198 - 202
http://www.onderer.com/animals/peacock.jpg
من خطبة - عليه السّلام - له يذكر فيها عجيب خلقة الطاووس :
... ومن أعجبها خلقا الطاووس الذي أقامه في أحكم تعديل ، ونضد ألوانه في أحسن تنضيد ، بجناح أشرج قصبه وذنب أطال مسحبه
http://www.omanlover.org/vb/imgcache/2892.imgcache.jpg
إذا درج إلى الأنثى نشره من طيه وسما به مظلا على رأسه كأنه قلع داري عنجه نوتيه يختال بألوانه ويميس بزيفانه . تخال قصبه مداري من فضة وما أنبت عليه من عجيب داراته وشموسه خالص العقيان وفلذ الزبرجد . فإن شبهته بما أنبتت الأرض قلت : جنى جني من زهرة كل ربيع ! وإن ضاهيته بالملابس فهو كموشى الحلل ! وإن شاكلته بالحلي فهو كفصوص ذات ألوان نطقت باللجين المكلل ،
http://www.users.qwest.net/~rnclark/c110694_02_14a-peacock.jpg
يمشي مشي المرح المختال ، ويتصفح ذنبه وجناحيه فيقهقه ضاحكا لجمال سرباله وأصابيغ وشاحه ! فإذا رمى ببصره إلى قوائمه زقا معولا يكاد يبين عن استغاثته ، ويشهد بصادق توجعه ، لأن قوائمه حمش كقوائم الديكة الخلاسية .
وله في موضع العرف قنزعة خضراء موشاة . ومخرج عنقه كالإبريق ومغرزها إلى حيث بطنه كصبغ الوسمة اليمانية أو كحريرة ملبسة مرآة ذات صقال وكأنه ملفع بمعجر أسحم إلا أنه يخيل لكثرة مائه وشدة بريقه أن الخضرة الناضرة ممتزجة به . . ومع فتق سمعه خط كمستدق القلم في لون الأقحوان أبيض يقق ،
http://rado5.jeeran.com/tawoos%20abyad.jpg
فهو ببياضه في سواد ما هنالك يأتلق . وقل صبغ إلا وقد أخذ منه بقسط وعلاه بكثرة صقاله وبريقه وبصيص ديباجه ورونقه فهو كالأزاهير المبثوثة لم تربها أمطار ربيع ولا شموس قيظ . وقد ينحسر من ريشه ويعرى من لباسه فيسقط تترى ، وينبت تباعا ، فينحت من قصبه انحتات أوراق الأغصان . ثم يتلاحق ناميا حتى يعود كهيئته قبل سقوطه : لا يخالف سالف ألوانه ولا يقع لون في غير مكانه .
http://farm3.static.flickr.com/2371/2094877747_3bde57b88c.jpg
وإذا تصفحت شعرة من شعرات قصبه أرتك حمرة وردية ، وتارة خضرة زبرجدية ، وأحيانا صفرة عسجدية ..
http://www.w6w.net/album/186/w6w_w6w_2005042415140971d2f02a.JPG
فكيف تصل إلى صفة هذا عمائق الفطن أو تبلغه قرائح العقول أو تستنظم وصفه أقوال الواصفين وأقل أجزائه قد أعجز الأوهام أن تدركه والألسنة أن تصفه ...!
السلام عليك ياأمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته
^^^
تحياتي
اسد الشيعة